الجمعة، مايو 22، 2009

ايامي , بين دنشواي و الفوالة و عبد العزيز فهمي

لي فترة لم اتحدث عن ما اشاهد في حياتي و لكن اعتقد ان هذه الفترة - رغم اختلافها بشكل جزري عما سبقوها- خاصة انني اصبحت الان اعمل في الحكومة

ربما كان حظي جيد في ان طبيعة عملي - رغم تعدد الصيدليات التي عملت بها - الا انني دائما كنت معزولة عن القيل و القال و لم اواجه المشاكل المعتادة في نقل الكلام و النم و ما شابه الخ

الغريب ايضا انني اعمل مع نساء -
بدأ من كبيرة الصيادلة و الممرضات و حتي العاملة - و تجد ان مجتمع النساء برغم من خصوصية موضوعاته الا انه في النهاية ان تأملت ستجد نفس الصفات التي تجدها في مجتمع عمل الرجال , ربما هي طبيعة العمل هي التي تجعل الناس يبدون هاكذا .... و لا يوجد غير 2 صيادلة ذكور و لكن الدكتور الكبير اصبح يجيد الظهي ربما افضل من النساء زميلاته و كثيرا ما كنت اسمعهم - اثناء قرائتي لكتبي الاثيرة - يشرحون طرق عمل الطعام !!!ن و هذا الجو النسائي عامة يريحني اكثر للامانة

ربما تكون الحياة اكثر رتابة و ملل في العمل الحكومي , لانه فعلا بلا ابداع , لكن من جانب اخر...تشعر ان اسلوب العمل لو كانت الادارة مختلفة لكان الامر افضل كثيرا فالمشكلة الدائمة هي توجهات ضد مصلحة العمل , سوء ادارة , فهناك توفير لبعض الادوية الغالية التي لا توجد في المستشفيات الاستثماري و يتحملها المريض بالكامل , فهناك في عهدتي حقنة واحدة ب 1350 جنية , كم فرد يمكنه تحملها ؟؟؟؟

لكن علي الجانب المظلم يوجد عندنا عجز رهيب في الصيادلة لكنهم لا يريدون عيين ناس جدد حتي لا يونوا عبئ علي الحكومة !!! فالسياسة العامة للدولة الان هي العقد المؤقت و هو غير موجود عندنا و في نفس الوقت هناك سياسة تطفيش غير معلنه كلنها محسوسة حتي نخف العبئ عن الدولة ...لا ادري فعلا كيف يفكر هؤلاء الحكام ... م

اعمل في صيدلية بالدور السابع ... و اري ابراج كهرباء جبل المقطم منها و بعض معالم القاهرة مث الجراند حياة و البرج و نايل سيتي و القلعة , اشعر ان المرء كلما رأي الصورة الكلية من فوق قد يراها جيدا ً لكنه بعيد عن المشاركة في الاحداث... و لا اعلم ما يحدث الا ن حديث الممرضات او زميلتي الصيدلانية - في السابق فقد تم نقلي لصيدلية اخري و اصبحت اعمل وحدي - اشعر بان دور الاعلام اصبح غاية في الخطوة , فما يبثة العاشرة مساء او تسعين دقيقة او حتي البيت بيتك يكون هو حديث الناس في اليوم الاخر ... لن انسي هلع الدكتورة اماني - زميلتي - او الممرضات عند الحديث عن خطف الاطفال او النساء و قتلهن بهدف تجارة الاعضاء , او الهلع من عدم قيام الشرطة بدورها من حفظ الامن و التفرغ للمواكب و الحراسة الخصوصي و اصبحت سرقة حقائب النساء منتشرة - حدث لخالتي سرقة و تمت معملتها باهانة في لقسم حتي دفعوها للبكاء و عندما تذكرت اسم ابن صديقة لها لواء تغيرت المعاملة 180 درجة - و تأثر الناس بحادث وفاه بنت مغنية لا اذكر اسمها الان و كيف تم تشوية صورة الفتاتان لعمل فرقعة صحقية , و كيف ان الوعي يتم تزييفه لدي الناس فلن انسي تحييد الرأي العام من موضوع ضرب غزة من الصهاينة اليهود و انهم من باع الارض و ما الي هذه الاسطوانة المشروخة - حتي عند وفاه حفيد الريس كيف انهم كانوا يترحموا علي الصبي و يدعوا علي الجد و علي مدير المستشفي !!!كأن الرئاسة اصبحت مرادف للطغيان في كل مكان و كأن نموذج مصر يتكرر علي المستوي الكبير و الصغير !!! اما علي مستوي الستشفي فهم لا تستوعب الممرضات كيف لا يصحبون اطفالهم معهم في العمل و لا توجد حضانه بالمستشفي - ولا احد يقول لي يجلسوا في بيوتهم لانهم يحتاجون لكل قرش حقاً - مستاؤون من ان ادارة المستشفي تريد اجبارهم علي اصدار فيزا و سوف يحول المرتب الشهري عليها و لن يقبضوه في يدهم !!!! و هذا اكثر ما يثير الاستياء , و الشكوي من قله مستوي المرضي فحدث ان تمت سرقة طفل من المستشفي و هذا لان الام اعطته لاي امراءة قابلتها في الطريق و قالت لها انزلي بالطفل دا و اديه لجدته و وصفت لها جدته و طبعا المراة الغريبة اخدت الطفل و باعته ب 300 جنية !!! كما انه في مرة ولدت امراة 3 توؤم ذكور و عندما سئلتها الممرضة قالت انها ولدت بنتين وولد و كاد ان يفتح تحقيق لان البيانات غير مطابقة مع ما تقوله الام و عندما كشفوا علي المواليد وجدوهم ذكور و قالت المراة انها كانت تكذب علشان الحسد !!!!
و بالمناسبة لم يسمع احد علي اضراب 8 ابريل فوسيلة اتصالهم بالعالم الخارجي هي التلفزيون و ليست النت


اما من ضمن الجانب المشرق الذي لابد ان اكتب عنه و هي قشطة !!!!
هذه هي عاملة الدور السابع , و من الوهلة الاولي تلمحها و هي تضحك ... الابتسامة لا تفارق شفتيها , و تطيع كل ما يوكل اليها , و عندما اقترب منها قليلا وجدتها امراة صابرة , فهي عندها الغضروف و مع ذلك من ضمن وظيفتها انا تحمل كراتين المحاليل , و الكارتونة وزنها 10 كيلو و في مرة كانت هناك طلبية محاليل بها 60 كرتونة !!!! كما ان زوجها لا يعمل لا ادري هل لمضر ام ماذا , في فترة من حياتها اخذ زوجها المال المدخر و تزوج بأخري و و طلق قشطة , ثم لم يرتاح مع زوجته الاخري و عاد اليها و قبلت .... و هي الان من تعول العائلة و لم اسمع منها كلمة شكوي الا عندما ينهرها احدهم فهي تري ان حقها ان تعامل بانسانية و عندا قولت لها اتركي العمل قالت لي العمل لا يقف علي احد نحن من نحتاجه و لكنهم لا يحتاجوننا لان البلد مليانه و حتي و ان لم يجدوا احد الدنيا بتمشي , حقا هي مثل متجسد حي من القناعة و الرضا علي الرغم من انها لم تتعلم بتاتا!



تظهر بين الحين و الاخر اشاعة او تقليعة اسمها الجودة ... و هي من الفترض ان تمر علي عنابر المستشفي و تري النظام و النضافة بها و علي الرغم من ان المستشفي حاصلة علي " الجودة "الا انه و بلسان ممرضات قسم النساء لا يحجزوا المريضات لان المراتب لا يتم غسلها (
و لمن لا يعرف فقسم النساء هو الولادة و به كثير من السوائل و الدم التي تريد نظافة و تعريض للشمس ) لانه لا توجد عاملات لانه لا توجد ميزانية لعمالة اخري !!! و عندما اسئل الممرضة كيف تحصل المستشفي علي الجودة و هذا هو مستوي النظافة , تقول لي كله بيتظبت يا دكتورة !

اشعر بالاسي و الالم لاننا اصبحنا نهتم بالمظهر لا الجوهر ولا اداء العمل علي الرغم ان هذه المستشفيات تقدم خدمات جليله في رأيي و ما ينقطها هو قليل من التظبيت
فمثلا كم صرفت علاج لشخص يدعي " مجهول " و يدخل الاستقبال و يتم صرف له علاج حسب المتاح و قارنت هذا الموقف بالمستشفيات الاستثماري ووجدت انهم كثيرا ما يتركون مرضي يموتوا لانهم لم يدفعوا 5 الاف جنية تأمين قبل الدخول , و عندما توجهت بالسؤال لمفتشة من الهيئة و قولت لها انتم في قمة الهرم لماذا لا تغييرون النظام قالت لي انت لسه حماسة الشباب واخداكي الامر اكبر مننا
لا ادري من هو هذا الذي بحجم التغيير ان كان الرؤساء يقولون هذا

اعتقد انه سيناريو مكرر , يتم اغراق الشركة او المستشفي او ايا كانت المؤسسه(
دكتورة اماني كانت تعمل في شرة وول تكس صيدلانية و كانت سعيده بها للغاية و فجئة سمعوا ان الشركة تخسر و تم بيعها و تم بناء ابراج ساويريس او النايل سيتي بدلا منها )و يكون المرض بسيط و لكن بدلا من العلاج يستسهلون بتر الاطراف , و عما قريب سوف نحصل علي وطن بلا اقدام تنقلنا الي المستقبل و بلا ايدي تصنع لنا احتياجاتنا و اعمي بلا رؤية يترنح بلا هدف ولا رؤية و حتي كلما تنبت ايدي او اقدام او عقول لتفكر يتم محوها ووأدها


كنت اريد كتابة هذه التدوينة كي ادون ما يحدث لي في عملي الان و كنت اريد التسرية عن نفسي و لكن الظاهر ان كل شئ الواحد بيكتبه بيطلع كئيب بهذا الشكل !!!
اما عن ماذا يحدث في الفوالة و عبد العزيز فهمي , فهذه قصة اخري لان هذه التدوينة طالت زيادة عن اللازم

هناك 7 تعليقات:

ebn roshd 777 يقول...

اشعر ان المرء كلما رأي الصورة الكلية من فوق قد يراها جيد
مهما حاولتي البعد عن التامل والتدقيق في احوال الحياه ومن يعيشون فيها
اجد قلمك لا يطاوعك احيانا ويتشبث بما يعلمه عنك مسبقا ويمتعنا بتاملاتك الجميله واؤيدك بشده اننا يجب ان نحاول رؤيه الصوره باكملها ومن موقع يتيح لنا ذلك فمن المؤكد ان الحكم سيكون صائبا وصحيحا
واود ان اضيف ان تواجدك باحد المستشفيات الحكوميه هي فرصه لاكتساب خبرات واحاسيس قد لا تتاح في اماكن اخري

يا مراكبي يقول...

لا دهشة على الإطلاق

وإذا تجمعت الصورة كاملة: مستشفيات + مزارع + مصانع + مواقع عمل .. ستري الإنهيار التام في كل تفصيلات هذا البلد .. وستضح الصورة أكثر وأكثر .. فنحن مقدمون على كارثة متكاملة

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم

@ ابن رشد 777
و الله وجودي في المستشفي الحكومي افضل
ما هو موجود , و ان كنت ازهد فيه بجد كما ازهد في وجودي في هذا البلد و لكني احاول التعايش كما تري

اعتقد ان لكل مكان تجربته الانسانية التي يتميز بها و لكن اعتقد ان المرء قد يترك هذا المكان فوجب عليه تدوين هذه اللقطات الحية

مرور طيب

@ باشمهندس القاضي
صدقا ما تقول انهيار تام في كل تفاصيل هذه البلد و القادم اسواء فعلا
احمد الله انني لازلت استطيع النظر من فوق و لم تغتالني الحياة اليومية بتفاصيلها
هي حقا كارثة

دمت بكل الود

علا يقول...

انا ياشمس بشتغل برضه فى مستشفى بس خاص
وعايزة اقولك انه فيها برضه نفس نوعية الناس موجودين بس مش بالصورة الكبيرة الا انهم برضه موجودين الصالح والطالح موجود فى كل حتة
وربنا يبعدنا عن الكائدين حاكم الكائدين دول ابشع خلق الله

مصطفي النجار يقول...

الجودة
نعم نسمع عنها كثيرا لكن اين هي
تدوينة دسمة جدا براحة علينا

بنت أبيها يقول...

فعلا تدوينة دسمة جدا

لكن كوني متفائلة وحاولي باقصى ما تستطيعي ان تغيري من حولك

حتى لوكان التغيير مجرد تغيير قناعات والقناعات والافكار تتحول لافعال

وكوني صامدة ولا يصيبك اليأس وتصبحي في يوم من الأيام مثلهم

منتظرة البقية

محمد عبد الرحمن يقول...

الفسااااااااااااد
هو الإطار العام لكل صورة حكومية
فساد مالي إداري تقنى مهني
بجد أنا مرعوب من تداعيات الحالة الراهنة
قيادات غير مؤهلة فى كافة المرافق تقريبا وطاقات غير مستغلة ومحسوبية متغلغلة ونفاق متبادل


ربنا يستر