السبت، يونيو 25، 2011

متفرقات

الشارع المصري الان في حالة من التخبط لا اعني بالطبع موضوع الدستور اولاً او اخيرا ً , فهي خناقة ابتدعها النخبة ليؤثروا علي صانع القرار و لم يصل صداها للشارع و الشارع له اهتمام مغاير عنها , ما اعنيه هي حالة السخط العارم التي تسود بين المصريين الان تجاه الثورة ... اعتقد ان الاغلب كانوا مبتهجين بتنحي مبارك علي وجه الخصوص و ليس بالثورة في حد ذاتها , ذات الوجوه التي كانت تقبع خلف التلفاز و في بيوتها تسب الثوار و ترجوهم ان يعودوا لمنازلهم و انهم قد حققوا انتصار بان مبارك سوف يرحل في سبتمبر , و يحذرون ان تمادينا اننا نسعى الي خراب البلد , هي ذاتها التي لازالت تسب و تلعن بل و المضحك انها تقول ان الثورة اتت لنا بكل المشاكل ( و ان قلت لاحدهم ان المشاكل ذاتها كانت موجودة قبل الثورة - يفاجئ تماما كأنه لم يكن معك منذ عدة اشهر في نفس البلد يعاني الامرين من كل شئ ) و لكنها الرغبة في ايجاد شماعة و تعليق عليها الاخطاء - اي اخطاء وجدت - فيما مضي كانت الشماعة هي مبارك و النظام الحاكم و هي التي تدعونا للسلبية لانه مفيش فائدة , و الان تلك الثورة اللعينة التي اتت بالبلطجية و لم تغير لنا من الوضع شئ ... نسينا او تناسينا اننا تريد ان يتغير كل شئ و لكن لا نريد ان نتغير نحن !!! كانت هذه خلاصة حوار مع اناس في الشارع ( بائع في سوبر ماركت يحاوره احد الزبائن في اهمية ان يكون له صوت في الانتخابات المقبلة و البائع يقول له انه مفيش فائدة و كل واحد يعمل اللي يفيده و ان السياسة للمرفهين , و مديرة محل ملابس كانت ثائرة للغاية من اخلاقيات الناس رغم انها كبائعة لا تؤدي ما علينا في الامانة في البيع , ركاب مخالفين في قطار الدرجة الثانية الفرنساوي اثار جدل واسع بالقطار , و دكتورة صيدلانية غير مقتنعة اساسا بقيام او جدوى الثورة و انها تقول ان الناس هما هماهم و لن يتغير شئ ولا تأمل في شئ لان الناس لم و لن تتغير ) عندما فككت حوار اغلب الناس , وجدت انه لا يوجد منطق صلب يجمعهم , مجرد حالة غضب عاطفية و تنفيس عن شحنة انهم لم يعووا قادرين علي تحمل المزيد , خاصة ان الارقام التي نهبها حكام البلد السابقين كفيلة بأن تجعل اي فقير يصاب بالجنون و اللوثة و الحسرة في آن واحد ... و لو لا المخزون الديني في وجدان هذا الشعب لتحول الي بلطجية و قطاع طرق و لتضاعفت معدلات الجريمة اكثر مما هي عليه 50ضعف علي اقل تقدير ... وجدت انه حتي من يعاني من بعض الاخلاقيات السيئة يريد ان يعاقب المجتمع كله بان يكون اكثر سوءا ً و يعامل الناس ( عاطل مع باطل ) بمثل تلك المعاملة السيئة ... اعتقد اننا ان وصلنا لتلك المرحلة ( الجميع يعاقب بعضه لانه قد يواجه بعض السلبيات من بعض فئات المجتمع ) فلن ينصلح الحال , و سنتحول عما قريب لغابة , و اري ان الايمان هو الحل الوحيد العملي الذي يجعل الناس تتحمل و تقابل - رغم كل ما تواجهه من ضغوط - الاسائة بالاحسان او علي الاقل تستطيع ان تكسر دائرة سوء الادب ولا تكون منتج و آله لتكاثرها ... اعتقد ان خطة الشرطة في اشاعة الرعب في قلوب الناس , علشان يتربوا و يعرفوا ان الله حق مش هما مش عايزين ضرب خليهم يشربوا , تركهم للباعة الجائلين يحتلون اغلب الشوارع تقريبا ً , عدم تحرير مخالفات صف ثاني لمن يترك سيارتة في شوارع ممنوعة ادي الي مضاعفة الاختناق المروري , تعضدها الدعايا الاعلامية المبالغ فيها في تصوير الحالة الامنية المتردية لمصر ( رغم ان لا احد يذكر ان البلد لا كبير حقيقي لها ولا هيكل اداري قوي لها ) تجعل الجميع في حالة خوف و هلع مبالغ فيه - لا انكر ان هناك حوادث الان و لكن الحالة الامنية فيما قبل الثورة لم تكن لتختلف كثيرا عن اليوم ... اذكر انه قبل قيام الثورة كانت هناك معدلات جريمة عالية و اذكر امرئتين تمت سرقة حقيبتهمها في اماكن مختلفة ( مصر الحديدة و شبرا اغاخان ) و لم يقبل قسم الشرطة تحرير المحضر حتي لا يتهم ان معدلات الجريمة في المنطقة عاليا ... نحن ننسى فقط ما كنا فيه و نحن للماضي دائما ً فالماضي له رونقه حتي و ان كان اسوأ .... اعتقد ان دورنا - اي حد مؤمن بالثورة - عليه ان يجد لنفسه دور غير تقليدي , لابد ان نشترك في اي حوار يدور امامنا , و ان استطعنا ووجدنا مجال لفتح حوار مع زبون في عمل او زميل عمل او حتي من يستقلون نفس المواصلة العامة , اعتقد انه لابد ان نشترك بإيجابية في تلك الحوارات و نحاول ان نصحح قدر الامكان الصورة السلبية التي تروج الان عن الثورة , و الحرض علي ان لا نواجه الاسائة بالاسائة و ان نحاول التحلي بالادب , لانها قيم اساسية قد تكون غائبة عنا لكنها في لب التعاملات التي تواجة المرء في حياه اليومية و تؤثر عليه ... هو دور صعب و لكن لا ننتظر ان يفعله لنا احد فالاعلام اثبت انه لا يزال يتأمر لينتج النظام السابق و لكن الفارق اننا ادركنا قيمتنا جيدا و ان التغيير ليس بالمستحيل ( نتذكر دائما ان مبارك تنحي و انا كان من سابع المستحيلات و لكنه حدث )


-------------------------------------------------------------------------------------------


لا أرتاح كثيرا لسياسة الدولة الداخلية , اري كثيرا من التخبط بين من بيدهم ابواق الاعلام , اري قرارات غاية في الاستفزاز , توالي الافراج عن المتهمين بقتل المتظاهرين في الاسكندرية مثلا و خروج البعض بكفالة و عدن اتخاذ اي قرار حقيقي في مصادرة الاموال المنهوبة التي ظهرت لعائلة مبارك ( لا ادري لماذا كل هذا التباطئ في الاجرائات - اسبانيا في يومين تمت مصادرة اموال المدعو حسين سالم و نحن منذ خمسة اشهر لم نسترد اي مليم من حرامية البلد ؟؟ لماذا ؟؟؟) ثم تعيين احمد زكي بدر في لجنة تطوير التعليم في الجامعات و رفض استقالة يحيي الجمل ( مش عارفة ليه حاساها اشتغالة من رجل خرفان بس كان واجب الجيش يكدب خبر زي دا ) كل هذا يجعلني غير مطمئنة ابدا و اري ان فلول النظام بتعمل بقوة لاعادة هيكلة هذا النظام الذي سقطت رموزه و لكن بشكل جديد ... كحل هذا يجعلني علي قناعة ان الافضل للبلد ان يرحل هذا الحكم العسكري بأسرع وقت ... اي قوة مدنية سوف تأني سنكون قادرين علي التعامل معها , لكن العسكر اي مواجه معه هي مواجهه خاسرة ... ربنا يستر


----------------------------------------------------------------------------------------


ظهرت في الاونة الاخيرة صورلمسؤولين سياسيين تتراوح عمرهم من العشرين الي الثلاثين (

أجاثا سانجما - وزيرة التنمية المحلية في الهندالعمر : ٣٠ سنة وزيرة منذ عامان - بات روي عضو البرلمان الإسترالي عمره 20سنة - بلال ماجد 27سنة مرشح حزب العدالة و التنمية في تركيا للانتخابات المقبلة ) بالطبع يتحسر الشباب هنا علي ضياع فرصتة و ان الاخرين يستفيدون من طاقات شبابهم .... هو الكلام مجرد سليم , بس هل الشباب فقط هم من تمت سرقة اعمارهم في تلك البلد ؟؟؟؟ لما حاكم يقعد في الحكم 30 عام من الخمسين للتمانين ... يبقي فيه جيل كامل احيل علي المعاس قبل ان يبدأ حياته ... و بالتالي أثر هذا علي دورة الحياة الطبيعية لتعاقب الاجيال ... و ادي ذلك الي تمرد و رد فعل غاضب من الاجيال الشابة التي وجدت انه لا فرصة لها ولا يريد الكبار ان يتركوا لهم الفرصة ... ولكن لنصدق انفسنا القول , هل الكبار اصلا مؤهلون للعب الادوار الموضوعين بها ؟؟؟ لا اظن فالنخب ليست علي المستوي و الاعلام مستواه هابط و نادرا ما تجد مذيع يتقن العربية بشكل حقيقي ... هل هناك من السياسيين المفروضين علينا علي الساحات من هم كفئ لادارة مقاليد الامور ؟؟؟ المنظومات المفككة التي كنا نحيا بداخلها ادت الي انهيار قطاع غير قليل من الجيل الناشئ , للاسف اقول هذا بعد سماعي لعينة عشوائية من الشباب في رأيهم في امتحانات الثانوية العامة مثلا و كيف يريدوا تطوير نظام التعليم ... اجد صراحة اراء ضحلة للغاية تنم عن سطحية و تكرار لكلام لا اعتقد انني ان تعمق معهم في الحديث سوف اجدهم يقفون علي ارض صلبة و يعون لماذا يقولوا هذا الكلام ... بل ان شباب الثوار الذي يتم تسليط الضوء عليهم للاسف اقلهم من يقنعني بالحديث و اكثرهم ما اشعر انه سطحي للغاية هو للامانة نيتة سليمة لكنه يفتقد لابسط المهارات الاساسية في التعامل بحنكة و حذر و معرفة كيفيه ادارة الحوار بذكاء و ما الي ذلك من تلك الامور التي لابد ان يتميز بها اي سياسي ناشئ ... هل هذه النوعية من الشباب الغير مؤهل فكريا هي ما نعول عليه او ما نريد منه ان نسند اليه اعمال تدخل في لب قرار الدولة ؟؟؟ لازال هناك طريق طويل امامنا كي نطالب ان يصل شاب ذي 20 ربيع الي سدة البرلمان ... لنسلك الطريق الطبيعي من محاولة تأهيل للكبار قبل الصغار حتي يتقبلوهم و يتقبلوا و يستوعبوا ارائهم و رؤيتهم حتي و ان بدت انها قاصرة و تأهيل للصغار ايضا بان يتم دمجهم في مهام صغيرة تتدرج المهام بالخبرة و ان اثبت المرء كفائة و ان يكون هناك تقييم حقيقي لاداء الشخص ( مش علشان كبير نجاملة او علشان صغير نجامله ) لان مهم جدا التعلم من الاخطاء و تصويبها ... حتي يمكن ان تكون هناك اليه حقيقية تؤهل الشباب ليكونوا مثل تلك النماذج التي نراها في مختلف دول العالم اعتقد ان الجريمة الحقيقية التي فعلها مبارك و اعوانه هي ... سرقة أعمارنا و جعل شبابنا ذي نفسية مكسورة , بكل ما تحملهالكلمة من معان ( بأننا لن نتمكن من فعل اشياء كانت ممنوعة في المرحلة السابقة و كبرنا علينا و لم يعد تعلمها اليوم مجدي او مواكب لمرحلتنا العمرية ) و تلك الجرائم المعنوية للاسف لا يوجد ضدها عقوبة في القانون

الأحد، يونيو 19، 2011

خاطرة سريعة عن من يتم تصنيفهم تحت اسم : مرشحي التيار الاسلامي للرئاسة

تتوالي علينا اخبار ترشيح البعض انفسهم لخوض الانتخابات الرئاسية , لا اريد التشكيك في نوايا احد و لكن ليس الجميع يقصد الترشح لمصلحة البلد العامة و لكنه اقرب ما يكون اداة لاعادة انتاج النظام بكل آلياته الفاسدة ( اقصد من كان جزء من النظام السابق و ينوى الترشح للرئاسة )

ما يعنيني في الامر هو ظهور بعض الوجوه التي تحسب علي التيار الاسلامي ( بكافة طوائفه ) فلقد اعلن - حتى الآن - ثلاثة يمثلون كافة اجنحة التيار الاسلامي .. فالدكتور عبد المنعم ابو الفتوح كان من اعضاء الاخوان المسلمين حتي بضع ساعات قبل ان يتم فصله ... و الاستاذ حازم ابو اسماعيل قد يحتسب علي التيار الاخواني الا ان اسلوبه و فكره اميل الي الفكر السلفي منه الي الاخوان ... و الدكتور محمد سليم العوا قد يحتسب علي التيار الوسطي الاسلامي ... بدأت اقرأ دعاوي كل فصيل مؤيد لمرشح معين انه يطالب المرشح الاخر بالتنازل لصالح مرشحه الذي يؤيد , بهدف عدم تشتيت الاصوات ( اصوات الكتلة الاسلامية ) بين المرشحين و حتي لا تتفرق الاصوات و يخسر الجميع ...

صعب جدا ( بل يكاد يكون مستحيل ) في رأيي ان حد يتنازل للآخر ...ليس بسبب المسلسل الذي مللت سماعه من اننا نعشق التشتت و اننا اتفقنا ان لا نتفق ( فقد آن الاوان ان نغير نظرتنا السلبية في التعامل مع الاختلاف و الحلم الطفولي بتجميع الناس علي مذهب و مله واحدة و لقد خلقنا الله مختلفين ) و لكن لسبب اهم و جوهري جداً في رأيي ان التيار الاسلامي في مصر - للمتابع بدقه - هيعرف انه عدة تيارات مش كتلة واحدة صماء , ربما تجتمع تحت مظلة الاسلام لكن لكل تيار اسلوب مختلف تماما في التعامل و له انصاره الذين يألفون و يرتاحون في هذا الاسلوب في التعاطي و التعامل مع الاسلام ... .... ولا يرتاحو للتعاطي والتناول والفلسفة الفكرية التي يمثلها التيار الاخر ... فحتي لو مرشح ...تنازل لا اعتقد ان الفصيل اللي كان هيؤيده في الانتخابات هيؤيد بالتبعية المرشج الاسلامي الباقي لان الناس مش بالبساطة دي لكن تفكيرها اعمق من كدا بكتير و ممكن معايير المفاضلة لا تكون لصالح بقية المرشحين الاسلاميين ... رأيي ان نخوض التجربة بكل ما فيها من سلبيات و ايجابيات .... فالخبرة الانسانية في وجدان الشعوب لا تتأتي الا ان رفعنا الوصاية عن الناس - كل الناس - و جعلناهم يعملون عقولهم في الاختيار , او حتي ان يتبعوا اراء من يثقوا بهم ان لم يوصلهم عقلهم لنتيجة مرضية يطمئنوا اليها ... و لتكن تجربة نخوضها بكل ما فيها و لنتعلم من الاخطاء في المرحلة القادمة .. فلا شئ يرسم معه كلمة النهاية في عمر البلد , فالبلد لن تموت , و اعتقد ان مرحلة مراكمة الخبرات للوصول للنضج السياسي هي ما نحتاجه حقا ً في تلك المرحلة عن نفسي , اعتقد انها ستكون مفارقة ساخرة للغاية ان ركز الناس من الان علي امر المرشح الرئاسي و تناسو ان انتخابات مجلس الشعب هي الاولي الان ... ثم حدثت معجزة ادت الي ان يكون نظام الحكم في مصر - بعد اقرار مجلس الشعب ثم الدستور الجديد - هو نظام برلماني او برلماني مختلط ... ساعتها لن يكون لمنصب الرئيس نفس الأهمية التي يتوقعها الجميع الآن

ملحوظة ذهنية :

------------------

و بالطبع لم تفت تلك الفرصة علي المصريين الذين استعادوا ملكتهم القديمة المتألقة في السخرية ان ينشئوا صفحة لدعم الزميل الشاب الدكتور احمد ابو الغيط بعد ما كتب مقالة بديعة تتحدث عن فئة تم تهميشها و شاركت في الثورة و كانت تسب الاعجاب و التعليق غير طبيعية فعلا ً :))

http://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%B7-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1/207866372589701

الجمعة، يونيو 17، 2011

بين يوميات نائب في الارياف و مدرس زفتي و المرجعية

في رواية يوميات نائب في الارياف ... كان توفيق الحكيم يعمل وكيل نيابة في احد القري النائية في الريف المصري ... وكان يواجه اشكالية اخلاقية في تعامله مع الفلاحين الذين يطبق عليهم القانون ... ذلك ان احوال الفلاحين الانسانية غاية في التدني ... و لكن عليه ان يطبق القانون المجحف التي وضعت دون مراعاه لاي من الظروف غاية في الفقر التي يعيشها الفلاح المصري آنذاك ... فكان مثلا يحكم بغرامة علي المرأة التي تستخدم مياه الترع للغسل - رغم انه ا يوجد لديها اي مورد للماء في بيوت الفلاحين البدائية - و قس علي ذلك كثيرا ... حتي انه عندما كان يوقع العقاب بأحدهم كان هذا الفلاح لا يفهم لماذا تم ادانته و لماذا سوف يحبس ... وقد يجد بعضهم يقول ان الحبس شئ جيد , فهو يضمن لمدة اسبوعين ان يوجد له مأوي و طعام حتي و ان كان خبز و ماء !!!! كانت هذه اول الافكار التي ترسخت داخلي ... ان وضع القانون دون مراعاة لظروف المكان الموضوع فيه , يكون قانون عبثي , و الاصلاح الاجتماعي لا يكون بالقانون ابداً انما يكون بتحسين مستوي المعيشة , و اصلاح الافكار , و ايجاد فرصة ليري الناس جدوى الافكار الصالحة ( يعني اللي هيكون افضل او متعلم هيعيش حياة احسن من الانسان الغير متعلم و ان الاخلاق تعود علي صاحبها بالنفع و ليست مجرد ضعف يمارسة قليل الحيلة ) و يمثل هذا كله قدوة حية تعيش بينهم ... و ليست مجرد افكار صماء لا تعيش علي ارض الواقع و لا مجال لتطبيقها بيننا

*********************************************************************************************

يكثر الحديث لان عن وجود - مرجعية - لاي حزب سياسي او لأي فعل نفعله ... هل المرجعية مهمة ؟؟ بمعني آخر , هل وجود اطر محدده لرأي معين حتي و ان اجتمعت الاغلبية علي رأي مختلف هو شئ مهم ؟؟؟ سؤال يتم طرحه بين الحين و الآخر و قد يعتبره البعض ترف و قد يري البعض انه لا يهم موضوع المرجعية هذا

.... **************************************************************

انتشر الفترة الماضية علي النت فيديو يوجد فيه مدرس يتعامل بهمجية مع اطفال و يوبخهم - بطريقة فجة للغاية - و ينهال عليهم بالضرب و يعامل الفتيات منهن بشكل غاية في الغباء و القسوة دون اي مراعاه لفارق النوع .... صراحة لم استغرب هذا التصرف ( رغم فجاجته ووحشيته ) لأني اري الكثير من الامهات للاسف يتعاملن مع ابنائهن بتلك الطريقة ... هي منظومة تربوية للاسف معتاده في مجتمعنا و غير مستنكره و يراها البعض ضرورية كي يعي الطفل الفارق بين الصواب و الخطأ ( رغم ان هناك طرق كثيرة جدا يمكننا ان نعلم الاطفال الفارق بين الصواب و الخطأ و يكون الضرب هو الحل النهائي و ليس بداية الحلول و ايسرها ).... و كنت اري هذا المشهد في كثيرا في احياء عادية ... اما صدمتى تمثلت عندما وجدت ام تصرخ بأعلي صوتها و تسب ابنتها سبه سوقية فجة لا يمكنني ذكرها - المثير ان هذا حدث في مول راقي للغاية و كانت ملابس المرأة و الفتاة الصغيرة لا توحي بأن تلك الالفاظ قد تصدر من هذه الفئة ... و لكن يبدوا للاسف ان سلاطة اللسان لا طبقة لها ولا جنس حتي ...

نعود للمدرس , سلوكه غير تربوي ... و لا اعتقد ان انسان بتلك العقلية يمتلك اي علم يمكن للطلبة ان يتحملوا ذل التعلم ساعة كي يحصلوا عليه كما يقول المثل ... بل اعتقد انه تحول لي آله تؤدي عمل روتيني خالي من اي وعي بأهمية دوره المحوري الذي يشكل وجدان غضة ستحمل مستقبل البلد بعد بضع سنوات .... المدرسة لا تملأ الطلبة بالعلم فقط و لكنها ترسم اطار التعامل ما بين الاعلي و الادني درجة ... و تأصل هذا المفهوم في الوجدان جيدا ً ... الظريف انني سمعت ان هذا المدرس قد تم حبسه بتهمة التعامل الهمجي مع الطلبة ... لا ادري لماذا لم اقتنع بهذا الإجراء , هذا المدرس يعتبر حظه عاثر لان فيديو ضربه للاطفال تم نشره علي النت ... لكن ماذا عن مئات المدرسين الذين ينتهجون النهج نفسه في اغلب مدارس الجمهورية ؟؟؟ ماذا عن زملاؤه في العمل الذين يتعاملون بنفس الاسلوب ؟؟؟ هل ستردعهم تلك العقوبة ام سيعتبرونه نوع من التعنت الحكومي و استكمال للمنظومة الازلية من ازدواجية في فرض العقوبات دون ان يدري او يقتنع من فرضت عليه العقوبة انه اخطأ ( هو شئ قد يبدوا مثاليا لكنه مهم جدا ً حتي لا يكرر هذا الامر او يعرف لماذا تم هذا اصلا ً ) ... و هل هناك آليات منظمة و آليه كي يتم الشكوى ان تعرض بعض الاطفال في اي مكان آخر لعمليات ضرب مبرح بهذا الشكل ... لانه لا يعقل بالطبع ان يكون اسلوب عرض المظالم هو تسجيل اليو تيوب و عرضه علي النت كي يثير رأي عام لكي يتحرك !!!! ما جعل ظنوني كلها في محلها هو رد فعل الاهالي الذي آتي يؤيد افعال المدرس !!!!! هؤلاء اولياء الامور لهم فكر مختلف تماما ً عن الافكار التي نتناولها عبر النت ... هم يرون ان الضرب مهم بل هو شئ طبيعي و من صميم ثقافتنا ان يضرب الطفل كي يتم تربيته ... كأنه لا توجل وسائل اخري للتربية و التعليم غير الضرب ( اكرر هو حل نهائي بعد استنفاذ كل سبل التقويم لكنه ليس بداية القصيدة ) بل و يدافع الاطفال انفسهم عن سلوك مدرسهم ؟؟؟؟ هذه ليست صورة اخري من صور استكوهولم ( استعذاب الضحية لسلوك الجاني ) لكنها صورة مركبه و مشوهه من انعدام الثقافة و الافتقار لاسلوب متحضر للتعليم + عدم التواصل مع تلك الطبقات لانعدام التنمية و اهتمام الدولة بها تعليميا ً بشكل حقيقي ... فالتعليم لابد له من تدريب و ممارسة واعية و اعداد مكثق و حقيقي و علي درجة عالية من الاحتراف للمدرس في الاساس و ايجاد سبل حياة كريمه لهم و و تعليمهم ان هناك اساليب اخري غير الضرب يمكنها ان تقوم الانسان بشكل حقيقي ( لان الغاء الضرب جاء قرار ابتر و لم تتغير المنظمة ككل فلم يعد هناك اي وسيلة لعقاب الطالب نهائياً - ككل العلاجات المبتورة للمشاكل التي تواجهنا بأن نستور الحل النهائي دون التعب في بناء المنظومة التي يمكنها تطبيق هذا الحل فتأتي نتيجة عكسية تماما ً -ادي ذلك الي ترسخ في ذهن الجميع ان الضرب هو اسلم وسيلة للتربية و اكملها ... ( فالمدرس الذي يضرب اليوم هو المدير الذي سيذل الموظف غدا و افعاله مبرره ( لأنه المدرس /المدير / صاحب اليد العليا و فاهم اكتر مننا ايا كان ) بل لابد علي ان انافق كي اصل و هو هو ايضاً الشرطي الذي قد يدوس كرامة المرء في الطريق و يشعر انه افضل من المواطن العادي ( تعبير اسيادهم يتردد كثيرا في اوساط الشرطة ) و تتولد فكرة ان مجابهة الشرطي تكون بالعنف و البلطجة فقيمة مثل الاحترام المتبادل بين المواطن و الشرطي غائبة لوجود تلك الثقافة في الوجدان المصري متمثلة في سلوك المدرس مع الطلبة بشكل اولي

هنا ايضا ً تظهر عندنا ازمة المرجعية بشكل قوي ... فرأي الاغلبية في تلك الحالة ( الاهالي و المدرسين و حتي الطلبة ) يلتمس العذر لسلوك المدرس ... فمن سيخبرنا اذن ان هذا السلوك هو سلوك خاطئ ؟؟؟ هنا تبرز اهمية وجود مرجعية ترشدنا لما ينبغي ان يكون حتي و ان لم يجتمع الاغلبية عليه (( (اعرف ان تلك النقطة بالذات ستفتح علي ابواب جهنم فمن سيحدد المرجعية طالما هناك نقاط خلافية ؟؟؟ انا لا اقول ان المجتمع ككل فاقد للمرجعية الرشيدة , فحتي و ان ذل اختياره في جزء او حالة معينة فلا اعتقد انه يمكننا تعميم هذا الامر ... لمن هو مؤمن بمرجعيةاو اطار معين عليه ان يعمل بشده و دأب كي يجعل تلك المرجعية خيار شعبي يجتمع عيه الناس ... و هذا لن يحدث في غشية و ضحاها او حتي في خلال عشر سنوات .... هذا الامر عبارة عن خبرة شعوب تراكمية و لكن عليها ان تأخذ مجراها و مسلكها الطبيعي من احترام خيارات الناس و اقتناعهم ان هذا الخيار لم يكن جيد و صهود خيار اخر يتلافي عيوب الاول و هاكذا حتي ينضح الامر ... لن يتأتي هذا الامر بشكل قسري او ن طريق الاجبار ... لابد من التجربة والصواب و الخطأ حتي يمكن ان تكون لدينا مرجعية شعبية صائبة تقودنا نحن ما نطمح اليه )))ما الحل ؟؟؟ الحل في العهد الجديد الذي تريد مصر ن تتسيده , هو ان تجرب ان نسلك الطرق الصعبة التي تستأصل المشكلة من اساسها , فلا معني ان اصدر قرار مفرد ابتر ( ان احبس المدرس او ان الغاء الضرب فقط مع بقاء عدد الطلبة في الفصل 70 فرد مثلا ً ) دون ان اؤهل المدرسين او ان اصلح المنظومة التعليمية بشكل حقيقي , التي لابد لها من ثواب و عقاب يضمن للطالب ( تقاوي المواطن المصري ) تعليم و ارشاد حقيقي و في نفس الوقت لا يقضي علي كرامته ... اصلاح يضمن ادمية التعامل مع كل من الطالب و الاستاذ , اصلاح يجعل الجميع يؤمن بالدور الذي يؤديه ... و ليس مجرد تغيير مناهج و وضع جمل و حذف جمل من المقرر و جعل المقررات خاوية من اي معني او هدف فقط كي يقال اننا ننزع الحشو ... فأدي ذلك لامخاخ سطحية و ضاعت قيمة طلب العلم و التعلم بين كل هذا ... حتي يعلم المدرس اذا تم عقابه لماذا عوقب ... و حتي لا يدافع الاهل و الاطفال عن المخطئ ... و حتي تكون قيم المجتمع متسقة مع مرجعيته و متسقة مع قوانينه ... هذا ان ارادت مصر فعلا هدم النظام و بناء نظام حقيقي , يعتمد علي الانسان قبل كل شئ , ولا اعتقد ان هناك سبيل آخر يضمن لنا حل جذري لأغلب المشاكل التي نعانيها , رغم صعوبته الا انه السبيل الوحيد ... اتمني ان نسلكه