العصر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

سالني عن سبب شرودي , و كان قد علمني - منذ نعومة اظفاري - ان اتفكر فيما حولي ولا اخذ الاشياء علي علتها

لماذا - رغم تقدمنا في عمر البشرية , مازال هناك كل هذا الظلم ... و لماذا يتعذب الناس هاكذا؟؟؟ هنا مثلا في بلدنا يتم تبرأ مجرم تلاعب بصحة المواطنين و اخر تسبب في غرق الالاف ... و هناك من احيلوا لمحاكمات عسكرية و اخذوا احكام رغم برائتهم .... نحن نري هذا من بعيد و نشفق عليهم ... و لكن لا يشعر بحجم المأساه و كم الظلم الا من يعايش هذه المأساه هو و ذويه ... فالايام تمر ببطئ حقاً ... ليس هذا فقط و لكن الاطفال التي تموت في عزة في فلسطين دون ان يتحرك اي احد ما ذنبهم و اي ذنب اقترفوا ؟؟؟ و ها انا اقرأ رواية " قصة سربرنيتسا " تجسيد لقصة حقيقية عن حرب البوسنة و الهرسك ... و اري هول مذبحة حدثت علي مرأى و مسمع العالم و الادهي انها حدثت في اوروبا - قلب التقدم - و لم يتفاعل احد مثلما تفاعلوا مثلا مع مقتل ضحايا برجي التجارة العالمية في المريكا علي الرغم من , ان عدد المذبوحين في مذبحة سربرنيتسا يفوق باضعاف عدد ضحايا البرجين

اليس كل هذا نوع من الظلم ؟؟؟

ٍصمت , و لاحت ابتسامة ببمزوجة بمرارة و قال : بنيتي , هذه هي سنة الحياة منذ ان وجد صراع بين الخير و الشر و خاصة ان كان من يتبني الافكار الجديدة ضعيف و في نفس الوقت يهدد السلطة المسيطرة ان يسحب من تحتها البساط ... و هذه السلطه - غالباً- ما تكون فاسدة , و قائمة علي استضعاف البشر

عندما امن السحرة لفرعون اراد تقتيلهم و نكل بهم و عذبهم اشد ما يكون العذاب , هذا لانهم امنوا بفكره تهديد بزوال ملكه , علي الرغم من ان فرعون قد يكون قد علم الصواب من الخطأ و لكن شهوة السلطة و الحكم لا فكاك منها ... و ايضا - تأملي - اصحاب الاخدود عندنا تحدوا الرومان بعقيدتهم الجديدة , تم تقتيلهم و حرقوا احياء في اخدود عظيم ... كل هذا تم حتي لا تستفحل الفكرة الجديدة التي هي ضد المملكة الرومانية ... و ايضا تأملي حياة النبي و كيف انه هاجر من مكه لانه كان يهدد في الاساس السلطه هناك ... , قد تشذ هذه القكرة في بلد مثل فلسطين لانهم يواجهوا استعمال استيطاني او في البوسنة لان المسلمين غير مرغوب فيهم في اوروبا فعمليات التطهير العرقي هناك ليست مستهجة ...و - بالمناسبه - هذه ليست اول عمليه تطهير عرقي تحدث في اوروبا , فقبلها حدثت في الاندلس و تم محو هذه الصفحة من التاريخ التي استمرت لمدة 800 عام , و تم تجاهلها تماماً - و ان اختلف الظرف - و لكنها استكمالأً لمسلسل الاضطهاد الذي يتعرض له الضعفاء من قبل الاقوياء لان الافكار التي يتبناها الضعفاء تشكل تهديد

لن تجدي انسان مؤمن حقاً بفكرة - بإخلاص - الا و عاني في سبيلها اشد المعاناه ... قلت : و لماذا الذي يعاني دائما هم القلة ؟؟؟

قال لان المتأمل في سيرة الشعوب سوف يجد ان هناك طليعة تتصدر لهذا الامر دائما ... الم تقراي "و العصر ان الانسان لفي خسر ...الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر " ...
قلت : بلي
قال : رغم صغر الايه الا ان بها حكمة خالدة ... فجميع الناس في خسر ...و الاستثناء هم من يؤمنون بفكره ثم يعملون علي تمكينها بالحكمة ثم يصبروا لان التقدم في الافكار لا يقاس بعمر الانسان بل بعمر الشعوب و الامم ..