طابع هذه التدوينة قد يكون شخصي عكس اغلب موضوعات تلك المدونة ( لن يفهمها الا من يعرفوني جيدا او المقربين بشكل عام )
و لكني كنت في حاجة لكتابة مثل تلك السطور لاني مؤخرا لم اعد علي ما يرام و سائت حالتي النفسية مؤخرا كثيرا
فلابد من وقفة
و لم اجد افضل من ذكري يوم جئت فيه الي الدنيا كي اقف مع نفسي تلك الوقفة التأملية اذكر نفسي بالايجابيات في حياتي لاني اصبحت سوداوية للغاية .
ها هو عام اخر يمر من حياتي
ربما بعد ما يعبر الانسان حاجز الربع القرن - او ربما هو التخرج من الجامعة ان اردنا الدقة - يشعر بشعور عجيب للغاية
فنحن منذ وعينا علي هذه الدنيا في نظام دراسي , مدرسة او كلية , و اشعر حقا بكبري في السن عندما انتقل الي فصل دراسي اعلي , ادخل الاعدادي و ارتدي الزي الرمادي ... ثم ادخل الثانوي و ارتدي الزي البني و في مرة كنت محتفظة بزي الابتدائي الكحلي و ارتديته و انا في الاعدادي يوم من الايام و كانت تجربة عجيبة للغاية ... فعندما نكون صغار نريد ان نكبر و عندما تكبر نحن لايام الصغر حيث للا مسؤولية و لكن عندما رجعت للايام الطفولة المتمثلة في الزي الكحلي رجعت ايضا بعض القيود التي يتخلص منها الانسان تدريجيا
من ساعتها لقنت نفسي درس ان اعيش اللحظة ولا اعيش اتمني لحظة قادمة حتي لا اضيع الحالية ... و اتذكر هذا الان و انا امر من امام المدرسة ( لانها في نفس شارع المستشفي التي اعمل بها ) و عندما اعبر من امامها احث الخطي و امر بسرعة لاني حقا لم احب ايام المدرسة في مجملها و احمد الله اني قد تخرجت و اصبحت اتنسم نسائم الحرية حيث لا جرس مرواح انتظرها بفارغ الصبر ولا اي شئ
تخرجنا من المدرسة و كنت انظر علي طلبة الكلية او الجامعة علي انهم اناس عماليق لن ابلغ هذا السن ابدا - بل و كنت انظر علي من يسبقونا باعم واحد علي انهم الكبار - و دخلت الكلية و شعرت انها مولد و صاحبه غائب و انتقلت من عام لاخر بسرعة و لم استوعب انني انهيت الخمس سنوات في الكلية بسرعة البرق ...و عندما تخرجت من الكلية فوجئت بزملاء في المدرسة - لان مدرستي من الحضانة للثانوي - كانوا في الاعدادي قد اصبحوا في الجامعة !!!!!و لاول مرة اشعر ان الزمن عندي توقف و اني كبرت و اصبحت اري الاطفال يكبرون و يدخلون مرحلة الشباب و انا كما انا
لم اعد اغير حذائي الضيق او اشتري ثياب اخري لان ثياب العام الماضي صغرت
لكني لازلت كما انا اشعر اني كما انا لم يتغير شئ
لكن ربما زاد شعوري بالاكتئاب و الغربة عن هذا العالم و خاصة بعد تخرجي من الجامعة
و لكني كنت قد تعلم الدرس و اخذت وقتي كامل في الجامعة و قد امضيت وقت طيب قد صنع ذكريات رائعة
و لكن الاجمل من ذلك اني لم انسي نفسي و وفقني الله و اتخذت صداقات احسبها من اجمل و اقوي صداقات حياتي ان شاء الله
هم اخوتي الحقيقيين
أعتقد انه من ضمن ما فعلته هذا العام هو المحافظة علي اواصر الصداقة
ربما لا ارتاح بسرعة للناس و هناك مقاييس صارمة للاصدقاء و قبول نفسي و في الاول و الاخر هو توفيق من الله ان تقابل من ترتاح لهم و احمد الله ان قابلت اناس رائعين للغاية
الطريف في الامر ان صدقاتنا في الكلية لم تكون صداقة عادية و لكن كان اغلبنا يكتب في منتدي الكلية و فوجئنا ان الشخصيات التي تكتب هم نفس البنات التي نعرفهم علي الواقع
و لهذا اعتقد ان هناك ذذكريات مشتركة بيني و بينهم كثيرة بعيدا عن مصلحة الدراسة .. لقد كانت صداقة انسانية من الدرجة الاولي
اعتقد ان محافظتنا علي صداقتنا و حرصنا علي ان نخرج معا حتي الان هو شئ طيب للغاية و اتمني ان يدوم حتي و ان قل و لكن لا ينقطع
من الاشياء الجميلة ايضا توطيد علاقتي بمن اسميهم مجزاً - شلة حوار الحضارات و توايعها من مؤتمر جولن تركيا - ففعلا تعرفت علي اناس لم اكن لاعرفهم الا عبر هذا المنشاط الهادف و الظريف ان معظمهم ايجابيين و يمتلكون مدونات و يحبون القراءة و الاطلاع اعتقد انهم فعلا من ضمن الصورة التي اتمني ان تنتشر في هذا الجيل الذي يروج له و يبث فيه قيم غاية في الغرابة و السطحية , فالجميل ان مع كل هذا الافساد اللاجيال و العقليات تجد مجموعة غير قليلة من الفتيان و الفتيات - و فعلا سعدت جدا بزيادة عدد الفتيات المهتمات بالفكر فهذه حقا عمله نادرة - رائعي الفكر و يريدون ان يكونوا " شئ مختلف "مهما حدث
احمد لله ايضا اني استمريت في علاقة بصديقات اليكترونيات , كل الطلبة :) هن يعرفن انفسهن جيدا و خاصة ان المقابلات تكررت علي الرغم من قلتها و لكن يكفي الود العميق و الاحترام المتبادل بيننا
حتي بقيه معارفي الاليكترونية الاخري علي الفيس بوك لم تكن قط مجرد تعارف من اجل التعارف او لتمضية الوقت انما جمعنا "فكر " سواء في مجموعات او من التدوين و انتقلنا تلقائيا لكتابة الملاحظات علي الفيس بوك و هذا فعلا يجعل التعارف راقيا فعلا لانها فعلا يرتقي بالانسان و يجعله يدرك ان هناك شباب مختلف غير الصورة النمطية للشباب في الاعلام , و هم لا يعرفون كم تسعدني التهنئات الصادقة التي تأتي بدون مجامله او تكليف فهي حقا ً غاليا جدا عندي ....
اما الحدث المختلف هو انه تمت خطبتي هذا العام , هو شئ ادهشني انا شخصيا لاني كنت دائما اقول ان البلد في ازمة - ازمة اخلاق بالاساس - ولابد ان نكون عمليين كما ان الشرقيين لا يحبونها ذكية او مثقفة و يفضلون امينة او مارلين منرو و انا لست هذه ولا تلك :) و لكني تذكرت كلمة الاستاذ و الاخر عصفور المدينة حينما قال لي تعليقا علي تدوينة تفيض يأس , انه ربنا يستثني الله من الظرف العام السئ بعض الناس , و فعلا نحن جميعا ليست لنا نفس المقادير بل كل انسان و كل شخصية متفردة في حد ذاتها من ظروف و لكن حقا ما استطيع ان اقوله ان الدعاء الكثير و الالحاح فيه و ان تلقي حملك علي الله وحده دون غيره من البشر هو كفيل حقا بتحقيق ما لا يستوعبه المرء ,و في النهاية امره كله خير ... و فعلا احمد الله علي رزقي و نصيبي و اتمني فقط من الله ان استطيع ان اوافيه حقه في المستقبل ان شاء الله و حق عائلته و ان لا اقصر في حق نفسي انا ايضا , فلابد ان يشير المرء ما يجده جيد , لاننا كمصريين لاحظت فعلا اننا لا نقول ولا نشير ولا نري الا كل شئ سىء و قاتم , حتي في الاغاني اكثرهم رواجا هي اغاني النكد و الندب , فلابد ان نكسر هذه القاعدة السلبية حتي ولو في كلامنا اليومي او علي المدونات .... و على كل الامر ليس بالمظهري و لكني افكر كثيرا في هذا التحدي , من ناحية ما يقال عن الزواج و الفكر التقليدي الذي يعشش عليه, تجارب الصديقات في نفس جيلي تعكس واقع غير شاعري فنادرا ما تجد نموذج متوازن . كما ان جميل الشباب المتزوج اراؤه سلبية للغاية عنه الا اللهم كلمة باشمهندس القاضي ( الزواج نعمة و اللي يكرهها يعمي ) فهذا الامر يمثل لي هاجس كبير و لكن اعتقد ان المدخلات الغير متشابهه لا تؤدي لنتائج متشابهه . و علي الله قصد السبيل
بالنسبة علي صعيد العملي , لم اتطور للاسف في عملي بل اصبح شئ لا يطاق و زاد العبئ و قل المقابل و لكن لن احب الخوض في هذا الحديث , لانه لابد من جزء ينغص عليك حياتك و لكني سوف اتعامل مع هذا الجزء باستخفاف حتي لا اتعب حقا منه ... الحمد لله ان فيه دورة مياه ادمية و مكان اصلي فيه !
علي الاصعدة الاخري
*كانت هناك حفل توقيع كتاب انا انثي شعر مارس الماضي و شاركت فيه بمقالة و لا اعتقد اني من نوعية المدونين الذين يمكن ان ينشروا كتاب الان .... ربما فيما بعد و لا تحدث , ربما لاني اعتقد ان الهواية ان اصبحت حرفة فقدت جزء كبير من الابداع بها لانه يكون لزام عليك الكتابة بشكل روتيني , طبعا هذه ليست قاعدة هناك محترفون مبدعون
*اشتركت في كورس لتصميم الباترون و انهيت .... و لكني للاسف لم امارس هذا الامر الجميل لقلة الوقت و ضيقة و لكني امل ان استغل هذا الامر في القريب العاجل
* اشتركت في كورس لمكافحة العدوي في الجامعة الامريكية ثم سحبت الفلوس !!! و هذا لانهم فعلا لا يحترمون الطلاب و اجلوا ميداع الكورس اكثر من شهرين بحجة ان العدد غير كامل !!!! هم فقط يريدون الربح ثم الربح ثم الربح ولا شئ غير ذلك , او ربما هذا ما واجهته في حالة استثنائية لا اريد فلا اريد التعميم و لكن فقدت الجامعة الامريكية كثيرا من مصداقياتها معي في اول تجربة عمليها معها
* بدأت كورس تعلم اللغة التركية و اعلم ان اللغة من الاشياء التي تكتسب بالخبرة و طول الممارسة و هو شئ لن يتأتي في عام و لكني اضع خمسة اعوام لاتقنها و الله المستعان و لعله يكون علم نافع
* اشتريت كتب من معرض الكتاب العام الماضي و عدة كتب خلال العام و لكن للاسف لم انهيها كلها ( نصف عدد الكتب بالكاد ) و هذه نتيجة لا ترضيني لان مقدل قراءة اليهودي للكتب وصل ثلاثة كتب شهريا و احصائات القراءة تقول ان العرب شعوب لا تقرأ و اتمني ان ابدأ بنفسي و اقرأ ... و في نفس الوقت لا اريد ان اكون مجرد دودة كتب لا تعقل ما تقرأ انما احب ان اهضم كل فترة ما قرأت و احاول ان اتفكر في كل كتاب اقرأه و ان انقده سواء بالسلب او بالايجاب ... فاريد ان تكون القراءة رياضة عقلية لا مجرد مادة صماء املأ بها عقلي دون تدخل انساني ...
*استراتيجية الاستعمار و التحرير لجمال حمدان حقا من روائعه و اثرت في كثيرا
*طريق الارشاد لفتح الله كولن , اعتقد انه يجعلني انفتح علي الثقافة التركية و كيفية تناولهم للموضوعات و لو اني اعتقد ان الترجمة افقدت الكثير من روح الكتاب الاصلية التي استشعرها و لا المسها
*ساديزم , لمحمد الغزالي , محاولة قصصية جيدة من كاتب شاب و لكني اعتقد انه شابها القصر في بعض الاجزاء
*عزازيل , ليوسف زيدان , اعتقد انها قصة رائعة للغاية و امتعتني بكل ما تحمله الكلمة من معاني علي الرغم عدمميلي للفنون الادبية و هذا يعني انها فعلا رائعة
*السنة النبوة بين اهل الفقه و اهل الحديث , للشيخ محمد الغزالي رحمه الله , اعتقد انه من اهم الكتب التي قرأتها و هو يمثل مدرسة اتمني ان يكثر حمله لوائها , فالعديد قد يمتلكون العلم و لكن الندرة هم من يمتلكون الحكمة التي انارت بصيرته ... رحمه الله رحمة واسعة
*النظام السياسي في الاسلام , لمحمد سليم العوا و برهان الغليون , سلسلة مقارنة جيدة توسع الافق بين الراي و الراي الاخر
*المرأه و الدين و الاخلاق , لدكتورة هبه رؤوف و دكتورة نوال السعدواي , من نفس سلسلة المقارنة , جعلني اري الاصولية العلمانية للا معقولة و التي تغالط فقط لاثبات رأيها و تمكن الرأي التقليدي و رقي اسلوبه و ادلته للغاية
*في الخطاب و المصطلح الصهيوني , للدكتور المسيري , كعادة و عبقرية المسيري الفكرية رحمه الله , اضاف لي الكثير و اهم صفحة خرجت بها هي 222
*محمد الفاتح , لعلي محمد الصلابي , اضاء لي نقطة في تاريخنا الاسلامي الغير عربي لم اكن اعرفها من قبل و عرفت ان هناك تاريخ طويل تم اختزاله
*قصة مسيو ابراهيم , ايمانويل شميت , قصة جيدة للغاية و تظهر الاسلام كدين متعايش و ليس كانسان الغاب و لكن طبعا لي تحفظات
عليها و ان كانت القصة تعبر عن اشخاص غير معصومين
*الاسلام و الغرب ., محمد اسد او
leopold weiss
كم احب الكتب التي يكتبها المسلمون الغير عرب فهي تنقلني الي تفتح فكر الغرب و رحابه عقولهم و في نفس الوقت و اشعر ان الاسلام يمكن حقا ان يساير كل العصور و الازمة و الثقافات و العقول
*مال لم يقله الفقيه , د/ اماني ابو الفضل فرج , احدي تلميذات الشيخ الغزالي من المدرسة الفكرية التي تريد الاصلاح ولا تريد التقويض و هو كتاب غاية في الاهمية في رأيي لانه حيوي و معاصر و جرئ و ينقد نقد ذاتي و موضوعي اتمني ان يؤخذ ما قالت بعين الاعتبار
* الفلسفة المادية و تفكيك الانسان , للدكتور المسيري , من افضل الكتب التي قرأتها له و ميزتها انه يتناول بشئ من التفصيل مدلولات تفكيك الانسان و انعكاس فلسفة الالحاد في شتي مناحي الحياة , و روعة الكتاب انه علمني كيف افكر و كيف اقيس اي قضية من هذا المنظور
* ماذا علمتني الحياة . للدكتور جلال امين , كتاب القي الكثير من الظلال علي حقبة تاريخية من منظور اجتماعي , و هو من الاجيال التي عاصرت تغيرات جذرية في الحياة من الوابور و الغسالة الادمية الي المايكروويف و الغسالة بالمجفف
كتاب الليبرالية الجديدة للدكتور اشرف منصور لا ادري لماذا لم انهيه حتي الان !!!!!!!!!!!!!! معي منذ اكثر من شهرين رغم ان الكتاب رائع فعلا
من الكتب الطريفة ايضا كتاب " ساعة عدل واحدة " و هو من عبارة عن مذكرات طبيب انجليزي عاش في مصر في فترة الاحتلال غادر قبل الثورة فعدة سنوات و يحكي عن انعدام الرعاية الصحية يحكي عن الفقر و البؤس منقطع النظير و يذكر ممارسات تجعلك تظن انك تقرأ لاحوال الرعاية الصحية في مصر في هذا القرن !!! و لكني لم اكمل هذا الكتاب ايضا
اعتقد ان هذا السرد كان مجرد محاولة مني لكي ارفع روحي المعنوية و اني لا يجب ان استسلم لاي احباط عابر يمر بي , و لاستمر و ادعوا الله ان لا يضيعني
لا ادري اين سأكون مثل هذا اليوم في العام القادم و ما هي ستكون حالتي حين اذ :)
و لكني اتمني ان لا اترك التدوين و الكتابة و الاشياء التي احبها و الاهم ان لا افقد كنزي الحقيقي اصحابي و اصدقائي و اخواتي من غير النسب و اسرتي الكبيرة و الصغيرةو الجديدة :) فعميق التحية لكل من اسعدني هذا العام و تعرف عليه و اصبحت من الصداقات الجديدة او حتي اصبح من العلاقات البسيطة و لا انسي الصداقات المتينة التي تتعمق بمرور الوقت