الجمعة، نوفمبر 27، 2009

العيد فرحة ... مــــــــــــــــــاء


لا ادري هي عادة غريبة لماذا اكتب تدوينة كل عيد كبير ( كبير بالذات )
هل عيد اللحم ملهم هاكذا ؟؟

العام الماضي فقط هو ما لم اكتب شئ
(بل كتبت و لكني لم انشره هنا بل علي الفيس بوك ...لم تنقطع العادة التلقائية )2008
و لكن قبل الماضي 2007
و ما قبلة كتبت 2006
و ما قبلها كتبت 2005

العيد هذا العام لا يختلف عما قبله و لا عن ما بعده
فقط بدأت الان _ منذ رمضان الماضي ) اطبق مبدأ جميل و هو ان لكل سن بهجتة و فرحته و ادوات فرحته المميزة و المختلفة , فلا احاول ان اعيش في ماضي لن يوجد , و لاتمتع بمزايا الحاضر قبل ان تتحول هي ايضا الي ماضي و اظل ابكي علي ما يفوت مني دون ان اعيش بشكل حقيقي

***********************************

الجميل فعلا ان يوم العيد هو يوم الجمعة , و انا بشتغل في يوم الجمعة و اعتقد ان هذا اول جمعة اقضيه في المنزل منذ حوالي عامان و اربعة اشهر ( 28 شهر ) يــــــــــــــــاه مرت مدة طويلة جدا بشكل سريع !!!

***********************************

لاحظت شئ عجيب للغاية
في نظري ان العيد هو ليلة العيد و صلاة العيد و عندي ينتهي بذلك , اشعر ان البهجة الحقيقية في الايام التي تسبق العيد و ليست في ايام العيد نفسه

اعتقد ان كل شئ في هذه الدنيا هو يدخل في ( بهجة الاعداد و التأهب للحدث )
كانت بهجة الدراسة في المدرسة هي اللف و شراء الاشياء الجديدة و تكون ذروتها هي في اول يوم حيث نرتدي الزي الجديد و نذهب به الي المدرسة , ثم نعتاد الامر

فرحة العروس مثلا في اللف و الدوران لشراء حاجاتها ( لم ادخل تلك المرحلة بعد للخبثاء ) و لكن هذا يبدوا من حكي السابقون واضح تماما حتي ان فتاه عندما تزوجت افتقدت اليوم المشحون في ان تنزل كل يوم لتشتري حاجات البيت الناقصة ...


حتي في مبارايات بطولة السلاح او حتي كأس العالم لكرة القدم , المبارايات التمهيدية الكثيرة هي ما تحمل بهجة و روح البطولة و لكن ما ان يحسبوا النقاط و نعلم من تأهل للدور ال16 و من يخسر يخرج , تفقد البطولة حيويتها


حتي اعتقد ان اعيادنا ... هناك قبل كل عيد 10 ايام ( العشر الاواخر من رمضان او العشر الاوائل من ذي الحجة ) من المفترض اننا ندخل في جو من العبادات مختلف مع بقية السنة ثم يأتي العيد ليكلل هذا الجو الخاص المختلف

و عملا بهذا المنطلق ( فرحة و بهجة الاعداد ) اخذت انفخ البلالين و اعلق الزينات الملونة , و وضعنا بيبي لايت ( لو ليه تعريب حد يقوله ) و شغلناه بدل من اللمبة السهاري و بقي بينور و يطفي بشكل حلو ... نوع من الاعداد و الدخول في جو نفسي مختلف

***************************************
عندما اعدت قراءة التدوينات للاعوام السابقة , لا ادري لماذا شعرت بتشابه كبير للغاية في الاجواء العامة ربما هذا هو حال الدنيا ... الاحداث اليومية التي تستغرق الناس و تستنزفهم نفسيا و تجعلهم يتفاعلون معها ( كأنه ولابد ان يوجد شئ ما علي الساحة ليكون لبانة الناس يلوكونها في المجالس علي الصعيد العام ) فهذه الايام هناك الشحن الاعلامي المؤسف و المستفز و الزائد عن حده و الذي جعل أغلب الناس تستعدي شعب الجزائر الشقيق في الدين و اللغة , بل ووصلت بعض المقارنة عند الاشخاص لتهويل ما فعلوه لدرجة مقارنتهم باسرائيل و انهم لم يفعلوا مثلما فعلت اسرائيل فتاريخ الجزائر معنا في المبارايات كان كذا عام كذا و فعلوا كذا في مباراة كذا !!!!! ( كأن تاريخ المبارايت و التعصب اصبح هو التاريخ الاساسي لدينا و نسينا كل شئ عن المعني الحقيقي للكرامة و انه لا يتجزأ و يصنع في داخل البلد اولا وليس قرار اختياري للاستخدام لمصالح بعض الافراد ) للاسف اشعر بحزن و اشفاق من مستوي الوعي الذي وصلنا اليه :( فما حدث اثبت لي ان الشعوب
في كلتا البلدين اصبحت لعبه في يد الاعلام - و هو غير مسؤول للاسف - و يحركها باصبع قدمه الصغير ) فقط لا غير

***************************************

السعادة لا يجب ان تكون صاخبة هو شعور داخلي لا علاقة له بالمؤثرات الخارجية .... ادعوا الله ان يهبنا السعادة و الاهم ان نشعر و نتفاعل بما هو حولنا لان هذه سمة و شكوي اصبحت موجودة حولنا بشكل كبير ... كل عام و الجميع بخير :)


************************************


بمناسبة العيد و الحج ,و سعد نبيهه , اهدي لكم انشودة الحج , شكرا لمن اهداني اياها :)
http://www.4shared.com/file/34550925/fe9a12c4/Haj_Song_-_wwwdjfahadcom.html?s=1

الجمعة، نوفمبر 20، 2009

محاولة يائسة لفهم ما يحدث




من يعرفني عن قرب يعرف انني من عشاق كتب و اسلوب الدكتور المسيري في سلاستة الغريبة او كما تقول صديقتي الاثيرة عن اسلوبه انه " تحشيش فكري " فهو يجلب لك نشوة عقلية غير طبيعية لانه يجعلك اقدر علي فهم الواقع و تحليل مختلف الظواهر للوصول لحقيقة ما يحدث حولنا

و منذ مدة ليست بالقليلة و هناك فترة تدور في ذهني و هي ان المجتمعات الان تمت علمنتها , اي تم نزع القداسة عن الاشياء و تحويل العالم لمادة استعمالية كما يقول د. المسيري ببساطة في تعريف العلمانية الشاملة و لكن تلك الفكرة لم تختمر بجميع اركانها في ذهني بعد .

و نظرا لان المجتمعات التي نعيش فيها لم تمر بكمل مراحل التي اسهمت في وصول الشخصية الغربية للشكل المتعارف عليه الان , فظهر نموذج غريب لم تمتد اليه ادي الفلاسفة للتناول لان العالم الغربي هو الرائد دائما في ان نفسر عليه كل الظواهر التي تطرء علي البشر , و انه صاحب الموضة الفكرية و الفلسفية و يظن المفكرون انه بتتبعهم لما يحدث خارجا ان الداخل سوف يتبعة تلقائيا , و هذا غير صحيح , نعم لابد ان نتابع اخحر ما وصل للغرب لانه سوف بشكل من الاشكال , و لكننا في نفس الوقت لابد ان لا نتجاهل خصوصية مجتماعتنا و ما يحدث فيها حتي يمكننا ان نفسر الواقع حتي و ان بدي غير منطقي و غير معقول



من ضمن مظاهر العلمانية التمركز و التمحور حول الذات , بشكل واعي او غير واعي ,

يحدث في الغرب عن طريق تزيين الاستهلاك و تنمية السعار الاستهلاكي عند الافراد فتجعلهم يدورون في عجلة العمل و المزيد من العمل و الشراء بالدين ثم فوائد الدين و يظلون في هذا السجن الي ما لا نهاية
هم يفكرون في العمل و يصبحون عبيد له بشكل غير واعي لاشباع الحاجات الوهمية التي جعلها الاعلام حاجات اساسية لا يمكنالاستغناء عنها , تصب هذه الفائدة لصالح الشركات الرأس مالية المتعددة الجنسيات

اما هنا فيحدث هذا الامر ان يكون هناك بطالة او بطالة مقنعة و يعيش الناس علي الكفاف , و يسعي الناس بكل قواهم الخائرة لسد حاجاتهم الاساسية الانسانية التي لا تكاد تشبع , و يزيد الامر سوء عندما يكون المحتكر الوحيد في الدولة لسلعة ما هو نفسة صاحب القرار السياسي فيتحكم في مصائر الاف البشر بجره قلم . ما ان يظن الناس انهم قاربوا علي سد الرمق يظهر غلاء في سلعة اساسية تجعل الانسان في دوامة لا نهائية من التمحور حول الذات .

هذان النموذجان المشوهان يؤديان الي سوء توزيع في الثروة , تؤدي لظهور الطبقية البشعة .
و لرحمة الله بالعباد فقد خلق للانسان قدرة غير عادية علي التأقلم . فيدرك ابناء الطبقة المنسحقة التي لم تحظي بفرصة تعلم حقيقي و تنعدم الثقافة بها - فطريا - انهم لن يبلغوا اي مكانه مرموقة فلا فائدة من مراكمة المال , و لذلك تجدهم ينفقون الاموال - بسفه غريب - في اي شئ يشبع رغباتهم و يؤكد انسانيتهم لحظيا , و الانسان يريد ان يشعر بالتميز و يجد ذلك في الانفاق الغير طبيعي علي المحمول و التسابق في شراء احدث صيحة منه و الالتهاء الدائم في البطولات الشكلية الغير مكلفة و السريعة مثل تشجيع الرياضة علي اعتبار ان هاكذا اصبح الشعب رياضي .

********************

عقل الانسان هو ما يحركه , و ان كان العقل فارغا سهل علي وسائل الاعلام ان تملؤه بتوافه الامور , تسطح له القضايا و تجعل منه خروف داجن يتمحول حول ملذاته ولا يستطيع مواجه الوحوش الحقيقية التي تملأ البرية من حولةه , و يضحك عليه حكامة عندما يصورون ان اقصي انجاز استطاعوا ان يحققوه هو انهم يجنبوه الحرب , رغم ان كل الكلاسيكيات تقول ان الموت الحر الابي افضل للاسنان الحر الف مرة من العيش في قيود الذل و الهوان . من يريد العيش فقط ايا كانت هذه العيشه هم الاذلاء


********************

لا تعنين كرة القدم من قريب ولا من بعيد , و لم اعد مهووسة بمصر طالما ظلت تحت حكم هؤلاء . و لم اعد من منابعي التليفزيون الا فيما ندر الان فلا اعتقد ان نسبه مشاهدتي له تتعدي الساعتين اسبوعيا . و لكن هذا كله لا يمنعني من ان اتابع ما يحدث و حقا اصبت بصدمة عنيفة مما حدث و حاولت ان ابعد عن المؤثرات الخارجية النفسية حتي يكون ان استوعب ما يحدث دون انفعال

بلدنا لا تجيد التعامل مع الامور فهي لا تعرف متي تستخدم الحزم و متي تستخدم القوي الناعمة او حتي يدها الطويلة الخفية و الخطوط الحمراء الاعلامية او في كل المستويات

منذ البداية كما يقال : مثل الفريق الجزائري انه تم الاعتداء عليه . سواء كانت اعتدائات حقيقية ام افتعلها افراد البعثة الجزائرية .... اين التحقيقات التي تثبت ان هذا الامر مفتع ام حقيقي ؟؟؟؟ بدل من ذلك تاهت الحقيقة و لم نسمع تصريح مسؤول عن هذا الامر و حتي و ان قيل لم يتم تسليط الضوء عليه كما ينبغي

قيل ايضا ان هناك وفيات في صفوف المشجعين الجزائريين . كعادة حكومتنا تتعامل باستخفاف بين مع ارواح الناس فقط تهتم ان كانت جنسية اوروبية او امريكية و لكن الالمصريين غير مهمين و كذلك العرب ... اين التحقيق و البيان الحقيقي الذي ينفي هذا ؟؟؟؟ و ان كانت هناك جريدة جزائرية او موقع اذاع هذا الخبر المغلوط يمككننا بمنتهي البساطة مقاضاه فاعل هذا الامر . اين السيادة الاعلامية التي تزعم هيمنتها و ريادتها ؟؟؟؟؟ ايضا ضاعت الحقيقة

اين الديبلوماسية المصرية من التصعيد الجزائري الغريب عندما الغوا عقود عمل المصريين بالخارج و رفضوا قبول اي مصري هناك ؟؟؟ لا ندري ايضا


يقول الجميع ان الاخوة العقلاء من الجزائريين كانوا علي علم بما سيحدث و الحكومة المصرية كما يقال كانت تعمل , و حتي و ان لم تكن تعلم . هل عجز جهازنا الامني الرهيب علي ان يتصدي لمعضلة مثل هذه و ان يؤمن جمهورنا هناك ؟؟؟ ام ان هذا الجهاز اصبح تحت امره اناس محددين و ليس لعامة الشعب ؟؟؟ لماذا سارع الجميع لبتباروا في شحن المصريين الي هناك بارسال اساطيل الطائرات كأنهم يريدون الظهور بمظهر البطل الوطني المحب الذي يتودد للشعب و هم يعلمون بمدي الكارثة التي قد تحدث و هم في الواقع ابعد ما يكون عن هذه الصورة , هم لا يروح ولا يحبون الا انفسهم فقط .

عندما كنت اتحدث من الاصدقاء قيل لي ان الجزائر خفضت اسعار الانتقال للمواطنين الجزائريين , قلت انا لو من المسؤولين لرفعت سعر التذكرة للضعف طالما هي سلعة مطلوبة و ما يتحكم في هذا الامر فقط هو قانون العرض و الطلب , قيل و لكن هذا سيجعلهم يخسرون الشعب , قلت و منذ متي و رضا الشعب مهم ؟؟؟ رضينا ام لم نرضي هم يتحكمون في اعناقنا و نحن لن نثور فما المشكلة ؟؟؟


يقال انه تم القبض علي مشجع اسرائيلي في وسط صفوف الجزائريين ولا ادري ما صحة هذا الخبر . لست مع نظرية المؤامرة و لكني لا استبعد شئ ايضا ً


المصري لا قيمة له لا في ارضه ولا في اي مكان اخر في العالم و المشكلة اننا نعلم هذا جيدا و لكننا نتعامل مع الامر بمنطق يحدث للاخرين فقط و لكن المواقف تثبت انه لا فارق حقا . عندما مات 1500 شخص في عبارة الموت لم تعلن حالة الحداد الرسمي او يعتبر مثل هذا اليوم كارثة قومية , لان ركابها كانوا من الطبقة المنسحقة التي لا ثمن لهم , بل و حكم علي مالكها بالبراءة و كانت هناك شبهه واضحة في محاكمتة . فهل تتوقعون ان يحدث شئ " ايجابي " محاولة لربئ الصدع و تدارك الامر بشكل عقلاني و استحي من ان اقول يعيد لنا كرامتنا لان حكومتنا جعلتنا للاسف بلا كرامة .


لم القي اللوم علي الجزائريين بشدة لسبب , لان الكبير كي يستحق مكانته ككبير لابد ان يراجع اوراقة اولا قبل ان يتوجه للاخر باللوم , و لان سياسة هما اللي بدؤوا شوفوا هما عملوا ايه تعقد الامور و تجعل الحوار لمستوي الاطفال و غالبا ما تنتهي خناقات الاطفال بالعراك و هذا ما لا نريده

في الحقيقة انني اشفق علي شعب الجزائر لانه ايضا يعاني مثل شعب مصر من استعباد الحكومات و ينطبق عليه كل ما قيل من استبداد و سطحية و لكن حكومتة غذت هذا الامر عنده بشكل مخجل لكي تبدوا هي الاخري في نظره الحكومة الوطنية الغيورة التي تنتقم لمقتل ابنائها في مصر . المثير للدهشة ان تساند الحكومة الجزائرية ابنائها و ترسل البلطجية كما يقال !!!! هل وصلنا لهذا المستوي من تردي العلاقات و الضعف الديبلوماسي و عدم المصداقية و العقلانية في التعامل بين العرب لهذا الحد ؟؟؟؟
المخجل و المخزي ان هذا الامر كله بسبب مباراه لكره القدم , و كنا نتندر فيما مضي علي تفاهة امريكا في هذا المجال

و لكن في النهاية ... الحقيقة بأكملها ضائعة ولا احد علي يقين تماما مما حدث !

الافت للنظر ان الرأي العام العربي يدين مصر ... لا ادري كيف ؟؟؟


و لكن ربما هو حال الدنيا , ان اردت ان تتقرب لعدوك - تحسبه انه الاقوي كي تأمن شره - خسرت نفسك و ابنائك اولا و فقدت احترام كل الناس ( حتي عدوك نفسه اسرائيل كانت تتندر علي تفاهة العرب ) و لكن ان عشت بكرامة و شرف حتي لو دفعت حياتك , احترمك الجميع و الشعوب .


تحديث

ما يثبت كلامي عن الاعلام الغير صادق , ان الفيديو الذي انتشر كأنتشار النار في الهشيم و الذي يثبت ان الجزائريين شجعونا بالمطاوي و السكاكين ... كان ملفقا و متفبرك و مأخوذ من مباراه اخري غير مباراة مصر و الجزائر في السودان !!!!!

****************************

من تدوينات الرائعة في تحليل الموقف
كثير من الرؤي ...قليل من الوضوح
الموضحة
متي نتحمل مسؤوليتنا
حوار عن مباراة الجزائر

********************************

( الخلفية الفكرية و النفسية لهذه المقالة هي كتاب اليهودية و من هم اليهود للمسيري , اللبرالية الجديدة لد اشرف منصور , الفتنه المؤسفة التي فرضت نفسها لحد اصبح تجاهلها صمم , رحلتي التي لم تنتهي في البحث عن الذات )ت

السبت، نوفمبر 07، 2009

قرن و حته

طابع هذه التدوينة قد يكون شخصي عكس اغلب موضوعات تلك المدونة ( لن يفهمها الا من يعرفوني جيدا او المقربين بشكل عام )

و لكني كنت في حاجة لكتابة مثل تلك السطور لاني مؤخرا لم اعد علي ما يرام و سائت حالتي النفسية مؤخرا كثيرا

فلابد من وقفة

و لم اجد افضل من ذكري يوم جئت فيه الي الدنيا كي اقف مع نفسي تلك الوقفة التأملية اذكر نفسي بالايجابيات في حياتي لاني اصبحت سوداوية للغاية .

ها هو عام اخر يمر من حياتي
ربما بعد ما يعبر الانسان حاجز الربع القرن - او ربما هو التخرج من الجامعة ان اردنا الدقة - يشعر بشعور عجيب للغاية
فنحن منذ وعينا علي هذه الدنيا في نظام دراسي , مدرسة او كلية , و اشعر حقا بكبري في السن عندما انتقل الي فصل دراسي اعلي , ادخل الاعدادي و ارتدي الزي الرمادي ... ثم ادخل الثانوي و ارتدي الزي البني و في مرة كنت محتفظة بزي الابتدائي الكحلي و ارتديته و انا في الاعدادي يوم من الايام و كانت تجربة عجيبة للغاية ... فعندما نكون صغار نريد ان نكبر و عندما تكبر نحن لايام الصغر حيث للا مسؤولية و لكن عندما رجعت للايام الطفولة المتمثلة في الزي الكحلي رجعت ايضا بعض القيود التي يتخلص منها الانسان تدريجيا
من ساعتها لقنت نفسي درس ان اعيش اللحظة ولا اعيش اتمني لحظة قادمة حتي لا اضيع الحالية ... و اتذكر هذا الان و انا امر من امام المدرسة ( لانها في نفس شارع المستشفي التي اعمل بها ) و عندما اعبر من امامها احث الخطي و امر بسرعة لاني حقا لم احب ايام المدرسة في مجملها و احمد الله اني قد تخرجت و اصبحت اتنسم نسائم الحرية حيث لا جرس مرواح انتظرها بفارغ الصبر ولا اي شئ

تخرجنا من المدرسة و كنت انظر علي طلبة الكلية او الجامعة علي انهم اناس عماليق لن ابلغ هذا السن ابدا - بل و كنت انظر علي من يسبقونا باعم واحد علي انهم الكبار - و دخلت الكلية و شعرت انها مولد و صاحبه غائب و انتقلت من عام لاخر بسرعة و لم استوعب انني انهيت الخمس سنوات في الكلية بسرعة البرق ...و عندما تخرجت من الكلية فوجئت بزملاء في المدرسة - لان مدرستي من الحضانة للثانوي - كانوا في الاعدادي قد اصبحوا في الجامعة !!!!!و لاول مرة اشعر ان الزمن عندي توقف و اني كبرت و اصبحت اري الاطفال يكبرون و يدخلون مرحلة الشباب و انا كما انا

لم اعد اغير حذائي الضيق او اشتري ثياب اخري لان ثياب العام الماضي صغرت

لكني لازلت كما انا اشعر اني كما انا لم يتغير شئ

لكن ربما زاد شعوري بالاكتئاب و الغربة عن هذا العالم و خاصة بعد تخرجي من الجامعة
و لكني كنت قد تعلم الدرس و اخذت وقتي كامل في الجامعة و قد امضيت وقت طيب قد صنع ذكريات رائعة
و لكن الاجمل من ذلك اني لم انسي نفسي و وفقني الله و اتخذت صداقات احسبها من اجمل و اقوي صداقات حياتي ان شاء الله
هم اخوتي الحقيقيين

أعتقد انه من ضمن ما فعلته هذا العام هو المحافظة علي اواصر الصداقة

ربما لا ارتاح بسرعة للناس و هناك مقاييس صارمة للاصدقاء و قبول نفسي و في الاول و الاخر هو توفيق من الله ان تقابل من ترتاح لهم و احمد الله ان قابلت اناس رائعين للغاية
الطريف في الامر ان صدقاتنا في الكلية لم تكون صداقة عادية و لكن كان اغلبنا يكتب في منتدي الكلية و فوجئنا ان الشخصيات التي تكتب هم نفس البنات التي نعرفهم علي الواقع
و لهذا اعتقد ان هناك ذذكريات مشتركة بيني و بينهم كثيرة بعيدا عن مصلحة الدراسة .. لقد كانت صداقة انسانية من الدرجة الاولي
اعتقد ان محافظتنا علي صداقتنا و حرصنا علي ان نخرج معا حتي الان هو شئ طيب للغاية و اتمني ان يدوم حتي و ان قل و لكن لا ينقطع


من الاشياء الجميلة ايضا توطيد علاقتي بمن اسميهم مجزاً - شلة حوار الحضارات و توايعها من مؤتمر جولن تركيا - ففعلا تعرفت علي اناس لم اكن لاعرفهم الا عبر هذا المنشاط الهادف و الظريف ان معظمهم ايجابيين و يمتلكون مدونات و يحبون القراءة و الاطلاع اعتقد انهم فعلا من ضمن الصورة التي اتمني ان تنتشر في هذا الجيل الذي يروج له و يبث فيه قيم غاية في الغرابة و السطحية , فالجميل ان مع كل هذا الافساد اللاجيال و العقليات تجد مجموعة غير قليلة من الفتيان و الفتيات - و فعلا سعدت جدا بزيادة عدد الفتيات المهتمات بالفكر فهذه حقا عمله نادرة - رائعي الفكر و يريدون ان يكونوا " شئ مختلف "مهما حدث

احمد لله ايضا اني استمريت في علاقة بصديقات اليكترونيات , كل الطلبة :) هن يعرفن انفسهن جيدا و خاصة ان المقابلات تكررت علي الرغم من قلتها و لكن يكفي الود العميق و الاحترام المتبادل بيننا
حتي بقيه معارفي الاليكترونية الاخري علي الفيس بوك لم تكن قط مجرد تعارف من اجل التعارف او لتمضية الوقت انما جمعنا "فكر " سواء في مجموعات او من التدوين و انتقلنا تلقائيا لكتابة الملاحظات علي الفيس بوك و هذا فعلا يجعل التعارف راقيا فعلا لانها فعلا يرتقي بالانسان و يجعله يدرك ان هناك شباب مختلف غير الصورة النمطية للشباب في الاعلام , و هم لا يعرفون كم تسعدني التهنئات الصادقة التي تأتي بدون مجامله او تكليف فهي حقا ً غاليا جدا عندي ....

اما الحدث المختلف هو انه تمت خطبتي هذا العام , هو شئ ادهشني انا شخصيا لاني كنت دائما اقول ان البلد في ازمة - ازمة اخلاق بالاساس - ولابد ان نكون عمليين كما ان الشرقيين لا يحبونها ذكية او مثقفة و يفضلون امينة او مارلين منرو و انا لست هذه ولا تلك :) و لكني تذكرت كلمة الاستاذ و الاخر عصفور المدينة حينما قال لي تعليقا علي تدوينة تفيض يأس , انه ربنا يستثني الله من الظرف العام السئ بعض الناس , و فعلا نحن جميعا ليست لنا نفس المقادير بل كل انسان و كل شخصية متفردة في حد ذاتها من ظروف و لكن حقا ما استطيع ان اقوله ان الدعاء الكثير و الالحاح فيه و ان تلقي حملك علي الله وحده دون غيره من البشر هو كفيل حقا بتحقيق ما لا يستوعبه المرء ,و في النهاية امره كله خير ... و فعلا احمد الله علي رزقي و نصيبي و اتمني فقط من الله ان استطيع ان اوافيه حقه في المستقبل ان شاء الله و حق عائلته و ان لا اقصر في حق نفسي انا ايضا , فلابد ان يشير المرء ما يجده جيد , لاننا كمصريين لاحظت فعلا اننا لا نقول ولا نشير ولا نري الا كل شئ سىء و قاتم , حتي في الاغاني اكثرهم رواجا هي اغاني النكد و الندب , فلابد ان نكسر هذه القاعدة السلبية حتي ولو في كلامنا اليومي او علي المدونات .... و على كل الامر ليس بالمظهري و لكني افكر كثيرا في هذا التحدي , من ناحية ما يقال عن الزواج و الفكر التقليدي الذي يعشش عليه, تجارب الصديقات في نفس جيلي تعكس واقع غير شاعري فنادرا ما تجد نموذج متوازن . كما ان جميل الشباب المتزوج اراؤه سلبية للغاية عنه الا اللهم كلمة باشمهندس القاضي ( الزواج نعمة و اللي يكرهها يعمي ) فهذا الامر يمثل لي هاجس كبير و لكن اعتقد ان المدخلات الغير متشابهه لا تؤدي لنتائج متشابهه . و علي الله قصد السبيل


بالنسبة علي صعيد العملي , لم اتطور للاسف في عملي بل اصبح شئ لا يطاق و زاد العبئ و قل المقابل و لكن لن احب الخوض في هذا الحديث , لانه لابد من جزء ينغص عليك حياتك و لكني سوف اتعامل مع هذا الجزء باستخفاف حتي لا اتعب حقا منه ... الحمد لله ان فيه دورة مياه ادمية و مكان اصلي فيه !

علي الاصعدة الاخري

*كانت هناك حفل توقيع كتاب انا انثي شعر مارس الماضي و شاركت فيه بمقالة و لا اعتقد اني من نوعية المدونين الذين يمكن ان ينشروا كتاب الان .... ربما فيما بعد و لا تحدث , ربما لاني اعتقد ان الهواية ان اصبحت حرفة فقدت جزء كبير من الابداع بها لانه يكون لزام عليك الكتابة بشكل روتيني , طبعا هذه ليست قاعدة هناك محترفون مبدعون

*اشتركت في كورس لتصميم الباترون و انهيت .... و لكني للاسف لم امارس هذا الامر الجميل لقلة الوقت و ضيقة و لكني امل ان استغل هذا الامر في القريب العاجل

* اشتركت في كورس لمكافحة العدوي في الجامعة الامريكية ثم سحبت الفلوس !!! و هذا لانهم فعلا لا يحترمون الطلاب و اجلوا ميداع الكورس اكثر من شهرين بحجة ان العدد غير كامل !!!! هم فقط يريدون الربح ثم الربح ثم الربح ولا شئ غير ذلك , او ربما هذا ما واجهته في حالة استثنائية لا اريد فلا اريد التعميم و لكن فقدت الجامعة الامريكية كثيرا من مصداقياتها معي في اول تجربة عمليها معها

* بدأت كورس تعلم اللغة التركية و اعلم ان اللغة من الاشياء التي تكتسب بالخبرة و طول الممارسة و هو شئ لن يتأتي في عام و لكني اضع خمسة اعوام لاتقنها و الله المستعان و لعله يكون علم نافع

* اشتريت كتب من معرض الكتاب العام الماضي و عدة كتب خلال العام و لكن للاسف لم انهيها كلها ( نصف عدد الكتب بالكاد ) و هذه نتيجة لا ترضيني لان مقدل قراءة اليهودي للكتب وصل ثلاثة كتب شهريا و احصائات القراءة تقول ان العرب شعوب لا تقرأ و اتمني ان ابدأ بنفسي و اقرأ ... و في نفس الوقت لا اريد ان اكون مجرد دودة كتب لا تعقل ما تقرأ انما احب ان اهضم كل فترة ما قرأت و احاول ان اتفكر في كل كتاب اقرأه و ان انقده سواء بالسلب او بالايجاب ... فاريد ان تكون القراءة رياضة عقلية لا مجرد مادة صماء املأ بها عقلي دون تدخل انساني ...
*استراتيجية الاستعمار و التحرير لجمال حمدان حقا من روائعه و اثرت في كثيرا
*طريق الارشاد لفتح الله كولن , اعتقد انه يجعلني انفتح علي الثقافة التركية و كيفية تناولهم للموضوعات و لو اني اعتقد ان الترجمة افقدت الكثير من روح الكتاب الاصلية التي استشعرها و لا المسها
*ساديزم , لمحمد الغزالي , محاولة قصصية جيدة من كاتب شاب و لكني اعتقد انه شابها القصر في بعض الاجزاء
*عزازيل , ليوسف زيدان , اعتقد انها قصة رائعة للغاية و امتعتني بكل ما تحمله الكلمة من معاني علي الرغم عدمميلي للفنون الادبية و هذا يعني انها فعلا رائعة
*السنة النبوة بين اهل الفقه و اهل الحديث , للشيخ محمد الغزالي رحمه الله , اعتقد انه من اهم الكتب التي قرأتها و هو يمثل مدرسة اتمني ان يكثر حمله لوائها , فالعديد قد يمتلكون العلم و لكن الندرة هم من يمتلكون الحكمة التي انارت بصيرته ... رحمه الله رحمة واسعة
*النظام السياسي في الاسلام , لمحمد سليم العوا و برهان الغليون , سلسلة مقارنة جيدة توسع الافق بين الراي و الراي الاخر
لمرأه و الدين و الاخلاق , لدكتورة هبه رؤوف و دكتورة نوال السعدواي , من نفس سلسلة المقارنة , جعلني اري الاصولية العلمانية للا معقولة و التي تغالط فقط لاثبات رأيها و تمكن الرأي التقليدي و رقي اسلوبه و ادلته للغاية
*في الخطاب و المصطلح الصهيوني , للدكتور المسيري , كعادة و عبقرية المسيري الفكرية رحمه الله , اضاف لي الكثير و اهم صفحة خرجت بها هي 222
*محمد الفاتح , لعلي محمد الصلابي , اضاء لي نقطة في تاريخنا الاسلامي الغير عربي لم اكن اعرفها من قبل و عرفت ان هناك تاريخ طويل تم اختزاله
*قصة مسيو ابراهيم , ايمانويل شميت , قصة جيدة للغاية و تظهر الاسلام كدين متعايش و ليس كانسان الغاب و لكن طبعا لي تحفظات
عليها و ان كانت القصة تعبر عن اشخاص غير معصومين

*الاسلام و الغرب ., محمد اسد او
leopold weiss
كم احب الكتب التي يكتبها المسلمون الغير عرب فهي تنقلني الي تفتح فكر الغرب و رحابه عقولهم و في نفس الوقت و اشعر ان الاسلام يمكن حقا ان يساير كل العصور و الازمة و الثقافات و العقول

*مال لم يقله الفقيه , د/ اماني ابو الفضل فرج , احدي تلميذات الشيخ الغزالي من المدرسة الفكرية التي تريد الاصلاح ولا تريد التقويض و هو كتاب غاية في الاهمية في رأيي لانه حيوي و معاصر و جرئ و ينقد نقد ذاتي و موضوعي اتمني ان يؤخذ ما قالت بعين الاعتبار

* الفلسفة المادية و تفكيك الانسان , للدكتور المسيري , من افضل الكتب التي قرأتها له و ميزتها انه يتناول بشئ من التفصيل مدلولات تفكيك الانسان و انعكاس فلسفة الالحاد في شتي مناحي الحياة , و روعة الكتاب انه علمني كيف افكر و كيف اقيس اي قضية من هذا المنظور

* ماذا علمتني الحياة . للدكتور جلال امين , كتاب القي الكثير من الظلال علي حقبة تاريخية من منظور اجتماعي , و هو من الاجيال التي عاصرت تغيرات جذرية في الحياة من الوابور و الغسالة الادمية الي المايكروويف و الغسالة بالمجفف


كتاب الليبرالية الجديدة للدكتور اشرف منصور لا ادري لماذا لم انهيه حتي الان !!!!!!!!!!!!!! معي منذ اكثر من شهرين رغم ان الكتاب رائع فعلا
من الكتب الطريفة ايضا كتاب " ساعة عدل واحدة " و هو من عبارة عن مذكرات طبيب انجليزي عاش في مصر في فترة الاحتلال غادر قبل الثورة فعدة سنوات و يحكي عن انعدام الرعاية الصحية يحكي عن الفقر و البؤس منقطع النظير و يذكر ممارسات تجعلك تظن انك تقرأ لاحوال الرعاية الصحية في مصر في هذا القرن !!! و لكني لم اكمل هذا الكتاب ايضا




اعتقد ان هذا السرد كان مجرد محاولة مني لكي ارفع روحي المعنوية و اني لا يجب ان استسلم لاي احباط عابر يمر بي , و لاستمر و ادعوا الله ان لا يضيعني

لا ادري اين سأكون مثل هذا اليوم في العام القادم و ما هي ستكون حالتي حين اذ :)
و لكني اتمني ان لا اترك التدوين و الكتابة و الاشياء التي احبها و الاهم ان لا افقد كنزي الحقيقي اصحابي و اصدقائي و اخواتي من غير النسب و اسرتي الكبيرة و الصغيرةو الجديدة :) فعميق التحية لكل من اسعدني هذا العام و تعرف عليه و اصبحت من الصداقات الجديدة او حتي اصبح من العلاقات البسيطة و لا انسي الصداقات المتينة التي تتعمق بمرور الوقت

الثلاثاء، أكتوبر 13، 2009

قشطة 3- قصة واقعية حدثت- الجزء الاخير


اين وصلنا ؟؟؟
نعم كانت عدد الشرائح و المسامير شريحة و خمس مسامير , تستكمل حوارها و تقول

لم يقف الامر هاكذا , رفض الجسم الشريحة و المسامير... فاضطروا لعمل عملية تانية لصنع شريحة من عظام الجسم بشكل طبيعي , اضطروا ان يفتحوا في عظام الحوض و اخدوا منها شريحة طبيعية , و عندما وضعوا الشريحة , اضطروا لاضافة مسمار اخر ليصبح العدد 6 مسامير
و بعدين يا قشطة ؟
ابدا يا دكتورة .. الموضوع اخد له 3 سنوات لحد ما العضم ابتدي يلم تاني و يبتدي يرجع شبه الطبيعي ... قولت لها طبعا يا قشطة في الوقت دا مكنش بيشتغل و انت اللي كنتي بتشتغلي ومعاكي العيال
قالت ايوة
قولت لها و بتعملي فيهم ايه بقي لما بتروحي الشغل
قالت لي انا كنت بروح الشغل ,و هما مع امي , ارجع البيت اجهز له اكل و اروح له ( و حكت لي قصة طريفة في هذا الوقت ) لانه مش بيحب ياكل اكل المستشفي و هما مانعين ان حد يدخل بالاكل ...
كنتي بتعملي ايه يا قشطة ؟؟؟
كنت اخلي امي تدبح لي فرخة من علي السطح في يوم مثلا , و احطها في كيس و احط الكيس في صدر العيل الصغير و اكفي الواد علي كتفي
ابتسمت لفطنتها ...قالت لي و مش ببقي شايلة معايا حاجة يجوا علي الباب ابقولوا لي مفيش حاجة هتدخل تقوم ترد و قول يا رجل معييش حاجة غير العيل ,... تاخدة ؟؟؟
و تدخل المستشفي و تهرب له الاكل و كله بيمشي
:)
في مرة اخري جائت و حكت لي انها قدر تركت العمل حوالي 6 سنوات بعد ما الراجل خف و قام بالسلامة

قولت لها اخدتي اجازة يعني
قالت لأ
قولتلها امال ايه ؟؟
قالت قعدت مني لنفسي
قولت لها كدا
قالت اه
انا في غاية الذهول و لم انطق

استكملت : يا دكتورة الحكومة زمان كانت غير دلوقتي خالص دلوقتي لو حد مشي بيتسوح و مش بيعرف يرجع ولو رجع مش بيتثبت ... زمان بقي الدنيا كانت اسهل ... كمان كنا كتير في الدور ( بتاع 7 ) يعني واحدة لو غابت الدور مش هيتأثر دلوقتي كنا اتنين و حاليا بقيت لوحدي من بعد ما طقت في دماغه ( الله ياخده و يريحنا منه ) انه يسرح العمال المؤقتين علشان يجيب شركة نضافة , و ياريتهم عاملين حاجة ولا بتشتغلوا بذمة كل اللي فالحين انهم ياخدوا اد كدا و خلاص ولا بشتغلوا

قولت لها يعني انتي اخدتي اجازة ليه و رجعتي ليه ؟؟؟
قالت انا اخدت اجازة علشان تعبت فعلا يا دكتورة و الست بردوا مملكتها بيتها حتي لو كانت عشة و هو شجعني
لكن لاقيت ان الحالة مش مكفية و بعت كل شئ في البيت مبقاش فاضل غير العيال نبيعهم و انا بشتغل كان ممكن حد يراضيني , اعمل كباية شاي لعيان يطلع لي منها قرش و قرش علي قرش بتتقضي..... مش كل ما اقوله له هات هات هات يقوللي اجيبلك منين ...العيال يجوعوا يعني ؟؟؟
قلت لها و هو واقف
قالت لي لأ طبعا
قلت لها طيب نزلتي ازاي ؟؟؟
قالت لي حلف عليا بالطلاق اني ما انا نازلة قومت انا كمان حالفة بالطلاق اني نازلة و بعدين روحت اعمل ....
انا في غاية التعجب و استوقفتها لاني لم افهم ... قولت لها يعني ايه انك حلفتي بالطلاق انت كمان ؟؟؟
قالت يا دكتورة ما هي طلقة واحدة فطلقة بطالقة حلفت انا كمان اني هنزل
طبعا لم استوعب هذا المنطق العجيب و كتمت احزاني ان الحلفان بالطلاق في فم هؤلاء مثل اللبانه ... و علي كل سألتها ان تكمل
بتقول انها عقدت حوالي 6 اشهر بتجري بين الهيئة التابعه لها المستشفي و المستشفي لتنهي ورق العمل مرة اخري و حتي انها عملت الكشف الطبي في وقت قياسي ( كانت هذه حكاية مستقلة بذاتها ) فقالت لي مجملا ان هذا الكشف يأخذ عده اشهر و انهته هي في يومين و عندما قال لها المسؤول في الهيئة انت مين علشان تعرفي تخلصي الكشف بالسرعة دي قالت لي انها بالصدفة كانت في وحدة الكشف في القللي و كان جوزها بيتخانق معاها علشان مش تخلص الورق و مرتجعش الشغل و الناس التجمعت للتهدئة ( الصورة الواقعية القاتمة لحياة هؤلاء ) و من ضمن النساء التي خلصتها كانت مريضة عندها يوما ما في المستشفي و هي تعرفت علي قشطة و تذكرت عملها و انها عاملة في مستشفي .... و كانت قشطة قاعدة تزعق لها و مش واخدة بالها منها و تقوللها ايوة يا ست انت مين حلي عني انا مش حمل هزار اتم مش ناقصاكي ( لم تتذكرها قشطة ) و بعدين الست عرفت نفسها لقشطة و قالت لها مالك فحكت لها قشطة علي ان جوزها مش عايزها ترجع الشغل و هي خلصت الورق و فاضل الكشف الطبي و دخلتها في يومها و لم تجعلها تنتظر دور .
قالت لي بعد فترة يا دكتورة الحال بقي احسن و جيبنا الحاجة بالقسط و فرقت همومي علي الايام و الحمد لله عدت ...

قلت لها الحمد لله يعني الدنيا بقيت احسن
قالت لي يعني
قولت لها ايه تاني ؟؟؟
قالت لي انها سابت زوجها حوالي 3 سنوات و نصف
قلت لها لماذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لم تجيب

لماذا تركتي زوجك يا قشطة ؟؟
كانت الاجابة التي عرفتها منها اول مرة بعد مرور شهر و نصف من سؤالي لها هذا السؤال
يعني يا دكتورة ظروف
ايه يعني ؟؟
اصلة كان ماشي مع طليقته الاولانية و تقريبا كانوا كاتبين ورقة عرفي

ذهلت انا من هول ما قالته
قلت لها بعد كل دا ؟؟؟ قالت اه !!!!
قلت لها و عرفتي ازاي ؟؟؟
قالت لي يعني انت عارفة ان الناس بتتكلم و لكن انا مش بصدق حد و عاملة ان مفيش حاجة و بعدين في مرة خرجت من المستشفي في وقت مش وقت المرواح علشان اشتري حاجة لحكيمة الدور و لاقيتهم ماشيين مع بعض اخر انسجام

قلت لها : و عملتي ايه ؟؟
قالت : ولا حاجة يا دكتورة مش هفضح نفسي . سكت ساعتها .احنا كنا في الشارع
قلت لها : هو عمل كدا ليه
قالت لي: هو غلبان يا دكتورة , و انت عارفة بقي النسوان ... لما سمعت انه بيلبس كويس و جاب محمول و كدا يعني قالت انه ياما هنا و ياما هناك و حبت ترسم عليه علشان تخليه يتطلق لانها هي كمان بعد ما سابته و اتجوةزت تاني اطلقت علشان ميبقاش حد احسن من حد

قلت لها و عملتي ايه بعد كدا
قالت لي انا روحت البيت عادي
و احنا متعودين انه لما يخلص وردية البلدية يرجع احضر انا الاكل و هو يجيب الطبقين ولا حاجة و ناكل سوا بنتعاون يعني
لاقيته ملوي و حاطط رجل علي رجل و مش عايز يتكلم معايا ولا ياكل و مش طايقني و بيعيب علي لبسي
قالت له لأ يا خويا اقف معوج و اتكلم عدل
قاللها مالك يا ولية
قالت مليش بس يعني مش هتطلعه علينا و عامة انا عارفة كل حاجة , مش خدوهم بالصوت و هما يكونوا عاملين بلاوي
بتقوللي بدأ يستعبط قالت له بقوللك ايه انا شوفتك بعيني حتي بالامارة كنت ماشي في الحتة الفلانية ومعاها الساعة كذا و عاملين كذا و هي لابسة كذا ...بتقوللي منطقش
المهم هي بتقول انها اصرت علي الطلاق و علي حد قولها بتقول اني دايقة معاه الصديد , و انت معك راجل مش ست روح شوف الستات اليومين دول بيعملوا ايه و يطلبوا ايه و كدا كدا انا طالع عيني يبقي قلته احسن .
هو شاط و هاج و ماج و هي اصرت و في مقابل انه يسيب لها العيال اخد كل الاجهزة الكهربائية ( علي الرغم من انها كانت اغلبها اللي دافعه المقدم بتاعة و جايباه بالقسط ) اخد كل شئ و مسابش غير العيال

طبعا انا في مرارة بقوللها و بعدين ؟؟؟
قالت لي ابويا نزل لي تلاجة قديمة و عملت جمعية و قبضتها الاول وجيبت مقدم بقية الحاجات و القسط بدفعة كل اول شهر و القسط مش بياكل حد
قلت لها حالك ساعتها كان عامل ازاي
قالت يا دكتورة كان يصعب علي الكافر بس الحمد لله ... كانت عندي جلابية واحدة تتوسخ اغسلها و تنشف و البسها تاني حتي مرة بتقول ان حد عيب عليها في الشارع و قاللها هو انت يا ام قشطة معندكيش غير الجلابية دي علي طول اشوفك لابساها قالت له لأ طبعا عندي الدولاب واقع من كتر الجلابيات بس دي اللي برتاح فيها . بس كله يهون علشان العيال تتكسي
عندما كانت تحكي لي كانت تتحدث بحيادية لم استوعبها
و في يوم اخر كنت اتحدث معها فعرفت انها كانت موجوعة في تلك الفترة بالجامد اوي و لكنها كانت تريد ان تظهر بمظهر صلب و هي من عادتها انها تطلع غلبها و قرفها في البكاء و قالت انها عملت ثلاث عمليات في عينيا لان دموعها نسبة ملوحتها زائدة و تظهر لها تجمعات تحت الجفن لابد من ازالتها بعملية

و بعدين يا قشطة ؟؟؟ قالت لي عرفت بعدين انه راح اتجوزها لكن مرتاحش معاها تاني و اتطلقوا و لما رجع لها بيقول انها مش ست عايزة تعيش و بتاعة مشاكل .

بس هو بقي قعد يبعت لها في مراسيل انها ترجع له و هي رافضة تماما ( طبعا لانها معه في نفس الشغل فهناك زملاء مشتركين كثيرين بينهما ) حتي هي كانت بتقول قولوله انها هتتجوز و مش عايزاه
قلت لها يا قشطة صحيح كنتي هتتجوزي ؟؟
قالت لي لأ طبعا يا دكتورة انا جربت حظي من الرجالة و خلاص عرفت نصيبي و اليومين اللي فاضلين لي افرح فيهم بالعيال و الحمد لله
قلت لها امال ليه كنتي بتقولي و تخلي المراسيل يوصولوه كدا ؟
قالت لي لانه كنت عايزة احرق قلبه زي ما حرق قلبي
و بعدين
قالت لي مرت الايام و انا عودت نفسي علي انه خلاص ممعييش راجل و هي بصراحة مش فارقة معايا طالما العيال بيناموا في حضني ... قلت لها امال رجعتي له ليه

قالت لي ابويا
ابويا كان بيغسل كلي و هو – طليقها – كان بيهم بيه بشكل خاص و يوصلة للبيت و يوديه المستشفي يومين في الاسبوع بدل من ابناؤه الذكور و في مرة ابوها قاللها و هي بتعدي تطمن عليه , يا قشطة الجدع شاريك . عارفه انه شاريني و بشوفه بيستني بعد شغله معظم الايام لما يطمن عليا اني روحت البيت بلمحه من بعيد. بس يابا
انا اللي يبيعني مشتريهوش و انت عارف انا عملت معاه ايه و كنت واقفه جنبه ازاي يرضيك اللي عمله معايا ؟؟؟ قاللي لأ بس الطيب احسن و انا عايز اطمن عليكي و ياريت ترجعي المية لمجاريها . قالت له يابا انا دماغي قفلت و هو اللي عمله معايا مش شوية
قاللها انا عارف بس انت عارفة الرجالة فيهم الداء دا بس الرجل طيب و كويس و ابن حلال و جدع و قاللها انا حاسس ان اجلي قرب و مش عايز اموت و انا قلقان مش مطمن عليكي
المهم بتقول انه خيرها بين رضاه عليها و انها ترجع لجوزها او مترجعلوش و يغضب عليها , و هي وافقت في الاخر علشان ابوها الله يرحمه
قلت لها مات ؟؟ قالت لي مفيش شهر
قلت لها و بعدين
قالت لي الحمد لله لما رجع عرف ان الله حق و انها جوهرة مكنش مقدرها و الحمد لله هما كويسين مع بعض لحد اليوم
هي لم تكن تريد ان تذكر لي تلك السيرة و كانت من قبل تحكي و تذكره بالخير , انه مش راجل نكدي و لما يتخانقوا هو ينزل يقعد علي القهوة و بعدين يرجع يقوللها هو مفيش يا وليه لقمة ناكلها تقولله يا راجل مش انت زعلان مني ؟ يقوللها محدش يقدر يستغني عن اكلك و يقعدوا يضحكوا

تمر الحياة بقشطة , و بالنسبة لزوجها هو كان ينتظر ان يرجع لها حتي يعمل عملية اخري فك المسامير, و منها عرفوا انه مريض بالقلب و لا يمكنه ان يتحمل البنج و سوف يعيش بتلك المسامير للابد , قلت لها هو بيدخن ؟؟ قالت لي حريقة 3 علب في اليوم !!!!!!!!!
صراحة لا يمكنني باي حال من الاحوال ان استوعب تلك المعضلة انسان يكاد يعيش علي الكفاف و مع ذلك يدخن 2 علب في اليوم بمعدل 600علبة في الشهر ... الا اعرف ما ثنت علبة السجائر و لكن اعتقد انه من اهم اسباب احتياجهم الدائم ان تصرف الفلوس القليلة في الكيف اللعين لا ادري حقا متي ستنخلص من هذا الشبح و المشكلة ان من يدفع الثمن بشكل غير مباشر هن نسوة من عينة قشطة التي تعمل علشان العيال مش تجوع لان الرجل ينفق علي الكيف بشكل غير حكيم و هي بنفسها لا تشعر بتلك المأساه

قلت لها انا عرفت يا قشطة انت قلتي ان دلوقتي هنا كتير عن زمان ليه

قالت لي ايوة يا دكتورة الحمد لله و هي حاجات هفتكرها مع العيال لما يكبروا بعد كدا نقعد تضحك عليها
دائما تردد عبارة : رضينا امره نافذ مرضيناش اره نافذ بردوا يبقي تغضب ربنا مننا ليه و هو امره نافذ في كل الاحوال ؟؟؟

مثل تلك القصص لا تنتهي ولا نصل فيها للنهاية السعيدة او التعيسة
هي مجرد حياوات اخري تتقاطع مع حياتها و يمكننا ان نستخلص منها الكثير و الكثير
من ضمن ما تعلمته منها ان *الفقراء لا يحتاجون الي منظرين قدر ما يحتاجون الي من يعمل بجد ليحسن مستوي البلد و كل الخدمات بها و هي سوف تنعكس عليهم بكل الاشكال
*من ضمن ما استرعي انتباهي ايضا انها قد تكون امراة ذات ظروف صعبة و لكنها ابدا لم تكن ضعيفة و لم تترك حقا لها يوما ما و لكنها تعرف جيدا بفطرتها متي تميل مع الريح و متي تضع حد لها و تواجه بقوة
*ما حدث معها في الصغر تعرف انه جهل و اصرت علي تعليم فتاتها الوحيدة و احضرت لي نهاية العام الدراسي الماضي حلاوة انها طلعت الثانية علي المدرسة في 4 ابتدائي : )
*لا تجلس مع جلسات النميمة و لا تنظر الي ما في يد غيرها و يأتيها الله من فضله و هي من تقول ذلك دائما ( الواحد يسعي يا دكتورة و ربنا هيرزقنا لكن لو قعدنا هو الرزق بيخبط علي الباب ؟؟؟)

*تعلمت انه عندما اواجه اي مشكلة اتذكر جلدها و اتبسم حتي في احلك الظروف و لكن لا انكر علي نفسي حقي البشري في الالم و لكن امارسة بكبرياء ( تبكي هي وحدها في صمت و دائما تنصح عاملة لها ان لا تشكي لانها تجعل الجميع يقول عليها انها شكاية و هي تقول ان من يسمع لن يحل المشكلة يبقي اقولها اللي في ايدة كل شئ (تقصد الله )

* ليست كل الشخصيات المهاودة التي تستطيع ان تعيش باقل قدر من الخسائر هي شخصيات غير ثورية او غبية و حمقاء بل لديهم سياستهم و فلسفتهم لرؤية الحياة قد تغيب عني , لا يجب ان احكم علي احد من مظهرة او وفق تصور مسبق لان معظم الناس شخصيات فريدة حقا ً



************************
لست كاتبة قصة و لن اكون لاني اعرف قدراتي جيدا و لكني اتمني ان يكون هذا التوثيق و السرد قد اعطي صورة من واقع حياتنا عن نموذج للبشر اوشك علي الانقراض و ان اسجل سيرة حياة انسانة شعرت انها مختلفة عن محيطها الملوث قد لا ارى مثل هذا النموذج الملحمي مرة اخري


الجمعة، أكتوبر 09، 2009

قشطة 2 - قصة واقعية حدثت

هناك شئ عجديب للغاية لاحظتة مع محادثاتي مع قشطة ..... لا ادري لماذا اشعر انها تأتي الي الصيدلية في نفس الوقت من كل يوم حتي نفس الجلابية الزرقاء التي ترتديها ( احساس بان المشهد دائم التجدد لا ينتهي مهما مرت الايام )
نفس الهدوء النسبي و حتي نفس اضاءه شمس العاشرة صباحا , توضدت علاقتنا بشكل جميل و بهدوء , حتي انها اصبحت تأتي فقط دون ان اناديها لتصبح علي و تحضر لي الماء الساخن و ان لم يكن ورائها عمل اجلستها معي , لاقترب اكثر منها ... ما جعل تقاربني معها غير محفوف بالمخاطر النفسية لمثل تلك الفئة , انني شعرت انها نظيفة من اغلب الامراض الاجتماعية التي تجدها منتشرة في هذه الاوساط ( و في معظم الاوساط للامانة حتي و ان اختلفت الملابس او الاسلوب )
كانت في بداتية تعارفنا لم تكن تحكي كثيرا عن نفسها , و لم اراها قط في جلسات الممرضات ( و ما ادراك ما هي جلسة البنات كما تسميها هي كتسمية اكثر رقي و ادب ) و بالتبعية لم الاحظ عليها اسلوب انها تتحدث عن اي انسان قط , و هي ميزة رائعة جدا جعلت التعامل معها اريح لي كثيراً ... تقول هي بنفسها عن " قعدة البنات " انها كلها مشاكل و بلاوي و ابدان ببقطع ( كناية عامية عن النميمة ) و هي تقول لي ان هذا افضل كثيرا و ان هذا الامر بالذات تقول لي انه افادها كثيرا و جعل مفيش عداوة بينها و بين احد علي حد قولها ... هذا ما قصدته بعدم وجود امراض اجتماعية و هذا قليل من كثير ....بالنسبة لبقية الامراض , ففراغة العين هو داء منتشر للغاية و تجدة علي شكل كلمة ( كل سنة و انت طيب ) من اي بائع او كناس في الشارع بدون مناسبة . كما ان لقشطة فلسفة مختلفة لما يتعلق بالمال و الحاجات المادية بشكل عام ستظهر خلال الحكي
لم تكن ام قشطة تسرد حكايتها بشكل مرتب مسترسل ابدا
بل كان الامر اشبه بتجميع قطع مكعبات او صور بازل حتي تكتمل الحكاية و تستطيع الحصول علي شكل نهائي جميل , و ربما وقع مني جزء في المنتصف فاصبح اسئلها عن بعض تفاصيله لاحقاً
كما انه خلال الحكي الرئيسي الذي استخلصت منه قصة حياتها كانت عناك حكايات لا تقل عمق بالنسبة لي عن حكايتها الاساسية ,فذات مرة كنت اسئلها عن الاختلاف البادي بينها و بين بقية العاملات او الممرضات الذين يؤدون خدمة للمريضة وة عينهم علي جيبه و ان لم يأخذوا نقموا
قالت لي ...: يا دكتورة قدري واحد ممعهوش قدري اي حاجة , و كمان يعني اصلا الحادة دي عبارة عن استذواق من الناس , مينفعش تبقي غصب او بالعافية ... تعرفي مثلا , كتير اكون بزق مريض علي عجلة او اوصله او اي حاجة و بعدين يجوا زمايلي يقولوا مداكيش حاجا اقوللهم لأ يقولوا لي وراه , تقوللهم لأ طبعا , قلت لها : هو حد رباكي مثلا علي شئ زي دا ,’ قالت : لا خالص , و فهمت من الكلام ان لها اختين يعملان في نفس المستشفي و لكنها علي غير وفاق معهما و ان طبعي غير طبعهم , و قالت لي بالك يا دكتورة دا اصل طبع و استحالة الواحد يغير طبعه بعد السنين دي كلها . و حكي لي قائلة اني ذكرتها بموقف ... قالت لي في يوم كان فيه عيان قاعد بقالة مدة و كان بيقوللها انه ملوش حد يسئل عليه و كدا وانها تستحمله , قالت له و ماله يا حاج ( بالمناسبة اللقب دا بيقتال لكبار السن بغض النظر عن اي اعتبارات اخري ) لدرجة ان ملابسه الخاصة كنت بوديها لمغسلة المستشفي ضمن غسيل المستشفي الداخلي , و حتي في الفطار كان يقوللي جيبيلي زي ما بتجيبي لنفسك , و كنت بشتري له رغيف فول و رغيف طعمية و مش بيحاسبها عليه ... المهم , ربنا قدر و الرجل دا مات ... و احنا من عوايدنا لما حد بيموت بنطلع المرتبة في الشمس لو امكن , مأمكنش بنقلبها ... و انا بقلب المرتبة , الاقي تحت المرتبة ظرف و ساعة شيك و اوراقه , افتحل لك الظرف الاقي 1145 جنية فيه .... قولت لها نهم !!!! قالت لي اه و الله يا دكتورة .... قولت لها و بعدين ؟؟ قالت لي : شوفي انا مكنش فيه في المكان غير ربنا و انا , روحت للممرضة النبطشية علشان تكتب لي ( ام قشطة بالمناسبة لا تقرأ و لا تكتب ) علي الظرف اسم المريض و رقم التذكرة و يوم الوفاه و قيمة الفلوس . و شالتهم معاها . تاني يوم في امانات المستشفي وديتهالهم . انا صراحة اعجبت بهذا الموقف منها كثيرا و احببت اكثر ان اعرف لماذا تتصرف و تفكر هاكذا ... ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟
قالت : انا بقي فوجئت بمن كان يقول انه بدون عائلة ولا اسرة و مقطوع من شجرة بناس بدل و عربيات و ايه حاجة ابهه اوي يا دكتورة و لما قالولهم علي المبلغ اللي سابه و الساعة اخدوا كل شئ . قلت لها و لم يعطوكي شئ ؟ قالت لأ حتي موظفي الحسابات و الامانات قالوا لهم ابقوا راضوا العاملة الامينة ( مراضية كناية عن البقشيش او ما شابه ) و قالوا طيب طيب و لم يعطوا المغسل او اي احد شارك في مراسم تششيع الجثمان .
قلت لها و لماذا لم تأخذي المبلغ , و هل شعرتي بالندم بعدما اطعمتي هذا الرجل و تبين انه غير محتاج يمكن ان تأخذي علي الاقل ثمن الاكل .. قالت لي لأ لم اشعر بالندم , هو قبل دا علي نفسه خلاص انا بعامل ربنا اساسا كما ان فلوس الاكل دي طلعت من زمتي ازاي يعني اخد حاجة و ابصلها بعد ما طلعت من ذمتي ؟؟؟ كانت تتحدث باستغراب حقيقي و ان هذا الامر لم يكن يخطر علي بالها من الاساس . و استكملت , و بعدين يا دكتورة دا مال ميت ... تعجبت من اللفظ و قلت لها هو المال بيموت ... قالت لي ايوة بيموت , قولت لها ازاي ... قالت لي ايوة مش لما الواحد لما يقطع النفس و يموت خلاص مش بيبقي له عازة , المال لما بيموت بردوا بيبقي ملوش اي لزمة , ادي الرجل اهه عاش اقل مننا و مات من غير ما ماله ينزهه , يبيقي دا مال ميت . و بعدين يا دكتورة زي ما بيقولوا مال الكنزي للنزهي . اعجبتني فلسفتها كثيرا , و حقا عندما تأملت عيونها و هي تحكي لم يكن بها اي دافع او نزعة غيظ او ندم من اي نوع انما فقط اندهاش من وجود مثل تلك النوعيات .
قولت لها هل اشعري بالسعادة او ان هناك شئ ينقصك ؟؟؟؟ فاكملت فلسفتها بالنسبة للمال و قالت: محدش يحسبها هي بتمشي كدا . لو انا قعدت احسبها و اقول الفلوس هتكفي ازاي ولا هناكل منين مكنتش عمري لا اتجوزت ولا خلفت لكن الحمد لله . و كمان ان الواحد يكون انوع (قنوع ) احسن شئ . ممكن حد يكون عنه مال قارون و ميكونش انعان يبقي ولا يسوي لكن الواحد طالما اللي معاه قادر يمشي نفسة بيه خلاص .... لكنها قالت بردوا ان هذه الايام فعلا ايام حزاني من ايام ما الحزين مبارك مسك الحكم ... قهقهت انا كثرا لهذا التعبير و اكملت هي بمزيج من الضحك الذي يشوبه الحزن ... الخضار و اللحوم غالية , و تندرت بموضوع انفلونزا الطيور اللي علي حسها ادبح كل الفراخ و بعد ما لكيلو كان ب خمسة و ستة جنية الكيلو , و لكنها مع كل ذلك قالت لي يا دكتورة انا الحمد لله فضل و عدل في نعمة كبيرة اوي اوي اوي غيرنا مش لاقي لقمة و متوي . علي الاقل العيال متعلمه و بتروح مدارس .
هؤلاء الناس هم اكثر فئة فعلا يشعرون بفارق الجنية و الاثنين جنية , عدد اسرتها 6 افراد ( هي و زوجها و ثلاث اولاد و بنت ) و يسكنون في غرفة واحدة بينها ستارة للفصل بين الرجال و النساء اثناء النوم . و علي الرغم من تندرنا بمجانية التعليم و دنو مستواه و تردي مستوي العلاج الحكومي الا ان هناك فئة لا يستهان بها تعيش علي هذا الكفاف ... فعلا سوف تضيع ان الغينا المدارس الحكومية او المستشفيات الحكومية , لان نصف العمي و لا العمي كله كما يقولون و كما قالت لي ان ابنتها طلعت الاولي علي المدرسة و اصرت علي ان تحضر لي نوع معين من البسكويت تعرف انني احبه . : )

في يوم اخر في نفس الموعد و نفس الوقت و نفس الجلباب و نفس الماء الساخن الذي اعد منه الشاي طلبت منها ان اعرف بقية قصتها بعدما خطبها زوجها الحالي و تم الزواج ...
قالت لي , هو بعد ما خلص الدبلون دخل الجيش , قعد تلات سنوات ... و طبعا كان لازم اني اصرف علي نفسي و اني اتكفل بمصاريفي لان الجيش مش بيأكل عيش... قولت لها مقاطعة ... هو انت اصلا ابتديتي شغل امتي ؟؟؟ قالت لي يعني حوالي و انا عندي 16 سنة ... و الدنيا كانت غير الدنيا اياميها , كان اي حد يشتغل يجي و بعدين يخلص ورقة براحته و هذا ما حدث , اتعين علي 14 جنية ... و فضلت اشتغل حتي بعد ما اتجوزت علشان الجيش و كدا , و بعد كدا بقعد ما فترة الجيش خلصت بحلوها و مرها , قعدت هي تدور لزوجها علس شغل و هي كانت بتقول انها مكانتش تتكسف تقول لحد و النبي يا خويا معندكش شغل للراجل ( كناية عن الزوج ) و ما فهمته ضمنيا من كلامها انها حركة و كل الناس تحبها لابتسامتها الدائمة , و بتقول :نجحت اني ادخل الراجل يشتغل معايا في المستشفي حارس امن ..... و شوية و بعدين جبت له شغلانة في البلدية , حتي هو قعد يقول انا اكنس ؟؟؟ قالت له و ماله ما انا بكنس و بمسح و كله , عيش عيشة اهلك يا راجل ... قاللها دا هدوني 30 جنية في الشهر قالت له ملكش دعوة هنوفر منهم !!!!!
هل بقيت الحال علي هذا المنوال و بدأت الدنيا في الاستقرار مع قشطة ؟؟؟

يا دكتورة الراحة التامة لما نموت دي مفيهاش راحة ,

يا دكتورة .. امره نافذ لو رضينا امره نافذ و لو مرضيناش امره بردوا نافذ و هنعيش في غم و مش هيرضي عننا

بعدها يا دكتورة بفترة كنت جيبت الولاد اصغرهم لسة بيتشال , جاء من شغلة بتاع البلدية – كان اول يوم رمضان – و هو واقع لما رداعة ورم و عملنا اشعة عرفنا انه اتكسر تلات حتت !!!! قولت لها يا ستار يا رب .. قالت انا كنت لوحدي و معايا العيل و بجري بيه علي المستشفي و الناس كلها مفيش حد علشان الفطار , و اتجبس و قعدت 45 يوم و لما فك لاقوا ان التجبيس كان غلط راحت معاه تاني عده مستشفيات و كان ساعات بيتحجز لحد ما روحنا مستشفي تاني عملوا له عملية شريحة و 5 مسامير , و تستمر في الحكي و الغريب انها حتي اثناء حكاياتها لا يبدوا عليها التأثر او بمعني اصح يبدوا و لكن الابتسامة لا تفارق وجهها او لنقل انه وجه غير عابس
********************************
توقفنا عند الشريحة و 5 مسامير
اعتقد ان هذه المرة اطلت و لنستريح الي الفاصل و سوف نعود قريبا للجزء الاخير . باذن الله


الأربعاء، أكتوبر 07، 2009

قشطة 1 - قصة واقعية حدثت

اعتقد انه ربما يكون لوناً جديدا علي في الكتابة , و لكنها ليست كتابة ابداعية بقدر ما هي رغبة مني في تأريخ و توثيق تجارب بشر حقيقيين يعيشون حولنا و ربما لا نراهم او يصلنا منهم صورة مختزلة مبتورة عبر الاعلام المشوه

**********************
ربما تقابل في الحياة نماذج من الشخصيات قد يحتقرهم البعض و قد لا يكترث بهم الاخرون و في الاونة الاخيرة تعودنا ان يجذبنا نوع معين من الناس ( غالبا ما يروجون له في الاعلام من اناقة فوق العادية و جمال فوق العادي و قوام متناسق و سعه في المال و بشاشة في الوجة و حب من الجميع ) و لكن النماذج الواقعية , هي واقعية .... فلا نجد بها هذا الكم الخيالي والتسطيحي من الحد الاقصي من الكمال و الصلاح من كل شئ . فالحياة الحقيقية اكثر هدوء و اقل صخب و لكنها اغني و اكثر عمق

نادرا ما يجتمع الناس علي الاشادة باحد هذه الايام , فتجد الاغلب يسب و يلعن من فلان او علي الاقل لا يرتاح له و قد يضخم من عيوبه فقط لانها لم توافق مصلحة المتكلم او ذوقه .... و نادرا ما يجتمع عدد كبير من الناس حول احد .
لكنها حطمت هذه القاعدة و بجدارة ,

قبل استلام عملي في الصيدلية الداخلي قيل لي ان افضل ما في المكان هي ام قشطة و ينادونها بقشطة للسرعة , طبعا هذا ليس اسمها الحقيقي فهو ( سهي ) و لا اسم ابنتها الحقيقة ( زينب ) التي اخذت منها الكناية.... ولا ادري سبب تسميتها به علي اي حال و لكنهم اطلقوه عليها ليفرقوا به بينها و بين كبيرة التمريض ( تحمل نفس الاسم الحقيقي ) J
عندما تسمع ان الجميع يشكر في احد , للاسف يتبادر لك الصورة الذهنية الاختزالية المرسومة سلفا من الحد الاقصي في كل شئ كي يكون جدير بالحصول علي لقب "طيب و محبوب " و عندما رأيتها اول مرة تأملتها و قلت ... انت قشطة ؟؟؟ فقد جدتها امرأة عادية جدا : قدرت انها قد تكون في الخامسة و الثلاين من العمر و لكن يعيبها وزنها الزائد قليلا وة ترتدي دائما جلابية زرقاء و ربطة شعر علي طراز نساء الفلاحات , و لا شئ غير هذا
كانت قشطة تأتي كل يوم لتأخذ القمامة و تحضر لي الماء الساخن ( نظرا لان لي طقوس خاصة في شرب الشاي فاتي به معي ) تصبح علي بوجهها الصبوح البشوش , و لم يمر يومان حتي ارتح اليها تماماً بل و شعر ان هنك شئ ما في روحها مختلف عن الاخرين – خاصة انها في فئة العاملات و هذه الفئة اجارك الله من سلوكياتهم من سب و صوت عالي و نظر بحقد و حسد لكل ما في يد الاخرين و الرغبة في اخذ دون عناء العمل و دائما ما يقوموا الي العمل بتثاقل و لا يفعلونه جيداً و لا يهدؤا الا اذا اعطيتهم مما اعطاك الله - و هي حقاً تختلف عنهم شكلا و موضوعا فشغلها نظيف للغاية و دون ما يطلب منها اساسا وتفعل كل شئ بتفاني و اتقان نادر ما تجده في هذا البلد ولا تنتظر من اي احد اي شئ ابدا و لكن الذي سلك طريقا الي قلبي مباشرة هو ابتسامتها الصبوح الحقيقية الغير مفتعلة و التي لا تفارقها , تتعامل مع الجميع ببساطة و تتحدث و تلقي السلام علي الكل.... باختصار الجميع يعرفها و يحبها .
كنت اتأملها من بعيد , كل يوم الاحظ شئ في تصرفاتها , فلم اجدها تغضب احد او ترفض اي عمل يوكل اليها علي الرغم من ظلمها في هذا – الناس ما تصدق تجد حمار شغل لتجعله يحمل اكثر علي حد قولها – لكنها قد تتبرم قليلا و لكن تؤدي ما عليها , كنت اعتقد انها بلا شخصية و منعدمة الرأي و لكن حقا لابد ان تتعمق في التعامل لتعرف تفكير الشخصية التي امامك
يوما بعد يوم اصبحت ممن احب ان اصطبح بوجهها المشرق و الابتسامة المنعشة , ثم بدأت اتجذب معها اطراف الحديث كل فترة , و لفت نظري شئ غير مظبوت و غير نطقي في منطقة وسطها فسئلتها قفالت لي انها تضع حزام للظهر لان عندها انزلاق غضروفي في ثلاث فقرات !!!! طبيعة عملها هي الكنس و المسح و حمل كراتين المحاليل الطبية عندي في صيدليتي المسؤولة عنها ( الكارتونة 10 كيلو ) و اذكر انها في مرة احضرت للصيدلية طلبية بها حوالي 60 كارتونة فلك ان تتخيل الحمل الذي حملته وحدها و مع كل هذ الارهاق تؤديه و لا تشكو منه ابدأ , و لا تتاجر بمرضها او تتخذه ذريعة كي لا تعمل .

اردت ان اقترب شيئا فشيئا من هذه الابتسامة و اعرف سر تجددها ,و تعجبت في نفس الوقت من وجودها مع كثرة العمل الذي تؤدية و قلة الراتب الذي تحصل عليه , القيت اليها كلمة ذات يوم و قولت لها لا تحزني من كثرة هذا العمل مع مرض ظهرك ... قالت لي بابتسامتها المعتادة ........ يا دكتورة احنا كنا فين و بقينا فين انا الحمد لله رضا اوي اوي اوي دلوقتي ... تعجبت حقا منها , اردت ا ن اخفف عنها او اجعلها لا تبتأس – لاني انا نفسي ابتأست من حالها – فوجدتها تقول ان اليوم افضل من الامس , عكس جميع الناس الذين يحنون للماضي البهيج
قلت لها ان لم تكوني مشغولة ارجو ان تحكي لي ....
انا جاية من بلاد فلاحين يا دكتورة و دول لا يعرفوا شئ الا ان الزواج ستره للبت . قولت لها و يعني اللي مش متجوزة مش مستورة قالت لي لأ يا دكتورة بس هما كان فكرهم علي ادهم ساعتها اتجوزت و انا عندي 12 سنة !!!!!!!!!!!!! ذهلت انا من هذا الامر قالت : مستغربة يا دكتورة : ) انا طلعت بطاقة 16 سنة بعد ما كنت اتجوزت و اطلقت . صراحة لم استوعب ما سمعت في البداية , هل ما نسمع عنه في الافلام يمكن ان يكون حقيقة متجسدة امامي في امراة من لحم و دم و تعيش بيننا و ليس مجرد فيلم تنتهي الحكاية بعد انتهاء الفيلم
قولت لها يا قشطة هو مش انت متجوزة و عندك اربعة منين اطلقتي بقي ؟ .... قالت لي يا دكتورة دي حكاية كبيرة انا هجيلك في الكلام ... قولت لها كملي طيب سامعاكي.... و قلت لها الم تكوني صغيرة علي كل هذا ؟ قالت : ايوة كنت صغيرة و مكنتش مدركة يعني ايه زواج .... كنت بنزل اللعب الاولي مع البنات في الشارع . عيلة بقي . حملت و خلفت بنت الفارق بيني و بينها 13 و, عندما سئلتها كيف كنتي تربيها قالت لي امي هي من كانت تربيها , فيه عيلة بردوا هتربي عيلة ؟؟ قلت لها و بعدين , قالت لي كان الراجل غبي في تعامله معايا و لا يراعي فرق السن و كل يوم يصبحني بعلقة و يمسيني بعلقة و لو شافني بكلم بنت من صاحباتي يدور فيها الضرب لحد ما اقول جاي – قالت ان الفارق بينهما كان حوالي 20 سنة - و بتقول اتجبست يجي 3 مرات او اكتر , يضربني اسيب البيت و انا بموت اروح لاهلي يودوني للدكتور يعمل اشاعة و يجبس ايدي اقعد في الجبس في بيت ابويا و لما اخف يرجعوني , ميتعظش و يضربني تاني – طبعا انا صدقتها لانها فعلا انسانة ارق و اطيب من ان تأتي بافعال تستوجب الضرب و حتي الضرب لا يكون بمثل هذا الغباء ثم علمت فيما بعد ان ضرب الازواج للزوجات منتشر في هذه الفئة من المجتمع – قعد ت علي الحالة دي يا دكتورة لحد ما مق\رتش استحمل و اطلقت – قلت لها الم يمانع اهلك ؟؟؟ قالت يا دكتورة باجيلهم بكسر و جبس و فعلا اتبهدلت كتير و شوفت معاه الويل و المر ... و تكمل ... اهله و هو جم و قالوا هناخد كل حاجة قالت مش عايزة حاجة منكم – لفت نظري ابضا فيها اعتزازها بنفسها و انها لا توافق علي الرضوخ او الابتزاز و ان كان هذا الامر غير واضح عندها لانها مهاودة و لكنها تجيد لعبة الحياة فتعرف متي تهاود و متي تقف و تقول لأ .
قالت لي كنت بروح اشوف البنت في الاول و لكن اهل طليقي – تقريبا كانوا عائلة ممن يحترفون البلطجة – فكانوا يضربونها هي و اهلها ان ارادوا ان يحضروا ليشاهدوا البنت ابنتها , و بعد جهد جهيد و لم تعد تري الفتاة فسمعت انهم عزلوا و لا احد يعرف اين ذهبوا .... قلت لها و سكتي , قالت هعمل ايه عيلة مشوفتش منها غير كل شر و لم يرحموا قلب ام شابة و حرموها من ابنتها و لغة التفاهم عندهم الضرب و بيذلوني بيها ... حسبنت و سيبتهم .
و ابنتك
لا اعرف عنها اي شئ
نعم
ايوة يا دكتورة انا مش هذل نفسي و انا اتبهدلت كتير اوي اوي اوي و دقت المر منهم فعلا و هما قلوبهم الحجر احن منها
كل ماذا اكتشف ابعاد اخري في هذه المراة , فهي متجاوزة للازمة بشكل تحسد عليه و في رأيي لا تعيش دور المأساه الذي تجيده اغلب النساء , فقدان الضنا غالي و لكن ماذا ستفعل هذه المراة ؟؟؟ هي تعرف قدراتها جيدا و قررت ان تستكمل حياتها و تستعوض ربنا فيها و ربنا مش بينسي حد علي رأيها

قلت لها و بعدين
قالت لي قعدت في بيت ابويا عازبة بتاع 6 سنوات . لحد ما يوسف جاء واتقدم , قولت لها دا بقي اللي معاكي دلوقتي , قالت لي اه . قالت لي يوسف دا له حكاية تانية , يوم كتب كتابي من جوزي الاولاني كان جاي يطلب ايدي لحد ما يخلص ديبلون , اصله كان جارنا في البيت اللي قدامنا و انا كنت بمشي في الشارع اعرف كل الناس و بسلم علي كل الناس . ضحكت انا وقلت يعني كان بيحبك : ) قالت اه بس مكنش قايل لحد , و احنا عندنا من عوايدنا البت لما يجيلها عدلها مش بنقول لحد علشان مش تتنظر فمكنش حد يعرف اني مخطوبة الا يوم كتب الكتاب و الدخلة و هو بالصدفة كان يومها الصبح امه جت تفاتح امي في انها تخطبني له !!!!!
قلت لها و بعدين ؟ قالت لي اتصدم تقريبا بعد ما عرف الموضوع و اتجوز فترة و عرفت انه متوفقش مع مراته فاتطلق . لما رجع لحتتنا بعد ما طلق عرف اني اتطلقت انا كمان فحب يرجع المية لمجاريها القديمة و خلي امه تطلب ايدي له و تم المراد

هل انتهت القصة عند هذا الحد
اعتقد ان القصص الحياتيه لا تتوقف ابداً J
نستكمل بعض الفاصل


الأربعاء، سبتمبر 02، 2009

تأملات من وحي القران

طبعا رمضان فرصة جيدة جدا لتدبر معاني القران و قراءته

و كانت من ضمن ملاحظاتي عندما انهيت الخاتمة الاولي لي في حياتي ( الصف الثاني الاعدادي ) ان الحديث عن سيدنا موسي و قومه - بني اسرائيل - حديث كثير للغاية

و هذا ما كان يشغلني دائما , لماذا هذا التوسع في سيرة هؤلاء الناس ؟؟؟

كنت اشعر دائما ان هناك معني خفي وراء سرد سيرتهم بهذا الشكل

في سورة الاعراف ص163 ايه 102 حتي ص 170 ايه 156 سرد رائع لقصة سيدنا موسي بدأ من الاستضعاف حتي التمكين ثم الكفر منهم

تأملت طويلا في هذه الايات و نفسية هؤلا ءالناس
كيف يمكن لقوم ان يكفروا بعدما انجاهم الله من الهم و الغم و البلاء العظيم بهذا الشكل و بهذه السهولة ؟؟؟
كيف يفكرون و ما الذي ادي لتفكيرهم ان يوصلهم لهذا ؟؟؟

ما هداني لتفكيري لهذا

قد يكون هناك اناس صالحون و مؤمنون و لكنهم يعيشون وسط بيئة فاسدة من الكفر , قد يتجمع المؤمنون في البداية لان الخطر الذي يهددهم كبير و يواجههم جميعا ( ليست قضايا جزئية ) لذلك يتحدون في وجه هذا الخطر و تصبح قضية حياه او موت
اما عندما يزول ما يجعلهم مؤمنين و متحدين - زوال خطر فرعون نهائيا - فظهرت الامراض التي نقلوا جرثومتها من البيئة التي كانوا فيها و لكنها كانت كامنة بهم
فالمصريون يوم اذ كانوا كفار و يعبدون الاصنام - مادية - و يعبدون فرعون و تأصل هذا الفكر داخل معظم بني اسرائيل المؤمنين بالوراثة او لانهم مختلفون عرقيا فاصبحوا مضطهدين و هذا الاضطهاد جعلهم من اتباع اسرائيل بالوراثة و ليس بالعقيدة الحقيقية و لذلك عندما حانت الفرصة لم تستطيع عقولهم القاصرة الصمود امام البدع التي كانوا تشربوها

و هذا ما جعلهم يريدون عجل - مادي - ليعبدوه عندما غاب عنهم الرجل القوي - موسي عليه السلام - الذي كان يقودهم للعبادة الصحيحة , و عبدوا العجل و ذلوا في الكفر بمنتهي السهولة

اعتقد ان هذا الاستنتاج يؤيده كلام الدكتور المسيري الذي ذكر ان اليهود ليسوا شعباً مختارا و لكنهم مجرد جماعات وظيفية تؤدي وظيفة محددة في البلاد التي يتواجدون فيها و لكن ليس لهم تاريخ مميز و التاريخ الجمعي للبلد التي يعيشون بها هم يتأثرون به و يؤثرون فيه بطريقة او اخري و لكنهم حتي و ان كانوا جماعة مميزة او متميزة فهم ليسوا بمعزل عن المجتمع و ما يحدث به و يؤثر في وجدان افراده


هذا قد يفسر لنا بشكل او بأخر بعض الامراض الاجتماعية الموجودة في شريحة الاخوان من عدم تداول للسلطة او السماح للشباب بالتعبير عن انفسهم و احتواء الاراء الجديدة و هذا هو الحادث ايضا في مصر و هذه هي المعضلات التي تواجه المصريين بمختلف انتمائاتهم علي جميع المستويات , لانه لا يمكن ان تعزل جماعة من البشر بشكل تام و جعلها لا تتأثر بالامراض الاجتماعية التي تصيب المجتمع كافة

ما اخشاه حقا هو النتيجة التي قد نصل اليها من هذه المعطيات و هي انه من يريد الاصلاح فلن يتمكن منه هنا لن الامراض الاجتماعية سوف تحول دون ذلك و ان اسلم وسيلة كي يحافظ المرء علي نفسه ان استطاع النجاه بشكل فردي من هذه الاوبئة و الامراض المتأصله فينا هو ترك المكان بمن و ما فيه حتي نضمن للسلالات القادمة العيش في بيئة نقية و افضل ..... هذا مجرد افتراض لا اريد تأكيدة و لكني اخشي من ان يكون صحيحاً علي ضوء ما سبق


الثلاثاء، أغسطس 25، 2009

تأملات انسانية - عزيز قوم ذل

من اوراقي القديمة - كتبت في ديسمبر 2004

هذا انسب تشبية لحاله فئه غير قليلة من الطلبة ... انني اقصد طلبة الكليات العملية ( هندسة – طب – صيدلةو القطاع الطبي عموما ) فهم يصابون بنوع من الاكتئاب و القرف و الخنقة و اللامبالاه و يحدث هذا غالبا بعد امضاء العام الثاني في الكلية ... و نجد ايضا الطلبة متضايقة و لكنها لا تستطيع تحديد سبب معين للضيق... يتزامن مع حاله الضيق هذه حاله من الضياع و فقدان الهدف و يشعر امرء انه دون غيره هو الفاشل و اما بقيه من حولة فهم قد حددوا اهدافهم و يسيرون نحوها .


اعتقد ان سبب هذه الحاله يعود لسببين قد يكون احدهما ان الطالب لا يحصل علي تقدير عالي يتناسب مع ما بذله من مجهود في الدراسة ( لان الدراسه في هذه الكليات فعلا مهلكة ) او ربما يرجع لشعوره انه لم يعود الطالب المتميز المحبوب من جميع الدكاترة كما كان الحال اثناء الدراسة بالمدرسه ( فكل طلبة هذه الكليات كانوا اوائل في مدارسهم و في اغلب الاحيان يكون الاوائل متعددو المواهب و يمارسون انشطة بالمدرسة ان ان وضعهم كان دائما محط تقدير و اعجاب و احترام المدرسين و كانوا ينالون معاملة خاصة )


اما الان و عند دخول اوائل كل المدراس هذه الكليات اصبح من الطبيعي ان يكون هناك قله متميزة ( اوائل دفعات الكليه ) و اغلبية عادية و قلة تنجح و لكن بمواد ( المنحني الطبيعي لاي قاعدة بشرية مثل الذكاء : قله عباقرة اغلبة عادية و قله متخلفون عقليا )


لا ادري هل هذا تعليل سليم لما يشعر به طلبة كثيرون جدا و كنت اعتقد ان هذا شعوري وحدي حتي وقت قريب و لكن عندما تحينت الظروف عرفت ان هناك اشخاص كثيرين غيري يشعرون بنفس شعوري حرفيا .!


السبت، أغسطس 08، 2009

فتاه ...و فتاه

من الطبيعي في حياتنا الدنيا هذه انها مليئة بالازمات
و من الطبيعي ايضاً ان الازمات تكون بعضها خارج عن اراداتنا

و عندما توجد ازمة مفروضه علينا ولا يمكننا تغييرها بشكل او بأخر ( المرور بازمة وفاه شخص عزيز , او حال البلد و ما الي ذلك من الامور ) في هذه الحالة يكون التعامل مع الازمة فن حقيقي, لن اقول اننا سنقلل من تبعيات الازمة و لكن علي الاقل سوف نعيش حياتنا بطريقة اقل ايلاماً

مشكلة الارتباط و الزواج في بلدنا اعتبرها من اهم المشاكل علي الاطلاق لانها تؤثر في البداية علي بنية الانسان و تحرمه من ابسط اساسيات حقوقه الانسانية , و ليحاسب الله كل ن هو مسؤول عن وجودها , و للاسف الشديد توجد هذه ازمة فقط في الطبقة الوسطي التي تكاد تنقرض في العقود القادمة (( او لصورة اكثر تفاؤلا سيقل كثيرا عدد المنتمين لهذه الطبقة في المستقبل )) فعملي في المناطق شبه العشوائية الفقيرة , جعلتني احتك بهم و اري انه لا توجد فتاه غير متزوجة ايا كانت, بداية من سن 20 او 19 سنة , و لكن ان تعمقنا قليلا ً .... سنجد ان اغلب الفتيات يتزوجن من عدمين , عاطلين , او ازواجهم تخلوا عنهن بالهجر او الطلاق او ما الي ذلك ...

اذكر في مرة فتاة جائتني في الصيدلية و هي نحيفة و شاحبه للغاية و تقول انها تشعر بهبوط و توشك علي الاعياء , و عندما سئلتها هل أفطرتي ؟ قالت لي نعم كوب شاي و سيجارة !!! قولت لها هل اكلتي طوال اليوم ,فقالت لي ثلاث سجائر طوال اليوم .
نظرت اليها بحيرة , قالت لي امس كانت ليله دخلتي ! قولت لها و اين زوجك ليصحبك للطبيب ان كنت تعبة منذ امس , قالت لي لا يوجد مال قلت لها ما عمل زوجك ,,, قالت علي باب الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! طبعا زيجة مثل هذه لا استبعد ان ينتج عنها اطفال شوارع و ما الي ذلك .ك

هذه عينة من الطبقات الدنيا التي لا تجد اي معاناه ولا اي مشكلة في ان تتزوج

اما الطبقات العالية و المقتدرة ماديا ً , فتري ان الزواج تكاليف و تعب و مسؤولية بدون داع ولا طائل تحتها , فاعرف حالات لشباب متيسر الحال جدا و يعمل و عنده العربية و ان اراد ايجاد شقة سيجدها منذ الغد , و لكن منطقهم في التفكير يقول انه لي صديقة في العمل او في النادي او في اي مكان - صديقة هذه تقال لاضفاء شئ من الاحترام و لكن المعني اعتقد انه واضح - و والدتي تلبي لي كل متطلباتي المنزلية و اعمل واعيش حياتي مع الاصدقاء من سفر و خلافه ...فلماذا الزواج ووجع القلب و تحمل مسؤولية غير ضرورية ؟؟؟

هذه عينة اخري من الطبقات العليا التي لا تجد اي معانا ولا مشكلة في الزواج و لكنها لاسباب مختلفة تعزف عنه

اما في محيطي , فاعتقد ان الامر فعلا صعب للغاية , و تكمن الصعوبة عند الفتاه - و هذا ما سأتحدث ليس لعقده ما ولكن لاني اعرف اخبارهم اكثر من الفتيان - فالمشكلة لها عده محاور
اولاها ان الفتاة لن تعمل و تجتهد في العمل حتي تكون نفسها و تستطيع الظرف بالعريس , عكس الرجل الذي كلما جد في العمل اصبحت عنده الاساسيات التي تؤهله للزواج .
ثانيها ان الفتاه لها عمر افتراضي محدد - و غالبا تكون المراة ام العريس او نسوة المجتمع - هن من يحددن هذا العمر الافتراضي لسن الزواج للفتاه و غالبا ان تخطته تقل فرصتها جدا و ان لم تنعدم لان كل شئ بيد الله اولا و اخيرا و لكنها تقل جدا . بعكس الرجل الذي لا يعيبه الا جيبه من المنظور المادي السائد للاسف , و هذا التصور غالبا ما نجده منحوت في اذهان اغلب الناس بسبب المرأة , المرأة الحما ام العريس التي تظن و تعتقد ان الفتاه كلما صغرت كلما كانت صالحة للانجاب , تختذل الامر كله في علاقة جسدية مادية بحتة - ولا انكر اهميتها و لكنها ليست الركيزة الاساسية و الا ما فرقنا عن الحيوانات شئ - او المراة الفتاه الصغيرة ذات نفسها التي تظن ان ل قيمتها في الحياة هي الايقاع بالعريس و ان تتغندر و تلبس ما لا يلبس في الشارع و اعتقد ان هذا فكر اغلب الفتيات الصغيرات الاتي اصبحت يرتدين ملابس لا تناسب الشارع ابداً
ثالثها ان هناك مأساه نفسية مهمة جدا و هو ان المرء لو تعرض لنوع من القهر و الفهم او الفكر المغلوط - و ان كان قد عاني هو بنفسة من جراء هذا الفكر او الفهم - في مرحلة من مراحل حياته سوف يقوم بهذا الامر و يمارسة علي الاخرين ان تحينت له الفرصة , ففتاه كانت تظن انها لن تتزوج لان العمر مر بها و عندما اكرمها الله بزوج كانت تتحدث عن فتاه اخري عبرت الثلاثين و كانت تعيش حياتها و غير مكترثة بالامر و قد اكرمها الله بجوازة سقع . و عند الاستفسار عن مخيلتها للجوازة السقع قالت انه غني و عاه فلوس و بصلها علي الرغم من انها عدت التلاتين !!!! يعني اختزلت السعادة في المال و انكرت علي فتاه ان يأتيها صاحب المال فقط لانها عبرت الثلاثين علي الرغم من انه لم يمر بها وقت كانت من عداد منتظري العريس او تعتبر نفسها بلا امل .

ظروف البلد من الناحية الاقتصادية اصبحت فعلا صعبة و خاصة مع احتكار الحديد من حوالي عقد فقذت اسعار الشقق و اماكن السكن بشكل مهول , و طلت علينا مشكلة تأخر سن الزواج و خاصة لدي الفتيات ..... هذه حقيقة , لابد من التعامل معها علي الرغم من قسوتها , و التكيف معها و بعض التغيير و المرونة ان لزم الامر حتي نستطيع ان نعيش و نستمر في حياتنا باقل الخسائر النفسية الممكنة

هناك من استطاعت ان تتأقلم مع حياتها , و اهم شئ في رأيي في هذا التأقلم تغيير الفكر .. . نعم.... فاغلبية الفتيات يظن - بوعي او حتي و ان انكرت هذا و لكن ظهر هذا في كل كلامها و افعالها - ان قيمتها و قيمه حياتها لا تكون الا ان ارتبطت بالزواج من شخص ما . و تضخم اي كلام من اي احد قد يقال و تسقط في دائرة الحزن للا متناهي , و حتي و ان مارست بعض الانشطة فهي لا تمارسها بهدف افادة نفسها و الناس فعلا و ان تستشعر بقيمة ما تفعله و ان الانسان فيمته الحقيقية في عمله و ما يجيد من اعمال و فكره الذي يطبقه في حياته , و لكنهم يمارسون الانشطة و اي هواية كنوع من ممارسة الانتظار , فهي في النهاية حتي و ان مارست انشطة انما تمارسها تتضييع لوقت حتي تأتي لحظة ظهورها الحقيقية عندما تتزوج و ترتبط بشخص ما فهي دائما شخصية مهزوزة لا تنبع ثقتها من نفسها و لكن من انسان ترتبط به و تتزوجه , و من مظاهر عدم الثقة بالنفس عدم التفاعل من الاخرين بحجة ان الناس كلها شريرة و سيئة , للاسف التربية القوقعية التي تحبس الفتاة داخلها جعلتها تظن ان العالم الخارجي عبارة عن وحوش كاسرة لا قبيل لها بمواجهتهم و هذا اتٍ من خوف الاهل عليها منذ البداية ان تتألم من الخبرات و نسوا الانسان لن يكتسب ثقة الا من التعامل مع الناس وان التعلم لا يأتي بمجرد النصائح و لكن من التفاعل الحقيقي مع الناس بكل مواقفهم - الايجابي منها و السلبي - و نسي هؤلاء الاباء و هؤلاء الفتيات ان العالم سيظل به الاخيار كما به الاشرار و لكن هناك غية و هواية عند البعض في ان تتصيد الاسوأ و تركز عليه و تتجاهل الجيد و تزعم ندرته .
مشكلة قلة الخبرة و التعامل بشكل عام ان الانسان ينمو و يتطور نفسيا بشكل يتواكب مع نموه العمري , لكن هناك فئة ليست بالقليلة لازالت تعيش في طفولة او مراهقة نفسيه علي الرغم من مرور سنوات كثيرة من عمرها فيصبح عند الانسان ما اسمية بالتخلف النفسي ,و من سمات هذه المراهقة المتأخرة توهم الوقوع في الحب من اول كلمة و اول تعامل ,و توهم ان الاعتياد هو الحب و الخوف من الصدمة في الحب !!! و لم تضع نفسها في موقف من يتعامل بعقله اولا ثم يقرر , بل وضعت نفسها دائما في موضع المفعول به و ليست الفاعل .كما ان من توابع قلة الخبرة و التعامل هو قله او انعدام الثقة بالنفس فتؤخذ كل كلمة من كلام الناس - حتي لو قيلت بحسن نيه او بسذاجة و خاصة من كبار السن - علي انها مسلمات و تزعزع ثقة الانسان بنفسه و انه ليس اقل من اي احد قط .

بمناسبة ان الشئ بالشئ يذكر - التخلف النفسي - هي حالة يمر بها بعض الرجال ايضا و لكنها تتركز في مرحلة الطفولة , فتدلل الام الابن الحيلة حتي يتحول ان كل شئ في حياته مطاع و مجاب و يريد من الزوجة ان تتعامل معه من هذا المنطلق و يتهرب من اي مسؤولية تسند اليه و تتحول مهمتة في الحياة الي الاخذ فقط دون العطاء . طبعا ليس كل الرجال مفتقدين للرجولة و لكن هناك حالات ليست بالقليلة بها هذا الداء .


اما من استطاعت ان تتأقلم مع وضعها - الذي اصبح وضع متنشر جدا - فتعاملت مع الامر بنوع من الايمان و انه ليس ذنبها ما تعانيه , و لم تركز عليه او توقف عليه حياتها و لم تجعل حياتها نوع من الانتظار و لكنها امنت بما تفعل , من عمل بل و انتسبت لكلية حتي تحسن مستواها العلمي , و مارست الهوايات النافعة و الرياضة ليس بغرض ممارسة الانتظار و لكن بهدف اصقال شخصيتها و اهتمت بمظهرها و عدلت من وزنها الذي كان زائد او ناقص ووصلت لشبه الوزن المثالي , لانها امنت بنفسها و ان الله خلقها انسان صحيح و عاقل و لم يخلقها جماد او حيوان فعليها ان تستغل هذه الفرصة التي لا تتأتي لكل المخلوقات كما انها لازالت في ريعان شبابها فلما تضيع اجمل سنوات حياتها و سوف نسئل عن العمر؟؟؟ , و كانت تحاول تطبيق الفكر الذي تؤمن به في ابناء الجيران وابناء اقاربها , فكانت ترعاهم عند اضطرار غياب الام عنهم و تحاول ان تحكي لهم حكايات و تبث فيهم القيم لانها مؤمنة ان الطفل استثمار هام للمستقبل , لم تكن تنظر للاخريات التي وفقهن الله للزواج بنظرة حقد او حتي غيره , و لكنها كانت مؤمنه ان لكل انسان نصيبه و رزقه ان هذا قدر محتوم ولا يوجد فضل لمن هي متزوجة عن غيرها و هذا جعل نفسيتها اصح و تتمني الخير للاخرين ربما اكثر مما تتمناه لنفسها , و لم تدخل في دائرة اكتئاب او غيره و لم يؤثر كلام الناس بها و لكن علي العكس , تعيش حياتها حقا بكل انطلاق و تفاؤل تأخذ كل شئ ببساطة و انها لا يجب ان تعكر مزاجها من اجل عقليات اقل منها و ان الكلمة لا تلزق :) و كانت تتفاعل مع الاخرين حتي تزيد من دائرة المعارف , و لا تكترث بتعليقاهم و ليست مثل الاخريات التي تنطوي تماما ً لان تأخر سن زواجها تعتبره عيب و لكن في نفس الوقت تتفاعل و هي واثقة من نفسها ولا تنتظر تعاطف من احد حولها فهي تعتبر هذا نوعا من الاخذ بالاسباب و لكنه ليس السبب المباشر في الزواج , فنحن نفعل اقصي ما نستطيع و لكن ليس فعلنا هو ما يجعلنا نكسب و نحصل الرزق ايا كان , و تقارن حالها - و تحمد الله عليه - بحال الكثير من المتزوجات الذين تزوجن من اجل الزواج فقط عملا بالقاعدة العتيدة النحاسية " ضل راجل ولا ضل حيطة " فوجدن ان ضل الحائط ترف محرومات منه في ظل ضل هذا الرجل الذي لا يملك من الرجولة غير النوع فقط , و يعانين في زواجهن اشد انواع المعاناه و يعشن في ذل ابدي و مطلوب منهن ان يصمتن لان المراة - في ظن الاغلب الاعم من الناس الذين تحمل هم كلامهن بشكل غريب - هي المسؤولة عن ازدهار او خراب المنزل حتي و ان كان علي حساب كرامتها و راحتها و هناك في بعض الحالات ابناء يتعذبن معها ايضا , فهي تحمد الله علي حالتها الافضل منهن الف مرة . و حتي و ان تقدم اليها احد ما لا تنجرف في عواطفها , بل تفعل عقلها في معرفة هل هذا الانسان يصلح لي ام لا ؟؟؟ ووجهة نظرها ان المشاعر لها وقت و نحن بشر في النهاية و ان ارتاح العقل للاختيار فسوف يرتاح القلب و لكن ان تركنا للقلب حريته دون تحكي عقلنا اولا فلن ينوبنا الا الشقاء العقد و الحياة قاسية في حد ذاتها و لا ينقصها قلب مجروح . عملها و كثرة احتكاكها بالناس اعطاها ثقة في نفسها بلا حدود

ادعوا الله ان يريح عقل و قلب الجميع و لكن ان كان القدر به اشياء اخري فلنحاول ان نتأقلم علي الوضع و نتعامل بشجاعة و بساطة و الله المستعان !

-----------
الشخصيات التي اتحدث عنها قد تكون حقيقية و قد تكون خيالية , و اي تشابه بينها و بين الواقع قد يكون مقصود او غير مقصود , و مثلما قيل " اللي علي راسه ......."ر


الأحد، يوليو 19، 2009

غاية ام وسيلة ؟؟؟؟

منذ فترة و انا اشعر انه ضاع من عمري الكثير و لم اقرأ و انمي نفسي فيه بشكل اعمق و لم تزيد قرائاتي عن المقررات المدرسية و الجامعية
و حان الوقت ان ابدأ في القراءة و هي لن تنتهي الا بانهائي :) فلا يكف المرء ابدأ عن التعرف علي التجارب الانسانية طوال عمره لانها ما ترتقي به و بانسانيتة و توسع مداركه بشكل لا يوصف

و في بعض الاحيان تستوقفني جمل او عبارات و تستفزني للتفكير , و هو ما احب ان اشارك به من يقرؤن لي :)ي

أقرأ الان في كتاب اليبرالية الجديدة - د. شرف منصور ( القراءة للجميع ) محاولة مني للتعرف علي الاخر بشكل اعمق

و من اهم المبادئ التي لفتت نظري و استوقفتي في هذا الكتاب و هو ما يعتبر من الركائز الاساسية للفكر الليبرالي المبدأ التالي : ....(
لم يكن من الممكن للعقل و الارادة و الاخلاق ان يكون لهم استقلال عن الرغبة مقصود بها رغبات الانسان الاساسية التي تحركه بشكل بيولوجي للبقاء ذلك لان موقع العقل في اعلي سلم القوي الانسانية لا يجعله مسيطرا علي باقي القوي تحته بل يجعله هو نفسه مشروطاً بها , كا يجعل دوره تنظيمي فحسب , اذ لا يفعل شيئا لا ان يرتب الاولويات في اشباع الرغبات و ينظم الانفعالات و بذلك اصبح للرغبه الاولوية المطلقة في السلم القوي الاسانية و اصبح اشباعها هدفاً في حد ذاته , بل و اصبح العقل نفسه وسيلة لاشباع الرغبه .) ة

طبعا هذا المبدأ خطير للغاية و يسوقنا لتساؤل اكثر تعقيد

هل رغبات الانسان هي الغاية القصوي التي يعيش من اجلها و التي يترتب عليها ان يكون العقل و كل شئ مجرد ادوات في خدمة الحصول و الوصول لهذه الغايات ؟؟؟ هل نعيش في هذه الدنيا فقط لتبية رغباتنا من مطعم و مسكن و ملبس و امن و تعليم و زواج و مستوي حياة مرتفع ؟؟؟ هل حياة الانسان تنحصر في هذه الاهداف المادية البحتة فقط ؟؟؟؟

دعاة المادية يتصورون ان للانسان بعد واحد و هو البعد المادي فقط و يمكننا منه ان نرد كل تصرفات و دوافع الانسان الي هذا الاصل المادي .... و هو يتنافي من الحقيقة الواقعة من ان الانسان قد يرضي و يقنع باقل القليل من الرزق و قد لا يكون مشبع لكل حاجاته و لكنه لا يتمرد علي الوضع ولا يكون اشباع رغباته هو المحرك الاساسي له , كما انه ن المعروف ان اعلي معدلات الانتحار بين البشر هي في ارقي دول العالم و اكثرها اشباعا لرغبات و احتياجات مواطينيها المادية

اليست هذه ظواهر لا نجد لها تفسير في الفلسفة المادية ؟؟؟

عقلي لا يقبل هذا الافتراض الغير واقعي , فدائما ما يشعر الانسان السوي ان هناك هدف او غاية او سبب اخر غير انه مخلوق فقط لاشباع رغباته في هذه الحياة , فدائما ما نتسائل لماذا نحن مخلوقون و ما هي فائدة وجودنا و لو كنا ندور في الدائرة المادية لما خطر علي بالنا مثل هذا التساؤل ,و هو بالمناسبة تساؤل الانسان منذ بداية التاريخ


الانسان كائن له بعدين , بعد انساني و بعد مادي ( و هو ما يسمي في الفلسفة الغربية الان الطبيعي فالطبيعة هي مرادف للمادة و الطبيعي مرادف للمادي ) و البعد المادي هو مكون اساسي في الانسان , فاحتياجاتنا الاساسية لا غني عنها و لكن يظل هناك جانب غامض لا يمكن تفسيره بالشكل المادي السطحي البسيط و الذي يفترض ان الانسان يتفاعل مثل تفاعل الكيمياء و الرياضيات ففي الرياضيات 1+1=2 اما في الانسانيات فان عرضت شخصين لظروف متطابقة فلن يكون رد فعلهما واحد لانهما ليسا كيمياء و انما بشر و كل انسان متميز عن الاخر في كل شئ و لكن مع ذلك هناك انسانية مشتركة و هي التي لا تلغي الاختلافات الفردية بين الناس و بعضهم و في نفس الوقت لا تعاملهم علي انهم مادة متشابهه, و البعد الانساني بعد قد لا يكترث بالماديات و هذا ما قد يفسر لماذا يكون هناك افراد راضون علي الرغم من عدم اشباعهم لحاجاتهم المادية بشكل لائق و افراء يصلون لمنتهي الاشباع ولكنهم غير سعداء

فاعتقد ان الفلسفة المادية تتنافي مع الدين لانها تفترض انه لا لزوم له لانه الانسان كائن نفعي لا يعيش في هذه الدنيا الا من اجل اشباع حاجاته فقط و يكرس كل حواسه من اجل هذه الغاية المثلي و هو ما يتنافي مع ان الانسان له جزء مادي و جزء معنوي لا يخضع للمادة و هو ما يمثل وجوده الحقيقي كأنسان و يجعله مختلف عن اي حيوان

و اعتقد ان اكثر ما يعبر عن ان الانسان ليس فقط مخلوق من اجل اشباع غاياته هو العبادة التي تجدها في كل الاديان و هو
الصوم ... فما الذي يفسر لنا الامتناع عن الرغبات الاساسية للانسان و يكون في ذلك تقرب الي الله ؟؟؟؟ هذه رسالة للنسان ان هدف وجوده في هذه الدنيا ليست مجرد اشباغ لحاجاته ( و الا ما امتنع عنها في الصوم ) انما التحدي ان يوازن الانسان بين متطلبات الجسد و الغاية المثلي لروح


و مع ذلك اعتقد ان هناك الكثيرين نسو هذه الحقيقة الانسانية الازلية و تحولوا بالفعل لامثله حية للفلسفة الادية فنسوا انفسهم و انسانيتهم و اصبحوا يعيشون حياتهم علي انها " غاية " و ليست " وسيلة "و تحول كل شئ يمارسونة في حياتهم الي غايات و اصبحت حياتهم عبارة عن سلسلة من الغايات المنفصلة و التي لا يجمعها الا اشباع الحاجات

فمعظم الناس الان يتعلم ليس ن اجل تحصيل العلم و لكن كي يحصل علي الشهادة و للاسف الشديد اصبح العديد من الولياء الامور يدفعون كي يجتاز ابناؤهم الامتحانات عام بعد عام حتي ان هناك تلامذة في الصف الثالث الاعدادي الان و لا يستطيعون القراءة !!!! هذا لان حياتهم تحولت الي غاية في حد ذاتها
نكمل القصة المتكررة يتأهل الطفل للثانوية العامة و يكون في معركة رهيبة لمدة عامين من اجل ان يحصل علي مجموع في الثانوية العامة و يذاكر الطلبة كم مهول دول اي فهم حقيقي متعمق و ينجح ن ينجح و يتفوق من يتفوق
و يتباهي الاباء بمجموع الابناء لانه مجموع عالي و تبدأ المأساه الحقيقية فالجميع يجبر الابنء علي دخول الكليات العملية " و هي ما تسمي بالتعبير الشعبي كليات قمة ( و من المثير للنظر ان هذه الكليات هي التجسيد الحقيقي للمادية 1+1=2 ) و تتكرر مأساه اشخاص اراهم بام رأسي في طب يتفوقون و هم يكرهونها بشدة و هذا لتحقيق امنية لاب او ام هي في حقيقتها غاية ان يكون ابنهم او ابتنتهم دكتور/ة اد الدنيا دون النظر بشكل حقيقي لرغبات الابناء و ان الكلية ليست شرط الرزق الواسع , و عندما يعمل المرء يكون همه هو تحصيل اكبر قدر من المال , و كلما زاد مرتبة زادت متطلباته و اصبح المرتب لا يكاد يفي كل متطلباته المادية البحتة و يدخل المرء في دائرة جهنمية في العمل و المزيد من العمل لاشباع الحاجات و المزيد من الحاجات التي لا تكاد تنتهي الا بالموت !

حتي في اختير الاصدقاء , او الزواج , يتحول الامر لمجرد غاية فالفتاة و اهلها ينظروا لمدي غني الفتي و اهله و ماذا احضر لها في عيد المولد و عيد الاب و اعياد لا معني لها , كم ان الرجال ابصبحوا ينظروا علي ان الزواج هو غاية في ان يظفر باصغرهن سننا و احلاهن منظرا و يا جحبذا لو كانت من عائلة كبيرة و ضاع المعني الحقيقي لاغلب الشياء في حياتنا

هل اصبح الناس اليوم يطبقون و ينتصرون للفلسفة المادية التي ببساطة هي الغاء لوجود الانسان الحقيقي !!! هل نحن نعي معني الصوم ام هو مجرد امتناع عن المطعم و المشرب و ممارسة الحب للمتزوجين فقط و يعود المرء بعد الافطار كالغول لتعويض ما فاته من النهار ؟؟؟
لست ضد ان يكد و يعمل الانسان عمل دائب , و الفارق فيما اقول ليس فارق ماديا فلا اقول للطالب ان لا يذاكر و للمرء ان لا يعمل و يبحث عن العمل ... فلنفعل ذلك و بقوه حتي نستطيع اللحاق بركب التقدم ...

و لكن لنفكر قليلا هل فقدنا انسانيتنا في هذا اللهاث المرعب الذي لا يكاد ينتهي ؟؟؟هل حياتنا الدنيا تحولت لغايات ام هي مجرد وسيلة لحياتنا الاخري ؟؟؟؟





الأحد، يونيو 28، 2009

الجمعة القادمة

ستوافق الجمعة القادمة يوم 3- 7- 2009
و هذا اليوم يوافق عده مناسبات
اولها بالطبع هو عيد ميلاد اخي و عيد ميلاد صديقة لي في نفس سنة مولد اخي
و سمعت الكثيرين سوف يسافرون في هذا الميعاد
كما انه يوم خطوبة اعز صديقاتي الي قلبي و ستحول الظروف دون تواجدي بجوارها و لكنها تعلم ان قلبي و روحي يظللانها
صديقتي هذه تمر بظروف صعبه للغاية وتمنعها من ان تحضر في خطبتها حتي اعز صديقاتها ... اتمني ان تصبري حتي تعبري هذه الظروف الصعبه علي خير و اعلمي يا حبيبتي انك تصبرين من اجل هدف اهم و ان شاء الله سوف يعوض الله صبرك و عزيتك بافضل مما تتوعين .... و كما نصبر انفسنا و نقول الفرحة فرحة القلب :)

و من المناسبات المهمة جدا انه يمر عام علي وفاه الغائب الحاضر العملاق الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمة الله عليه
و سوف انقل الرثاء الذي كتبته بدمع القلب العام الماضي
فهناك احيا بيننا كالاموات و هناك من مات و لكنه ترك علم و فكر يجعله حياً دائما


*********************************************************************
الحزن النبيل 3 -يوليو - 2008

اخذ اجازتي يوم الخميس و ليس الجمعة ... و كانت انتظر اليوم بفارغ الصبر


لانني لم اخذ اجازة منذ اسبوعين اي انني اعمل منذ 14يوم دون انقطاع

عندما استيقظت و فتحت النت ... فوجئت بزميل صحفي علي المسنجر يضع اسمه " رحمك الله يا دكتور المسيري " ظننته غير جاد و صدمت حقا ... و لكن بعد الاستفسار علمت ان الخبر صحيح و اردت بصدق ان اذهب الي الجنازة و اصلي عليه و لكن حال الوقت دون ذلك لاني علمت متأخرة جدا ... و بعدها اتصلت بي صديقتي العزيزة بنت سعد لتخبرني, لن تقل شيئا سوي : هل عرفتي؟ , قلت: نعم و بكينا معاً

لم يستوعب اخي ما بدر مني , و لكن هو يحترمني علي ايا حال حتي و ان قرأت في عينه نظره " مالها دي " و بعد فترة كلمتني ايمان مرة اخري و كنا قد تمالكنا انفسنا ... و حللنا الموقف كما هي عادتنا

قالت انها بكت لانها تشعر الان بالغربة اكثر و ان البلد يبقي بها شرار الناس ,و قلت لها انا ان سبب بكائي يتعدي انني ابكي علي شخص رحل فكلنا راحلون , و لكن الامر اكبر من هذا لانه معين صادق من الفلسفة الحقيقية و نموذج للانسان الذي يريد ان يعيش مبادؤة ولا يجد غضاضة في ان يتراجع عن قناعاته ان وجد فيها تصادم مع الواقع ولا يصر عليها

نفس بكائي الذي بكيته الان بكيته علي الشيخ الغزالي رحمة الله ... و يوم احتلال بغداد ... لان الامر يتعدي مجرد مشاعر خاصة و لكنها تهم الامه بشكل عام

ما آلمني حقاً انني مستغرقة الان في قراءة سيرتة الغير ذاتية ... ففيها سرد رائع لخلاصة تجربتة الفكرية ... اتعلمون , عندما تقرأ قصة او تشاهد فيلما و تتفاعل مع البطل و الاحداث فيها , تشعر انها قريبة منك و تحزن و تفرح لفرح ابطال العمل الدرامي

هذا يحدث و القصة خيالية , و لكني عشت في قصة واقعية و ابطالها حقيقيين ينطقون و يشعرون و يتنفسون مثلنا تماما , فشعرت انني اعايش حكاية حقيقية تنطق و تتجسد امامي , و لذلك عندما اجد ان البطل الذي اقرأ له يموت فجأة في الحقيقة ... لهو شئ محزن للغاية ... و لكنها ارادة الله علي ايه حال

عبقرية المسيري تكمن في انه ناقش الفلسفة و الفكر الاسلامي باسلوب و بطريقة لم يسبقة اليها احد الا اللهم المفكر البوسني بيجوفيتش ... في ان يحلل و يقول ان الاسلام كفكر له مرجعية ثنائية تحترم الانسان بجزئية المادي و الروحي عكساغلب الفلسفات الاخري اما اغراق في المادية او اغراق في الروحية و اهمال الجسد
و جماله انه تشبع بافكار ماركسية في بداية حياته ... فلم يكن له الاسلام مجرد دين وراثي و لكنه بحث كما يبحث المسلمون الغربييون عن الحقيقة ووصل اليها بتوفيق من
الله

في عزاء شخص عزيز علي , ذكرني بانه هذا ليس نهاية المطاف و اننا لابد ان نكمل حمل الافكار من علمونا مثل الغزالي بالامس و المسيري اليوم و ان يكون هذا دافع لان نطور انفسنا و تدرس فكرهم و نحاول صياغته و تفعيله و حقا ما قال ... لان الحزن لابد ان يكون نبيلا فلا نستغرق فيه و لكن يكون دافع لنا كي نكمل ما بدأنا


لا اجد ما اقوله ... فالكلمات عاجزة عن وصف عظم فكر هذا الرجل ... الا انني اري ان هذاالرجل لم يمت حقاُ فهو يعيش في افكارة القيمة و هي في الاساس عبارة عن صدقة جارية يستفيد منها كل باحث عن الحقيقة و راغب في تأصيل فكر اسلامي سليم ذو اساس قوي و راسخ

رحمة الله عليه و تغمده الله في فسيح جناته و تجاوز عن سيئاته و نبع بعلمه كل طالب للحق
امين