الخميس، فبراير 11، 2010

انها ....ازمة ثقة



وجدت ان الثقة بالنفس مفقودة في مناحي كثيرة في حياتنا .... يشمل اشياء كثيرة جدا في حياتنا اليومية علي الصعيد العام و الخاص علي حدٍ سواء

كثير جدا اتسائل لماذا يقلد انسان آخر , رغم ان التفرد و التميز فطرة لكل البشر و يسعي كل الناس الي التفرد و التميز ... فلماذا نقلد الغرب في الاشياء الظاهرية في حياتنا ؟؟؟ هناك الكثيرين تجدهم يتلفظون بكلمات اجنبية وسط كلامهم " قال يعني خرج برا بقي او ان الثقافة واخدة حدها معاه " و نتباري و نتباهي بان اطفالنا يعرفون الانجليزية و يتلفظون بها قبل حتي العربية في سنيهم الاولي , موضات الملبس تأني من الغرب مع بعض التعديل - حتي و ان كانت لا تناسبنا ؟؟؟ اليس هذا كله نابع بشكل او بأخر ان حللنا الامر سنصل الي انه عدم ثقة بالنفس و انني لابد ان اماثل و اشابه الاخر المتقدم كي اكون متحضرا مثلة .... اتخذته هو النموذج و اسلوب حياته و منطقة هو المنطق الذي ارجع اليه و اقيس عليه افعالي و سلوكياتي و نسيت او تناسيت عوامل كثيرة تجعل هذا الامر اشبه بالعبث الحقيقي

هنا يظهر تساؤل .... هل كل القادم من الغرب او من الثقافات الاخري لابد ان ارفضه كي اعزز انتمائي لنفسي و هويتي ؟؟؟
باللطبع لا , و هنا يظهر نوع اخر من الثقة بالنفس ... فالانسان الواثق من نفسه لا يرفض فقط الانقياد للاخر بشكل عميائي و ببغائي دون وعي , و لكنه ايضاً لا ينظر لنفسه نظرة تقديس و ان موروثاته لا تأتيها الباطل و انها هي الاصل الذي ينبغي ان نرتكز عليه .... مع ملاحظة ان هذا لا ينفي وجود مرجعية نهائية و مقياس نقيس عليه كل افعالنا و توجهاتنا حتي لا نقع في نقد كل شئ لنصل في النهاية ان ننقد عقلنا و انه غير قادر علي النقد و نسقط في السيولة و انه لا يوجد مقياس ثابت لاي شئ
فالثقة الاساسية تنبع من القدرة علي المواجهة , و كي استطيع ان اواجه لابد ان اكون انسان صاحب رؤية و فكر لان فارغ العقل يمكن ان يمتلئ باي شئ .... المواجه تتبدي في ان اواجه نفسي باخطائي ( و هي دوما ستظهر و كلما اصلحت خطأ سيظهر اخر بشكل تلقائي فتلك هي سنة الكون و الكمال لله وحده ف الانسان في عملية تطوير و تلاقي للاخطاء بشكل دائم ) و ان اعالجها , و لكن المشكلة الحقيقية اننا لا نأخذ حلول تناسب في علاج مشكلاتنا نحن و لكن نستورد المشكلات و نستورد معها العلاج و مجتمعاتنا تعاني من انواع مختلفة جذريا من المشكلات !!!

قديما كانت حجة المستعمر ان شعوبنا لا تجيد ان تقود انفسها , و لابد لها من قائد كي يدلها علي الطريق .... و علي الرغم من ان جيوش الاستعمار قد انسحبت من بلادنا منذ وقت ليس بالقصير ... الا اننا لازلنا في نفس الحالة النفسية و التأثير السلبي في اننا اتباع و انه لابد لنا من قيادة فكرية " خارجية و ليست ذاتية "كي ننهض و نصبح علي الطريق الصحيح للتقدم , و بتطور الزمن اتخذت القيادة شكل اكثر نعومة - غير عسكري - و هو الشكل التبعية الثقافية و الاقتصادية , و لكنه اكثر فتكا و ضراوة و اصعب في مكافحته و محاربته ...

الانسان الذي يقلد بإمعية غير واثق من نفسه , و الانسان الذي لا يقبل التطوير و يتعصب للموروثات دون تنقيح مستمر ايضا غير واثق من نفسه و ان ميزانه يصلح لكل زمن و مكان ... التوازن الصعب هو ان نقف علي ارضية صلبة من الافكار و لكن لا تعيق تفاعلنا مع الحياة ولا تطورها في نفس الوقت





هناك انواع اخري من ازمات الثقة و لكن علي المستوي الخاص ... اورده لاحقاً ان شاء الله




هناك تعليقان (2):

هوندا يقول...

انها أزمة ثقة ياسيدتى بالفعل لا يوجد ثقة بتراثنا ولا ثقة بأنفسنا
وتقليد للقوى فقط

نحن مستعمرون فكرياً وليس عسكرياً
القوى هو من ياخذ من هنا وهنا مايناسبه فقط وليس كل شىء كتقليد أعمى

يا مراكبي يقول...

بالطبع هي حالة غريبة نتفرد بها بين أغلب شعوب العالم

فلقد رأيت في دول مختلفة شرقا وغربا أن الشعوب تعتز جدا بتقاليدها وتثق في حضارتها جدا .. لكن ذلك لا يمنعها أبدا من أن تستورد من القيم الغربية ما يفيدها في سبيل التطور والتقدك وسهولة التواصل مع الآخرين

أي أنهم يثقون في حضاراتهم ويتمسكون بها وفي نفس الوقت يأخذون ما هو مفيج من الغرب دون أن يحسوا بالدونية أو عدم الثقة أبدا

إلا نحن .. لسما كذلك أبدا