الخميس، فبراير 17، 2011

ارهاصات ما بعد الثورة

لله الحمد صمد من قاموا بالثورة تجاه المعارك الاعلامية الشرسة التي كانت تحيط بهم و كانت تسلط الاهل عليهم في المقام الاول ... و ما ان نجحت حتي اصبح للثورة الف اب و الف مؤيد و كلنا نعلم من الكاذب من الصادق ...

ما يقلقني حقا ً الان ليس الاستمرار في التظاهرات او كل ما يمكن ان يستجد علي صعيد تصعيد الاحداث ... ما يقلقني ان طول بقاء نظام مثل النظام البائد في الحكم اورثنا جيل من الافاقين في كل المجالات ... الا من رحم ربي بالطبع .... المدير السئ يجتذب حوله ليس اصحاب الكفائات النزيهة و الشريفة و لكن من يجيد التلاعب و تسليك و تخليص المصالح فاصبحت سلسلة لا متناهية من الفساد و الإفساد و تفريخ الفساد علي كافة الاصعدة ... كم مرة حدثت ان تم التضحية بالكفائة العلمية في التعيين في الكليات في سبيل مجاملة دكتور في ابنه الفاشل او حتي و ان لم يكن فاشلا و لكنه اقل كفائة من زميله المجتهد عديم الواسطة ؟؟؟ كم مرة تخطت ترقيات اناس شرفاء مجتهدين لصالح زملائهم فقط لانهم يجيدون تملق المدير و مسح الجوخ و الاستعداد للتنازل الاخلاقي و المهني في سبيل رضا المدير ؟؟؟ قس علي ذلك كل المجالات .. الامر ليس وليد امس او العام الماضي و لكن تلك السلسلة اصبحت متأصلة في مجالات عديدة حتي اننا لنجد اناس كثيرين دون المستوي ووصلوا الي مستوايات قيادية و لا ادل علي ذلك من رؤساء تحرير الصحف العريقة في مصر التي اصبحت صحف صفراء علي ايديهم ..

ما فعلته الثورة في رأيي هو انها اوقفت فقط تلك الدائرة العينة من توريث و تجذير الفساد في جميع المؤسسات ... لكننا نواجه الان بتحديات شديدة للغاية ....

بعد ان اوقفنا دائرة توريث الفساد ... كيف يمكننا ان نستعيد السيطرة علي مؤسسات الدولة دون ان تلاحقنا اذناب النظام القديم المنتفع من بقاء مصر في هذا المستنقع العطن الذي يشجع الباكتريا الضارة فقط علي النمو و يقتل كل نبات صالح ؟؟؟

ان سلمنا ان الكفائات الموجودة لن تكون هي المؤهله لقيادة مصر لعبور تلك المرحلة و اننا بحاجة الي قيادات جديدة من الشباب الذي هو نحن ... كيف يمكن للشباب الدخول و اكتساب الخبرات دون ان يتم تلويثهم بالآفات اللعينة الموجودة في ما تبقي من النظام السابق ؟؟؟

هذه الثورة جعلتي اؤمن بفشل سياسة الاصلاح من الداخل و علينا ان نبني بيت علي اساس سليم من اول و جديد ... ولكن كيف يمكننا دون ان تحدث فجوة انتقال المؤسسات من جيل الي جيل و من نظام الي نظام افضل خاصة ان المعظم لا يريد الصبر علي التغيير بل يريده حالا ًو الآن ؟؟

لست متشائمة و لكني اتشارك بعض الافكار التي تجول في رأيي و اعتقد ان هذا هو اكبر تحدي امام شباب ا لثورة الحقيقيين ... المؤمنين بها منذ البداية ... المدركين لحقيقة هذا النظام الافاق المضلل... و لم تزعزعهم الحرب الاعلامية الشعواء التي قادها هذا النظام البائد ... و التي اثرت علي كثيرين للاسف

ما كان احد يتوقع ان يحدث ما حدث .... الحمد لله عون الله كان معنا و هو لن يتركنا , فقط لنبذل اقصى ما في وسعنا و الله المستعان

-----------------------

معظم الناس يبتهج بميلاد المولود الجديد ... يأتي الجميع ليبارك و يهنئ الاسرة ... ينسى الجميع كم كانت الولادة صعبة ... و حين ينتهي الاحتفال ينصرفوا الي بيوتهم مسرورين و يعودون الي حياتهم ... دون ان يخطر ببالهم ان هذا المولود قادم الي الدنيا بمسؤوليات ضخمة يحتاجها من الرعاية و العناية الفائقة من الابوين حتي يكون طفل سليم و مواطن صالح بعد عدة سنوات .


هناك 3 تعليقات:

رفقة عمر يقول...

انا كمان خايفة وقلقانة
ربنا يسترها زى ما سترها مع الثورة

شــــمـس الديـن يقول...

انا مش خايفة لان مفيش اسوأ من اللي فات
الفكرة ان المرحلة الحالية جديدة علينا و اغلب الناس مش بتحب او بتعرف تتعامل مع الجديد

يا مراكبي يقول...

ارهاصات ما بعد الثورة

لم يكن الفساد في مصر شخصا واحدا

بل كان رئيسا يتبعه وزراء يتبعهم وكلاء يتبعهم مديرين يتبعهم أقسام يتبعهم عمال وموظفين

وكان الفساد مجتمعا مترابطا متغلغلا في البلاد .. لذا فإن ازالته ستحتاج الى وقت طويل جدا .. واختفاء كل هؤلاء فجأة سيؤدي الى انهيار البلاد فجأة أيضا

الموضوع عايز وقت .. صبراً