الاثنين، مارس 10، 2008

الارض كروية ... تلف حول نفسها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
"الارض كرويه , تلف حول نفسها " هاكذا يصيح بائع السمك للخوجة في مسرحية من القرون الوسطي ... و اخذ في التهكم علي هذا القول و انه غير مستوعب اصلا لان يحدث تغيير في دوران الارض ... و انه لو ترك محلة في الخليفة ثاني يوم سيجدة في روض الفرج ... تطبيقاً لمبدأ الاروض كروية و بتلف ... ف
عندما تأملت في هذا القول علي لسان احد العامة ... وجدت شيئان ... ان "التغيير" لابد و ان يحدث , و ان الناس لديهم صعوبة بالغة في تقبل اي "تغيير" قد يحدث ... فسنن الكون الثابتة هي عبارة عن تغيير من ليل و نهار و حركة الشمس و القمر و النجوم و نمو الطفل ليصبح شاب ثم كهلا فشيخا فعجوز ... و تلون بشراتنا من الشمس و تجدد خلايا الشعر و نمو الاطافر ... كل شئ ....بمعني كل شئ حولنا في حركة دائما و في تغيير مستمر ... و تجد ان الشئ الوحيد الذي لا يتغير هو الشئ الميت ... و التغيير الوحيد الذي يطرأ عليه هو التحلل و الفناء .ء
و تجد الخوف من التغيير كثيرا جدا حولنا ... علي المستوي ا لشخصي , فكثيرا ما تقابل امثلة علي شاكله " اللي تعرفة احسن من اللي متعرفوش " و اعتقد ان الاغلب يستسلم للخوف من التغيير ... و تجدة يحن و يتغني دائما و يعيش علي ذكريات الماضي الجميل ... و اعتقد ان هذه المتلازمة ( الخوف من التغيير و الحنين الي الماضي ) تأتي من انه في لحظة من اللحظات - و غالبا ما تكون فورة الشباب - هي التي تدفع الانسان الي مواجة العالم و تجعلة في اعلي امانيه و احلامة لانه يعتقد انه في هذه اللحظة قادر علي ان يري العالم انه شخص فريد و لم يأتي و لن يتكرر و عند اول استضدام له في العالم يجزع و ييأس و يحبط و يصاب بخيبة الامل و لا يثابر علي الجهاد فيشعر ان افضل انجاز تحقق هو ما مضي ... فتجد اغلب الناس معلوماتهم وصلت الي مستوي معيين ثم توقفوا ... طموحاتهم وصلت الي حد معين ثم توقفوا ... اعتقد لانهم لم يطوروا انفهسم و استسلموا لرتابة الحياة و لم يعرفوا ايضا ان لكل مرحلة جمالها التي تتميز به و لذلك ظنوا ان الجمال في مرحلة واحدة مضت فقط ... و فقدوا القدرة علي التواصل مع متغيرات الحياة حولهم او الاستمتاع بها كما هي ... ي
هذا بالنسبة للسلوك علي مستوي الافراد
و لكن من ناحية اخري هناك سلوك اخر فيما يتعلق بالتغيير ... التغيير في المجتمعات - علي مستوي الافراد الكثيرة - لا يهمني الان في هذا التغيير من الذي يفرضة فقد يكون تطور طبيعي او قد يكون شئ مفروض او نتيجة تقلييد اعمي او ما الي ذلك - و لكن التغيير هنا يتخذ صورة مختلفة ... فنجدة يتخذ ثلا مراحل :( الصدمة - الانبهار و الاندفاع - الاستقرار و النمر الطبيعي ) و تعقب مرحلة الانبهار و الاندفاع مرحلة جزئية فاما ان تتخذ منالاستقرار و النمو الطبيعي الناضج طريق او اتخاذ طريق اخر و هو التراجع الي الوراء ( نموذج الاطفال عدم النضج في الفكر )
فلننظر سريعا الي مسائل مثل - زي النساء و الحرية السياسية حتي استطيع ان اوضح فكرتي اكثر
زي النساء كمثال - ( ولا اعني هنا بتقييمة الديني و لكني ادرس ظاهرة حدثت و اسجل ملاحظات عليها ) كان عبارة عن نموذج واحد فقط في بدايات القرن - البرقع و اليشمك و العبائة السوداء - للجميع فلم يكن زي ديني و لكن كان زي مصري . و هذا غير صحي لان الناس ليسوا نسخا كاربونية من بعضهم و لكن هناك ايطار عام نسير داخلة و يأتي فيه التنوع ... ثم حدثت اول مرحلة و هي مرحلة الصدمة ( فتم استنكار هذا الزي تماما و القنوط عليه ) و لكن لان الدنيا سنتها التغيير , فاستجاب الجميع لهذا القنوط ... و حدث علي اثر هذه الصدمة ان هرعت كل النساء في ان يخلعن هذا الزي ... و اصبح منذ الثلاثينات و حتي السبعينات جميع النساء بلا حجاب و يتبارين في محاكاه الغرب و التفرنج ... و كانت هذه الحقبة هي حقبة الانبهار و الاندفاع ثم وصلنا للمرحلة الثالثة و هي الاستقرار و النمو الطبيعي ... و اصبحت هناك عودة واعية للحجاب , و اصبح هناك من يعدن بانفسهن للنقاب دون ان يكون زي رسمي للوطن ككل ... وهناك ايضا من هي لازالت تقلد الغرب و تري في هذا انعكاس لشخصيتها ... ... فاعتقد ان التغيير في امر ( زي النساء ) سار بالشكل الطبيعي و في اتجاه التطور السليم
نموذج اخر مثل الحرية السياسية ... فلقد كانت مصر ترتع في ظل ا لاحتلال و الملك و كافة عوامل ا لفساد و الافساد ... ثم ظهرت الثورة ( مرحلة الصدمة ) و كان لابد لها من ان تقمع جميع التيارات الاخري حتي تستطيع تحقيق ما كانت ترغب هو طرد المحتل و بداية بناء بلد حقيقي له اقتصاد حقيقي ... و عند استباب الامر وصلنا الي بداية مرحلة الانبهار و الاندفاع في عهد السادات من ناحية الاندفاع في تكوين احزاب و محاولة بداية مرحلة الاستقرار و النمو السليم ... و لكن ما حدث ان سار الامر في انتكاسة ... فلم يكمل التطور مجراه و حدثت انتكاسة في الحياة السياسة مازلنا نعاني من اثارها الي يومنا هذا - لن اخوض في تفاصيل سياسياً
فالفكرة ان التغيير علي المستوي الكبير يبدأ بصدمة ثم مرحلة انتقاليه لتجريب الجديد ثم الاستقرار و ممراسة هذا التغييربشكل عادي او الانتكاسة و العودة الي الوراء و لا يؤتي التغيير ثمارة .
فليس هذا مقالاً اعتقد اننا وثقنا من ان التغيير ضرورة حتمية و مطلوبة لان من لا يتغير يصبح من عداد الاموات .. و لكن هل هناك من يريدنا ان نصبح في عداد الاموات حقاً ؟
نعم
ان ظهر في مجتمعنا مشكلة ما , لابد ان نفكر في حلول للتغيير , و هذا طبيعي و ليس ضد اي شئ , و لكن لاسباب ما يتم تقديم الحل لهذه المشكلة في ايطار بعيد كل البعد عن تركيبنا و ثقافتنا الحقيقية ... يتم تغليف الحل في ايطار علماني بعيد كل البعد عن اخلاقياتنا الحقيقية ... و هذا الاسلوب اعتبرة ضرب عدة عصافير بحجر واحد ... فمن ناحية سوف تجعل هناك من يتبنون الحل المستورد علينا , و يندفعون له اندفاعا - و هو لن يحقق حل حقيقي علي ارض الواقع بالمناسبة - و هناك من سيولد هذا الحل العلماني لدية خوف من المشكلة كلها و وضعها في ايطار المفاسد ... و رفض الحل باكملة بل و رفض ايضا الاعتراف بوجود مشكلة من اساسه لرفضهم الحل ا لعلماني بأكلمة ... واعتقد ان هذا هو الهدف الاساسي من تقديم حل غير متوافق مع طبيعتنا ولا يحترم ايديولوجياتنا , ان يجعلنا في جمود مستمر و يجعلنا نصم اذاننا عن اي مشكلة , فاجمود هو الموت ... و الحقيقة ان كل العالم يتغير و يتحرك و يتطور و نحن لأ ...
نحن في مشكلة , لابد ان نعترف اولا و نرفض الامر ... و لكن لا ينبغي ان نستورد حلولا خارجية لحلها , فهي حلولا تعقد الامور اصلا ... و لكن لابد ان نجد حلولا من داخلنا تناسبنا و تتفهمنا اكثر
...
روابط رائعة لها علاقة بالموضوع : دعونا نستضدم بالمسلمات

هناك 23 تعليقًا:

Unknown يقول...

الله وحده يعلم كم انا حزين لتاخري عن زياره هذه المدونه الرائعه
حقا رائعه
وموضوع التغيير هذا قد جذب اهتمامي لفتره من الفترات
ورائي حضرتك فيه شديد النضوج
تحياتي لك
وضربك بالحجاب والحريه مثلا في مكانه فعلا
ولكني اختلف معك في موضوع مرحله الصدمه
عموما
وأرجو ان يكون بيننا نقاش حول هذه المسأله
تحياتي على آرائك

غير معرف يقول...

جزاكى الله خيرا على حسن الطرح ونفع الله بكى وجعله فى ميزان حسناتك
بجد مونة رائعة
أدعوكى لأشرف بكى فى مودنتى الجديدة المتواضعة أفاق الإسلام
http://islamic-horizon.blogspot.com/

مزايا العقارية القابضة يقول...

أعظم التغيير هو ما يكون نابعا من داخل الإنسان لاقتناعه بفكرة ما

و قبلما يتعرض لصدمة أو عوامل خارجية تدفعه للتغيير

فعلا هناك ثوابت و قوانين و نواميس ثابتة في الحياة

و هناك متغيرات

و التغيير سيأتي سيأتي في يوم من الأيام

و لا يزعم أحد على وجه الأرض أنه لم يحدث له تغيير أو تحول في مسار حياته

أهم شيء أن يكون هذا التغيير لله عز و جل

( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين )

و حتى يحدث التغيير لابد و أن تبدأ بأخذ خطوة حتى يساعدك الله و يعينك

و لكن تبقى في مكانك بلا حراك و تنتظر حدوث صدمة أو أن ينزل عليك من السماء ذهبا و فضة

فهذا لن يحدث ابدا

( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

أختكم شيماء

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

كلام رائع يا دكتورة
المشكلة في مجتمعنا المصري انه لما بياخد شيء غربي ، لا يحاول تطويعه ليناسب الثقافة العربية لااسلامية المعتمدة بشكل كبير على الروحانيات ،و التي يعتبرها الغرب تخلفا
عشان كده اي حل غربي ، بيسقط على الواقع العربي ، بيكون غير ناجح على الاطلاق
نموذج موفق جدا نموذج النساء في مصر
:D بعض التعبيرات عجبتني جدا زي على مستوى الافراد الكثيرة
موضوع رائع جدا
سلاام

محمد يقول...

أتفق معك في فكرة الصدام ولكن أختلف فيمن سيصطدم بمن .. أنا أصطدم بالأمور أم الأمور تصطدم بي

الميت هو الذي لا يتغير كما ذكرت , والميت أيضا هو الذي ينتظر من يصطدم به , ولكن الحي هو الذي يسعى للصدام

ممكن تدوينتي التي كتبتها من قبل تفهمك ما أقصد

دعونا نصطدم بالمسلّمات .. فليس كلها صحيح

آفاق الحرية يقول...

السلام عليكم
هو فعلا لابد ان يحدث التغيير
بس نتمني ان التغيير يحدث للاحسن ان شاء الله
مش العكس
تحياتي

محمد عبد الرحمن يقول...

كلام فى محله وجدير بالتأمل
شكر الله لك حملانك لهم الأمة وجزاك عنه خيرا
وأود ههنا أن أنوه بمسألة تعيق التغيير على مستوى الأفراد أو ربما تبرر غياب العزم عليه وهى محاولة مصطنعة ومزيفة ألا وهى التدثر بالرضا الذى وللأسف أصبح يعدل عند الكثيرين الخمول إلى درجة التزنخ والسكون إلى حد الموات العقلى الذى أفضتى حضرتك فى التفصيل فيه

مرة أخرى تحياتى على التدوينة

الطائر الحزين يقول...

تناول رائع

المرء عدو ما يجهل

تحياتى

son's egypt يقول...

السلام عليكم
التغير في حد ذاته مطلوب سواء علي مستوي الفرد او المجتمع
ولكن التغير سيكون الي اين
ويجب ان يكون التغير نابع من داخل السشخص نفسه
وليس مفروض عليه
لانه اذا فرض عليه لن يتقبله

حسن مدني يقول...

أحسب أن أحد أسباب تقديم الحلول ذات الطابع المستورد، الذي لا ينبع من طبيعتنا أو ثقافتنا، هو أن معظم "المفكرين" الذين يسلط عليهم الضوء هم من الذين يفكرون بلغة أخرى. من ذوي الثقافة المستوردة. فهم يعبرون عن الذي يعرفون. وهم لا يعرفون في الأغلب شيئا من ثقافتنا الأصلية..
ولذلك لا تؤتي حلولهم ثمارها، ولا تنتج ما يرجونه منها.

تحياتي

غير معرف يقول...

ممتاز يا أخت
أنا سعيد بكلماتك و الله لاسيما هذا الموضوع
أدعوك فى نفس الوقت لزيارة مدونتى المتواضعتين و التكرم بالتعليق على الجيد منها إن كان هناك جيد
مسكين شمس الدين
http://maskeen-shamseldeen.blogspot.com/
http://maskeen.maktoobblog.com/

مسكين شمس الدين يقول...

أيضا جذبنى الاسم
فأنا إسمى شمس الدين على المدونة و هو اسم عائلتى أيضا

Ahmed Al-Sabbagh يقول...

رائع

تسلم ايدك

مدونة رائعة حقا

تحياتى

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

الفاضل الكريم انا انسان
جزاكم الله خيرا علي الاطراء و ادعو الله ان اكون عند حسن ظنك

يعني
هي مجرد تأملات لتحليل وضع
مش دراسات يعني
و اكيد الانسانيات او السلوك الانساني لا يتقيد بقاعدة معينة و لكن محاولةالرصد و الفهم يمكن ان تعطينا رؤية افضل عما يمكن ان يحدث مستقبلا

خالص التحية لمرورك العطر :)

*********************************
الفاضل الكريم عمر المصري

جزاكم الله خيرا و ان شاء الله قريبا

***********************************

العزيزة الغالية شيماء

و الله انت معاكي حق بس شوفي
الانسان بيتأثر كتير باللي حوليه مش مجرد فرد معزول و كل فكرة ناتج فقط عن تفكيرة هو ...لأ
المحتمع ساعات بيبقي له تأثير ضخم علي الفرد ...الا من رحم ربي طبعا

اي حد ضد التغيير يبقي ميت بالفعل
لان ظول ما احنا عايشين في اشياء بتتغير ...المهم ان التغيير لا يمس الثوابت الاساسية

:)) دام تعلقك و دمتي بكل الود

**********************************

الفاضل الكريم عبد الرحمن
منور المدونة و الله

و بالنسبة للتعبيرات البلاغية اللي عجبتك
انا اصريت اني اتبسط اوي اوي اوي علشان فيه ناس عقدوني و مش بيفهموا كلامي .. و كون اني مش قادرة اوصل فكرتي فدا بعتبرة فشل

***********************************

الفاضل الكريم ... وضاح

كل واحد علي حسب ...فيه ناس يتستني لحد ما الافكار او الامور تستضم بيها و فيه ناس تانية هي اللي بتصدم الواقع بالتغيير و بعدين لو التغيير كان في الاتجاه الصحيح الناس هتتقبله

تدوينتك رائع و اسمح لي اضه اللنك بتاعها عندي :)

***********************************
الفاضل افاق الحرية

ان شاء الله يكون للاحسن :)
بس اللي انا شايفاه علي ارض الواقع غير دا للاسف
***********************************

الفاضل الكريم ...طال الليل

الشكر لله
اعتقد ان اي انسان لابد ان يشغل العضو المعطل في رأسة و يفكر في احوالنا و اللي بيحصل و الاسباب اللي ادت الي ذلك

***********************************

يتبع ---->

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

الفاضل الكريم الطائر الحزين

ناس كتيرة فعلا تتعامل مع قعدة عداء ما لا تعرف

بس لازم الواحد يجاهد نفسة طالما في الاتجاه السليم

خالص التحية :)

***********************************

الفاضل الكريم son's egypt

هو التغيير متلازم مع الحياة
بس علي راي الاخ وضاح مين هيستضم بمن ؟؟؟
بس فعلا حتي لو التغيير اتفرض في بعض النواحي طبعا - و خاصة لو كان بشكل غير مباشر , الناس ههكن تنجرف و تتقبله

كم من افعال كانت زمان استحالة خد يتجرأ و يعملها دلوقتي علشان الالحاح الاعلامي عليها الناس بقت متقبلة وجودها عادي

خالص التحية

***********************************

الفاضل الكريم حسن مدني

و الله شوف
انا من المؤمنين بنظرية المؤامرة
يعني فيه مفركين فعلا غاية و قمة في الروعة و الرقي بس دول لازم الواحد يبحث عنهم بنفسة

لكن اللي متسلط عليه الضوء دول ناس بيخدموا اغراض و اجيندا اخري

ما علينا
خالص التحية للمرور و التعقيب
***********************************

الفاضل الكريم مسكين شمس الدين

جزاكم الله خير
حاضر ا ن شاء الله قريبا
بس علي فكرة اسمي دا مش اسم عائلتي :)

خالص التحية
***********************************
الفاضل الكريم احمد الصباغ
نورت المدونة و اتمني الا تكون زيارتك الاخيرة

دمت في حفظ و رعاية الله :)

-----------------------------------

ارق تحياتي لكل من قرأ او عقب

محمد عبد الغفار يقول...

كان لى احد صاحبى يقلى زمان ربنا مخلقش اى حاجه مربعه ويسألنى تفتكر ان ده ميدلكش على شئ

ADMIN يقول...

IM SORRY FOR LEET TO VIST U BLOG

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي يقول...

تحليل رائع و منظم جدا يا شمس
لاهداف و الاسباب وصولا الي النتائج
واوفقك في نهايه البوست ليك
ان عدم وصولا للتطور الطبيعي للتغير
من اسبابه ان الاخرين لا يريدون ذلك و لكننا مشاركون ايضا في عدم الرغبه للوصول لهذه المرحله بارتضانا بالامر الواقع حتي لو كان الواقع ده مرير و خطاء و هاختم بالايه الكريمه الاي بتقول

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم
تحياتي)...

يا مراكبي يقول...

بس إنتي هنا ما وضحتيش .. في سنة 2008 يا ترى إحنا في أي مرحلة من المراحل اللي قلتي عليها دي؟

الإجابة على السؤال ده مهمة جدا

الفجر قادم يقول...

بالنسبة لموضوع الصدمة دا يا شمس اعتقد الناس فى مصر بقيت من كتر الصدمات أنقسمت لقسمين:قسم أصبح فى حالة لا مبالة وقسم أخر سيقتل كمدا حزنا مما يحدث ويحاول التغير بكل ماأوتى من قوة
اما القسم الذى اصيب بالامبالة فهذا مغيب اخشى عليه أن يفيق على صدمة أكبر أنه اصبح يعيش فى عالم اخر لا يدرك معالمه
والقسم الذى يحاول التغير فادعو الله له الثبات ما دام على الحق
........................
على فكرة وحشتينى جداا وانا رجعت تانى للمدونة بتاعتى
بتفكرينى بأحلى أيام:)

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

سبب التغيير السياسي دائما وجود نظام اجتماعي وعيه السياسي مطور أكثر من نظامه السياسي الذي يحكمه.

مثلا نحن الان كعرب بأمس الحاجة للديمقراطية .. والسبب واضح : لأننا تعرفنا عليها ورأينا تأثيرها في تطور الشعوب وتسهيل معيشتهم ورفع حالتهم الاقتصادية والاجتماعية... ولكن كوسيلة لتجنب هذا التضارب في الوعي السياسي عند الشعب تقوم الحكومات اللاديمقراطية بتتبع حلين:

- اما ضرب مفهوم الديمقراطية عند الشعب نفسه .. كما يحدث في الدول الاسلامية حيث يتم اقناع الشعب - وخاصة جيل الشباب الفاعل - بأن الديمقراطية حرام وشيء شيطاني مستورد من كفرة وزناديق لهدم حضارتنا وأخلاقنا.. وبالتالي يعود الوعي السياسي عند الشعب ليكون مماثلا لسياسة حكومته.

- أو ضرب الشعب نفسه .. باستخدام الديكتاتورية لاقناع الشعب بأن الديمقراطية يتم تطبيقها جيدا وبأن اي شيء آخر يؤدي لعواقب وخيمة على المستوى الفردي... كما في الدول العربية اللاسلامية.

في الحالتين : لا ديمقراطية .. ويبقى الشعب في حالة تخبط بينما يراه في الخارج وفي الداخل .. موجدا اسباب وهمية لنفسه ليقمع التفكير السياسي.

ويمكنني أن هنا أن انمذج الطريقتين ببساطة أكثر:
اما قمع داخلي: يمارسه الشعب على نفسه. كاستخدام الدين لتكفير التفكير بالسياسة.
او قمع خارجي: يمارس على الشعب.. كقمع من يفكر بالسياسة فورا.

نعود للتغيير:
ي نظام يتطور فهو يتغير... لايوجد أي شيء يتغير يماثل نفسه بعد التغيير.. هي سنة الكون من ناحية البعض وهي قوانين فيزياء بالنسبة لي... لن نختلف.
لا يمكن لشعب أن يتطور بدون أن يطرأ عليه تغيير... ولا يمكن أن يتغير الشيء ويبقى على حاله.
أظن أنني لهنا واضح .. ولكن: الورطة التي وقع فيها المتدينون الجدد اليوم هي محاولتهم لاستخدام الدين (الاسلام في حالتنا) كنظام سياسي والابقاء عليه بلا تغيير.
الطامة هنا أن وصايا موسى العشر لن تنفع حاليا بما نعيشه من تطور ..

التعقيدات تفرض التغيير .. والتغييرات تفرض التعقيد.. علميا ونفسيا واجتماعيا وبكل الاصعدة .. لا يمكن ايقاف تلك الحلقة .. ولكن يمكن قمعها .. والسبيل الأقرب هنا:
اقناع الناس بأن كل تغيير سيء لهم على المستوى الشخصي والجماعي.
وهو تماما ما تحاول كل الحكومات الديكتاتورية أن تقوم به للابقاء على نفسها .. لأن التغيير ليس من مصلحتها بل من مصلحة الجماهير.

ولنأخذ موضوع الأزياء كمثال:
تنتشر فكرة الازياء القديمة حاليا باعتبار أن الموضة شيء غربي مستورد.

حسنا: البشر منذ 100 سنة كانوا يلبسون ما توفر لهم من أزياء .. ومن مليون سنة لم يلبسوا لعدم توفر أزياء أصلا.
فالى أين نعود؟..

هل قام أحدهم بدراسة جدية لمساوئ الموضة الغربية؟ .. وهل توجد أصلا مساوئ لها؟

قال ابي لي عندما أحضرت له راديو رقمي وبعد أن اكتشفت مؤخرا أنه لا يستعمله بل مازال يستعمل القديم, قال: ان القديم أحسن.

حسنا, لو بقيت أفهمه للصبح بأن الرديو "أبو ابرة" ليس بجودة الديجيتال "ابو زرار" فلن يقتنع والسبب أن القديم أسهل .. وليس أحسن.. ولكنه للاسف يكذب على نفسه.. يريد أن يقنع نفسه بعدم الحاجة للتغيير... لأن التغيير يفرض تعقيد.

العودة للقديم سببها طلب السهولة وليس للأفضلية.

أخيرا : اعذروني على الاطالة ولكن سؤالي الأخير لكم الان وبما انني مبرمج كمبيوتر:

لو كان لديكم جهازي كمبيوتر واحد يعمل على نظام قديم يلبي متطلباتك كمستخدم في كل شيء حتى لو كان يسبب سوء للهاردوير .. والثاني بنظام حديث يقوم بحماية لنفسه في اشتراكه معك في اتخاذ القرارات المناسبة.
والان لو كنت مستخدم أي منهما ستختار .. ولو كنت كمبيوتر أي ستختار؟

أنا سأفضل القديم لو كنت حكومة وأفضل الجديد لو كنت مجتمع.

شــــمـس الديـن يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

الفاضل الكريم محمد عبد الغفار

و الله وجة نظر بردوا :)

*************************************
الفاضل الكريم شاب اسكندراني

اتمني ان اريك دائما من المعلقين علي المدونة :)

***********************************
العزيزة الغالية : دنيا محيراني

هي عوامل مشتركة ولا تستطيعي ان تفرقي من هو ا لاساس و لكنه تضافر مجهودات و محصلته اننا نتراجع للوراء :)

خالص التحية

***********************************

الفاضل الكريم باشمهدنش القاضي

احنا و بلا فخر في مرحلة التراجع الي الوراء و عدم السير بشكل صحيح في التطور الطبيعي للتغيير

مصر تتقدم الي الخلف !

***********************************
العزيزة الغالية : الفجر قادم

:)
بس لو حصل تبلد زي ما انت بتقولي دا يبقي الناس فقدت جزء كبير من انسانتيها !!!

و انت كمان و الله وحشاني :)

***********************************

الفاضل الكريم نادر
اولا اهلا بك في المدونة و بتعليقك الرائع

و تحليل ضرب الديمقراطية جميل فعلا و مبني علي حقائق واقعية و للاسف الحيلة منطلية علي اغلب الناس

و الله شوف
كلامك صح من حيث عدم توافق الاسلوب الاداري القديم ...و لكن هذا لا يجعلنا نغير قواعد الاسلام الاساسية او نخرج عن الاطار علام بحجة توافق و التماشي مع العصر ... انا افهم مقصدك تماما و لكني اردت ان اوضح هذه النقطة التي تشكل التباس مهم جدا و شائع جدا فيتفكير الناس

بالنسبة لموضوع الازياء
مثال جيد موضوع العودجة الي الوراء ... ومن هنا كمنت اننا لابد ان تحكمنا مرجعية ما و نثق في انها منزهة عن الخطأ و و هي الاسلام في حالتنا

اما التساؤل الاخير فهو حقاً اكثر من رائع و اجابتك تنم عن تفكير متميز للغاية

اتمني ان لا تحرمنا من تعليقك الثري الذي يكسب المدونة ثقل حقيقي :)