الأحد، يناير 23، 2011

لماذا لم يثُر المصريون ...

لماذا لم يثُر المصريون ؟؟

المصريون اصل طول عمرهم عبيد و فلاحين مرتبطين بالارض و استحالة يثوروا ابدا ً

عجبت لما لا يلقى قوت يومه لا يخرج شاهر سيفه ...قول مأثور لست متأكدة من قائله

--------------------------------------

اسمع تلك المقولات التي يرددها البعض علي الفضاء الاليكتروني و اتعجب فعلا ...

هل يمكننا ان نضع ال 80 مليون مصري في بوتقة فكرية و ثقافية واحدة ؟؟؟ قد تكون الثقافة الظاهرية الغالبة الان بها خلل كبير علي مستويات عدة نلمسها في احيان كثيرة ... و لكن , هل يمكننا تقسيم هذا العدد من الناس بشكل قاطع ؟؟؟ في ظل غياب قواعد البيانات الاساسية الدقيقة لشعب مثل مصر , اعتقد انه يكون من الظلم ان نعامل الناس او نطلق كلمة " شعب مصر " و نظن اننا نعني بها كتلة واحدة من البشر متجانسة دون اي اختلاف

· مصر الدولة السابعة في ترتيب الدول الاكثر عشر دول في العالم جهل و امية

· عدد السكان بالمناطق العشوائية يبلغ حوالى 14.8 مليون نسمة علما بان عدد سكان مصر الاجمالي حوالي 80 مليون نسمة

هل من المتوقع ان يدرك هؤلاء المساكين معني كلمة ثورة , او ان هناك شئ اسمه حقوق مسلوبة ؟؟ نعم هو يعيش في ضنك و لكن ما يدريه ما سبب هذا الظنك ان كان منفصل تماما عن العالم الخارجي و حتي ان تصادف و رأي الاخبار في التليفزيون بالصدفة لا يعي منها شئ و يحولها لاقرب فيلم او مباراة للكرة ... هل جرب احدكم الحديث مع انسان امي لا يعرف شئ عن العالم الا بيته وعمله و سكنه و اسرته فقط ؟؟؟ هناك فئات يسكنون معنا في هذا البلد و في القاهرة الكبري لا يعرفون من هي اسرائيل و لا اين تقع فلسطين ولا يدركون اي شئ عن هذه القضايا بالمرة , ناهيك عن جهلهم بالتاريخ المعاصر لمصر ... نور العلم و البديهيات التي نتحدث عنها لا توجد في معجمه اللغوي اصلا وان ذكرتها لا يفقه منها شئ ... هؤلاء يعلمون ان الاسعار في زيادة رهيبة , نعم ... لكنهم لا يمكنهم ادراك اي مما يحدث في دهاليز السياسة و الاقتصاد ... لا تتوقع من انسان لا يقرأ ولا يكتب و يعيش في تهديد مستمر بأن يحافظ علي بقايا وجوده الانساني في ان يطرد لا يشرد الي الشارع من المكان الذي يؤويه – بعد قانون الإجار الجديد – ان تأخر في سداد ما عليه ... لذلك هو عبد بمعني الكلمة للقمة العيش .

من اسوأ الاشياء التي كنت اراها علي الاطلاق في المستشفي ان يكون طفل احدهم مريض ولا يملك ثمن علاجه و بالطبع الكشف يكون اي كلام اي لا علاج حقيقي تلقاه هذا الطفل المعدم اصلا (خفضت مخصصات العلاج على نفقة الدولة إلى مليار جنيه مقارنة بـ 4.1 مليار جنيه العام الماضي، على الرغم من وجود عجز مرحل بميزانية العلاج على نفقة الدولة يقدر بـ 950 مليون جنيه من العام الماضي***) في مقابل مطالبة وزارة الداخلية المصرية البرلمان بزيادة الاعتمادات المخصصة لها في موازنة العام المقبل بمبلغ 142 مليون جنيه (نحو 38 مليون دولار) ****) ما علينا . للاسف هؤلاء الذين نتهمهم في كل مناسبة بالذل و الخضوع لم يعش احد منا في ظروفهم ابدا ,لان احدا ً لا يختار اين يولد و من يكون ابواه, و لابد ان تكلمنا عن اناس ان نتلمسهم بشكل حقيقي وواقعي و حتي افعالهم نحاول ان نفهم دوافعهم التي تجعلهم يفعلون ذلك لا نسقط رؤيتها التي غالبا ما تكون رؤية رومانسية حالمة للواقع الذي يعيشونه ولا يمكنها التحقق علي ارض الواقع الحقيقي القاسى ... لا ذنب لهؤلاء في تلك الظروف التي اودت بهم الي تلك الحالة المتردية من انعدام كل شئ , بالجهل او السكن في مكان لا مستقبل له ان ينتقل و يرتقي بنفسه حتي و ان اجتهدت و كنت طالب نابه و تفوق في دراسته فليست الدراسة العادية هي سلم العبور للمستقبل ,,, لا مستقبل لهم في ان يرتقوا في السلم الاجتماعي , , هذا اغتيال صريح للحلم و لمستقبل شباب معطلة طاقاتهم بشكل مريع و سوف تتحول تلك الطاقة عاجلا ام اجلا الي طاقة سلبية مدمرة تدمره اولا و تدمر من يتصادف وجوده في نفس المنطقة ... اعتقد ان انسان محروم من كل متطلب مادي كي يحيى في حياة كريمة و بالتبعية محروم من كل وعي انساني ... من الظلم ان نزدري هؤلاء لكونهم ..... لا يتحركوا و في منتهي السلبية !!!!!!!

هؤلاء في رقبة الحكومة ... فهي المكلفة و من واجباتها عمل مشروعات ضخمة حقيقية لتحسين مستواهم و توفير الوعي و وفرص عمل و حياة كريمة لا ئقة و ان تقاعصت الحكومة عن هذا الدور فأعتقد ان الخروج و الإحتجاج علي تلك الحكومة التي تلقي بمستقبل كل من يعيش في هذا البلد و تعبث به بهذه اللا مبالاه هي مسؤولية من انعم الله عليهم بالوعي و الثقافة و الحياة المستورة التي تلبي الاحتياجات الاساسية للانسان كي يعيش و يبقي علي قيد الحياة ... تلك الطبقة ننتمني نحن جميعا اليها ...تلك الطبقة التي اصبحت الآن في حالة حرجة التي يمكنها ان تنجرف الي القاع بفعل عدم وجود فرص عمل تتناسب مع عدد الخريجين وتوفر حياة كريمة و مستقبل لائق ... في ظل انعدام الفرص التي تتناسب مع الزيادة الطبيعية في عدد السكان – و هي الحجة التي توظفها الدول المحترمة لتكون قوى عظمي و تستخدمها الحكومات الفاشلة لتبرر عجز ادائها - في ظل عدم وجود مشروعات تنموية ضخمة حقيقية للخروج من ضيق المكان المكدس حول الوادي الي بقية فضاء مصر يصبح الخروج علي الظلم من واجب كل من يعيي و يفهم و لديه الحد الادني من المعيشة الكريمة , فالجياع لا يقومون بثورة بل يهرعون لتوفير لقمة العيش بأي ثمن , الثورة لها حد ادني من الحياة الكريمة و لكن يكون هناك تهديد صريح لهذه الحياة .

لماذا لم يثًر المصريون ؟؟

المصريون اصل طول عمرهم عبيد و فلاحين مرتبطين بالارض و استحالة يثوروا ابدا ً

عجبت لما لا يلقى قوت يومه لا يخرج شاهر سيفه ...قول مأثور لست متأكدة من قائله

--------------------------------------

اسمع تلك المقولات التي يرددها البعض علي الفضاء الاليكتروني و اتعجب فعلا ...

هل لا يذكر التاريخ اي ثورة شعبية قام بها المصريين ضد اي ظلم وقع عليهم ؟؟ هل ثورة القاهرة الاولي و الثانية و المقاومة الشعبية لنابوليون في الاسكندرية بقيادة محمد كريم و ثورة المصريين ضد الولاه العثمانيين الظلمة بعد نابوليون حتي اتى علماء الازهر بمحمد علي ( خانهم بعد ذلك ليس هذا موضوعنا ) لا تعتبر ثورات ؟؟؟ هل ثورة 1919 التي خرج فيها كل طوائف الشعب في كل مكان ضد المحتل الانجليزي لا تعتبر ثورة ؟؟؟ هل المقاومة الشعبية في السويس و بورسعيد بل و في مدينة في سيناء ايام النكسة و استعصائها علي الصهاينة آنذاك لا تعتبر كل هذه المعارك نوع من الثورات علي الظلم ؟؟؟

السمت العام للمصريين قد لا يكون ميالا لسفك الدماء او العنف المبالغ فيه , لكن هناك لحظة معينة تجعل اي انسان مهما كان مسالم يثور و يحتج و يخرج عن طبيعته ... كما ان الوضع الغير طبيعي الذي نمر به جميعا من تركز كل شئ في العاصمة المثقلة بمن يلجؤون من كل مكان اليها لانه لا توجد اي مرافق محترمة لديهم في بقية مدن مصر بطولها و عرضها ولا فرص عمل كثيرة مثلما هي في القاهرة ... نوعية المساكن و طريقة البناء ( عمارات عالية و ليست متوسطة الطول مثل احياء كالمعادي القديمة و ما تبقي من مصر الجديدة تقضي علي كل الفة و ترابط سكاني بالمنطقة و ببعضهم البعض و تكل الناس تعيش في تجمعات بشرية و ليست مجتمعات انسانية – تعبير د. هبه رؤوف الاكثر من عبقري - )

... كل هذا جعل هناك سمات اساسية للمصريين تتغير بشدة ... لم يعد الناس يشعرون بالمعني الحقيقي للحي الذي يشعر فيه الانسان بالالفه للتطاول في البنيان و عدم تمكن جيران العمارة الواحدة من التعارف علي بعضهم ... كل هذا جعل الانسان يشعر في المدينة انه ضعيف و كما يقول التعبير الدارج – ملوش عزوة – فحتي ان وقع عليه الظلم فكف يتواصل مع من يماثلوه في الظلم – فلا يوجد له عزوة الان تدافع عنه من اسرة قوية او اهل حي واحد - كي يتجمعوا و يرفعوا عن انفسهم ما ابتلوا به ؟؟؟ الانسان يكون في تلك الانظمة قليل الحيلة فعلا و ليس الجميع علي درجة عالية من الوعي كي يمكنه التواصل مع مكاتب حقوق الانسان او ما شابه .... ولا يعرف كيف ولا اين يشكو ... و لهذا نري تزايد ظاهرة مثل الانتحار التي كنا نباهي انها بعيدة عن مجتمعاتنا المتدينة لانها محرمة و تنتشر في المجتمعات الاكثر رفاهية ,

ايضا ً نظرا لضعف الدولة ,او غضها الطرف عن واجباتها الاساسية و تفرغها لمحاباه بعض اصحاب المصالح علي حساب مصلحة الوطن بأكمله ... اصبح هناك تشرذم و تقوقع كل جماعة متشابهه علي نفسها و استوحشت بقيه شركاء الوطن او اصبحوا لا يشعرون بهم البته , اصبح هناك اختلاف قوي جدا بين الناس نتيجة لاختلاف المستوي المادي و التعليم و كل شئ ... و لكن هناك من لا يزالون يحاولون ان يحتفضوا ببعض السمات الباقية من سمات المصريين الاصليين الجيدة ... مع كل هذا لا يمكننا في ظل عدم وجود احصائات و قواعد معلومات موثقة لا يمكننا ان نجزم تحديدا ً من هم المصريون الاصليون و من هم المصريون الجدد ... و في خضم كل تلك الاختلافات تصبح كلمة مثل ( اصل المصريين دول ... , الشعب المصري ) نوع من الكلام المبهم الغير محدد المعالم و الذي لا يصف واقع حقيقي .

ما اريد قوله انه من واقع احتكاكي بالفئات البسيطة التي لا تقرأ ولا تكتب و محاوله قرائتها جدا, ايقنت ان الحلول تكمن في التعمق في دراسة الحالة ثم في التفسيرات البسيطة المباشرة ... كما اتمني ان لا نفقد الثقة بأنفسنا , نحن بشر ككل من تتسع بهم البسيطة , لا نبالغ في قدر انفسنا و لكن في نفس الوقت لا نبخس حقنا , كم من دول مرت بتجارب اكثر عنف و اكثر صعوبة و اجتهدت و بارك الله في خطاها و استطاعت ان تتغير , ركب التقدم يسع للجميع ...فقط نبتعد عن ( التفكير السلبي ) و نبدأ ... حتما سنصل , تلك سنه كونية من اخذ بها و صدقها اتت اكلها معه


--------------------------

هوامش :

* http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?ID=371088 الشروق مصر السابعة بين الدول العشر الاكثر امية في العالم

** http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=47127 اليوم السابع عن نسبة عدد سكان العشوائيات في مصر

*** http://forum.islamstory.com/12872-%C8%DC%E1%C7%CF-%C7%E1%DC%E6%C7%C1-%C7%E1%DC%E6%C7%C1.html موازنة العلاج علي نفقة الدولة

**** http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8AB88190-9FA6-499A-935A-F7AEC967D2E4.htm مطالبات بزيادة موازنة وزارة الداخلية

هناك 6 تعليقات:

محمد عبد الغفار يقول...

عشان لسه لاقيين اللى بيأكلهم

بايعقوب باعشن يقول...

هناك اسباب انتم اعلم بها مني
أما من رأيي أن مصر بحال سياسيها الحاليين ليس من مصلحة شعبها ان يثيرواويغيروا النظام إلا أن يثيروا و لإصلاح النظام فمصر يتربص كل أعداء الأمة العربية والأسلامية
أولهم إيران ثم إسرائيل حليفة إيران وبعدهم الأمريكان والبريطانيين والفرانسيين
فقد إنتهاء هولا من العراق وجاء دور مصر

حائر في دنيا الله يقول...

انت فين ع الفيس بوك؟؟؟؟؟

كـــــــــــــــل شــــــــيء يقول...

الآن لقد ثارو وغيرو النظام
نسأل الله السلامة

MIS7 يقول...

السلام عليكم

بسم الله الله اكبر الله اكبر بسم


ثورة مصر ردت لنا روح جمال
والعبور

ورافع راسك ايها العربي

والله زمان يا سلاحي

خلي السلاح صاحي

عقبالنا في اليمن

لسنا فرع

سلام

يا مراكبي يقول...

أكتب تعليقي هذا بعد حدوث الثورة في مصر، حيث اتضح لي أن سلوك المصريين لم يتغير كثيرا إلى الأفضل حتى بعد الثورة، وكأن الشعب الذي ثار هو شعب آخر

وهو ما يقودنا إلى نفس تساؤلك ولكن بصورة أخرى