تتوالي علينا اخبار ترشيح البعض انفسهم لخوض الانتخابات الرئاسية , لا اريد التشكيك في نوايا احد و لكن ليس الجميع يقصد الترشح لمصلحة البلد العامة و لكنه اقرب ما يكون اداة لاعادة انتاج النظام بكل آلياته الفاسدة ( اقصد من كان جزء من النظام السابق و ينوى الترشح للرئاسة )
ما يعنيني في الامر هو ظهور بعض الوجوه التي تحسب علي التيار الاسلامي ( بكافة طوائفه ) فلقد اعلن - حتى الآن - ثلاثة يمثلون كافة اجنحة التيار الاسلامي .. فالدكتور عبد المنعم ابو الفتوح كان من اعضاء الاخوان المسلمين حتي بضع ساعات قبل ان يتم فصله ... و الاستاذ حازم ابو اسماعيل قد يحتسب علي التيار الاخواني الا ان اسلوبه و فكره اميل الي الفكر السلفي منه الي الاخوان ... و الدكتور محمد سليم العوا قد يحتسب علي التيار الوسطي الاسلامي ... بدأت اقرأ دعاوي كل فصيل مؤيد لمرشح معين انه يطالب المرشح الاخر بالتنازل لصالح مرشحه الذي يؤيد , بهدف عدم تشتيت الاصوات ( اصوات الكتلة الاسلامية ) بين المرشحين و حتي لا تتفرق الاصوات و يخسر الجميع ...
صعب جدا ( بل يكاد يكون مستحيل ) في رأيي ان حد يتنازل للآخر ...ليس بسبب المسلسل الذي مللت سماعه من اننا نعشق التشتت و اننا اتفقنا ان لا نتفق ( فقد آن الاوان ان نغير نظرتنا السلبية في التعامل مع الاختلاف و الحلم الطفولي بتجميع الناس علي مذهب و مله واحدة و لقد خلقنا الله مختلفين ) و لكن لسبب اهم و جوهري جداً في رأيي ان التيار الاسلامي في مصر - للمتابع بدقه - هيعرف انه عدة تيارات مش كتلة واحدة صماء , ربما تجتمع تحت مظلة الاسلام لكن لكل تيار اسلوب مختلف تماما في التعامل و له انصاره الذين يألفون و يرتاحون في هذا الاسلوب في التعاطي و التعامل مع الاسلام ... .... ولا يرتاحو للتعاطي والتناول والفلسفة الفكرية التي يمثلها التيار الاخر ... فحتي لو مرشح ...تنازل لا اعتقد ان الفصيل اللي كان هيؤيده في الانتخابات هيؤيد بالتبعية المرشج الاسلامي الباقي لان الناس مش بالبساطة دي لكن تفكيرها اعمق من كدا بكتير و ممكن معايير المفاضلة لا تكون لصالح بقية المرشحين الاسلاميين ... رأيي ان نخوض التجربة بكل ما فيها من سلبيات و ايجابيات .... فالخبرة الانسانية في وجدان الشعوب لا تتأتي الا ان رفعنا الوصاية عن الناس - كل الناس - و جعلناهم يعملون عقولهم في الاختيار , او حتي ان يتبعوا اراء من يثقوا بهم ان لم يوصلهم عقلهم لنتيجة مرضية يطمئنوا اليها ... و لتكن تجربة نخوضها بكل ما فيها و لنتعلم من الاخطاء في المرحلة القادمة .. فلا شئ يرسم معه كلمة النهاية في عمر البلد , فالبلد لن تموت , و اعتقد ان مرحلة مراكمة الخبرات للوصول للنضج السياسي هي ما نحتاجه حقا ً في تلك المرحلة عن نفسي , اعتقد انها ستكون مفارقة ساخرة للغاية ان ركز الناس من الان علي امر المرشح الرئاسي و تناسو ان انتخابات مجلس الشعب هي الاولي الان ... ثم حدثت معجزة ادت الي ان يكون نظام الحكم في مصر - بعد اقرار مجلس الشعب ثم الدستور الجديد - هو نظام برلماني او برلماني مختلط ... ساعتها لن يكون لمنصب الرئيس نفس الأهمية التي يتوقعها الجميع الآن
ملحوظة ذهنية :
------------------
و بالطبع لم تفت تلك الفرصة علي المصريين الذين استعادوا ملكتهم القديمة المتألقة في السخرية ان ينشئوا صفحة لدعم الزميل الشاب الدكتور احمد ابو الغيط بعد ما كتب مقالة بديعة تتحدث عن فئة تم تهميشها و شاركت في الثورة و كانت تسب الاعجاب و التعليق غير طبيعية فعلا ً :))
هناك 4 تعليقات:
اعتقد ان توصيف المرشحين بانهم يمثلون ثلاثة عيارات قد ينقصه الدقة فمدرسة سليم العوا ليست مختلفة عن مدرسة الاخوان(الوسطية)كما هي عند حازم ابو اسماعيل و الفرق فقط في شكل المؤيدين بين ابو اسماعيل من جانب و العوا و ابو الفتوح من جانب اخر لما يستهويه السمت الظاهر للاستاذ حازم من لحية و خلافه للإسلاميين من السلفيين ،لكن دعينا نؤكد ان لكل مرشح من الثلاثة أنصاره من الاخوان على سبيل المثال...و ما زال في جعبة الايام القادمة الكثير و دعونا لا وتعجل الامور
اعجبني ما تطرقت اليه من انه ليس بالضرورة ان يتحول الناس الى مرشح بعينه اذا حدث و تنازل مرشحهم له
بهدف توحيد القوة الاسلامية.
و لكني لازلت ارى ان هذه النخبة التي يمكن ان تميز بين كل مرشح و الاخر و ان تستوعب كيف ان البعض يستخدم الدين و لا يستخدمه الدين ارى انها لازلت قليلة جدا.
لقيت هناك الدنيا زحمة والتعليقات كتير وأنا في المدونة قلت أعلق هنــا..
:)
أتفق معك يا شموسة فيما ذكرت بالخاطرة ولكن ما ينبغي التوقف أمامه هو
"انتخابات مجلس الشعب هي الاولي الان"
فعلا هذه هي الحقيقة التي لابد أن ينتبه إليها الجميع.. فانتخابات مجلس الشعب أهم بكثير الآن من انتخابات الرئاسة لما على مجلس الشعب من مسؤوليات تتعلق بصياغة الدستور وتحديد شكل النظام في الدولة ( رئاسي- برلماني- برلماني مختلط .. الخ) ففي حالة إقرار النظام البرلماني هذا النظام الذي يقلص من صلاحيات الرئيس بينما تكون السلطة الفعلية لرئيس الوزراء وهنا يتوقع أن ينسحب من السباق الرئاسي العديد من الوجوه بينما لا يستبعد أن يكون الصراع على منصب رئيس الوزراء ..
كما أن موعد الانتخابات الرئاسية وعلاقتها بمدى الانتهاء من صياغة الدستور سيكون عامل آخر فعلى سبيل المثال اللجنة التأسيسية المعنية بصياغة الدستور هل ستنتهى من صياغته أولا ثم تعد الانتخابات الرئاسية أم سيكون هناك رئيس منتخب قبل الانتهاء من الدستور وهناك فرق كبير بين الحالتين فقد يسهم تأجيل الانتخابات الرئاسية لحين الانتهاء من صياغة الدستور في انسحاب العديد من الشخصيات من سباق الرئاسة على عكس أن يكون هناك رئيس يتمتع بصلاحيات دستور عام71 الواسعة – الإعلان الدستوري حدد موعد الانتخابات البرلمانية ولم يحدد موعد الرئاسية -
وربما يكون ما يحدث الآن من أخبار كثيرة عن مرشحي الرئاسة جزء من اللعبة السياسية التي ترمي إليها بعض القوى لإلهاء الشعب والقوى الأخرى المنافسة عن الأهم الآن هو انتخابات مجلس الشعب بينما تعمل هي بكل ما تستطيع وتملك ..
لذلك ينبغى التركيز على انتخابات مجلس الشعب ومدى تمثيله للتيارات المختلفة كي تعكس الواقع الحقيقي وتعبر عن الشعب المصري بكل طوائفه ..
في النهاية أسأل لمصـــــر السلامة والعزة والكرامة في كل حين وكما قلتِ الوطن باق وعلينا أن نخوض التجربة ولنتعلم من إيجابياتها وسلبياتها لنتخطى مرحلة الطفولة السياسية إلى مرحلة النضج ..
اللهم ولى أمورنا خيارنا ولا تولى أمورنا شرارنا..
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه أرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه
..
:)
@ وائل
طيب انت بتقول ان مدرسة د سليم العوا لا تختلف كثيرا عن مدرسة الاخوان ... هل سيعطيه الاخوان اصواتهم ؟؟؟ لا اظن صراحة
بس انت ممكن تكون ادري مني في حتة ان كل مرشح له انصاره في الاخوان , بس الفكرة ان الجماعة هل هتوجه مثلا العضاء لنصرة حد معين ولا لأ ؟؟؟ كلها اسئلة لا اعرف اجابتها و اعتقد ان الايام القادمة هي ما ستخبرنا بالاجابة
--------------------------
@ رضوي بيومي
معك حق , لكن بالتجربة و الخطأ سوف يتعلم الناس او لنقل هما ممكن يكون صوتهم مش عالي لكن فيه ناس كتير بينفروا اساسا من استخدام الدين في السياسة
____________________________
@ افلام اون لاين
جملة حضرتم مبتسرة جدا ً ياريت تبين ايه علاقتها بالمقال المكتوب
_____________________________
@شيماء اسماعيل
نورتي سواء هنا او هناك :)
انا معك فعلا ان اللي المفروض النخبة تركز فيه غير اللي مطروح علي الساحة والجدل الاعلامي شغال عليه ... حاجة بجد مثيرة للرثاء و الحزن فعلا , و بجد ربنا يستر علي البرلمان لانه هيحدد حاجات كتيرة اوي الفترة القادمة
إرسال تعليق