الشارع المصري الان في حالة من التخبط لا اعني بالطبع موضوع الدستور اولاً او اخيرا ً , فهي خناقة ابتدعها النخبة ليؤثروا علي صانع القرار و لم يصل صداها للشارع و الشارع له اهتمام مغاير عنها , ما اعنيه هي حالة السخط العارم التي تسود بين المصريين الان تجاه الثورة ... اعتقد ان الاغلب كانوا مبتهجين بتنحي مبارك علي وجه الخصوص و ليس بالثورة في حد ذاتها , ذات الوجوه التي كانت تقبع خلف التلفاز و في بيوتها تسب الثوار و ترجوهم ان يعودوا لمنازلهم و انهم قد حققوا انتصار بان مبارك سوف يرحل في سبتمبر , و يحذرون ان تمادينا اننا نسعى الي خراب البلد , هي ذاتها التي لازالت تسب و تلعن بل و المضحك انها تقول ان الثورة اتت لنا بكل المشاكل ( و ان قلت لاحدهم ان المشاكل ذاتها كانت موجودة قبل الثورة - يفاجئ تماما كأنه لم يكن معك منذ عدة اشهر في نفس البلد يعاني الامرين من كل شئ ) و لكنها الرغبة في ايجاد شماعة و تعليق عليها الاخطاء - اي اخطاء وجدت - فيما مضي كانت الشماعة هي مبارك و النظام الحاكم و هي التي تدعونا للسلبية لانه مفيش فائدة , و الان تلك الثورة اللعينة التي اتت بالبلطجية و لم تغير لنا من الوضع شئ ... نسينا او تناسينا اننا تريد ان يتغير كل شئ و لكن لا نريد ان نتغير نحن !!! كانت هذه خلاصة حوار مع اناس في الشارع ( بائع في سوبر ماركت يحاوره احد الزبائن في اهمية ان يكون له صوت في الانتخابات المقبلة و البائع يقول له انه مفيش فائدة و كل واحد يعمل اللي يفيده و ان السياسة للمرفهين , و مديرة محل ملابس كانت ثائرة للغاية من اخلاقيات الناس رغم انها كبائعة لا تؤدي ما علينا في الامانة في البيع , ركاب مخالفين في قطار الدرجة الثانية الفرنساوي اثار جدل واسع بالقطار , و دكتورة صيدلانية غير مقتنعة اساسا بقيام او جدوى الثورة و انها تقول ان الناس هما هماهم و لن يتغير شئ ولا تأمل في شئ لان الناس لم و لن تتغير ) عندما فككت حوار اغلب الناس , وجدت انه لا يوجد منطق صلب يجمعهم , مجرد حالة غضب عاطفية و تنفيس عن شحنة انهم لم يعووا قادرين علي تحمل المزيد , خاصة ان الارقام التي نهبها حكام البلد السابقين كفيلة بأن تجعل اي فقير يصاب بالجنون و اللوثة و الحسرة في آن واحد ... و لو لا المخزون الديني في وجدان هذا الشعب لتحول الي بلطجية و قطاع طرق و لتضاعفت معدلات الجريمة اكثر مما هي عليه 50ضعف علي اقل تقدير ... وجدت انه حتي من يعاني من بعض الاخلاقيات السيئة يريد ان يعاقب المجتمع كله بان يكون اكثر سوءا ً و يعامل الناس ( عاطل مع باطل ) بمثل تلك المعاملة السيئة ... اعتقد اننا ان وصلنا لتلك المرحلة ( الجميع يعاقب بعضه لانه قد يواجه بعض السلبيات من بعض فئات المجتمع ) فلن ينصلح الحال , و سنتحول عما قريب لغابة , و اري ان الايمان هو الحل الوحيد العملي الذي يجعل الناس تتحمل و تقابل - رغم كل ما تواجهه من ضغوط - الاسائة بالاحسان او علي الاقل تستطيع ان تكسر دائرة سوء الادب ولا تكون منتج و آله لتكاثرها ... اعتقد ان خطة الشرطة في اشاعة الرعب في قلوب الناس , علشان يتربوا و يعرفوا ان الله حق مش هما مش عايزين ضرب خليهم يشربوا , تركهم للباعة الجائلين يحتلون اغلب الشوارع تقريبا ً , عدم تحرير مخالفات صف ثاني لمن يترك سيارتة في شوارع ممنوعة ادي الي مضاعفة الاختناق المروري , تعضدها الدعايا الاعلامية المبالغ فيها في تصوير الحالة الامنية المتردية لمصر ( رغم ان لا احد يذكر ان البلد لا كبير حقيقي لها ولا هيكل اداري قوي لها ) تجعل الجميع في حالة خوف و هلع مبالغ فيه - لا انكر ان هناك حوادث الان و لكن الحالة الامنية فيما قبل الثورة لم تكن لتختلف كثيرا عن اليوم ... اذكر انه قبل قيام الثورة كانت هناك معدلات جريمة عالية و اذكر امرئتين تمت سرقة حقيبتهمها في اماكن مختلفة ( مصر الحديدة و شبرا اغاخان ) و لم يقبل قسم الشرطة تحرير المحضر حتي لا يتهم ان معدلات الجريمة في المنطقة عاليا ... نحن ننسى فقط ما كنا فيه و نحن للماضي دائما ً فالماضي له رونقه حتي و ان كان اسوأ .... اعتقد ان دورنا - اي حد مؤمن بالثورة - عليه ان يجد لنفسه دور غير تقليدي , لابد ان نشترك في اي حوار يدور امامنا , و ان استطعنا ووجدنا مجال لفتح حوار مع زبون في عمل او زميل عمل او حتي من يستقلون نفس المواصلة العامة , اعتقد انه لابد ان نشترك بإيجابية في تلك الحوارات و نحاول ان نصحح قدر الامكان الصورة السلبية التي تروج الان عن الثورة , و الحرض علي ان لا نواجه الاسائة بالاسائة و ان نحاول التحلي بالادب , لانها قيم اساسية قد تكون غائبة عنا لكنها في لب التعاملات التي تواجة المرء في حياه اليومية و تؤثر عليه ... هو دور صعب و لكن لا ننتظر ان يفعله لنا احد فالاعلام اثبت انه لا يزال يتأمر لينتج النظام السابق و لكن الفارق اننا ادركنا قيمتنا جيدا و ان التغيير ليس بالمستحيل ( نتذكر دائما ان مبارك تنحي و انا كان من سابع المستحيلات و لكنه حدث )
-------------------------------------------------------------------------------------------
لا أرتاح كثيرا لسياسة الدولة الداخلية , اري كثيرا من التخبط بين من بيدهم ابواق الاعلام , اري قرارات غاية في الاستفزاز , توالي الافراج عن المتهمين بقتل المتظاهرين في الاسكندرية مثلا و خروج البعض بكفالة و عدن اتخاذ اي قرار حقيقي في مصادرة الاموال المنهوبة التي ظهرت لعائلة مبارك ( لا ادري لماذا كل هذا التباطئ في الاجرائات - اسبانيا في يومين تمت مصادرة اموال المدعو حسين سالم و نحن منذ خمسة اشهر لم نسترد اي مليم من حرامية البلد ؟؟ لماذا ؟؟؟) ثم تعيين احمد زكي بدر في لجنة تطوير التعليم في الجامعات و رفض استقالة يحيي الجمل ( مش عارفة ليه حاساها اشتغالة من رجل خرفان بس كان واجب الجيش يكدب خبر زي دا ) كل هذا يجعلني غير مطمئنة ابدا و اري ان فلول النظام بتعمل بقوة لاعادة هيكلة هذا النظام الذي سقطت رموزه و لكن بشكل جديد ... كحل هذا يجعلني علي قناعة ان الافضل للبلد ان يرحل هذا الحكم العسكري بأسرع وقت ... اي قوة مدنية سوف تأني سنكون قادرين علي التعامل معها , لكن العسكر اي مواجه معه هي مواجهه خاسرة ... ربنا يستر
----------------------------------------------------------------------------------------
ظهرت في الاونة الاخيرة صورلمسؤولين سياسيين تتراوح عمرهم من العشرين الي الثلاثين (
أجاثا سانجما - وزيرة التنمية المحلية في الهندالعمر : ٣٠ سنة وزيرة منذ عامان - بات روي عضو البرلمان الإسترالي عمره 20سنة - بلال ماجد 27سنة مرشح حزب العدالة و التنمية في تركيا للانتخابات المقبلة ) بالطبع يتحسر الشباب هنا علي ضياع فرصتة و ان الاخرين يستفيدون من طاقات شبابهم .... هو الكلام مجرد سليم , بس هل الشباب فقط هم من تمت سرقة اعمارهم في تلك البلد ؟؟؟؟ لما حاكم يقعد في الحكم 30 عام من الخمسين للتمانين ... يبقي فيه جيل كامل احيل علي المعاس قبل ان يبدأ حياته ... و بالتالي أثر هذا علي دورة الحياة الطبيعية لتعاقب الاجيال ... و ادي ذلك الي تمرد و رد فعل غاضب من الاجيال الشابة التي وجدت انه لا فرصة لها ولا يريد الكبار ان يتركوا لهم الفرصة ... ولكن لنصدق انفسنا القول , هل الكبار اصلا مؤهلون للعب الادوار الموضوعين بها ؟؟؟ لا اظن فالنخب ليست علي المستوي و الاعلام مستواه هابط و نادرا ما تجد مذيع يتقن العربية بشكل حقيقي ... هل هناك من السياسيين المفروضين علينا علي الساحات من هم كفئ لادارة مقاليد الامور ؟؟؟ المنظومات المفككة التي كنا نحيا بداخلها ادت الي انهيار قطاع غير قليل من الجيل الناشئ , للاسف اقول هذا بعد سماعي لعينة عشوائية من الشباب في رأيهم في امتحانات الثانوية العامة مثلا و كيف يريدوا تطوير نظام التعليم ... اجد صراحة اراء ضحلة للغاية تنم عن سطحية و تكرار لكلام لا اعتقد انني ان تعمق معهم في الحديث سوف اجدهم يقفون علي ارض صلبة و يعون لماذا يقولوا هذا الكلام ... بل ان شباب الثوار الذي يتم تسليط الضوء عليهم للاسف اقلهم من يقنعني بالحديث و اكثرهم ما اشعر انه سطحي للغاية هو للامانة نيتة سليمة لكنه يفتقد لابسط المهارات الاساسية في التعامل بحنكة و حذر و معرفة كيفيه ادارة الحوار بذكاء و ما الي ذلك من تلك الامور التي لابد ان يتميز بها اي سياسي ناشئ ... هل هذه النوعية من الشباب الغير مؤهل فكريا هي ما نعول عليه او ما نريد منه ان نسند اليه اعمال تدخل في لب قرار الدولة ؟؟؟ لازال هناك طريق طويل امامنا كي نطالب ان يصل شاب ذي 20 ربيع الي سدة البرلمان ... لنسلك الطريق الطبيعي من محاولة تأهيل للكبار قبل الصغار حتي يتقبلوهم و يتقبلوا و يستوعبوا ارائهم و رؤيتهم حتي و ان بدت انها قاصرة و تأهيل للصغار ايضا بان يتم دمجهم في مهام صغيرة تتدرج المهام بالخبرة و ان اثبت المرء كفائة و ان يكون هناك تقييم حقيقي لاداء الشخص ( مش علشان كبير نجاملة او علشان صغير نجامله ) لان مهم جدا التعلم من الاخطاء و تصويبها ... حتي يمكن ان تكون هناك اليه حقيقية تؤهل الشباب ليكونوا مثل تلك النماذج التي نراها في مختلف دول العالم اعتقد ان الجريمة الحقيقية التي فعلها مبارك و اعوانه هي ... سرقة أعمارنا و جعل شبابنا ذي نفسية مكسورة , بكل ما تحملهالكلمة من معان ( بأننا لن نتمكن من فعل اشياء كانت ممنوعة في المرحلة السابقة و كبرنا علينا و لم يعد تعلمها اليوم مجدي او مواكب لمرحلتنا العمرية ) و تلك الجرائم المعنوية للاسف لا يوجد ضدها عقوبة في القانون
هناك 3 تعليقات:
عارفة ايه سبب احساسنا بعدم وجود تغير ان النخبة الليبرالية عندها نفس نبره التعالى والديكتاتورية فى انهم لازم اللى يحصلوا على الاغلبية ومش عاوزين حد غيرهم وبيتعاملوا مع الشعب كانه مغيب وشعب برياله مش عارفة بصراحة اللى يفكر ينتخب شخص ليبرالى يبقى بيرجعنا تانى لورا وبيختار ديكتاتور جديد هايزور الانتخابات وهايتعامل مع الشعب كانه لسه فى الروضة ولا يفهم شئ الناس محتاجة انسان تقى حاسس بمعناه الناس وبصراحة وجدت هذا فى الدكتور حازم ابو اسماعيل اسأل الله ان يوله علينا ويصلح به حال الامه الاسلامية جميعا
يعني هو انا ليا رأي مخالف لك , ان مش اي حد تقي ينفع للقيادة السياسية ... الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم يولي ابو ذر الغفاري الصحابي الجليل رغم انه تقي وورع ولا احد يختلف علي تدينه و ايمانه ... لان السياسة و سؤون الحكم لها حسابات اخري الي جانب التقي و الورع ... و كنت اتمني ان تناقشيني في موضوع البوست لكنك كالعادة بتروحي في مواضيع اخري :) بس انا اتعودت منك علي كدا يا رفقة
منورة المدونة :)
بصراحة مواضيعك طويلة قوي
وانا عادة مبكملهاش :D
ما علينا .. انا بس حبيت اعلق على موضوع لدكتور عمرو عبيد والموقف اللي حصل في المستشفى
مش بين يوم وليلة هنلاقي نمصر اتهدت واتبنى مكانها مصر جديدة كليا
لو ده حصل هيبقى ضد نالنظام المسير عليه الكون
لذلك الاسلام حين أتى بالتشريعات والاحكام لم تفرض مرة واحدة وانما تدريجيا
واحنا كمان تدريجيا ان شاء الله هنلاقي مصر بتنضف واحدة واحده وكل فساد فيها بينقرض حتى يختفي نماما
يلا ربنا يصلح الحال
إرسال تعليق