الخميس، أغسطس 28، 2008

كلاكيت تاني مرة ...ماليزيا






السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كما قلت لكم اني احضر الان دورة التثقيف الحضاري في كلية سياسة و اقتصاد جامعة القاهرة و اشكر حقا الدكتورة نادية مصطفي علي الجهد الرائع الذي تبذله في هذا المجال للتوعية و التثقيف

و موضوع هذه الدورة هي استعراض نماذج متعددة لدول اسلامية غير عربية و كيف استطاعت ان تحدث نهضة و ان تتعايش مع قوميات اخري و التركيز علي هذا الجزء التعايش في الحضارة الاسلامية ايا كان موقعها

تحدثت الدورة بشكل عميق عن دول ماليزيا و اندونيسيا و باكستان و تركيا و ايران و لكن ما حضرته هو ماليزيا و تركيا و ايران و حقا اكتسبت معلومات جديدة احب ان اشاركها معكم ... و ان ابسطها قدر المستطاع لانها حقا قيمة للغاية و تستحق


في التدوينة السابقة كنت قد استعرضت سمات شعب ماليزيا المسمي " شعب المالاي " و ان بهم صفات كثيرة جدا قريبة من صفات شعب نعرفه جميعا و لكن ما علينا :)

و احب ان اركز اليوم - بشكل مختصر جدا - علي سر تقدمهم و هو الرئيس الفذ مهاتير محمد ( او كما يترجمه البعض محاضير محمد ) لانه حقا جدير بان نذكر دورهذا الرجل العظيم في تنمية هذه البلد و النهوض به


تولي منصبه سنة 1981 و تجددت ولاياته خمس مرات نتيجة انتخابات ديمقراطية - اشدد حقيقية و ليست مجرد شعارات - حتي اختار ان يترك بنفسه السلطة سنة 2003 و سلمها الي نائبة عبد الله بدوي . نقل دولته عندما تسلمها من دولة زراعية متخلفة الي دولة صناعية من دول النمور الاسياوية .... و 50% من صادرات ماليزيا لدول العالم هي صناعة تكنولوجيا دقيقة ..... حينما تسلم مهاتير محمد السلطة كان ترتيب ماليزيا في مقياس التنمية البشرية سنة 1980 رقم 58 عالما و عندما ترك السلطة كان ترتيب الدولة رقم 33 عالميا و في عصره ارتفع دخل الفرد من 432 دولارا عام 1980 الي 8750 دولارا عام 2000 ( هذه ارقام حقيقة و ليست متفبكرة اكرر ) و ارتفع نسبة المتعلمين من 66% عام 80 الي 88% عام 2000 و قد حدث هذا كلة في اطار نظام سياسي احتفظ بالموروث الماليزي التقليدي الاسلامي مع وجود نظام برلماني يقوم علي انتخابات حرة نضيفة كل 4 اعوام


لم يشتهر مهاتير محمد في العالم العربي الا بعد عام 1997 عندما واجده اسيا ازمة ماليه حادة ... و قد رفض ضغوط صندوق النقد الدولي بل و نجح في الخروج من الازمة رغم الضغوط الغربية , كما لفت النظر الي جرائته في التعامل مع القوة العظمي الوحيدة الولايات المتحدة عندما وصف ال جو , نائب رئيس الولايات المتحدة علنا بالوقاحة , بعد ان هاجمه ال جور في مؤتمر دول مجلس التعاون الاقتصادي لاسيا الذي كان منعقدا في كوالا لامبور عام 1998

يري مهاتير محمد ان للقائد دورا محوريا في التطور التاريخي و الاجتماعي في مجتمعة و لكنه لا يستطيع ان يؤثر علي المجتمعات الاخري .و اتساقا مع نظرته الصراعية السياسية ... يعتقد مهاتير محمد ان هناك عدوا رئيسيا لاسيا ,و العالم الاسلامي عموما و هو الغرب عموما و اوروبا تحديدا و ان العداء الغربي هو جوهري و حقيقي و دائم . فالاوروبيون عنصريون وعدوانيون و لم و لن يتخلوا عن فكرة الهيمنه
يعتقد انه من الواجب اختيار الاهداف السياسية الممكنه التحقيق و لكن بمجرد اختيار الاهداف يجب ان تتحقق من خلال منهج تدريجي , مرن , بعيد الامد , يتسم بالانضباط و من خلال جدول زمني تتحقق فيه الاهداف علي التوالي ( ملحوظة مني : هذا ما يسمي بالرؤية الاستراتيجية بعيدة المدي ) و ان السياسة العامة يجب ان تنهض علي اساس يدور حول مفهوم " المشاركة الذكية " و لكنه تجاه العدو الخارجي لابد ان تكون دفاعية ردعية . ( يقصد المشاركة الذكية من جميع الاعراق الموجودة في ماليزيا لانها دوله متعددة الاعراق ) م


فكرة مهاتير محمد بالنسبة للعولة فكر بالغ الثراء و التنوع , و قد تحدث عن القضايا العشر للعولمة و حدد انه لابد من وجود استراتيجيات للتعامل مع العولمة لانه اكتوي بنار العولمة و فقد حوالي 249 بليون دولار في الازمة الاقتصادية التي مرت بها اسيا عام 1997 و لكنه مع ذلك يقول ان العولمة فكرة عظيمة حان وقتها و انه علينا ان نطبقها و لكن بشروط صارمة لانها حقيقة واقعة حدثت بالفعل و ان الارتباط معها مسئلة حتمية و لكنها لا تشكل نهاية التاريخ علي ايه حال ... و انه عندما هاجم العولمة هاجم العولمة الراسمالية التي تعيد انتاج العصر الاستعماري و لم يهاجم العولمة ذات الوجه الانساني التي تجلب المنفعة للدول النامية و قد شرح الاستراتيجيات التي يمكن للدول النامية ان تستفيد منها في العولمة



كما اكد المهاتير محمد ان الاسلام نظام شامل للحياة و بالتالي فهو المرجعية العليا للمسلمين بما في ذلك ماليزيا كما ان التطبيق الصحيح له يكفل التنمية فضلا عن تأكيدة علي اهمية تجديد فهم الاسلام بما يتناسب مع الظروف المتغيرة و علي اهمية عدم استبعاد الديانات الاخري ف المجتمع و اعطائها الفرصة للتعبير عن ذاتها بكل الاشكال . فهو يؤمن بالتعايش التوافقي بين الاديان
كما ينظر ايضا للقيم الاسياوية و قد اعتبر ان هناك قيما اخلاقية و انسانية عامة لكل زمان و مكان ينبغي علي الجميع احترامها و عدم الاحتماء خلف عباءة النسبية الثقافية لاهدار تلك القيم . كما اشار ان القيم الاسياوية شئنا شأن القيم الغربية الاخري لها ايجابياتها و سلبياتها اما الجوانب الايجابية تقديس العمل الجماعي ... انا علي الجانب الاخر من القيم السلبية فتوجد تقيم روحية مفرطة و قهر المراة و غيرها و لكن تلك الجوانب ليست مبررا لتدخل الاوروبيين لاهدار القيم الاسياوية و التهديد بفرض عقوبات ان لم تتبني القيم الاوروبية و في الوقت ذاته لابد من اقامة حوار بين الثقافات لاكتشاف نقاط الالتقاء




كانت هذه مقتطفات سريعة من مقدما كتاب ( الفكر السياسي لمهاتير محمد - برنامج الدراسات الماليزية - جامعة القاهرة ) و الذي اعتقد ان اي مهتم لاحجاث اي نهضة لابد ان يتناول هذه الكتب القيمة بالدراسة و البحث و محاولة تفعيل و تعميم نموذج هذه التجربة الاقرب الينا من حيث خصائص السكان

من ضمن الطرائف التي تحكيها لنا الدكتور محمد السيد سليم عند زيارته لماليزيا( لانه من الفريق الذي الف الكتاب و قابل الاستاذ مهاتير محمد لمناقشته في بعض جوانب الكتاب حتي يخرج دراسة حية ) وجد متحف اسمة " متحف مهاتير محمد " فظن انه سوف يجد متحفا به بعض الصور و اللوحات و التماثيل الشمعية و لكنه يقول انه فوجئ ان هذا المتحف عبارة عن كل الهدايا التي تلقاها الرئيس السابق مهاتير محمد من دروع فضية و هدايا و اقلام ذهبية و سيارات و ما الي ذلك من كل الرحلات التي سافر اليها او احضرها اليه اي مسؤول ديبلوماسي حتي ان الدكتور سليم يقول انه وجد هدية طبق فضة كان قد اعطاه له في مرة من المرات عندما اتي الرئيس مهاتير الي مصر في احد الزيارات لكلية السياسة و الاقتصاد ... و طبعا ان كان قد باع الرئيس هذه الهدايا لاصبح ملياردير . :)

هناك 10 تعليقات:

L.G. يقول...

أعجبتني المدونة وشرح الاسم ربة السيف والقلم
بالنسبة لماليزيا تجربتها تثبت قطعيا أن الخلل في مصر في القيادة وأن تعدد الديانات في بلد مسلم لا يمنع من التقدم كوحدة واحدة
رجل واحد أحدث فرقا كبيرا في دولة صغيرة إذن من السهل في مصر بمجموعة من العقلاء أن نتخذ موقعا مشرفا على الخريطة العالمية
رجل أعزه الله بالاسلام ونحن نقوض الاسلام في دولة
أكثر من 93 بالمئة منها مسلمون
بارك الله لك في تلك المحاضرات وموضوع تثابي عليه أن نوهت عن مثل تلك المحاضرات عل البعض يستفيد ويحضر معك وشكرا لنقل مقتطفات منها لنا خارج حدود القاهرة
هذا الرجل أرضاه الله ورضى عنه متواضع كما رأيناه في العاشرة مساءا ويجب علينا تتبع سير مثل هؤلاء علنا نقتدي بهم وننهج نهجهم
تخيلي أني كنت أدعو له عندما قرأت أنه في المستشفى رجل بعيد وكبير السن ولكني أتمنى له أن يمد الله في عمره ويعز به الاسلام
لو يعلمون من هم في السلطة موقفهم يوم اللقاء الاعظم عندما يقف محمد ومحمد ويكون الفرق كبير بين اسهام هذا وعمل ذاك
أشكرك

محمد عبد الغفار يقول...

دور القائد لا ينكره الا جاهل

لكنه بعض من المشكله وليس حجر زاويتها فإيش تعمل الماشطه فى الوش العكر

مسلم من مصر - محمد على عطية يقول...

السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيكى يا شمس
أنا كنت حضرت محاضرة لهذا الرجل العظيم(محاضر محمد)
فى مكتبة الإسكندرية منذ عدة سنوات
عندما تكلم عن تجربة ماليزيا,طبعا كان أهم سؤال بيرد على الذهن هو:كيف استطاعت ماليزيا القيام بهذا التحول؟
كان إجابته أن الأولوية كانت فى إصلاح التعليم و الإرتقاء به,و هو شخصيا كان متحمل مسئولية وزارة التعليم فى فترة,و بالجيل الذى تم تربيته و الاعتناء به,ظهرت النهضة و استمرت, و عسى أن تستمر.
الإصلاح عموما محتاج لبذور تلقى فى أرض ملائمة,و بالصبر و الإيمان و العزيمة تظهر نتائجه.
كان من الأسئلة التى تلقاها فى هذه المحاضرة:لماذا تركت الحكم طواعية رغم أنك ما زال عندك ما تقدمه؟
كانت إجابته:أرى أن الإنسان يجب عليه أن يغادر موقعه و هو فى قمة شعبيته تاركا فى أذهان الناس صورة طيبة عنه,كما أنه لابد من إفساح الطريق و إعطاء الفرصة للأجيال الجديدة,و أعتقد أن 20 سنة فى الحكم هى فترة طويلة جدا .
و الحقيقة أن القاعة قد ضجت بالتصفيق عند هذه الكلمة الأخيرة,ما عدا الصف الأول الذى كان يجلس به بعض المسئولين و الوزراء,ما علينا:)
هناك بعض التحفظات على تعامل محاضر محمد مع خصومه السياسيين,و أبرز مثل هو طريقة تعامله مع خصمه أنور ابراهيم,لكن إذا وضعنا هذه التحفظات فى كفة,و ما قدمه لوطنه و أمته فى كفة,فكفة إنجازاته ستكون الأرجح بالطبع.
قيادة الأمم تحتاج رجال لهم وعى و فكر و رؤية,و مع كل هذا قوة قلب و شجاعة و ثقة و إيمان.
عموما,فى انتظار ما ستكتبينه عن تركيا و إيران
خالص تحياتى :)

(احمد سكر ) يقول...

معلومات جميله

وتعب تحسدى عليه

مشكوره على تلك المعلومات

ياريت ناخد عظه من الدول دى

تحياتى

احمد سكر

Mostafa Abdelmoneam Badr يقول...

حقيقة أنى أكره التعليق النمطى
ولكننى أقف عاجز أمام كلمات لا تقبل النقد
وليس لى أن أصفها إلا بأنها قد علمتنى وأفادتنى
وأشكر القلم الواعى الذى نقل هذا البيان بصياغته الجذابة وإحساسه الوطنى الدفين بين السطور
تقبلى أسمى تحياتى
السلام عليكم ورحمة الله

محمد عبد الرحمن يقول...

يا ليت قومى يعلمون
قائد مخلص معتز بقيم مجتمعه ومتمسك بثوابت تاريخه وأخلاقه جدير بالنبوغ
بداية ترتكز على التعليم وتصلحه أول ما تصلح لهى بداية سديدة وعمل يرجى أن يكون له ما بعده
حسن إستخدام مميزات التنوع الإثنى فى دفع قاطرة التنمية بدل من أن نجعله سببا للمراوحة فى أوحال التخلف دليل على إتساع أفق السيد مهاتير محمد وحسن تبصره ونصحه لأمته

سلمت أختى الفاضلة على نقل الخبرات وإفادتنا بما من الله عليك من العلم والدراية فى زمن أصبحت المعلومة فيه أنفس ما يشترى

كل عام وحضرتك بخير

يا مراكبي يقول...

تدوينة جيدة جدا مرة أخرى

في كثير من الظروف تتطلب القيادة أن تتسم ببعض من الدكتاتورية لكي تنتظم الأمور في إتجاه موحد .. ولا يوجد شخص كامل .. لكن دائما يجب أن تقاس الإيجابيات والسلبيات وهي ما يتضح هنا في شخصية مهاتير محمد الذي تتخطى إيجابياته ال 90 في المائة .. فلا بأس من وجود 10% أخطاء

أتألم كثيرا عندما أرى ماليزيا وأقارنها بمصر .. فكل المبررات التي تساق لنا لإقناعنا بأنه ليس في الإمكان أفضل ممكا كان هي مبررات واهية .. وإلا فكيف صمدت ماليزيا في مواجهة الغرب حتى نهضت؟

Ahmed Kamal يقول...

عقبى لنا يا رب !

الحكمة ضالة المؤمن يقول...

زرت ماليزيا مرتين
الاولى لم تكن للسياحه فقط
بل لاني اعجبت بشخصية مهاتير محمد
واردت ان ارى هل ماليزيا حقيقة ام مجرد حلم
بدولة مسلمة متحظرة
اندهشت مما رائيت
لقد رائيت المسلم الحقيقي
الذي لم اره الا هناك
الانسان هناك محترم
و هذا يكفيني
شكرا على الموضوع الجميل

Ahmed Al-Sabbagh يقول...

بالاضافة لحجم الاستفادة والتأمل والتفكير

شعور عجيب اوى بينتابنى لما بدخل مدونتك يا دكتور

يمكن شعور بالفخر والاعزاز

كل سنة وانتى طيبة ورمضان كريم

احمد