السبت، يناير 10، 2009

Gladiator


السلام عليكم
سأخرج في هذه التدوينة نوعا ما عن الاحداث الجارية التي اصابت الجميع باحباط منقطع النظير


قد يكون غريبا علي رواد المدونة ان يجدوا تدوينة عبارة عن مجرد تعليق علي فيلم شاهدته
و لكنه جانب ربما لم اتعرض اليه في كتاباتي من قبل ول كني من المؤمنين ان الحكمة او المعرفة تؤخذ من اي شئ المهم طريقة التناول

شاهدت فيلم جلادييتور لاول مرة منذ عدة ايام





و
من ضمن الملاحظات التي هالتني ... فكره بشر يتصارع و يتقاتل فقط لتسلية المشاهدين

اي انسانية في هذه الفكرة ببشعة !!!!
في العمل هناك بشر في مهام و مناصب تعتبر متدنية في السلم الثقافي رغم ان كل المهن محترمة طالما مهنة شريفة , و لكني لم اتخيل قط ان تكون وظيفة انسان كامل الانسانية ان تكون وظيفته في الحياة مجرد القتل !!! اي حضارة هذه التي تكون فيها حياة الانسان بهذا الثمن الزهيد

لا ادري حقاً

من ضمن المقولات التي اثيرت في الفيلم ان روما عبارة عن الغوغاء و انه ان سيطرت علي الغوغاء سيطرت علي روما , و كانت وسيلة الامبراطور الهزيل الصغيف الفاسد ان يجعل وسائل ترفيه و تسليه و يبالغ فيها و يجعلها الشغل الشاغل للناس في روما حتي يستطيع ان يصرف انظارهم عن الفساد المستشري و سياسات الدولة الخاطئة التي يقوم بها ولا احد يدري بها حتي يعارضة او يعترض
و اعجبتني هذه الفكرة حقا رغم انها منذ مئات السنوات


ربما يصل المرء لما يريد و لكن بطريق مختلف عما يكون قد رسمه في مخيلته , ان صدق العزم و النية ... و هذا نراه عندما اراد البطل ماكسيموس ان يبارز الامبراطور الظالم و ان يقتله و يطلق سراح رفاقه في المصارعات الادمية و ان يعيد الحكم بالشوري لمطكرس السينات ... ظن انه ليفعل هذا لابد ان يهرب و ينضم للجيش و يواجه الامبراطور في معركة و لكن لم تسير الامور مثلما كان يظم و لكن في النهاية بارز الامبراطور و هزمه و فعل ما كان يريد.


اعجبني ايضا الطفل الصغير الذي كانت السياسة تغتال براءتة كل يوم , و هو يقول اشياء ببراءة الاطفال و لكن الكبار يفهمون منها اشياء اخي و هو لا يفهم ما الذي يجري بعقله البسيط ... و لكن قريبا سوف يتحول الي رجل ناضج في جسد صغير . فمشكلة الاطفال في هذه البيئات - بيئة الحكم - انهم ينضجون سريعا و لا يعيشون غالبا طفولتهم كبقية الناس العاديين .

و لكننا ان طبقنا منطق اصل الاشياء , و هذا منطق مثير الرائع , فان حاولت ان ترد الاشياء الحديثة الي اصلها القديم , فسوف نجد الاعاجيب ... فانسان اليوم لا يختلف كثيرا عن انسان الامس الذي كان يستمتع لمشاهدة القتل ... فانا اذكر العاب الكمبيوتر التي نلعبها جميعا في مرحلة من مراحل حياتنا ...اليست قائمة علي نفس الفكرة , فكرة القتل ؟؟؟ حتي الافلام الاكشن كما يسمنوها اليوم اليست تمجد فكره القاتل الذي لا يقهر و يقتل جميع من يقابلهم و هو لا يموت ؟؟؟الفارق ان في الماضي كان القتل حقيقياً و اليوم لتقدم الامكانات تقتنع انه حقيقيا و لكنه مجرد تمثيل و خدع
نحن لا نختلف كثيرا عن انسان روما القديمة الذي يطرب لمشاهدة الجلاديتور الذي لا يقهر

النقطة الاخري التي ان رددناها لاصلها فسوف ندهش للغاية

  • نقطة السيطرة الامبراطور علي ال"غوغاء "في روما القديمة ... طبعا لاتساع رقعة الدولة اليوم فمن المستحيل ان يكون هناك مسرح واحد يستوعب جميع الناس ليقدموا عليه عروض "الجلاديتور" و لكن حل محله التليفزيون الرهيب ... و اصبح الجميع يشاهد نفس الاشياء و تهزه نفس الاحداث ... تطوير لنفس الفكرة القديمة و ان كانت تطبق اليوم بشكل مختلف و بأدوات مختلفة , فالمسلسلات و ابطالها و الحوادث التي تقع و الصحافة التي تحيك الاساطير حول كل ما يحدث و البرامج الحوارية التي تستعرض كل شئ و تقيم حوارات و لقائات حول اهم موضوعات الساعة و الناس الذين يتابعون بشغف كل هذه الاحداث هو امتداد للفكرة الترفيه بالجلاديوتور القديم المبهرة المثيرة التي يسيطر فيها النظام الفاسد علي وجدان الشعب و يتم تشتيت ذهنه و جعله ينساق في تفاهات و يهتم بلا شئ و يظل ذهنه مشغول باي شئ لا يفيده بشكل حقيقي .

هناك 7 تعليقات:

Asmaa Fathi يقول...

معكى حق لقد شاهت الفيلم ايضا

وهالنى مارأيت

يبدوا ان الوحشيه صارت شعارا ومادة خصبه لحصد الثروة دون النظر الى القيمه الحقيقية التى يغرسها العمل فى نفس المتلقى


تقبلى تحياتى

Unknown يقول...

اول زيارة لى ولن تكون الاخيرة ان شاء الله
قرات موضوعك عجبنى انك تتأملى وتفكرى فميا بعد لا تشاهدى للتسلية او للمشاهدة فقك
كمان شكرا لتواجدك معنا يوم الاربعاء
بجد جزاكى الله خيرا

فاتيما يقول...

شموسة
ازيك يا حبيبتى
كان نفسى اكون معاكم يوم الأربع بس الظروف
زعلت لما عرفت أنك جيتى عشان كان نفسى أشوفك بجد
مش عارفة ليه المواعيد معكسانا كدا ؟!!
بس مسيرها تتعدل إن شاء الله
كلامى لن يزيد عن كلمات نهر الحب
فى إنك بتنظرى بعمق للأشياء و تستخرجى منها ما هو ابعد من النظرة الاولى و العادية
دى عين الفنان و المصور البارع اللى سيادتك تنتمى لفئتهم
الفيلم دا بقى من كلاسيكيات السينما اللى مهما شاهدتيه تجدى الجديد
تحياتى وحبى

عبدالله المصري يقول...

السلام عليكم ........
كيف حالك يا شمس ؟
اتمنى ان تكونى بخير رغم يقينى من انه ليس هناك انسان شريف فى هذه الارض يشعر باي خير .
واتحدث هنا عن فكرتين فيما كتبت , اولهما ورغم اننى رجل غير عدوانى هى فكرة القتل , فهو امر مركب فينا تبعا لسنة الله فى ارضه وهى التدافع بين الناس , وهو مركب فينا نحن المسلمون تكوينا او تشريعا بشكل دفاعى

اما الفكرة الثانية فهى موضوع الغوغاء ..... او العامة ... فهم ليسوا دائما فى حالة سفه واستضعاف وانقياد وان بدا ذلك .
فغالبا ما يكون ذلك صبرا ورباط حتى يجدوا من يرفع لواء للحق فيتبعوه وعلى ما اذكر هذا هو ما حدث فى نهاية الفيلم

بنت أبيها يقول...

حملة المقاطعة

لا تستطيع ان تجاهد

لا تستطيع ان تتظاهر

لا تستطيع ان تتبرع بالمال

اذاً قاطع

وادعو غيرك لمقاطعة منتجات كل من يدعم العدو

غير معرف يقول...

انا مش مستغربة اوى لان العالم كله نسى معنى الانسانية واحتفظ باللقب بس زى حاجات كتير فى حياتنا شاطرين بي يشنوا هجوم علينا لما موتنا شوية كلاب ضالة وعندهم النساء فى البتاريين للبيع زى الجزم عندنا فى مصر

aayat يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة .. أحيي هذا المقال لأني أعشق فكرة استنباط الأفكار من الأعمال الأدبية والفنية , وإن كان هذا لا يبدو لعامة مشاهديها .. لكن للعين البصيرة الناقدة فقط
شاهدت هذا الفلم منذ سبع سنوات وكان من أجمل الأفلام التي رأيتها وانفعلت بها (رغم عدم اهتماماي بالأفلام الأجنبية في العموم)
وجه جمال الفلم عندي هو أنه ضد فكرة المصارعين والقتل وليس معها .. فالبطل ماكسيموس كما يظهر في الفلم كان يحب اللأمن والهدوء والزراعة .. حتى الملك رفضه عندما عرضه عليه الملك..
وعندما كان يحارب في الحلبة بعد أسره كان يضايقه -مثلنا- فكرة سعادة المشاهدين بالقتل .. كان يقول لهم غاضبا : تريدون القتال .. هاهو
وفي النهاية أيضا عندما أقنع تاجر الرقيق أن ينحاز لصفه ويقف مع الحق ضد السلطان وأفهمه أن نهاية أي إنسان هي (ظلال وتراب) ..وتخاذلك لن يؤخر أجلك.
بالاختصار جعلني هذا الفلم أعيش إحساس هذا البطل وأنفعل به وأكره فكرة القتل بدون سبب مثله وأبكي معه عندما حرقوا أرضه وقتله ابنه وزوجته و عندما أسر ثم قتل في النهاية
وبهذا يكون الفلم أدى دوره في تعميق إحساسنا بالمأساة والتعاطف مع البطل ورفض هذه الوحشية .. وعسى أن يفهم المشاهدون منه هذا ولا ينظروا إلى مناظر القتل فقط فتتعمق فيهم الوحشية فقط.
آسفة على الإطالة وجزاكم الله خيرا