بما انني اصبحت من العااطلين في هذه البلد ...فقد قررت ان اشغل وقتي بما يفيد حتي لا اصاب باكتئاب مزمن
الثلاثاء 5-12
علمت – نقلا عن مصادر موثوقة – ان هناك ندوة عن المدونين في ساقية الصاوي الخميس القادم , و من عادتي ان اذهب لاستكشاف اي مكان جديد لم ارتده من قبل تحسباً لاي شئ جديد او ظروف جديدة ... و عندما سئلت وجدت انه يمكن الذهاب اليها من المترو – محطة جمال عبد الناصر - ثم بواسطة ميكروباس , و نظرا لاني و صديقتي اللي لا نفترق تقريبا – بنت سعد – لا نملك سيارات فقررنا خوض التجربة !!!!!
يكفي ان اقول انه عندما نزلنا من المترو وجدنا جحافل البشر تنتظر الانقضاض علي اي ميكروباس مما نرغب في استقلالة ...و لذلك – و كما هي عادتنا دائما – نحن لا ننتظر ا ن تصنعنا الظروف بل نحن من نصنعها ,فقد قررنا الذهاب الي هناك سيرا علي الاقدام حفاضاُ علي ادميتنا !!!!!!!!

المشكلة لم تكن في السير ابدا (الذي اخذ نصف ساعة خطوات سريعة ) و لكن لان الشوارع لم تكن مؤهلة اساسا لسير اي شئ ( ادميين ام سيارات ) فمن رحمة و لطف الله بنا انها و انا لا نتبهدل في المواصلات ...ولا نسير غير في شوارع "محترمة " ....
بعد طلوع كباري و نزول من كباري و مفاداة العجل و العربات و البائعين المحتلين الرصيف و المشي علي ما بشبة الصراط ( خط رفيع من الرصيف و من ناجية سيارات مسرعة و من الناجية الاخري نيل ...عفوا هذا علي الكوبري ) وصلنا بسلامة الله و امنة بعد ان انهكت قوي صديقتي ... و دخلنا الساقية لنري ما نريد و نتأكد من الميعاد... و ذهبنا بعد ذلك لاداء الصلاة في المسجد المجاور ( و طبعا للاسف الشديد و انا حزينة و انا اقول ذلك ...كانت الرائحة عطنة لدرجة انها اذهبت ما تبقي لي من قوة و ايضا كان مكان النساء مهمل و صغير جدا كأنهم يضعوة في الجوامع كديكور زائد ... و الكثير جدا من الجوامع يستغني عن هذا الديكور !!!!)
عند رحلة العودة اتنظرنا طويلا مواصلة "ادمية " و لما طال انتظانا قررنا العودة سيراً ايضاً و قابلنا نفس الاشياء ... و بعد ان وصلنا الي المترو ...ظللت افكر في كم البشر الرهيب الموجود في بلدنا المبارك الامن .... و ماذا سيحدث لي بعد 5 سنوات و كيف ستكون المواصلات ..... لا ادري حقاً
اول ما دخلت لمنزلي وجدت صوت زمجرة علوية ...و اتضح انها بداية المطر ... لولا رحمة ربي لكنت في موقف لا احسد عليه مع بنت سعد وسط كوبري 26 يوليو نحتفل معا بقدوم الامطار و حلول فصل الشتاء رسمياً...
الاربعاء 6-12
كان يوم ممطرا ... و احب الخروج في المطر لان الجميع يهرعون لمنازلهم و يخف الزحام المعتاد في الشوارع فخرجت لشراء لوازل للمنزل عند بدء المطر ...
و استخدم المترو لانه افضل حالا من المواصلات العادية التي لا تتحرك ...فلفت نظري فتاتان نائمتان منذ ان ركبت و رغم ثيابهما التي تنم عن مستوي معيشي منخفض ...الا انني تجرائت و ايقظت احدهما لاقولها اين ستنزلين ...خشية ان تكون المحطة قد فاتت ...ففوجئت بواحدة كانت تقف لجواري و تقرأ في كتابها المقدس و قالت لي ... الا تعلمين من هما ...قولت لها لأ ...قالت لي هما فتاتان من فتيات الشوارع ...ولا يجدون في ايام البرد و المطر مكاناا منا غير عربات المترو يستقلونا و يذهبون بها و يأيبون ...و بذلك يمضون اوقاتهم في ا مان من البرد !!!!!!!!!
للاسف عندي عادة سيئة ... هي ان اتقمس و اعيش حالة من اراهم ...فخيلت نفسي لا مأوي لي اذهب اليه غير عربة المترو كمكان امن من البرد ... ان الاستقرار الموجود في معني "المنزل " لا يملكة هؤلاء ... لا ادري علي من تقع مسؤولية هؤلاء و لكنها بالتأكيد لن تخرج عن نطاق حاكم الدولة ....
و لكن علي من تقع تحديدا ...ففعلا لا ادري و اتمني ان ادري او استطيع فعل شئ لهم ...
عندما ذهبت للمحل (....) وجدت حذاء رياضي يناسبني ... و انا اعلم ان قدمي اليمني تكبر اليسري بمقدار بسيط جدا ... فقررت ان اقيس الحذاء في القدم اليمني ...ووجدتة مناسبا و سعرة مناسبا ايضا ...و عندما طلبت الفردة اليسري , وجدتها كبيرة جدا ... ( ذهلت لثانيتان , لانه استحالة تكون قدمي اليسري قد انكمشت بهذه الدرجة ) ثم نظرت علي المقاس فوجدته ( اليمني 40 و اليسري 42 ) و قالوا لي هذا اخر زوج احذية ...خذية او اتركية !!!!!!!!!!!
قولت لهم كيف هذا !!! قالوا لي اكيد زبون اخذ الحذاء الخطأ و لم يلاحظ الفارق ... عادي ,بتحصل كتير !!!
مشيت و انا في قمة الحيرة .(لان هذه البيعة تمت منذ اسبوع و اكيد كان صاحب الحذاء سيلاحظ الفارق ) .. لم يعد الشعب الميمون يميز بين اي شئ ...قبح ام جمال ...زحمة ام نظام ...او حتي فاردتي حذاء نفس المقاس !!!!
الخميس 7-12
ذهبت صباحا لدار من دور الايتام – للدقة مدرسة داخلية لشبة الايتام – و علي غرار اغنية مدحت صالح ...اللحمة بسبعة جنية و ساعات نلاقيها بستة ...سوف اصف لكم ما رأيت
مدرسة واسعة , في قكة النظافة و النظام , حاجة تشرح القلب الحزين من الاخر كدا , و العيال مطيعين جدا و بستمعون لما يقال لهم ... و كان يوم جميل و الشمس مشرقة و العصافير تغرد !!!!!!!!!!!!
حقا لقد كانت المدرسة واسعة و لكن اعتقد انهم لم ينظفوها منذ ثورة القاهرة الاولي , الاطفال معقلوين ( من 6-12 سنة ) ... و لكن عندهم كمية عدوانية رهيبة ... يستخدمون الفاظ غريبة علي سنهم (فليفرح المتشدقين باستخدام الالفاظ البذيئة ) و الاغنية المفضلة لهم ( النهاردة فرحي يا جدعان !!!!!!!!!!!!!!1) تعلموا استخدام اسلوب الشحاتة بشكل مستفز لدرجة انني ركزت مع طفلة و علمت انه كله تمثيل في تمثيل ( و النبي يا ابله... يا بنتي متحلفيش بغير بنا , طيب و حياة امك ...قولت لها يا بنتي مش بقول لك متحلفيش بغير ربنا !!!! ...ثم انت ملكيش عندي حاجة لان امي ماتت !!! قعدت تضحك و قعدت تزاحم و خلاص !!!! )
و لكن ما لفت نظري حقا ...انني حينما اكن اوزع عليهم ورق و الوان ( دي اللي كانوا بيتزاحموا عليها ) اغلب البنات كن يرسمن كمبيوتر !!!!!!! مش بطة او قطة او حتي شجرة زي ما كنا احنا بنرسم زمان ...لأ , كلة بيرسم كمبيوتر ,,,
و ما جعلني اتفائل ...ان البنات حين انتهت فترة قضائهم الوقت معنا ... علي الرغم من الزحام فقلت لهن لو لم تعيدوا لي الالوان بعد ما تنتهوا ...سوف اغضب بشدة ...و لو زعلت مش هاجي تاني و ممكن اعمل حاجات تانية ... ووسط الزحام لم اعرف هل كل الالوان عادت لم لا و لكن عند عهودتي للمنزل عرفت انها كلها كاملة !!!!
رغم انهم لاول مرة يروا الوان في حياتهم لم يسرقوا ...
حالة هؤلاء الاطفال صعبة ( و اعتقد ان مثلهم الكثيرين ) فالام و الاب موجودين و الام لا تعمل و مع ذلك رميين عيالهم ...او الام او الاب فقط هو الموجود و يستسهل و يدخل الاولاد مدرسة داخلية ... و لكن عن اي رعاية نفسية حقيقية او اهتمام ...لا يوجد ... رغم الخامة الطيبة الا ان قدرهم ان يضيوعا كما يضيع الكثيرين من ابناء مصر , ثروتنا الحقيقية (و هي البشر ) تضيع بهذا البساطة ...و للمرة الثانية لا ادري مسؤولية من ما يحدث ....
ملحوظة :
(كانت من اجمل التجارب التي مررت فها في الفترة الاخيرة ,اضافت لي الكثير )

مساء
ذهبت مع بنت سعد ...للندوة , ذهبنا متأخرين لاننا سلكنا طريق اخر ( ميدان الجيزة ثم ميكروباس كيت كات )
و جلسنا ...و استمعنا ...و استمعنا ...و استمعنا ... و لم اتحدث لاني اريد ان افهم ما يحدث اولا في اي تجمع – خاصة لو كان جديدا علي – ثم اتكلم بما بناسب ما يحدث ...
ربما لاني ذهبت من منتصف الحديث ...و لكنها كانت سمة غالبه علي الحوار ...للاسف وجدت انه كل فئة او مجموعة تتحدث في شئ ... و الاخرين يتحدثون في شئ اخر ( اي نعم اللغة واحدة – و هي العربية و حتي ان كان البعض لم يستطيعوا ان يتحدثوا بها لا ادري من فرط الثقافة ام الجهل - و لكن لكل فرد او مجموعة افراد دلالات تؤخذ من طيات الكلام و لا يفهم المعني الحقيقي لما يقال و علي اساسه يتم الحوار !!!!!)
هناك من المتشدقون بالحرية المطلقة – و سوف اكتب معنها مقال قريبا يفندها و يثبت فشل هذا التشدق – و هم كثر ... و علي رأس ما يستحضرني , فول فتاه كانت تتحدث عن فساد الاعلام من انه يجعل من المراة شئ للاثارة فقط و ضربت مثال في اغاني الفيديو كليب ...انهم يركزون علي جسد المراة ... حتي دون النظر ا لي عينيها او اي شئ في وججها ... اوليس هذا من منطق الحرية المطلقة الذي تنادون بها ؟؟؟ لن اخوض و سأترك مجال الحوار في التدوينة القادمة ان احياني الله ...
شعرت ان الحوار يسير في انجاة واحد ... و حتي الاصوات الاسلامية التي تصاعدت لم تعالج القضية بشئ من الحكمة, ينطبق عليها ...سكتت دهرا و نطقت ... (ليتها لم تنطق ) فما قيل دون ادني موضوعيه ...ان المراة هي المخطئة ايا كانت حتي لو كانت امنه في بيتها و تهجم عليها الاشخاص !!!!!!
لا اعرف ...و لكني لم اشعر باي نوع من الالفة مع هؤلاء الناس ...و لكني لن اتوفق عن حضور هذا النوع من الندوات , علي الاقل حتي امثل رأيي الذي لم اجد من يمثلة من الحضور الكريم ...
الجمعة 8-12
ذهبت عصراُ إلي خطبة واحدة من اعز صديقاتي ... و لي فترة لم ارها ...و كانت قد حكت لي عن انها تعرفت الي شخص و عمل المستحيل فعلا كي يتقدم اليها و تمت الخطبة اخيرا بعد رفض من جانب الاب 6 مرات .(تعنت من الاب ) و حقا لم اشعر بفرحه في حياتي مثلما شعرت في هذه الخطبة
المنزل عادي جدا ...و لكن المنطقة شعبية جدا ...لدرجة انهم يؤجرون سيارات ملاكي بالنفر من ماركة عتيقة لا اعلم ما هي !!!! السيارة اساسا توشك علي الانهيار او الانفجار و انت تركبها لولا رحمة الله ... و ايضا عند عودتي من عندها وجدت شئ كانوا يحكون لي عنه و لكنا اول مرة اراه و هو ال ( توك توك ) و ركبتة ايضا و لا ادري لماذا لازمني انني ذهبت للصين الشعبية !!!!!
رغم الظروف المادية الصعبة التي بها العريس ...الا انه شاري , و هذا يكفي في وجة نظري , فأجرت فستان بملبغ بارك الله فيه كثيرا و لكن الفسنان عليها كان تحفة بجد ... لم تذهب لكوافير و لكن الفتيات من المنطقة صديقاتها عملوا لها الماكياج ... و ربطوا لها الطرحة كأفضل ما تكون , و كأنت كأميرة فعلا ( تذكرت قريبة بعيدة لنا عملت فرحها في الشيراتون و كابت واحدة تربط لها الطرحة و اخدة 350 جنية و كانت الربطة عادية جدا و تفتقر للجمال و المكاياج اساسا لم يكون جميلا رغم انه تكلم حوالي الف جنية )
و رغم عدم ارتياحي لان يكون الفرح مختلط الا انني تناسيت هذا وسط فرحة صديقتي , و ما لفت نظري فعلا هي الدفئ الموجود بينها ...لا امل الا ان اقول بارك الله لهما و كفاهما شر عين الحسود ....
اعلم ان تدوينات المذكرات قد لا تروق لبعضكم ...و لكني اعتقد انها مختلفة نوعا ما عما تعودتم قرائتة :)