السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
"الارض كرويه , تلف حول نفسها " هاكذا يصيح بائع السمك للخوجة في مسرحية من القرون الوسطي ... و اخذ في التهكم علي هذا القول و انه غير مستوعب اصلا لان يحدث تغيير في دوران الارض ... و انه لو ترك محلة في الخليفة ثاني يوم سيجدة في روض الفرج ... تطبيقاً لمبدأ الاروض كروية و بتلف ... ف
عندما تأملت في هذا القول علي لسان احد العامة ... وجدت شيئان ... ان "التغيير" لابد و ان يحدث , و ان الناس لديهم صعوبة بالغة في تقبل اي "تغيير" قد يحدث ... فسنن الكون الثابتة هي عبارة عن تغيير من ليل و نهار و حركة الشمس و القمر و النجوم و نمو الطفل ليصبح شاب ثم كهلا فشيخا فعجوز ... و تلون بشراتنا من الشمس و تجدد خلايا الشعر و نمو الاطافر ... كل شئ ....بمعني كل شئ حولنا في حركة دائما و في تغيير مستمر ... و تجد ان الشئ الوحيد الذي لا يتغير هو الشئ الميت ... و التغيير الوحيد الذي يطرأ عليه هو التحلل و الفناء .ء
و تجد الخوف من التغيير كثيرا جدا حولنا ... علي المستوي ا لشخصي , فكثيرا ما تقابل امثلة علي شاكله " اللي تعرفة احسن من اللي متعرفوش " و اعتقد ان الاغلب يستسلم للخوف من التغيير ... و تجدة يحن و يتغني دائما و يعيش علي ذكريات الماضي الجميل ... و اعتقد ان هذه المتلازمة ( الخوف من التغيير و الحنين الي الماضي ) تأتي من انه في لحظة من اللحظات - و غالبا ما تكون فورة الشباب - هي التي تدفع الانسان الي مواجة العالم و تجعلة في اعلي امانيه و احلامة لانه يعتقد انه في هذه اللحظة قادر علي ان يري العالم انه شخص فريد و لم يأتي و لن يتكرر و عند اول استضدام له في العالم يجزع و ييأس و يحبط و يصاب بخيبة الامل و لا يثابر علي الجهاد فيشعر ان افضل انجاز تحقق هو ما مضي ... فتجد اغلب الناس معلوماتهم وصلت الي مستوي معيين ثم توقفوا ... طموحاتهم وصلت الي حد معين ثم توقفوا ... اعتقد لانهم لم يطوروا انفهسم و استسلموا لرتابة الحياة و لم يعرفوا ايضا ان لكل مرحلة جمالها التي تتميز به و لذلك ظنوا ان الجمال في مرحلة واحدة مضت فقط ... و فقدوا القدرة علي التواصل مع متغيرات الحياة حولهم او الاستمتاع بها كما هي ... ي
هذا بالنسبة للسلوك علي مستوي الافراد
و لكن من ناحية اخري هناك سلوك اخر فيما يتعلق بالتغيير ... التغيير في المجتمعات - علي مستوي الافراد الكثيرة - لا يهمني الان في هذا التغيير من الذي يفرضة فقد يكون تطور طبيعي او قد يكون شئ مفروض او نتيجة تقلييد اعمي او ما الي ذلك - و لكن التغيير هنا يتخذ صورة مختلفة ... فنجدة يتخذ ثلا مراحل :( الصدمة - الانبهار و الاندفاع - الاستقرار و النمر الطبيعي ) و تعقب مرحلة الانبهار و الاندفاع مرحلة جزئية فاما ان تتخذ منالاستقرار و النمو الطبيعي الناضج طريق او اتخاذ طريق اخر و هو التراجع الي الوراء ( نموذج الاطفال عدم النضج في الفكر )
فلننظر سريعا الي مسائل مثل - زي النساء و الحرية السياسية حتي استطيع ان اوضح فكرتي اكثر
زي النساء كمثال - ( ولا اعني هنا بتقييمة الديني و لكني ادرس ظاهرة حدثت و اسجل ملاحظات عليها ) كان عبارة عن نموذج واحد فقط في بدايات القرن - البرقع و اليشمك و العبائة السوداء - للجميع فلم يكن زي ديني و لكن كان زي مصري . و هذا غير صحي لان الناس ليسوا نسخا كاربونية من بعضهم و لكن هناك ايطار عام نسير داخلة و يأتي فيه التنوع ... ثم حدثت اول مرحلة و هي مرحلة الصدمة ( فتم استنكار هذا الزي تماما و القنوط عليه ) و لكن لان الدنيا سنتها التغيير , فاستجاب الجميع لهذا القنوط ... و حدث علي اثر هذه الصدمة ان هرعت كل النساء في ان يخلعن هذا الزي ... و اصبح منذ الثلاثينات و حتي السبعينات جميع النساء بلا حجاب و يتبارين في محاكاه الغرب و التفرنج ... و كانت هذه الحقبة هي حقبة الانبهار و الاندفاع ثم وصلنا للمرحلة الثالثة و هي الاستقرار و النمو الطبيعي ... و اصبحت هناك عودة واعية للحجاب , و اصبح هناك من يعدن بانفسهن للنقاب دون ان يكون زي رسمي للوطن ككل ... وهناك ايضا من هي لازالت تقلد الغرب و تري في هذا انعكاس لشخصيتها ... ... فاعتقد ان التغيير في امر ( زي النساء ) سار بالشكل الطبيعي و في اتجاه التطور السليم
نموذج اخر مثل الحرية السياسية ... فلقد كانت مصر ترتع في ظل ا لاحتلال و الملك و كافة عوامل ا لفساد و الافساد ... ثم ظهرت الثورة ( مرحلة الصدمة ) و كان لابد لها من ان تقمع جميع التيارات الاخري حتي تستطيع تحقيق ما كانت ترغب هو طرد المحتل و بداية بناء بلد حقيقي له اقتصاد حقيقي ... و عند استباب الامر وصلنا الي بداية مرحلة الانبهار و الاندفاع في عهد السادات من ناحية الاندفاع في تكوين احزاب و محاولة بداية مرحلة الاستقرار و النمو السليم ... و لكن ما حدث ان سار الامر في انتكاسة ... فلم يكمل التطور مجراه و حدثت انتكاسة في الحياة السياسة مازلنا نعاني من اثارها الي يومنا هذا - لن اخوض في تفاصيل سياسياً
فالفكرة ان التغيير علي المستوي الكبير يبدأ بصدمة ثم مرحلة انتقاليه لتجريب الجديد ثم الاستقرار و ممراسة هذا التغييربشكل عادي او الانتكاسة و العودة الي الوراء و لا يؤتي التغيير ثمارة .
فليس هذا مقالاً اعتقد اننا وثقنا من ان التغيير ضرورة حتمية و مطلوبة لان من لا يتغير يصبح من عداد الاموات .. و لكن هل هناك من يريدنا ان نصبح في عداد الاموات حقاً ؟
نعم
ان ظهر في مجتمعنا مشكلة ما , لابد ان نفكر في حلول للتغيير , و هذا طبيعي و ليس ضد اي شئ , و لكن لاسباب ما يتم تقديم الحل لهذه المشكلة في ايطار بعيد كل البعد عن تركيبنا و ثقافتنا الحقيقية ... يتم تغليف الحل في ايطار علماني بعيد كل البعد عن اخلاقياتنا الحقيقية ... و هذا الاسلوب اعتبرة ضرب عدة عصافير بحجر واحد ... فمن ناحية سوف تجعل هناك من يتبنون الحل المستورد علينا , و يندفعون له اندفاعا - و هو لن يحقق حل حقيقي علي ارض الواقع بالمناسبة - و هناك من سيولد هذا الحل العلماني لدية خوف من المشكلة كلها و وضعها في ايطار المفاسد ... و رفض الحل باكملة بل و رفض ايضا الاعتراف بوجود مشكلة من اساسه لرفضهم الحل ا لعلماني بأكلمة ... واعتقد ان هذا هو الهدف الاساسي من تقديم حل غير متوافق مع طبيعتنا ولا يحترم ايديولوجياتنا , ان يجعلنا في جمود مستمر و يجعلنا نصم اذاننا عن اي مشكلة , فاجمود هو الموت ... و الحقيقة ان كل العالم يتغير و يتحرك و يتطور و نحن لأ ...
نحن في مشكلة , لابد ان نعترف اولا و نرفض الامر ... و لكن لا ينبغي ان نستورد حلولا خارجية لحلها , فهي حلولا تعقد الامور اصلا ... و لكن لابد ان نجد حلولا من داخلنا تناسبنا و تتفهمنا اكثر
...
روابط رائعة لها علاقة بالموضوع : دعونا نستضدم بالمسلمات