الاثنين، مارس 10، 2008

الارض كروية ... تلف حول نفسها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
"الارض كرويه , تلف حول نفسها " هاكذا يصيح بائع السمك للخوجة في مسرحية من القرون الوسطي ... و اخذ في التهكم علي هذا القول و انه غير مستوعب اصلا لان يحدث تغيير في دوران الارض ... و انه لو ترك محلة في الخليفة ثاني يوم سيجدة في روض الفرج ... تطبيقاً لمبدأ الاروض كروية و بتلف ... ف
عندما تأملت في هذا القول علي لسان احد العامة ... وجدت شيئان ... ان "التغيير" لابد و ان يحدث , و ان الناس لديهم صعوبة بالغة في تقبل اي "تغيير" قد يحدث ... فسنن الكون الثابتة هي عبارة عن تغيير من ليل و نهار و حركة الشمس و القمر و النجوم و نمو الطفل ليصبح شاب ثم كهلا فشيخا فعجوز ... و تلون بشراتنا من الشمس و تجدد خلايا الشعر و نمو الاطافر ... كل شئ ....بمعني كل شئ حولنا في حركة دائما و في تغيير مستمر ... و تجد ان الشئ الوحيد الذي لا يتغير هو الشئ الميت ... و التغيير الوحيد الذي يطرأ عليه هو التحلل و الفناء .ء
و تجد الخوف من التغيير كثيرا جدا حولنا ... علي المستوي ا لشخصي , فكثيرا ما تقابل امثلة علي شاكله " اللي تعرفة احسن من اللي متعرفوش " و اعتقد ان الاغلب يستسلم للخوف من التغيير ... و تجدة يحن و يتغني دائما و يعيش علي ذكريات الماضي الجميل ... و اعتقد ان هذه المتلازمة ( الخوف من التغيير و الحنين الي الماضي ) تأتي من انه في لحظة من اللحظات - و غالبا ما تكون فورة الشباب - هي التي تدفع الانسان الي مواجة العالم و تجعلة في اعلي امانيه و احلامة لانه يعتقد انه في هذه اللحظة قادر علي ان يري العالم انه شخص فريد و لم يأتي و لن يتكرر و عند اول استضدام له في العالم يجزع و ييأس و يحبط و يصاب بخيبة الامل و لا يثابر علي الجهاد فيشعر ان افضل انجاز تحقق هو ما مضي ... فتجد اغلب الناس معلوماتهم وصلت الي مستوي معيين ثم توقفوا ... طموحاتهم وصلت الي حد معين ثم توقفوا ... اعتقد لانهم لم يطوروا انفهسم و استسلموا لرتابة الحياة و لم يعرفوا ايضا ان لكل مرحلة جمالها التي تتميز به و لذلك ظنوا ان الجمال في مرحلة واحدة مضت فقط ... و فقدوا القدرة علي التواصل مع متغيرات الحياة حولهم او الاستمتاع بها كما هي ... ي
هذا بالنسبة للسلوك علي مستوي الافراد
و لكن من ناحية اخري هناك سلوك اخر فيما يتعلق بالتغيير ... التغيير في المجتمعات - علي مستوي الافراد الكثيرة - لا يهمني الان في هذا التغيير من الذي يفرضة فقد يكون تطور طبيعي او قد يكون شئ مفروض او نتيجة تقلييد اعمي او ما الي ذلك - و لكن التغيير هنا يتخذ صورة مختلفة ... فنجدة يتخذ ثلا مراحل :( الصدمة - الانبهار و الاندفاع - الاستقرار و النمر الطبيعي ) و تعقب مرحلة الانبهار و الاندفاع مرحلة جزئية فاما ان تتخذ منالاستقرار و النمو الطبيعي الناضج طريق او اتخاذ طريق اخر و هو التراجع الي الوراء ( نموذج الاطفال عدم النضج في الفكر )
فلننظر سريعا الي مسائل مثل - زي النساء و الحرية السياسية حتي استطيع ان اوضح فكرتي اكثر
زي النساء كمثال - ( ولا اعني هنا بتقييمة الديني و لكني ادرس ظاهرة حدثت و اسجل ملاحظات عليها ) كان عبارة عن نموذج واحد فقط في بدايات القرن - البرقع و اليشمك و العبائة السوداء - للجميع فلم يكن زي ديني و لكن كان زي مصري . و هذا غير صحي لان الناس ليسوا نسخا كاربونية من بعضهم و لكن هناك ايطار عام نسير داخلة و يأتي فيه التنوع ... ثم حدثت اول مرحلة و هي مرحلة الصدمة ( فتم استنكار هذا الزي تماما و القنوط عليه ) و لكن لان الدنيا سنتها التغيير , فاستجاب الجميع لهذا القنوط ... و حدث علي اثر هذه الصدمة ان هرعت كل النساء في ان يخلعن هذا الزي ... و اصبح منذ الثلاثينات و حتي السبعينات جميع النساء بلا حجاب و يتبارين في محاكاه الغرب و التفرنج ... و كانت هذه الحقبة هي حقبة الانبهار و الاندفاع ثم وصلنا للمرحلة الثالثة و هي الاستقرار و النمو الطبيعي ... و اصبحت هناك عودة واعية للحجاب , و اصبح هناك من يعدن بانفسهن للنقاب دون ان يكون زي رسمي للوطن ككل ... وهناك ايضا من هي لازالت تقلد الغرب و تري في هذا انعكاس لشخصيتها ... ... فاعتقد ان التغيير في امر ( زي النساء ) سار بالشكل الطبيعي و في اتجاه التطور السليم
نموذج اخر مثل الحرية السياسية ... فلقد كانت مصر ترتع في ظل ا لاحتلال و الملك و كافة عوامل ا لفساد و الافساد ... ثم ظهرت الثورة ( مرحلة الصدمة ) و كان لابد لها من ان تقمع جميع التيارات الاخري حتي تستطيع تحقيق ما كانت ترغب هو طرد المحتل و بداية بناء بلد حقيقي له اقتصاد حقيقي ... و عند استباب الامر وصلنا الي بداية مرحلة الانبهار و الاندفاع في عهد السادات من ناحية الاندفاع في تكوين احزاب و محاولة بداية مرحلة الاستقرار و النمو السليم ... و لكن ما حدث ان سار الامر في انتكاسة ... فلم يكمل التطور مجراه و حدثت انتكاسة في الحياة السياسة مازلنا نعاني من اثارها الي يومنا هذا - لن اخوض في تفاصيل سياسياً
فالفكرة ان التغيير علي المستوي الكبير يبدأ بصدمة ثم مرحلة انتقاليه لتجريب الجديد ثم الاستقرار و ممراسة هذا التغييربشكل عادي او الانتكاسة و العودة الي الوراء و لا يؤتي التغيير ثمارة .
فليس هذا مقالاً اعتقد اننا وثقنا من ان التغيير ضرورة حتمية و مطلوبة لان من لا يتغير يصبح من عداد الاموات .. و لكن هل هناك من يريدنا ان نصبح في عداد الاموات حقاً ؟
نعم
ان ظهر في مجتمعنا مشكلة ما , لابد ان نفكر في حلول للتغيير , و هذا طبيعي و ليس ضد اي شئ , و لكن لاسباب ما يتم تقديم الحل لهذه المشكلة في ايطار بعيد كل البعد عن تركيبنا و ثقافتنا الحقيقية ... يتم تغليف الحل في ايطار علماني بعيد كل البعد عن اخلاقياتنا الحقيقية ... و هذا الاسلوب اعتبرة ضرب عدة عصافير بحجر واحد ... فمن ناحية سوف تجعل هناك من يتبنون الحل المستورد علينا , و يندفعون له اندفاعا - و هو لن يحقق حل حقيقي علي ارض الواقع بالمناسبة - و هناك من سيولد هذا الحل العلماني لدية خوف من المشكلة كلها و وضعها في ايطار المفاسد ... و رفض الحل باكملة بل و رفض ايضا الاعتراف بوجود مشكلة من اساسه لرفضهم الحل ا لعلماني بأكلمة ... واعتقد ان هذا هو الهدف الاساسي من تقديم حل غير متوافق مع طبيعتنا ولا يحترم ايديولوجياتنا , ان يجعلنا في جمود مستمر و يجعلنا نصم اذاننا عن اي مشكلة , فاجمود هو الموت ... و الحقيقة ان كل العالم يتغير و يتحرك و يتطور و نحن لأ ...
نحن في مشكلة , لابد ان نعترف اولا و نرفض الامر ... و لكن لا ينبغي ان نستورد حلولا خارجية لحلها , فهي حلولا تعقد الامور اصلا ... و لكن لابد ان نجد حلولا من داخلنا تناسبنا و تتفهمنا اكثر
...
روابط رائعة لها علاقة بالموضوع : دعونا نستضدم بالمسلمات

الثلاثاء، مارس 04، 2008

ايامي .... في شارع عبد العزيز فهمي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة






استكمالا للسلسلة الواقعية التي اعيشها في عملي في الصيدليات ( اسامي في شارع ابو زيد 1,2 و ايامي في شارع السلام و ايامي في شارع الحكيم ) لم يسعدي الحظ الا بنشر الاولتان فقط لاسباب امنيه





عندما بدأت في العمل , عملت في صيدليات في مناطق شعبية كي اكتسب الخبرة الشعبية اولاً ... و بعد ان تنقلت في عدة مناطق رغبت في العمل في صيدلية كبيرة , تبيع المستورد و ما الي ذلك ... لم يكن البحث عنها سهلا و استغرف وقتا طويلا فعلا - خاصة ان اي صيدلية تتطلب خبرة في المستورد و هو لم يكن موجود لدي ... و لكن لله الحمد و الشكر ا ن استطعت ان اجد ما اريد و لكن بعد عناء





اقطن في منطقة عادية , و لكن انطباعي الاول عندما ذهبت الي صيدليتي الجديدةان هناك طبقية واضحة في المكان ... فالشارع واسع و به حديقة من منتصفة , لا يوجد احد يسير فيه الا بسيارة و من يسير علي قدمية يكون اما الشرطة او حراس المنازل او الخدم ... لا شئ اخر !!! ر





طبعا في هذه الصيدلية تختفي مستحضرات التجميل الرخيصة - كيس الشامبو او الزيت او البلسم ابو ربع جنية - و يحل محلها الانواع الفاخرة و المستوردة من مستحضرات التجميل حتي انني اخذت فترة حتي اعرفهم جميعا ... من ضمن الاشياء التي لفتت انتباهي ... ماء مقطر مستورد من فرنسا لغسل الوجة 200 ملل ب 55 جنية !!! شاور جيل مستورد 300 ملل ب 50 جنيه .... كريم مساج ماركة محترمة 450 ملل ب 195 جنية و هلم جره ... و العجيب ان لهذ المنتجات زبونها و لكن قليلون هم طبعا !!!! ا




المشكلة التي واجهها باستمرار في اي عمل جديد , انني صغيرة السن و لابد من حكم صيدلية كبيرة بكل ما و من فيها و المشكلة هذه المرة ان نظام الصيدلية كان جديد علي ...فكان يعتمد علي توصيل الطلبات للمنازل , مثل السوبر ماركت .... يعني الزبون يتصل و يقول : دكتورة عندي كذا و كذا و كذا اخد ايه ؟؟؟ او انا أريد كذا و كذا و كذا لو سمحتي ... و من المطلوب اخذ الطلبات و تحضيرها و محاسبة من سيذهب بالطلبات - اعطية باقي حتي يعود لي بمبلغ صحيح و ليس كسور - و الناس هناك عندهم وعي يعني يصروا ان من يتكلم معاهم يكون دكتور و ليس اي أحد مثلما يحدث في المناطق الشعبية بيع دواء فقط... و يهتمون بشدة بتاريخ الصلاحة ... و يتقبلون ان يأخدوا البديل ان اكدت لهم علي فعلياته ... عكس مناطق اخري يعتقدون ان ما كتبة الدكتور فقط به الشفاء و ما دون ذلك ماء بملح لا قيمة له .



اكتشفت ان المصريين هم هم في كل المناطق , و لكن فقط يوجد غلاف خارجي يحيط بالناس هنا ان استطعت ان تخترقة وجدت ان المكونات الاساسية واحدة تقريبا , ... تصادف ان كانت تحدثني امراة ذات لكنة لبنانية و لكن كانت في غاية الادب و كانت تسلم علي عند كل اتصال و في اخر المكالمة تقول لي عنوانها ... مثلا 11-ش محمد باشا رياض شقة واحد , ووجدت بعد فترة امراة صوتها اكبر و تطلب ادوية من نفس الشقة , فتطوعت بدافع الفضول و قولت لها , الم يكن يسكن في هذه الشقة امراة لبنانية , فوجدتها تضحك و تقول نعم , زوجة ابني , فتاه ماشاء الله عليها , تاكل الناس بكلامها و ادبها ... و هي بتصرف كتير اوي في العلاج لانها صيدلانية زييك :) و قالت لي رغم ذلك الواحد يريد ان يحضر لها الدنيا كلها لانها مؤدبة اوي ... و لاقيتها بتقول عكس مرات ابني المصرية ...يا ستار يتفات لها بلاد - طبعا انا دفاعا عن بنات جنسي المصريات قولت لها , و الله يا فندم البنات المصريات حلوين ايضاً , تقول لي جائز و لكن مرات ابني المصرية ذي لا تطاق ... و اصبحت هذه المراة تعرفني ايضا و تجلس تتكلم عن احوال ابنائها قبل اي طلب :)) ب


و لم يقتصر تعاملي مع المصريين فقط و لكن هناك الجنسات الاخري التي تقطن عنا و احرص علي حديثهم بالعربية و اغير اللغة فقط عندما يقول لي المريض انه يعتذر عن عدم المامه بالعربية , و هناك من يريدون ان يقووا لغتهم العربية فيكون هذا جميل ( لاني كنت دائما اغير من كل الجنسيات التي تعتز بلغتها ) ... فلدائما سوف اذكر المراة الحامل الانجليزية (في البداية لم تكن تجيد العربي و لكن بعد ذلك اصبحت رائعة ) التي كانت تحضر كل اسبوع في نفس الموعد لشراء نوع معين من مزيلات العرف لزوجها ... و بعد فترة وجدتها تحضر و معها ابنها لتشتري نفس المزيل و بالمقابل احرص علي ان يكون متوفرا لها و هي تشكرني لذلك... وايضا السيدة الروسية التي في ربيع العمر و مازالت محتفظة برونقها و جمالها ... وتتحدث العربية و عند شرائها للدواء قالت لي " تفضلي هذا الدواء ...زائد عن حاجتي , فقد انهيت العلاج و لم يعد لي حاجة به ... و الناس غلابة و الادوية غالية اعطية لمن يحتاجة " حييتها علي موقفها فقالت لي لابد ان الناس ببعضهم البعض ... حقا احترمت هذه السيدة بشكل عميق , اما اكثر الجنسيات التي لم احب التعامل معهم هم الامريكان ,فلقد كانوا قمة في الغرور و عدم الجديث بشكل لائق .


يصادفني رعايا الدول الافريقية الاغنياء و هم يدخلون بروشتة مكتوب بها الجرعات بالفرنسية , و تريدني ان اترجم الكلام لاخري بالانجليزية :)) و في النهاية تحييني علي نعاوني و تقوللي انها من التشاد و لغتهم الاولي هي الفرنسية و لكن هناك نسبة ليست بالقليلة من المسلمين هناك , اتذكر ايضا ان بعض الاقارفة ارادو شراء اشياء و لكنهم لم يجدوا ما يريدون و لكني سئلتهم من اي بلد انتم ... و قتالوا انهم من جمهورية بنين و قال لي احدهم انه يحب ابو تريكة جدا و كان يشجع مصر في البطولة الافريقية السابقة !!!!!!!!!!!!! لم اكن افهم في البداية ما يريد و لكن عند استرسال الكلام اتضح انه ابو تريكة بتاعنا !!!!
من ضمن المواقف التي لن انساها و التي تعكس مدي التضاد الصارخ الذي يوجد بحياتنا ,,, كان هناك رجل و امراة في ربيع العمر يأتيان كي يطمئنان علي الضغط و السكر و اذا كان احدهما اقل من الاخر مازح زوجه انه افضل منه ... و طلبا دواء ذهبت الي داخل الصيدلية لاحضره , و عند عودتي بعد عدة ثوان و جدت الرجل يقول لي و هو يدخل الي الصيدلية : " ادبتة و عرفتة ان الله حق " فقولت له " من هو ؟؟ " قال لي ... البواب المتخلف , دخل الان و قال " هو مفيش دكتور راجل هنا " فقال له المساعدين " لأ , و لكن توجد الدكتورة شمس و هذه الدكتورة التي تتمرن " ... و عندما هم بالانصراف سألة الزبون " و لماذا لا تريد الحديث مع الدكتورة " ...فقال له " اصل مبقتنعش بكلام الحريم !!! " فذهب وراؤة الرجل و اعطي له محاضرة و درس في الاخلاق و انه لا يوجد فارق بين دكتور رجل و دكتورة امراة لان كلامها تعلم و تعب في هذه الكلية الصعبة ...
و بعد عدة ايام دخل رجل يشكوا من حموضه و حرقان غير عادي ... و قال لي احد المساعدين ( هو دا يا دكتورة اللي مش بيقتنع بالدكاترة الستات مش هتعرفيه مقامه .. فلم ارد )و تجاهلت الامر و قولت له علي دواء افضل ... وبعد عودة بعدة ايام كرر العلاج فقولت له , اراك كررت العلاج , هل ارتاحت عليه ام ماذا ؟؟؟ فقال لي اوي يا دكتورة ارتاحت قوي " فرددت مستنكرة : هل النساء يفهمون ام مازلت غير مقتنع بهن ؟؟؟ " قال لي علي عيني و راسي يا دكتورة ... حد يقدر يتكلم ... انا و الله كنت بهرج ... المساعدين قالوا , علمتية الادب بصحيح
:)) .
لم اعد اعمل بهذه الصيدلية الا يوم واحد فقط في الاسبوع ... لاني عملت بنصيحة امه لا اله الا الله و قبلت التكليف كما قالوا لي ...
و لكن ماذا يحدث في غيابات المستشفيات الحكومية ... في صيدلية الصرف الخارجي او العمليات التي اعمل بها الان ...
في الحلقة القادمة فهذي قصة اخري :))))))). ي