السبت، أغسطس 14، 2010

رمضان

مرت علي فترة فعلا لم اتنفس عبق رمضان الذي يحكي الجميع عنه , و لكن قيلت لي جملة العام الماضي اننا نحن لايام الطفولة و الماضي بشكل عام و نتوقع ان يكون رمضان كمات عهدناه فيما مضي , و الحقيقة ان لكل سن فرحته و اسلوب احتفاله , عندما كنا صغار كنا ننتظر سلاحف النينجا و فقرات المسابقات مثل Fun House علي القناه الثانية و لكن افتقدنا تلك البرامج و تلك الايام تدريجيا ً.... و لكني اعتقد ان الانسان كلما تقدم بالعمر ادرك ابعاد روحيه اعمق و اقوي كثيرا عنه و هو طفل ....

*****************************

و لكنما هو السر الذي يجعل رمضان مميز لهذه الدرجةاعتقد انه الاهتمام المشترك الذي اصبحنا لا نراه الا في توافه الامور مثل كرة القدم !!!!ما يميز رمضان ان أغلب من تعرفهم في الاسرة او الجيران او حتي الاقارب و علي النت و في العمل و الاصدقاء و حتي وسائل الاعلام او الناس العادية في الشارع ممن لا تعرفهم ... يتحدثون عن رمضان و انه مناسبه جميله و يستشعرها الأغلب انها فرصة لتوزيع الرحمات و مغفرة الذنوب و تجديد الصلة بالله و شحذ الطاقة الروحية للمرء.. حتي من ينتظره علي انه موسم للطعام او للتليفزيون او حتي الخيم الرمضانية فهو يشارك في الاحتفال ايضا حتي و ان اختلفت نيتهاي ان رمضان يجمعنا في احتفال و هدف كبير , بغض النظر عن اختلافاتنا الخاصة ... و هو ما نفتقده كثيراً تلك الاوقات , لان الجميع الان يعيش قصته الخاصة الصغيرة فقط ولا يحمل هماً سوي لنفسه فقط

*******************************

اعتقد ان رمضان يمثل مناسبة جماهيريه مثل الماراثون .. او اختراق الضاحية ...الجميع يتحفز له قبل وقته بفترة طويلةو ليلة رمضان هي بدء انطلاق الماراثونماراثون خيالي ... لمدة 30 /29 يوم !!!!هل سنقدر عليه ؟؟؟


الماراثون...

اعتقد ان رمضان عبارة عن احتفال كبير للغاية ينتظرة الجميع ( باختلاف التوجهات ) من العام للعام

احسب ان مدرسة رمضان النفسيه من افضل مدارس الموجودة علي الاطلاق في ادارة الذات و تربية النفس , و كما يقول د. طارق سويدان ان العادة لابد لهامن شهر كي ترسخ في ذهن المتلقي و تكون عادة تلقائية بدلا من التركيز فيها كلما اهم المرء بفعلها ... لكن فهمنا المعاصر المشوب بالتوجهات الاستهلاكية افسدها ... اعتقد ان الجيل المعاصر و الناس في هذا الزمن فعلا اصبحت تؤثر راحتها علي اي شئ و تجد الجزع و الضجر يطل من اول لمحة معاناه يعانيها الانسان ... اجد مواعيد العمل تتغير , و حالة الطوارئ تعلن , حتي يستقيم الاداء مع رمضان ... هل ينسي هؤلاء ان الصيام لا يحتاج لكل هذا و اننا نصوم في الايام العادية دون تلك الاجرائات الوقائية ؟؟؟

ركون الناس للدعة و تحقق الوهن بتعريف الرسول ( حب الدنيا و كراهية الموت ) يظهر افضل ما يكون في هذا الشهر الكريم

*تأملت ملاحظة اخري بخصوص اكثار الاستهلاك في رمضان و غلاء لاسعار .... اعتقد ان الانسان المعتاد علي شراء كميات كبيرة من كل شئ و اعتبار رمضان هو الموسم الذي لابد ان نأكل و نلذ و نطيب خارج الحدود المعقولة ( فلا بأس في رأيي من جعل هناك طقوس معينه لشئ محدد و لكن لا ينقبل و يصبح الطقس هو الاساس و ننسي المناسبة الحقيقية فانا احب كثيرا ً زينة رمضان في الشوارع ) الانسان المعتاد علي الاستهلاك هو من يشكوا من ارتفاع الاسعار ... فمن لا يشتري الياميش لا يعرف اسعاره من الاساس ولا يشكو من غلائه بالتبعية .

هامش : هناك موجه غلاء اخري حقيقية ناتجة عن سياسة الاحتكار التي تمارسها دولتنا ببراعة في السلع الاساسية ووقف الانتاج و الاتجاه للاستيراد بشتي انواعه ( احتكار الدواجن بعد القضاء علي الثروة الداجنة المحلية و الملح الذي نستورده بالرغم من امتلاكنا لبحرين و ليس بحر واحد ) و جشع التجار الفظيع ... و الظروف التعسة التي تواجهها مثل حريق قمح روسيا و لكن هذا لا علاقة له برمضان .... فالتقشف قادم فلنجعل رمضان اعداد لهذا :))

* هناك نقطة اعتقد اننا لابد ان تغيرها في منظورنا للنظر الي الاشياء .... و هي الانتقاد الشديد دون البدء بالذات

رمضان من المفترض انه شهر التوبة ... و لكن ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) العنكبوت - 2

يعني تلازم الفتنة و المغريات في مواسم التوبة في اماكن اختبار قوة الايمان.. اذا فهي سنة كونية

حتي في ابسط الاعمال التي يقوم بها الانسان لابد ان يجد من التوافه ما يشغله عن هدفه الاساسي

فبعض الناس لا يشكل لديهم التليفزيون اي تحدي و يكمن التحدي في النت و الدخول عليه و تصفحهه ... هو ليس شائع مثل التليفزيون لان اغلب الناس ليس لديهم منفذ له و تماليفه التي لا يتحملها المعظم كما انه لا يجعل الانسان متلقي سلبي كما يفعل التليفزيون و لكن يوف نوعد للتليفزيون لانه يؤثر علي شريحة كبيرة من الناس و يشكل الرأي العام و التحدي المشترك للغالبيه

وجدت ملاحظة ظريفة للغاية و هي اننا :

نشكوا من التليفزيون و من سفاهته ... جميل جدا

نشكوا من اجور الممثلين المرتفعة المستفزة ... رائع

نشكوا من سذاجة ما يقدمه التليفزيون في المعظم ... شكوي عامة قديمة

و لكن ما الذي يفعله الاغلب ؟؟؟؟

لا تلبث الا و ان نهرع للتليفزيون بعد انتهاء الافطار لنري ما يثير اعصابنا بانفسنا ولا نحول القناه او نغلقه ان وجدنا ما يعجبنا او شعرنا انه استنزاف للوقت بلا طائل

تجد المعظم يقول اراؤه في كل المسلسلات ... و نشكوا من هجمة التليفزيون و ابتذال ما يقدمه

اي تناقض هذا ؟؟؟

هل اصبحنا من الوهن ان يتلقي كل ما يقدم الينا دون قدرة علي وقف هذا الهجوم الكاسح و لو بضغطة زر ؟؟؟ فعلا لقد تعلمن الانسان و اصبح لا يستطيع العيش بدون تليفزيون ابداً

اعتقد ان المرء ( كل في مكانه ) عليه دور هام للغاية و هي اولا البدء بالنفس ( و نبطل الكلمة القاتلة هي جت عليا يعني ما الكل بيعمل كدا متبقاش حنبلي ) , ثانيا محاولة ايجاد مواضيع بديلة اخري حتي يمكن للناس التحدث فيها بخلاف ما يقدمه التليفزيون من برامج اكثرها غثاء والتعاون علي نشر القيم المقدم علي شاشته ... ثالثا و هو الاهم لا اريد التشدد ان يستشري في الحكم علي الاشياء كرد فعل لما يحدث ... بل اعتبار ان الفتنه سنة كونية و ان مقاومتها تكون بالاعتدال و ليس بالذهاب للناحية الاخري ( عدم مشاهدة التليفزيون باي شكل من الاشكال و الانعزال عن العالم تماماً ... فلابد للمرء من قدر يسير من معرفه ما يحدث حوله دون الانغماس فيه .. و هذا الامر يعود للتقدير الشخصي و الحكمة التي نسأل الله عز و جل ان يأتيها لنا جميعا ً ) ففكرة الخلاص الشخصي دون محاولة تقديم بديل لا احبها ابدا و لكن علينا ادراك واقعنا كي نعرف كيف يمكن ان نواجهه اولا و مواطن القصور حتي يكون التشخيص صحيحاً فيكون العلاج ناجعاً و هي مهمة الجميع كلُ حسب موقعه ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا -البقرة 286)

***من عرف مقام رمضان الحقيقي هو من لا يشكوا من هذه الهجمات لان وقته مشغول بأشياء اخري اهم ***

ادعوا الله ان يرزقنا جميعا الرشاد و الحكمة ... و ان ينر لنا بصائرنا و يثبتنا و يرحمنا حتي يمكننا اجتياز هذا الماراثون و حياتنا بشكل عام ...