الجمعة، نوفمبر 27، 2009

العيد فرحة ... مــــــــــــــــــاء


لا ادري هي عادة غريبة لماذا اكتب تدوينة كل عيد كبير ( كبير بالذات )
هل عيد اللحم ملهم هاكذا ؟؟

العام الماضي فقط هو ما لم اكتب شئ
(بل كتبت و لكني لم انشره هنا بل علي الفيس بوك ...لم تنقطع العادة التلقائية )2008
و لكن قبل الماضي 2007
و ما قبلة كتبت 2006
و ما قبلها كتبت 2005

العيد هذا العام لا يختلف عما قبله و لا عن ما بعده
فقط بدأت الان _ منذ رمضان الماضي ) اطبق مبدأ جميل و هو ان لكل سن بهجتة و فرحته و ادوات فرحته المميزة و المختلفة , فلا احاول ان اعيش في ماضي لن يوجد , و لاتمتع بمزايا الحاضر قبل ان تتحول هي ايضا الي ماضي و اظل ابكي علي ما يفوت مني دون ان اعيش بشكل حقيقي

***********************************

الجميل فعلا ان يوم العيد هو يوم الجمعة , و انا بشتغل في يوم الجمعة و اعتقد ان هذا اول جمعة اقضيه في المنزل منذ حوالي عامان و اربعة اشهر ( 28 شهر ) يــــــــــــــــاه مرت مدة طويلة جدا بشكل سريع !!!

***********************************

لاحظت شئ عجيب للغاية
في نظري ان العيد هو ليلة العيد و صلاة العيد و عندي ينتهي بذلك , اشعر ان البهجة الحقيقية في الايام التي تسبق العيد و ليست في ايام العيد نفسه

اعتقد ان كل شئ في هذه الدنيا هو يدخل في ( بهجة الاعداد و التأهب للحدث )
كانت بهجة الدراسة في المدرسة هي اللف و شراء الاشياء الجديدة و تكون ذروتها هي في اول يوم حيث نرتدي الزي الجديد و نذهب به الي المدرسة , ثم نعتاد الامر

فرحة العروس مثلا في اللف و الدوران لشراء حاجاتها ( لم ادخل تلك المرحلة بعد للخبثاء ) و لكن هذا يبدوا من حكي السابقون واضح تماما حتي ان فتاه عندما تزوجت افتقدت اليوم المشحون في ان تنزل كل يوم لتشتري حاجات البيت الناقصة ...


حتي في مبارايات بطولة السلاح او حتي كأس العالم لكرة القدم , المبارايات التمهيدية الكثيرة هي ما تحمل بهجة و روح البطولة و لكن ما ان يحسبوا النقاط و نعلم من تأهل للدور ال16 و من يخسر يخرج , تفقد البطولة حيويتها


حتي اعتقد ان اعيادنا ... هناك قبل كل عيد 10 ايام ( العشر الاواخر من رمضان او العشر الاوائل من ذي الحجة ) من المفترض اننا ندخل في جو من العبادات مختلف مع بقية السنة ثم يأتي العيد ليكلل هذا الجو الخاص المختلف

و عملا بهذا المنطلق ( فرحة و بهجة الاعداد ) اخذت انفخ البلالين و اعلق الزينات الملونة , و وضعنا بيبي لايت ( لو ليه تعريب حد يقوله ) و شغلناه بدل من اللمبة السهاري و بقي بينور و يطفي بشكل حلو ... نوع من الاعداد و الدخول في جو نفسي مختلف

***************************************
عندما اعدت قراءة التدوينات للاعوام السابقة , لا ادري لماذا شعرت بتشابه كبير للغاية في الاجواء العامة ربما هذا هو حال الدنيا ... الاحداث اليومية التي تستغرق الناس و تستنزفهم نفسيا و تجعلهم يتفاعلون معها ( كأنه ولابد ان يوجد شئ ما علي الساحة ليكون لبانة الناس يلوكونها في المجالس علي الصعيد العام ) فهذه الايام هناك الشحن الاعلامي المؤسف و المستفز و الزائد عن حده و الذي جعل أغلب الناس تستعدي شعب الجزائر الشقيق في الدين و اللغة , بل ووصلت بعض المقارنة عند الاشخاص لتهويل ما فعلوه لدرجة مقارنتهم باسرائيل و انهم لم يفعلوا مثلما فعلت اسرائيل فتاريخ الجزائر معنا في المبارايات كان كذا عام كذا و فعلوا كذا في مباراة كذا !!!!! ( كأن تاريخ المبارايت و التعصب اصبح هو التاريخ الاساسي لدينا و نسينا كل شئ عن المعني الحقيقي للكرامة و انه لا يتجزأ و يصنع في داخل البلد اولا وليس قرار اختياري للاستخدام لمصالح بعض الافراد ) للاسف اشعر بحزن و اشفاق من مستوي الوعي الذي وصلنا اليه :( فما حدث اثبت لي ان الشعوب
في كلتا البلدين اصبحت لعبه في يد الاعلام - و هو غير مسؤول للاسف - و يحركها باصبع قدمه الصغير ) فقط لا غير

***************************************

السعادة لا يجب ان تكون صاخبة هو شعور داخلي لا علاقة له بالمؤثرات الخارجية .... ادعوا الله ان يهبنا السعادة و الاهم ان نشعر و نتفاعل بما هو حولنا لان هذه سمة و شكوي اصبحت موجودة حولنا بشكل كبير ... كل عام و الجميع بخير :)


************************************


بمناسبة العيد و الحج ,و سعد نبيهه , اهدي لكم انشودة الحج , شكرا لمن اهداني اياها :)
http://www.4shared.com/file/34550925/fe9a12c4/Haj_Song_-_wwwdjfahadcom.html?s=1

الجمعة، نوفمبر 20، 2009

محاولة يائسة لفهم ما يحدث




من يعرفني عن قرب يعرف انني من عشاق كتب و اسلوب الدكتور المسيري في سلاستة الغريبة او كما تقول صديقتي الاثيرة عن اسلوبه انه " تحشيش فكري " فهو يجلب لك نشوة عقلية غير طبيعية لانه يجعلك اقدر علي فهم الواقع و تحليل مختلف الظواهر للوصول لحقيقة ما يحدث حولنا

و منذ مدة ليست بالقليلة و هناك فترة تدور في ذهني و هي ان المجتمعات الان تمت علمنتها , اي تم نزع القداسة عن الاشياء و تحويل العالم لمادة استعمالية كما يقول د. المسيري ببساطة في تعريف العلمانية الشاملة و لكن تلك الفكرة لم تختمر بجميع اركانها في ذهني بعد .

و نظرا لان المجتمعات التي نعيش فيها لم تمر بكمل مراحل التي اسهمت في وصول الشخصية الغربية للشكل المتعارف عليه الان , فظهر نموذج غريب لم تمتد اليه ادي الفلاسفة للتناول لان العالم الغربي هو الرائد دائما في ان نفسر عليه كل الظواهر التي تطرء علي البشر , و انه صاحب الموضة الفكرية و الفلسفية و يظن المفكرون انه بتتبعهم لما يحدث خارجا ان الداخل سوف يتبعة تلقائيا , و هذا غير صحيح , نعم لابد ان نتابع اخحر ما وصل للغرب لانه سوف بشكل من الاشكال , و لكننا في نفس الوقت لابد ان لا نتجاهل خصوصية مجتماعتنا و ما يحدث فيها حتي يمكننا ان نفسر الواقع حتي و ان بدي غير منطقي و غير معقول



من ضمن مظاهر العلمانية التمركز و التمحور حول الذات , بشكل واعي او غير واعي ,

يحدث في الغرب عن طريق تزيين الاستهلاك و تنمية السعار الاستهلاكي عند الافراد فتجعلهم يدورون في عجلة العمل و المزيد من العمل و الشراء بالدين ثم فوائد الدين و يظلون في هذا السجن الي ما لا نهاية
هم يفكرون في العمل و يصبحون عبيد له بشكل غير واعي لاشباع الحاجات الوهمية التي جعلها الاعلام حاجات اساسية لا يمكنالاستغناء عنها , تصب هذه الفائدة لصالح الشركات الرأس مالية المتعددة الجنسيات

اما هنا فيحدث هذا الامر ان يكون هناك بطالة او بطالة مقنعة و يعيش الناس علي الكفاف , و يسعي الناس بكل قواهم الخائرة لسد حاجاتهم الاساسية الانسانية التي لا تكاد تشبع , و يزيد الامر سوء عندما يكون المحتكر الوحيد في الدولة لسلعة ما هو نفسة صاحب القرار السياسي فيتحكم في مصائر الاف البشر بجره قلم . ما ان يظن الناس انهم قاربوا علي سد الرمق يظهر غلاء في سلعة اساسية تجعل الانسان في دوامة لا نهائية من التمحور حول الذات .

هذان النموذجان المشوهان يؤديان الي سوء توزيع في الثروة , تؤدي لظهور الطبقية البشعة .
و لرحمة الله بالعباد فقد خلق للانسان قدرة غير عادية علي التأقلم . فيدرك ابناء الطبقة المنسحقة التي لم تحظي بفرصة تعلم حقيقي و تنعدم الثقافة بها - فطريا - انهم لن يبلغوا اي مكانه مرموقة فلا فائدة من مراكمة المال , و لذلك تجدهم ينفقون الاموال - بسفه غريب - في اي شئ يشبع رغباتهم و يؤكد انسانيتهم لحظيا , و الانسان يريد ان يشعر بالتميز و يجد ذلك في الانفاق الغير طبيعي علي المحمول و التسابق في شراء احدث صيحة منه و الالتهاء الدائم في البطولات الشكلية الغير مكلفة و السريعة مثل تشجيع الرياضة علي اعتبار ان هاكذا اصبح الشعب رياضي .

********************

عقل الانسان هو ما يحركه , و ان كان العقل فارغا سهل علي وسائل الاعلام ان تملؤه بتوافه الامور , تسطح له القضايا و تجعل منه خروف داجن يتمحول حول ملذاته ولا يستطيع مواجه الوحوش الحقيقية التي تملأ البرية من حولةه , و يضحك عليه حكامة عندما يصورون ان اقصي انجاز استطاعوا ان يحققوه هو انهم يجنبوه الحرب , رغم ان كل الكلاسيكيات تقول ان الموت الحر الابي افضل للاسنان الحر الف مرة من العيش في قيود الذل و الهوان . من يريد العيش فقط ايا كانت هذه العيشه هم الاذلاء


********************

لا تعنين كرة القدم من قريب ولا من بعيد , و لم اعد مهووسة بمصر طالما ظلت تحت حكم هؤلاء . و لم اعد من منابعي التليفزيون الا فيما ندر الان فلا اعتقد ان نسبه مشاهدتي له تتعدي الساعتين اسبوعيا . و لكن هذا كله لا يمنعني من ان اتابع ما يحدث و حقا اصبت بصدمة عنيفة مما حدث و حاولت ان ابعد عن المؤثرات الخارجية النفسية حتي يكون ان استوعب ما يحدث دون انفعال

بلدنا لا تجيد التعامل مع الامور فهي لا تعرف متي تستخدم الحزم و متي تستخدم القوي الناعمة او حتي يدها الطويلة الخفية و الخطوط الحمراء الاعلامية او في كل المستويات

منذ البداية كما يقال : مثل الفريق الجزائري انه تم الاعتداء عليه . سواء كانت اعتدائات حقيقية ام افتعلها افراد البعثة الجزائرية .... اين التحقيقات التي تثبت ان هذا الامر مفتع ام حقيقي ؟؟؟؟ بدل من ذلك تاهت الحقيقة و لم نسمع تصريح مسؤول عن هذا الامر و حتي و ان قيل لم يتم تسليط الضوء عليه كما ينبغي

قيل ايضا ان هناك وفيات في صفوف المشجعين الجزائريين . كعادة حكومتنا تتعامل باستخفاف بين مع ارواح الناس فقط تهتم ان كانت جنسية اوروبية او امريكية و لكن الالمصريين غير مهمين و كذلك العرب ... اين التحقيق و البيان الحقيقي الذي ينفي هذا ؟؟؟؟ و ان كانت هناك جريدة جزائرية او موقع اذاع هذا الخبر المغلوط يمككننا بمنتهي البساطة مقاضاه فاعل هذا الامر . اين السيادة الاعلامية التي تزعم هيمنتها و ريادتها ؟؟؟؟؟ ايضا ضاعت الحقيقة

اين الديبلوماسية المصرية من التصعيد الجزائري الغريب عندما الغوا عقود عمل المصريين بالخارج و رفضوا قبول اي مصري هناك ؟؟؟ لا ندري ايضا


يقول الجميع ان الاخوة العقلاء من الجزائريين كانوا علي علم بما سيحدث و الحكومة المصرية كما يقال كانت تعمل , و حتي و ان لم تكن تعلم . هل عجز جهازنا الامني الرهيب علي ان يتصدي لمعضلة مثل هذه و ان يؤمن جمهورنا هناك ؟؟؟ ام ان هذا الجهاز اصبح تحت امره اناس محددين و ليس لعامة الشعب ؟؟؟ لماذا سارع الجميع لبتباروا في شحن المصريين الي هناك بارسال اساطيل الطائرات كأنهم يريدون الظهور بمظهر البطل الوطني المحب الذي يتودد للشعب و هم يعلمون بمدي الكارثة التي قد تحدث و هم في الواقع ابعد ما يكون عن هذه الصورة , هم لا يروح ولا يحبون الا انفسهم فقط .

عندما كنت اتحدث من الاصدقاء قيل لي ان الجزائر خفضت اسعار الانتقال للمواطنين الجزائريين , قلت انا لو من المسؤولين لرفعت سعر التذكرة للضعف طالما هي سلعة مطلوبة و ما يتحكم في هذا الامر فقط هو قانون العرض و الطلب , قيل و لكن هذا سيجعلهم يخسرون الشعب , قلت و منذ متي و رضا الشعب مهم ؟؟؟ رضينا ام لم نرضي هم يتحكمون في اعناقنا و نحن لن نثور فما المشكلة ؟؟؟


يقال انه تم القبض علي مشجع اسرائيلي في وسط صفوف الجزائريين ولا ادري ما صحة هذا الخبر . لست مع نظرية المؤامرة و لكني لا استبعد شئ ايضا ً


المصري لا قيمة له لا في ارضه ولا في اي مكان اخر في العالم و المشكلة اننا نعلم هذا جيدا و لكننا نتعامل مع الامر بمنطق يحدث للاخرين فقط و لكن المواقف تثبت انه لا فارق حقا . عندما مات 1500 شخص في عبارة الموت لم تعلن حالة الحداد الرسمي او يعتبر مثل هذا اليوم كارثة قومية , لان ركابها كانوا من الطبقة المنسحقة التي لا ثمن لهم , بل و حكم علي مالكها بالبراءة و كانت هناك شبهه واضحة في محاكمتة . فهل تتوقعون ان يحدث شئ " ايجابي " محاولة لربئ الصدع و تدارك الامر بشكل عقلاني و استحي من ان اقول يعيد لنا كرامتنا لان حكومتنا جعلتنا للاسف بلا كرامة .


لم القي اللوم علي الجزائريين بشدة لسبب , لان الكبير كي يستحق مكانته ككبير لابد ان يراجع اوراقة اولا قبل ان يتوجه للاخر باللوم , و لان سياسة هما اللي بدؤوا شوفوا هما عملوا ايه تعقد الامور و تجعل الحوار لمستوي الاطفال و غالبا ما تنتهي خناقات الاطفال بالعراك و هذا ما لا نريده

في الحقيقة انني اشفق علي شعب الجزائر لانه ايضا يعاني مثل شعب مصر من استعباد الحكومات و ينطبق عليه كل ما قيل من استبداد و سطحية و لكن حكومتة غذت هذا الامر عنده بشكل مخجل لكي تبدوا هي الاخري في نظره الحكومة الوطنية الغيورة التي تنتقم لمقتل ابنائها في مصر . المثير للدهشة ان تساند الحكومة الجزائرية ابنائها و ترسل البلطجية كما يقال !!!! هل وصلنا لهذا المستوي من تردي العلاقات و الضعف الديبلوماسي و عدم المصداقية و العقلانية في التعامل بين العرب لهذا الحد ؟؟؟؟
المخجل و المخزي ان هذا الامر كله بسبب مباراه لكره القدم , و كنا نتندر فيما مضي علي تفاهة امريكا في هذا المجال

و لكن في النهاية ... الحقيقة بأكملها ضائعة ولا احد علي يقين تماما مما حدث !

الافت للنظر ان الرأي العام العربي يدين مصر ... لا ادري كيف ؟؟؟


و لكن ربما هو حال الدنيا , ان اردت ان تتقرب لعدوك - تحسبه انه الاقوي كي تأمن شره - خسرت نفسك و ابنائك اولا و فقدت احترام كل الناس ( حتي عدوك نفسه اسرائيل كانت تتندر علي تفاهة العرب ) و لكن ان عشت بكرامة و شرف حتي لو دفعت حياتك , احترمك الجميع و الشعوب .


تحديث

ما يثبت كلامي عن الاعلام الغير صادق , ان الفيديو الذي انتشر كأنتشار النار في الهشيم و الذي يثبت ان الجزائريين شجعونا بالمطاوي و السكاكين ... كان ملفقا و متفبرك و مأخوذ من مباراه اخري غير مباراة مصر و الجزائر في السودان !!!!!

****************************

من تدوينات الرائعة في تحليل الموقف
كثير من الرؤي ...قليل من الوضوح
الموضحة
متي نتحمل مسؤوليتنا
حوار عن مباراة الجزائر

********************************

( الخلفية الفكرية و النفسية لهذه المقالة هي كتاب اليهودية و من هم اليهود للمسيري , اللبرالية الجديدة لد اشرف منصور , الفتنه المؤسفة التي فرضت نفسها لحد اصبح تجاهلها صمم , رحلتي التي لم تنتهي في البحث عن الذات )ت

السبت، نوفمبر 07، 2009

قرن و حته

طابع هذه التدوينة قد يكون شخصي عكس اغلب موضوعات تلك المدونة ( لن يفهمها الا من يعرفوني جيدا او المقربين بشكل عام )

و لكني كنت في حاجة لكتابة مثل تلك السطور لاني مؤخرا لم اعد علي ما يرام و سائت حالتي النفسية مؤخرا كثيرا

فلابد من وقفة

و لم اجد افضل من ذكري يوم جئت فيه الي الدنيا كي اقف مع نفسي تلك الوقفة التأملية اذكر نفسي بالايجابيات في حياتي لاني اصبحت سوداوية للغاية .

ها هو عام اخر يمر من حياتي
ربما بعد ما يعبر الانسان حاجز الربع القرن - او ربما هو التخرج من الجامعة ان اردنا الدقة - يشعر بشعور عجيب للغاية
فنحن منذ وعينا علي هذه الدنيا في نظام دراسي , مدرسة او كلية , و اشعر حقا بكبري في السن عندما انتقل الي فصل دراسي اعلي , ادخل الاعدادي و ارتدي الزي الرمادي ... ثم ادخل الثانوي و ارتدي الزي البني و في مرة كنت محتفظة بزي الابتدائي الكحلي و ارتديته و انا في الاعدادي يوم من الايام و كانت تجربة عجيبة للغاية ... فعندما نكون صغار نريد ان نكبر و عندما تكبر نحن لايام الصغر حيث للا مسؤولية و لكن عندما رجعت للايام الطفولة المتمثلة في الزي الكحلي رجعت ايضا بعض القيود التي يتخلص منها الانسان تدريجيا
من ساعتها لقنت نفسي درس ان اعيش اللحظة ولا اعيش اتمني لحظة قادمة حتي لا اضيع الحالية ... و اتذكر هذا الان و انا امر من امام المدرسة ( لانها في نفس شارع المستشفي التي اعمل بها ) و عندما اعبر من امامها احث الخطي و امر بسرعة لاني حقا لم احب ايام المدرسة في مجملها و احمد الله اني قد تخرجت و اصبحت اتنسم نسائم الحرية حيث لا جرس مرواح انتظرها بفارغ الصبر ولا اي شئ

تخرجنا من المدرسة و كنت انظر علي طلبة الكلية او الجامعة علي انهم اناس عماليق لن ابلغ هذا السن ابدا - بل و كنت انظر علي من يسبقونا باعم واحد علي انهم الكبار - و دخلت الكلية و شعرت انها مولد و صاحبه غائب و انتقلت من عام لاخر بسرعة و لم استوعب انني انهيت الخمس سنوات في الكلية بسرعة البرق ...و عندما تخرجت من الكلية فوجئت بزملاء في المدرسة - لان مدرستي من الحضانة للثانوي - كانوا في الاعدادي قد اصبحوا في الجامعة !!!!!و لاول مرة اشعر ان الزمن عندي توقف و اني كبرت و اصبحت اري الاطفال يكبرون و يدخلون مرحلة الشباب و انا كما انا

لم اعد اغير حذائي الضيق او اشتري ثياب اخري لان ثياب العام الماضي صغرت

لكني لازلت كما انا اشعر اني كما انا لم يتغير شئ

لكن ربما زاد شعوري بالاكتئاب و الغربة عن هذا العالم و خاصة بعد تخرجي من الجامعة
و لكني كنت قد تعلم الدرس و اخذت وقتي كامل في الجامعة و قد امضيت وقت طيب قد صنع ذكريات رائعة
و لكن الاجمل من ذلك اني لم انسي نفسي و وفقني الله و اتخذت صداقات احسبها من اجمل و اقوي صداقات حياتي ان شاء الله
هم اخوتي الحقيقيين

أعتقد انه من ضمن ما فعلته هذا العام هو المحافظة علي اواصر الصداقة

ربما لا ارتاح بسرعة للناس و هناك مقاييس صارمة للاصدقاء و قبول نفسي و في الاول و الاخر هو توفيق من الله ان تقابل من ترتاح لهم و احمد الله ان قابلت اناس رائعين للغاية
الطريف في الامر ان صدقاتنا في الكلية لم تكون صداقة عادية و لكن كان اغلبنا يكتب في منتدي الكلية و فوجئنا ان الشخصيات التي تكتب هم نفس البنات التي نعرفهم علي الواقع
و لهذا اعتقد ان هناك ذذكريات مشتركة بيني و بينهم كثيرة بعيدا عن مصلحة الدراسة .. لقد كانت صداقة انسانية من الدرجة الاولي
اعتقد ان محافظتنا علي صداقتنا و حرصنا علي ان نخرج معا حتي الان هو شئ طيب للغاية و اتمني ان يدوم حتي و ان قل و لكن لا ينقطع


من الاشياء الجميلة ايضا توطيد علاقتي بمن اسميهم مجزاً - شلة حوار الحضارات و توايعها من مؤتمر جولن تركيا - ففعلا تعرفت علي اناس لم اكن لاعرفهم الا عبر هذا المنشاط الهادف و الظريف ان معظمهم ايجابيين و يمتلكون مدونات و يحبون القراءة و الاطلاع اعتقد انهم فعلا من ضمن الصورة التي اتمني ان تنتشر في هذا الجيل الذي يروج له و يبث فيه قيم غاية في الغرابة و السطحية , فالجميل ان مع كل هذا الافساد اللاجيال و العقليات تجد مجموعة غير قليلة من الفتيان و الفتيات - و فعلا سعدت جدا بزيادة عدد الفتيات المهتمات بالفكر فهذه حقا عمله نادرة - رائعي الفكر و يريدون ان يكونوا " شئ مختلف "مهما حدث

احمد لله ايضا اني استمريت في علاقة بصديقات اليكترونيات , كل الطلبة :) هن يعرفن انفسهن جيدا و خاصة ان المقابلات تكررت علي الرغم من قلتها و لكن يكفي الود العميق و الاحترام المتبادل بيننا
حتي بقيه معارفي الاليكترونية الاخري علي الفيس بوك لم تكن قط مجرد تعارف من اجل التعارف او لتمضية الوقت انما جمعنا "فكر " سواء في مجموعات او من التدوين و انتقلنا تلقائيا لكتابة الملاحظات علي الفيس بوك و هذا فعلا يجعل التعارف راقيا فعلا لانها فعلا يرتقي بالانسان و يجعله يدرك ان هناك شباب مختلف غير الصورة النمطية للشباب في الاعلام , و هم لا يعرفون كم تسعدني التهنئات الصادقة التي تأتي بدون مجامله او تكليف فهي حقا ً غاليا جدا عندي ....

اما الحدث المختلف هو انه تمت خطبتي هذا العام , هو شئ ادهشني انا شخصيا لاني كنت دائما اقول ان البلد في ازمة - ازمة اخلاق بالاساس - ولابد ان نكون عمليين كما ان الشرقيين لا يحبونها ذكية او مثقفة و يفضلون امينة او مارلين منرو و انا لست هذه ولا تلك :) و لكني تذكرت كلمة الاستاذ و الاخر عصفور المدينة حينما قال لي تعليقا علي تدوينة تفيض يأس , انه ربنا يستثني الله من الظرف العام السئ بعض الناس , و فعلا نحن جميعا ليست لنا نفس المقادير بل كل انسان و كل شخصية متفردة في حد ذاتها من ظروف و لكن حقا ما استطيع ان اقوله ان الدعاء الكثير و الالحاح فيه و ان تلقي حملك علي الله وحده دون غيره من البشر هو كفيل حقا بتحقيق ما لا يستوعبه المرء ,و في النهاية امره كله خير ... و فعلا احمد الله علي رزقي و نصيبي و اتمني فقط من الله ان استطيع ان اوافيه حقه في المستقبل ان شاء الله و حق عائلته و ان لا اقصر في حق نفسي انا ايضا , فلابد ان يشير المرء ما يجده جيد , لاننا كمصريين لاحظت فعلا اننا لا نقول ولا نشير ولا نري الا كل شئ سىء و قاتم , حتي في الاغاني اكثرهم رواجا هي اغاني النكد و الندب , فلابد ان نكسر هذه القاعدة السلبية حتي ولو في كلامنا اليومي او علي المدونات .... و على كل الامر ليس بالمظهري و لكني افكر كثيرا في هذا التحدي , من ناحية ما يقال عن الزواج و الفكر التقليدي الذي يعشش عليه, تجارب الصديقات في نفس جيلي تعكس واقع غير شاعري فنادرا ما تجد نموذج متوازن . كما ان جميل الشباب المتزوج اراؤه سلبية للغاية عنه الا اللهم كلمة باشمهندس القاضي ( الزواج نعمة و اللي يكرهها يعمي ) فهذا الامر يمثل لي هاجس كبير و لكن اعتقد ان المدخلات الغير متشابهه لا تؤدي لنتائج متشابهه . و علي الله قصد السبيل


بالنسبة علي صعيد العملي , لم اتطور للاسف في عملي بل اصبح شئ لا يطاق و زاد العبئ و قل المقابل و لكن لن احب الخوض في هذا الحديث , لانه لابد من جزء ينغص عليك حياتك و لكني سوف اتعامل مع هذا الجزء باستخفاف حتي لا اتعب حقا منه ... الحمد لله ان فيه دورة مياه ادمية و مكان اصلي فيه !

علي الاصعدة الاخري

*كانت هناك حفل توقيع كتاب انا انثي شعر مارس الماضي و شاركت فيه بمقالة و لا اعتقد اني من نوعية المدونين الذين يمكن ان ينشروا كتاب الان .... ربما فيما بعد و لا تحدث , ربما لاني اعتقد ان الهواية ان اصبحت حرفة فقدت جزء كبير من الابداع بها لانه يكون لزام عليك الكتابة بشكل روتيني , طبعا هذه ليست قاعدة هناك محترفون مبدعون

*اشتركت في كورس لتصميم الباترون و انهيت .... و لكني للاسف لم امارس هذا الامر الجميل لقلة الوقت و ضيقة و لكني امل ان استغل هذا الامر في القريب العاجل

* اشتركت في كورس لمكافحة العدوي في الجامعة الامريكية ثم سحبت الفلوس !!! و هذا لانهم فعلا لا يحترمون الطلاب و اجلوا ميداع الكورس اكثر من شهرين بحجة ان العدد غير كامل !!!! هم فقط يريدون الربح ثم الربح ثم الربح ولا شئ غير ذلك , او ربما هذا ما واجهته في حالة استثنائية لا اريد فلا اريد التعميم و لكن فقدت الجامعة الامريكية كثيرا من مصداقياتها معي في اول تجربة عمليها معها

* بدأت كورس تعلم اللغة التركية و اعلم ان اللغة من الاشياء التي تكتسب بالخبرة و طول الممارسة و هو شئ لن يتأتي في عام و لكني اضع خمسة اعوام لاتقنها و الله المستعان و لعله يكون علم نافع

* اشتريت كتب من معرض الكتاب العام الماضي و عدة كتب خلال العام و لكن للاسف لم انهيها كلها ( نصف عدد الكتب بالكاد ) و هذه نتيجة لا ترضيني لان مقدل قراءة اليهودي للكتب وصل ثلاثة كتب شهريا و احصائات القراءة تقول ان العرب شعوب لا تقرأ و اتمني ان ابدأ بنفسي و اقرأ ... و في نفس الوقت لا اريد ان اكون مجرد دودة كتب لا تعقل ما تقرأ انما احب ان اهضم كل فترة ما قرأت و احاول ان اتفكر في كل كتاب اقرأه و ان انقده سواء بالسلب او بالايجاب ... فاريد ان تكون القراءة رياضة عقلية لا مجرد مادة صماء املأ بها عقلي دون تدخل انساني ...
*استراتيجية الاستعمار و التحرير لجمال حمدان حقا من روائعه و اثرت في كثيرا
*طريق الارشاد لفتح الله كولن , اعتقد انه يجعلني انفتح علي الثقافة التركية و كيفية تناولهم للموضوعات و لو اني اعتقد ان الترجمة افقدت الكثير من روح الكتاب الاصلية التي استشعرها و لا المسها
*ساديزم , لمحمد الغزالي , محاولة قصصية جيدة من كاتب شاب و لكني اعتقد انه شابها القصر في بعض الاجزاء
*عزازيل , ليوسف زيدان , اعتقد انها قصة رائعة للغاية و امتعتني بكل ما تحمله الكلمة من معاني علي الرغم عدمميلي للفنون الادبية و هذا يعني انها فعلا رائعة
*السنة النبوة بين اهل الفقه و اهل الحديث , للشيخ محمد الغزالي رحمه الله , اعتقد انه من اهم الكتب التي قرأتها و هو يمثل مدرسة اتمني ان يكثر حمله لوائها , فالعديد قد يمتلكون العلم و لكن الندرة هم من يمتلكون الحكمة التي انارت بصيرته ... رحمه الله رحمة واسعة
*النظام السياسي في الاسلام , لمحمد سليم العوا و برهان الغليون , سلسلة مقارنة جيدة توسع الافق بين الراي و الراي الاخر
لمرأه و الدين و الاخلاق , لدكتورة هبه رؤوف و دكتورة نوال السعدواي , من نفس سلسلة المقارنة , جعلني اري الاصولية العلمانية للا معقولة و التي تغالط فقط لاثبات رأيها و تمكن الرأي التقليدي و رقي اسلوبه و ادلته للغاية
*في الخطاب و المصطلح الصهيوني , للدكتور المسيري , كعادة و عبقرية المسيري الفكرية رحمه الله , اضاف لي الكثير و اهم صفحة خرجت بها هي 222
*محمد الفاتح , لعلي محمد الصلابي , اضاء لي نقطة في تاريخنا الاسلامي الغير عربي لم اكن اعرفها من قبل و عرفت ان هناك تاريخ طويل تم اختزاله
*قصة مسيو ابراهيم , ايمانويل شميت , قصة جيدة للغاية و تظهر الاسلام كدين متعايش و ليس كانسان الغاب و لكن طبعا لي تحفظات
عليها و ان كانت القصة تعبر عن اشخاص غير معصومين

*الاسلام و الغرب ., محمد اسد او
leopold weiss
كم احب الكتب التي يكتبها المسلمون الغير عرب فهي تنقلني الي تفتح فكر الغرب و رحابه عقولهم و في نفس الوقت و اشعر ان الاسلام يمكن حقا ان يساير كل العصور و الازمة و الثقافات و العقول

*مال لم يقله الفقيه , د/ اماني ابو الفضل فرج , احدي تلميذات الشيخ الغزالي من المدرسة الفكرية التي تريد الاصلاح ولا تريد التقويض و هو كتاب غاية في الاهمية في رأيي لانه حيوي و معاصر و جرئ و ينقد نقد ذاتي و موضوعي اتمني ان يؤخذ ما قالت بعين الاعتبار

* الفلسفة المادية و تفكيك الانسان , للدكتور المسيري , من افضل الكتب التي قرأتها له و ميزتها انه يتناول بشئ من التفصيل مدلولات تفكيك الانسان و انعكاس فلسفة الالحاد في شتي مناحي الحياة , و روعة الكتاب انه علمني كيف افكر و كيف اقيس اي قضية من هذا المنظور

* ماذا علمتني الحياة . للدكتور جلال امين , كتاب القي الكثير من الظلال علي حقبة تاريخية من منظور اجتماعي , و هو من الاجيال التي عاصرت تغيرات جذرية في الحياة من الوابور و الغسالة الادمية الي المايكروويف و الغسالة بالمجفف


كتاب الليبرالية الجديدة للدكتور اشرف منصور لا ادري لماذا لم انهيه حتي الان !!!!!!!!!!!!!! معي منذ اكثر من شهرين رغم ان الكتاب رائع فعلا
من الكتب الطريفة ايضا كتاب " ساعة عدل واحدة " و هو من عبارة عن مذكرات طبيب انجليزي عاش في مصر في فترة الاحتلال غادر قبل الثورة فعدة سنوات و يحكي عن انعدام الرعاية الصحية يحكي عن الفقر و البؤس منقطع النظير و يذكر ممارسات تجعلك تظن انك تقرأ لاحوال الرعاية الصحية في مصر في هذا القرن !!! و لكني لم اكمل هذا الكتاب ايضا




اعتقد ان هذا السرد كان مجرد محاولة مني لكي ارفع روحي المعنوية و اني لا يجب ان استسلم لاي احباط عابر يمر بي , و لاستمر و ادعوا الله ان لا يضيعني

لا ادري اين سأكون مثل هذا اليوم في العام القادم و ما هي ستكون حالتي حين اذ :)
و لكني اتمني ان لا اترك التدوين و الكتابة و الاشياء التي احبها و الاهم ان لا افقد كنزي الحقيقي اصحابي و اصدقائي و اخواتي من غير النسب و اسرتي الكبيرة و الصغيرةو الجديدة :) فعميق التحية لكل من اسعدني هذا العام و تعرف عليه و اصبحت من الصداقات الجديدة او حتي اصبح من العلاقات البسيطة و لا انسي الصداقات المتينة التي تتعمق بمرور الوقت