الأربعاء، سبتمبر 29، 2010

الاعلام الشعبي



اثناء جولتي الصباحية لمعرفة اخبار مصر و العالم و الاصدقاء ( هذا لاني لم اعد اقرأ جرائد الورقية منذ امد بعيد و اقرؤها علي النت , و لم اعد ايضا افتح التليفزيون الا فيما ندر ) و اثناء مشاهدتي لصفحة اخي ... وجدته علق علي صورة في مجموعة " كلنا خالد سعيد " شهيد الطوارئ ان شاء الله


و كنت قد علقت علي هذه الصورة فيما قبل فأردت ان اعرف رأيه ... و لكني فوجئ بأن عدد المعلقين علي الصورة حوالي 850 فرد ... و عدد المعجبين يتجاوز ال 500 فرد !!!!





بدأت اراجع التعليقات ( املا في العثور علي تعليقي او حتي تعليق اخي ) و لكني اثناء بحثي وجدت عدة اشياء

تراجع عدد من يستخدمون لغة التشية فرانكو في الكتابة و استبدالها بالحروف العربي ( و التي يشكوا المعظم من صعوبة استخدامها لانهم لا يحفظون اماكنها علي لوحة المفاتيح ) فقد رصدت في حوالي 400 تعليق 27 فرد فقط استخدمها في الكتابة ( اعرف انها عينة عشوائية و لكنها تدل علي مؤشر معين ...ربما كان نمو الوعي السياسي و المعارضة بالتمسك نوعا ما بالهوية متمثل في هذا المظهر البسيط و الذي لا يستهان به في الوقت ذاته .... و لكني في المقابل اجد ان عدد من يستخدمون الفرانكو لا يزال مرتفع و لكنه مرتبط بشريحة اخري من المستخدمين )

اعتقد ان معدل المشاهدة عالٍ بالمقارنة ببعض الصحف و المجلات .... فاعتقد ان العدد الحقيقي اكثر من عدد المعجبين و المعلقين معا ً ( 578+ 851= 1429) و هو عدد ليس بالقليل ... و هو يفرض شهرة جزئية علي هذه الصورة ... و ان افترضنا ان واحد من كل 100 شارك هذه الصورة في صفحتة الخاصة ... اذن نحن امام نوع من الاعلام الشعبي ( فالتراث الشعبي كما قيل لنافي دورة التثقيف الحضاري هو نوع من التراث ينتشر في مجدان الشعوب و لكنه مجهول المؤلف ) فالمصطلح واحد لكن الاسلوب هو الجديد ....

فزيادة عدد السكان بشكل رهيب فاق كل الحدود المألوفة منذ بدئ البشرية ... جعل الحاجة تتزايد لوسائل تجميع للناس و نشر التواصل الانساني بينهم بشكل سريع و يناسب وقت كل واحد ولا يجبره علي الانتقال من مكانه .... حقق التليفزيون هذا النجاح بشكل جزئي عندما دخل كل منزل و اصبح يبث الاخبار للجميع ... و لكنه لم يتغلب علي مشكلة الوقت و التفاعل فما يبثة في وقت معين يضيع في الهواء ولا يعاد ... و توالت الاختراعات و التقنيات الجزئية من ظهور الفيديو ( لم نشتريه بالمناسبة ) و ظهور القناوات الفضائية و اعادة البرامج ... لكن تظل مشكلة التفاعل قائمة ... فالجمهور طرف سلبي في عملية البث المباشر ... و الظهر علي تلك الشاشات اساسا حكر معين علي من يستطيع النفاذ من تلك البوابات الرهيبة التي تقف علي عتبه الشهرة و الانتشار بين الناس ....و لكن بظهور النت و اخص بالذكر الفيس بوك ( ان جاز لنا التعبير فالنت يعتبر الجمهورية البدائية الاولي و لكن الفيس بوك هو الجمهورية الثانية ) جعل التواصل الانساني بين البشر في اقوي حالاته ... فالجمهور لم يعد ذلك الطرف السلبي في معادلة الاعلام ... يتلقي ما يبث عليه فقط دون ان يستطيع ان ينتقد او يبدي اراؤه ... و حتي ان لم يكن الوقت مناسب فالنت متاح في اي وقت ... يكفي ان تدخل عليه ليلا بعد العودة من عملي او انهاء كل المهام و المسؤوليات لتشاهد التفاعل الموجود منذ الصباح و ان تدلي برأيك في مقالة ليس شرط ان تكون مكتوبة في نفس الوقت ( فهو يتفوق علي البث التليفزيوني من حيث سهولة الوقت ) .... كما انك عندما تقرأ خبر معين تجد تحته تعليقات ربما تنتقد شئ او ترد علي المكتوب برابط او مقالة اخري في مكان اخر ... فليس الاعلام موجه بشكل دقيق كما كان في الماضي ( هذا ينطبق علينا اكثر من دول الغرب او العالم المتقدم بشكل عام ...فيفلت مواطنوا دولنا المقهورين من قبل حكوماتهم لاننا لا نثق بها فقوه الاعلام الشعبي عندنا اعلي بكثير ... فلا يزال هناك بعض القوة في الاعلام في الدول المتقدمة حيث يثق الفرد في كل ما هو مقدم اليه و لا يبحث عن الحقيقة او ما وراء التحيزات الا فيما ندر و هذه في رأيي تعتبر ميزة نسبية لنا :) ) ... كما انك يمكنك ان تشكل في البيئة الصغيرة التي حولك رأي عام جزئي ... ان بحثت عن معلومة ما و سلطت الضوء عليها و تناقلها الاصدقاء خرجت من دائرة المتلقي الي دائرة صانعي الرأي العام و لو بشكل بسيط و جزئي ... و عندنا امثلة بصفحات التاريخ مثل صفحة الاندلس التي تلقى الضوء علي بعض الحقب التاريخية المجهولة عند البعض ... كما ان صفحات الشخصيات العامة و المفكرين الذين لا نعرف عنهم الشئ القليل تقوم بمثل هذا الدور الجزئي في التوعية ... كما ان استعراض الكتب و قرائتها و استعراض اماكن شرائها تجعل الشباب يقبل علي مثل تلك الموضوعات التي لك تكن مطروقة منذ امد بعيد ( و حتي مسابقات مشروع القراءة للجميع كانت كئيبة و منفره في رأيي و تقليدية للغاية ) فحاور الشباب للشباب مهم - حتي وان اعتبره البعض غثاء او كلام فارغ ...

احسب ان الزمن القادم هو زمن الثقافة الشعبية و الاعلام الشعبي عبر النت و خاصة الفيس بوك ... و ليس اعلام الصور التعبيرية الذي يتعامل مع عقول الشعب و الشباب علي انهم اطفال ما قبل الحضانة ... فلابد للجميع ان ينتبه لهذا الان ( فمن كان يتصور ان تقوم مظاهرات لمقتل شاب يتم الاعلان عنه عبر الفيس و تعبه الرأي العم ن الشباب عبر الفيس بل و النزول الي الشارع عبر الفيس اليس هذا نجاح باهر و شهادة بان الشباب يمكنهم استخدام الادوات الحديثة بشكل بارع ؟؟؟ اليست هذه شهادة ان النت ليس عالم افتراضي و لكن ابطالة يستخدمون اله جديدة يمكن ان تقود للتغيير الحقيقي ان احسننا استغلالها ؟؟؟ ) ... و أعيب علي كثير من المفكرين و دكاترة الجامعة المحترمين و الاساتذة النابهين في مختلف المجالات , اعيب عليهم بعدهم عن هذه الارض الخصبة البكر .... فهي مليئة بالشباب و ليس كل الشباب تافه كما يظنون ... فالظروف الصعبة تجعل الوعي اكثر ( حالة الوعي الشعبي لدينا و لدي الغرب في صالحنا بالتأكيد ) و حتي وان وجد التافه فهو موجود في كل وقت و في كل مكان و منذ بدئ الخليقة فليست سمة قاصرة علي جيلنا وحده ( لانه انعكاس لوجود الشيطان في الارض ولا وجود لارض الاحلام الخالية من كل الشرور ) لكن الفكرة ان يكون الاعم و الاكثر و الغلبة لصالح الوعي و الجد و عدم التفاهه , هؤلاء النابهين الذين لا يأخذون من التكنولوجيا سوى الجانب السئ و يحسبون النت و الفيس بوك كله شر و اثم مبين ... في الحقيقة يغفلون عن ارض جديدة , بعيدة عن المجالات التقليدية العقيمة و التي يحسن الفاسدين السيطرة عليها ... اتمني ان يكون عندهم من سعة الافق ما يجعلهم يرتادون تلك الارض الجديدة ... حتي يجعلونا نبدأ من حيث انتهوا , فنحن سوف نصل في وقت من الاوقات ... لكن الفكرة هي توفير بعض الوقت و تلافي تكرار بعض الاخطاء

لنقرأ و لنقرأ و لنجعل لانفسنا منهجاً للقراءة ... لاننا كلنا رواد تلك الارض الجديدة و زعماء الثقافة و الاعلام الشعبي المجهولين


_____________________

رابط الصورة لمن اراد الاطلاع :

http://www.facebook.com/photo.php?pid=156115&fbid=131772000206006&id=104224996294040


الخميس، سبتمبر 23، 2010

كلاكيت المرة الاخيرة ... بقايا حوار الحضارات

حضرت علي مدي اربعة ايام ( 13- 16 سبتمبر ) فعاليات دورة التثقيف الحضاري بعنوان : كيف نفهم الغرب ؟ في كلية سياسة و اتصاد ... كنت قد لخصت ما حدث في اليومين الاوليين بهدف نشر العلم و اتاحته لمن يهتم و لم يقدر علي الحضور ...
بشكل عام , اري ان مستوي الدورة هذا العام اقل نوعا ما من الاعوام السابقة الماضية ( خضرت عام 2008 و 2009 ) ربما لان موضوع الدورات في الاعوام الماضية كانت تستلزم احضار اساتذة متخصصين في شؤون الدول الاسلامية في الخارج ( 2008 ) او حتي استعراض الاقليات الاسلامية في قارات العالم المختلفة و احضار ايضا ممثلين من ثقافات مختلفة (2009) فكان هذا يعطينا شبه جولة حول العالم و نظرات اعمق عم احوال المسلمين سواء شعوب نظن اننا نعرفها ( مثل ماليزيا مثلا ) او لا نعرف عنها شئ ( مثل الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطي ) و نفاجئ ان العالم الاسلامي فعلا كبير و جهلنا به اكبر ...

.و لكن ربما الموضوع هذا العام يفرض اسلوب جديد عليها و مختلف عن الاعوام الماضية ... من اكثر المحاضرات التي اعجبتني هي محاضرة د. هبه رؤوف عن كيفية وضع اطار عام لقراءة الغرب ... و محاضرة د. محمد هشام عن الفلسفة الغربية و استعراضه لاهم التيارات فيها بشكل سريع جدا .... و محاضرة شارك بها د. محمد بشير صفار و د. ريهام باهي و هي عن خبراتهما الحياتية في دول الغرب الاوروبي والامريكي و كانت محاضرة فعلا ممتعة من الناحية الانسانية , و محاضرة للاستاذ الدكتور الناقد علاء عبد العزيز في اليوم الثالث ( لم الخصها ) عن كيفية قراءة السنيما الامريكية – كانت من افضل المحاضرات علي الاطلاق ان جازت لنا المقارنة لانها تطرقت الي موضوع جديد نسبيا عن الموضوعات المعتادة اتي تناقش في الكلية الا و هي قراءة السنيما من منظور اكاديمي عميق , فإن كانت السياسة و الاقتصاد هي وسائل السيطرة علي مستوي النخب الحاكمة و ارباب الصناعة و التجارة , فالاعلام و صناعة السنيما هي القوي الناعمة التي يتم بها السيطرة علي افراد الشعب العادي ... فاستعرض لنا الدكتور بشكل سلس و خبير مسيرة السنيما الامريكية ( لان السنيما الاوروبية ايضا تعاني من هذه الهيمنة و العولمة الامريكية لانها لا تقدر علي مجاراة حجم الانتاج الضخم الذي تنتجه هوليوود ) و كيف انها تبث قيم اساسية في افلامها تجعل الشعبالامريكاني يستقي منه الصور الذهنية التي تفهم بها الاخر البعيد عنه ... كما تحدث عن صورة الاخر في السنيما الامريكية بكل استهانة مثل الصينيين و الهنود كِأنهم من امم اقل منه حتي العدو التقليدي مثل السوفيتي الروسي قاسي القلب تم التركيز عليه بشدة ابان الحرب الباردة ... حتي انه استعرض لنا ان صورة العربي الهمجي ( كانوا يضعون مكان كلامه اي كلام امعانا في جعله ينتمي لامة غير متحضرة ) كانت من ايام فيلم لشارلي شابلن !!!
قال ايضا ان السنيما الامريكية بها عدة تيارات داخلها , فهناك التيار النقدي و لكنه اقل رواج و انتشار ... و تحدث ان السنيما تعكس صورة المجتمع بشكل او بأخر ... فتم تقديم صورة الزنجي بكل ازدراء منذ اواسط الستينات الي ان قامت مظاهرة للسود مليونية في التسعينات بعدها ظهر فيلم اسمة يوم الاستقلال جعل من البطلين احدهما ابيض و الاخر اسود ... كما ان الابيض كان يهوديا و كان في لقطات بسيطة يظهر جيش الدفاع علي انه جيش منظم علي عكس اظهار العرب في هذا الفيلم و مصر بالتحديد علي انهم قبائل همجية .... كل تلك الصور الذهنية تكون مشهدين ثلاثة في الفيلم كله يتم ترسيخها في العقل الباطن للمشاهد الغربي ... كما تحدث عن فيلم مثل " في فور بنديتتا " و قال ان هذا لفيلم كان ليعرض في سبتمبر 2001 بعد ضرب البرجين مباشرة و لكن تأجل عرضه و انه فيلم قوي و به دلالات عميقة للغاية و هو موجة بالاساس للجمهور الاوروبي و ينتمي لتيار السنيما النقدية و يحذر من سيطرة الاعلام بشكل منمط علي حياة الناس هناك ...
كما انه اقترح افلام مهمة للمشاهدة اذكر منها
Fight club , the dark night و التي لم ارها حتي الان
) ارجو ان يكمل احد من الزملاء الذين حضروا تلك الندوة اي معلومات ناقصة لدي لاني استرجعها من الذاكرة بعد مرور اسبوع عليها )
و ذكر الدكتور ان الاعلام الان اتخذ صور متعددة ووسائل جديدة و قوية خارج عن المألوف و تمرد التاس علي تحكم شركات الانتاج التي توافق و ترفض الموضوعات حسب اجندتها , فقال ان العالم اليوم مفتوح بشكل مرعب لدرجة ان اي شخص معه كاميرا فيديو يمكنه ان يصور ما يريد و يذهب ليمنتج هذاالفيلم و يعرضه علي شبكة المعلومات الدولية ... و يمكن ان يشاهدة المئات من الاشخاص و يوصل لهم الرسالة التي يريدها ( ذكرني هذا المثال بتجربة اعتبرها رائدة فعلا و متميزة لبعض الزملاء الاعزاء عندما انتجوا علي نفقتهم الخاصة فيلم المسيري رحلة الانسان و باعوه للجزيرة الوثائقية ) و لذلك انتبهت الشركات الكبري مثل fox لهذا الامر و اصبحت تخصص جزء من ميزانياتها لهذه النوعية من الافلام الشعبية ... بل و افردت لها دار او دارين عرض و لكنها تعرضهم في اوقات ميتة في الموسم السنوي للسنيمات ... خلاصة هذه المحاضرة انها مهمة للغاية و كنت اتمني ان يتواصل مثل هذا الدكتور مع الشباب عبر الفيس و لكنه للاسف ينتمي للتيار الذي يفزع من كل التقنيات الحديثة ولا تأخذ منها القيم و المهم ( و هو كثير فعلا ) فااسلوب الفيس بوك للتواصل بين الناس هو ما يكسر حاجز الوسائل التقليدية التي يسيطر عليها – البعض – ممن لهم مصالح معينة .

عودة لما حدث في الدورة
هذا عن افضل المحاضرات التي حضرتها ... بالنسبة ليوم الخميس كان هذا هو يوم تسلم السيدة سوزان مبارك للدكتوراه الفخرية من كلية الآداب و عليه تم نقل فعاليات الدورة الي ساقية عبد المنعم الصاوي !!!!!
بالطبع المكان كان اجمل و ارقي كثيرا ً , فهو من البقايا الباقية للثقافة في مصر ... و كان احق بجامعة القاهرة هذا الاهتمام و لكننا في الزمن المقلوب بحق ... حيث يسود الامر لغير اهله .... و لم اتمكن من حضور المحاضرة الاولي و لكني حضرت محاضرة د. احمد كمال ابو المجد ... و لا ادري لماذا شعرت انها ليست علي مستوي بقية المحاضرات ... فالكلام لم يكن مرتباً في نقاط و كان غير مترابط و كان الكلام منصب علي الشأن الداخلي و ليس الغرب كما هو مبين من عنوان الدورة الا فيما ندر في وسط الحديث ( و ان كان كلاماً جيدا في حد ذاته )... و بعد ما انتهي من الكلام تجرأت و قلت تعليق , و فعلا الحديث علي جمع من الناس شئ مربك للغاية و لا اعلم هل وفقت في كلمتي ام لا و لكني فعلا كنت غاية في الارتباك ... و لكني مقتنعة ان الخطابة من الفنون و المهارات التي لابد ان يكتسبهاالناس و التي بدأت تتراجع تدريجيا ً و كنت اتمني في سني عمري ان تتاح لي فرصة هذا الامر و لكن ليس ما يتمني المرء يدركه ...

مرت تلك الاربعة ايام ... و تعلمت منها اشياء كثيرة علي مختلف الاصعده يمكنني ان اوجزها في:
• الغرب ليس كلاً صلباً ( فهناك اوروبا و امريكا و هناك داخل البلدة الواحدة الفقراء و الاغنياء كما انه مصطلح استعماري اطلقه الغرب هم انفسهم علي انفسهم نسبة الي القدس التي يعتبرونها المركز ) و لكن يتعدد بداخله التيارات و هم بشر مثلنا تمام ... فلا داعي للنظرة الاختزالية التي تشيطن الاخر و التي هي متداولة عندنا جميعا ً بدرجات مختلفة .

• هم لا يزالوا اكثر تقدم و ثقافة و لديهم مميزات حقيقية تجعلهم في طليعة العالم ... و بشهادة من ذهبوا هناك , انه و للاسف المزايا التي كنا نباهي بها انها موجودة في مجتمعاتنا للاسف في طريقها للزوال ... فدماثة الاخلاق و اللسان العفيف و الشهامة و القناعة و النخوة و غض البصر و التماسك الاسري للاسف كلها قيم بدأت تتراجع في مجتمعاتنا بقوة ... فليسوا هم شياطين و لا نحن ملائكة ... و لكن في الوقت ذاته لا يجب ان ننبهر انبهار كلي بحضارة الاخر ... فلابد من ان نعتز بان لنا حضارة و ثقافة و هوية و لغة ( حتي و ان كادت ان نتدثر من حولنا فواجب كل واحد ان يحييها حتي و لو بداخله و من حوله فقط و لا نستسلم للتيار فرب مرء هو امة و رب امة لا فائدة منها )
• الفن بشكل عام من عمارة و ازياء و تراث شعبي و سنيما لابد ان نحافظ علي شخصيتنا فيه ... و هي من مفردات تفرد الأمم عن بعضها ... والسنيما بشكل خاص الان اصبحت من القوى الناعمة التي تؤثر بل تقود وجدان الشعوب و الامم ... و هناك رسائل خفية غير ظاهرة تبث من خلالها ... و لا احد يمكنه قياس تأثير السنيما بشكل دقيق لاختلاف المتلقي و عقليته و مدى تأثيره بما يشاهد ... و لكن اصبحت سمة عامة ان ما يقدم علي التليفزيون من مسلسلات او افلام يتحكم في وعي و ثقافة ووجدان الشعوب و يؤثر عليهم بشكل ما شئنا ام ابينا .. و لابد لنا من ادراك مدي فعاليه هذا السلاح .
• اقتنع بشكل شخصي بالباحثين الشباب ( شريطة ان يكونوا نابهين هم بأنفسهم و ليسوا مزقزقين علينا بواسطة او مجاملة او ما شابه ) اكثر من الباحثين الاكبر سناً و قليل من الكبار من يستطيع مواكبه تغيرات العصر و يطور اسلوبه ..
• علي المستوي الشخصي , قابلت شخصيات ربما اقابلهم لاول مرة و ربما اعرفهم من بعيد فكريا علي الفيس بوك ... لكن فعلا و صدقاً مثل هؤلاء هم من يشعرونني ان تلك البلد العظيم الذي يمر بأسود ايامه تاريخيا ً مع كل ما به لن يعقم ابدا عن انجاب من يفهم و يقرأ و يبحث .... و علي المستوي الانساني فوجئت من تشعر انها تماثلك تماما بعدما قلت ان مرحلة تكوين الصداقات العميقة قد ولت بغير رجعة فالحمد لله علي وجود مثل تلك القلوب بيننا ... " فاطمة "
• ان كان بداخلي ما اريد ان اقوله فلا اتردد شريطة صياغته باسلوب ملائم , فحقاً قيمة التعبير عن الراي مهما كان مهمة للغاية و لكن لابد من معرفه متي نتكلم و متي ننتهي ... خاصة اني مللت ان يتعامل المخضرمين مع الشباب بشكل مثالي خالي من الواقعية .
• احيي مركز الحضارة علي تبنيه مثل هذه المبادرات التي نفتقدها فعلا , فالتواصل المباشر بين الشباب علي مختلف المجالات و التخصصات يكاد يكون منعدماً ... اغلب الفعاليات تكون بين افراد يعرفون بعضهم البعض يكلمون انفسهم فقط ولا يخرجون بحق عن مستواهم لنشر العلم علي مستويات اوسع , فالتزام الدورة جعلها مقصد معظم المهتمين بهذا الشأن و هو مجهود يحمد للقائمين عليها فعلا .... تجربة رائدة فعلا اتمني ان اراها تتكرر في مختلف المستويات و كل الكليات ( فكل الكليات بها تخصصات لابد ان تعمم , فالعلم ليس مكانة الكتب و الارفف و لكن ان يكون في السنة و احاديث الشباب ليكون رأي عام و لو علي مستوي صغير )