الأحد، يوليو 10، 2011

تعقيبي علي اول انتخابات للصيادلة تجرى منذ 19 عام : الجمعة 8- يوليو 2011




بداية للاسف لابد منها ... رغم اني لست معتادة علي الحديث عن نفسي لاني اعتبر من يفعل ذلك هو نوع من الاستعراض و الفقر الاجتماعي , و افضل ان يتحدث عنك عملك , و لكن ان كنت وسط اناس لا يعرفون طبيعة عملك و ماذا تفعل او بعيدين عن مجال عملك , فلابد من التعريف المقتضب .... كان من حظي ان اتخرج من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة دفعة 2006 , اي انني كنت في قلب الاحداث منذ البداية , امضيت الخمس اعوام ليس في خضم المذاكرة كما يفعل الاغلب , او اعتمد علي الدروس الخصوصية كما هو متفشي بين الفعض , و لكني كنت طالبة تقليدية احضر المحاضرات كلها و السكاشن و احاول المذاكرة من الكتاب و المحاضرات قبل ورق الدروس , و لكني بجانب ذلك كنت مؤمنة ان الكلية ليست مجرد مكان لتحصيل العلم فقط و لكنه مصنع لصقل الشخصية لاعدادها للحياة الواسعة , بعد عام و نصف كلل الله بحثي عن رفقة صالحة بصحبة لازلت اعرف اغلبها حتي اليوم , تلك الرفقة استطعنا ان ننشئ اسرة من العدم في العام الثالث لي في الكلية و انتهي الامر ان كلل الله مجهودنا بالنجاح في العام الاخير من دراستي ( نجحت في الفوز بانتخابات اتحاد الطلبة و ايضا ً الاتحاد الحر الموازي الذي تم عمله بعد اعادة طلبة الاخوان المستبعدين اي بدون تزوير في كلا الحالين ) كانت علاقتنا جيدة للغاية بكل التيارات في الدفعة , و كنا خارج العمل اصدقاء و بيننا ثقة و احترام متبادل بعد التخرج حاولت ان انقل مستوي العمل العام الي داخل النقابة و تعرفت علي ما يسمي بلجنة الشباب .. و كنت في تلك الاثناء اواظب علي حضور و التعرف علي الوسط الثقافي في القاهرة ( في عام 2007 بدأت التعرف علي المسيري و صالون الوسط الثقافي و جمعية مصر للثقافة و الحوار و كان هذا العام العام الذهبي للتدوين المصري ايضا و كنت قد انشأت مدونتي في اواخر 2006 - لم انضم لاي تيار - و علمت انه المنطق الانسب لمن هي مثلي - ) و تعرفت علي شباب جيد للغاية بالفعل يعمل بها , رايت ما يحدث في النقابة , من محاولات مستميتة من اعضاء الجزب الوطني السيطرة عليها و تصدي الاخوان الموجودين بداخلها لهم ,و محاولة اقامة انشطة - اري انه لابد ان تكون هناك رؤية اكثر ووضح للانشطة و لكن لا بأس بالطبع مما هو موجود - كانت آخر تلك المحاولات الحكومة السيطرة علي النقابة كانت السير في اجرائات قضية فرض الحراسة علي النقابة ( كي تكون مواردها تحت تصرف الحارس القضائي مثلما هو حدث مع نقابة المهندسين ) من قبل الاستاذ "المحترم " محمود عبد المقصود ...

--------------------------------------------------------

لماذا اقول هذا الكلام ؟؟؟ فقط ليعلم من سيقرأ تعليقي انني لست من فئة المغيبين او حزب الكنبة او المهاجمين علي طول الخط او الشامتين او المغتاظين او المضللين من قبل الاعلام , انا لا اثق بالاعلام دائما و احب ان ابحث بنفسي , لانه و للاسف الشديد من يبدأ في نقد موضوعي لفصيل ما يتم تصنيفه اوتوماتيكيا تحت مظله ( من ليس معي فهو ضدي و لابد ان اتوقع منه الشر و انه حاقد و ما الي ذلك من هذا التفكير ) و من اتحدث عنهم اعرفهم شخصيا و رأيتهم عدة مرات و حكي لي زملاء ثقات ما يحدث لهم في اعمالهم منهم و كلامهم و شهادتهم غير مجروحة ....

---------------------------------------------------------

اعمل الان في التأمين الصحي بشكل مؤقت ... و في يوم قالت لنا المديرة ان هناك اشارة قادمة من مدير الفرع - فرغ غرب الدلتا - ان هناك اجتماع لنا من اعضاء ممثلي النقابة العامة و النقيب الفرعي المؤقت , ( لان الانتخابات في النقابة كانت متوقفة منذ اكثر من 19 عام ) كان مفدي الاشارة انه يمكن للصيادلة الانصراف ساعة مبكرا من اعمالهم دون اي ملامة حتي يتمكنوا من حضور هذا الاجتماع , ظننت ان الاجتماع بخصوص اضراب الصيادلة الحكوميين الذي قد سمعت عنه منذ فترة احتجاجا علي تصريحات وزير الصحة بمساواتهم بالتمريض في الكادر الطبي .... ( ليست تفرقة عنصرية لدعاة حقوق الانسان و لكن اعتقد ان المجموع و الدراسة في الكلية الصعبة و الخبرة العلمية و ليست الفنية لابد ان يكون لها تقدير بشكل ما ) و لكني عندما اجريت اتصالاتي بالقاهرة فوجئت ان الاجتماع هو في النهاية ( دعايا انتخابية لقائمة إئتلاف صيادلة مصر - دون الاشارة بالطبع الي انهم من الاخوان المسلمين ) السؤال هنا , هل هناك اي فصيل من المستقلين من يمكنهم ان يجتمعوا بالصيادلة مثلما فعل اعضاء هذا الائتلاف و تصدر لهم اشارة رسمية للتوقف ساعة مبكرا ً عن العمل و الاجتماع بهم بهذا الشكل الرسمي ؟؟؟ اليس هذا نوع من استغلال المناصب للصالح الشخصي ؟؟ من جاء سمع الينا في البداية بتركيز ثم ذهب التركيز بسرعة و بدأ التململ و الضيق و محاولة استخدام اليات دفاعيه من القاء التهم علي الصيادلة بدل ن سماعهم و محاولة امتصاص غضبهم ... عندما وصل مستوي الاسئلة الي اسئلة عميقة خاصة بصلب المهنة بدا واضحا تماما انهم لا يعرفون اي شئ عن ما يحدث في وزارة الصحة او التأمين الصحي او الحكومة بشكل عام , بل جائوا يبيعوننا كلام محفوظ و للاستهلاك الاعلامي اكثر منه للتطبيق العملي ... او كلام حماسي لا يسمن ولا يغني من جوع , لم اشعر بالصدق , كان هذا انطباع كل زميلاتي بدء من المديرة حتي اصغر صيدلانية بيننا .... بالطبع من جاء من مصر كنت اعرفهم - من الصيادلة الكبار فوق السن لا اتحدث عن من هم تحت السن لاني اعرف ابناء القاهرة و هم الصراحة غاية في الاحترام و النزاهة - و لكن ما اثار حنقي و غضبي ان نفس الوجوه التي رأيتها قبل الثورةو التي كانت تستطيع تصريف امورها مع الحكومة قبل الثور هي هي نفس الوجوه ( تم تثبيت 3 و هم من حضروا ) و هو ما ارفضه شكلا و موضوعا ً ... السنا بعد الثورة و لابد من تغيير الدماء بأخري اخصب و اصبي ؟؟؟ كان نظام الانتخابات فردي , و لكن اختار كل اصحاب توجهات متوافقة ان يتكتلوا و ينشؤوا قائمة خاصة بهم لنختار منها العدد الذي يكمل النصاب المفروض ... و لكن لا توجد قوائم ملزمةما جعلني استشيط غضبا ً هو ما وجدته في قائمة الاخوان المسلمين المتعارف عليها بقائمة صيادلة مصر .... وجدت علي رأسها الدكتور المحترم الذي فاز في الانتخابات هذه المرة ( محمد عبد الجواد ) لا ادري كيف ايد الاخوان و انزلوا في قائمتهم هذا الشخص !!!! الكارثة الحقيقية ان الاغلب في الاقاليم - و اغلب الصيادلة في القاهرة ايضا - لا يعرف هؤلاء الاشخاص عن قرب او لا يمتلكون علاقات في الدوائر الحكومية الصيدلانية تمكنهم من معرفة نشاط هؤلاء و كيف يتعاملون من الصيادلة الحكوميين و كيف يقررون قرارات تؤثر علي المهنة علي الامد البعيد , سأكتفي بذكر حالتي فقط من مصادر ثقة ... اولا هو شريك لمجموعة صيدليات العزبي الشهيرة في صيدليتين ( هذا ضد القانون الصيدلي بالطبع فتلك المجموعات تحتكر سوق الدواء و لا تترك مجال لتكافئ الفرص في المنافسة و من يدفع الثمن بالطبع هو صغار الصيادلة ) كان له موقف غير محترم من صيادلة الادارة المركزية الطبية ( هي الادارة التي تصدر تراخيص الدواء و تقر الادوية الوارد من الخارج و تحللها و تعطي رخص مزاولة المهنة و تقوم بالتفتيش الصيدلي علي الصيدليات و المصانع و تضبط المغشوش منها و بالطبع يتعرض الصيادلة في تلك الادارة لمبالغ و رشاوي في كل خطوة يخطونها ) كانت هناك رسوم تتقاضاها الادارة المركزية حتي ترخص الصيدليات فقام الدكتور المحترم برفع قضية علي الادارة حتي تلغي سلطة تلك الورقة التي تصدرها الادارة المركزية و تجعلها بلا قيمة و هذا من اجل تصفية حسابات مع وزارة الصحة ( الله اعلم لصالح من هذا ) و لكنه ابدا ليس في صالح الصيدلي الذي هو من المفترض نقيبه و لابد ان يعمل لخدمته و لتحقيق افضل ظروف العمل له ... و كانت حجته انه ليس ضد ما تفعل الادارة من تنظيم لسوق و لكنه لابد ان يعرف اي تذهب تلك الاموال و بالطبع لم يسأل عن هذا الامر الا عندما زادت المرتبات ( بالطبع الزيادة في الحكومة ليست زيادة معتبرة فالجميع يعرف ان مرتب الطبيب 300 جنية شهريا و بالطبع حتي لو زاد لالف جنية فهذه لا تسمي زيادة في ظل الاسعار الرهيبة التي حولنا ) من يهتم للاطلاع علي تفاصيل تلك المهزلة من صيدلانية شاهدة علي الموقف ليشاهد هذا الرابط

و بالطبع ما خفي كان اعظم ... فهو كان قائم باعمال النقيب د. زكريا جاد بدلا منه لفترة ليست بالقليلة فاللسلطة شهوة حتي و ان كانت مقيدة من قبل الحكومة و لكنه علي الاقل استطاع ان يدبر امره معهم ( و ليس مثلا مثل الشرفاء الاخرين الذين كانوا ضيوف دائمين علي سجون النظام السابق ) لقد كان وجود مثل هذا الدكتور ضمن قائمة مرشحي الاخوان هو شئ لا يمكنني تفسيره الا ان المصلحة العامة و مصلحة المهنة ليست هي المحرك الاساسي للاخوان ... هناك حسابات سياسية اخري للاسف ... عندما واجهنا الاخوان في مجموعة دفعتنا كان ردهم الدائم - التبريري كما هي حالتهم لأنهم لا يخطؤون ابدا - ان القائمة غير ملزمة و من حق اي احد ان يرشح من يريد ... طيب لماذا من اساسه دعمتم مرشح بمثل هذا السوء و تقولوا انه ليس من الاخوان ؟؟؟ معظم المهتمين علي النت يطنطنون بأن هذا الختيار الناس و ان الشعب سينساق لصالح الاخوان في اختياراتهم ... بالطبع هذه مع كامل احترامي سذاجة ... لمن بتابع الاعداد التي ذهبت للانتخاب سيعرف انها اعداد زهيلة لا تمثل الشريحة الصيدلانية التي تخرج كل عام حوالي 10 الاف صيدلي- منذ حوالي 10 سنوات - من مختلف كليات الصيدلة المختلفة .... الانتخابات اولا عن آخر في كل محافظات مصر لم يهب اليها 15 الف علي بعضهم .... فالأغلب لا يزالون حزب كنبة ... لا يتحرك من مكانه , و من ذهب للاسف لا يعرف عن عبد الجواد او عن اي احد من المرشحين الا الورقة التي توضع امامه ساعة الانتخاب و يقال له اختار تلك القائمة .... و لثقته ان الاخوان ناس - بتوع ربنا - اكيد اللي هيختاروهم ناس كويسين ... احزن بشدة علي المسؤول في الاخوان علي من دفع بالشباب و الفتيات الغضين مثل الورد في الدعايا بكل قوة و حرارة لمثل تلك القائمة و انا اجزم انهم لا يعرفون شيئا عن ما يحدث في الكواليس ولا يعرفون من الاسماء اي احد الا انها اسماء قادمة من اختيارات ثقة .... بعد ما قلت , وجة نظري الشخصية انه من المفروض ان تكون النقابات للمهنيين فقط دون ان تدخل الايديولوجية السياسية في الامر ... لانه سينتج عنده متاجرة بقضايا العاملين في مجال ما لحساب المرجعية الاساسية للجماعة او للحزب , و لن تكون مصلحة العاملين هي المحرك الاساسي و لكن ستطغي مصالح اخري و اولويات ليست من بينهم مصلحة ابن المهنة ( كما حدث في موقف الادارة المركزية تصفية حسابات و المستفيد بالتأكيد ليس الصيدلي )


------------------------



ملحوظات لم اكن لأحزن لو كان الاخوان اختاروا لمنصب النقيب العام دكتور مثل احمد رامي ,انسان متمرس و لبق و هادئ و علي قدر من الحكمة و الحنكة في ادارة الامور , كما انه يفهم جيدا في مهنته و في اقوانين , بالاضافة لذلك انه من الاخوان ... الخبرة ليست هي من تتحدث الان و لكن الامر تحول الي شغل مصالح ... بعد مطالعتي للاخبار اجد ان محافظة الاسكندرية ليست في الخريطة و لم تقال اعداد المؤيدين و المعرضين الي الان في اي خبر ... و لكن ايضا نقيب الاسكندرية السابق ( الاخوان ايضا ) ليس بالشخص المقنع او الجدير من منظوري الخاص ... و لكني لن اتحدث عنه الا بعد تجربة حقيقية ( فما حدث معه لا يعتبر كوارث مثل كوارث محمد عبد الجواد ) و لكن لنري ماذا ستخبئه الايام لنا ....

الثلاثاء، يوليو 05، 2011

تعليقا ً علي فيديو القاتل الاقتصادي

اكتب تعليقي علي هذا الفيديو في مقال منفصل ( ليس بالطويل ) لاني اراه فيديو هام للغاية و لابد من ان نتناول مثل تلك القضايا بشئ من الاهتمام لانها لب مستقبل البلد ان اردنا ان نتحدث في مستقبل حقيقي للبلد بدل من المعارك الوهمية التي يشغلنا به زبانية الاعلام التافة ( بدء من دولة دينية و دولة مدنية و الالتفاف علي رغبة الشعب و الخوض في معركة الدستور اولا ً ) و ما الي ذلك من القضايا التي لا تبني حقيقة ولا اسلوب الدولة الذي لابد نقضي الوقت فيه الان لنشكيله و مطالبة من سيأتي بالعمل عليه ... ايا كانت خلفيته

هذا هو الفيديو :


من استعراضنا للنموذج الامريكي المذكور عن الهيمنة الاقتصادية يتضح التالي :

-------------------------------------------------------------------------------

* المؤسسات التي تزعم انها دولية لا تخدم في النهاية الا مصالح الدول الكبرى , من السذاجة ان نستشهد بتقارير البنك الدولي في التنمية الاقتصادية مثلا كما كان يفعل النظام السابق , لابد ان تكون جلية عمالة تلك الانظمة ( اعتقد ايضا ان قوات حفظ السلام الدولي كانت تلعب نفس الدور القذر علي المستوي الحربي في حرب البوسنة من تمكين للصرب من رقاب البوسنويين و في نفس الوقت قطع المساعدات عن البوسنويين )

*ارجو ان نضع الولايات المتحده في حجمها الطبيعي و الحقيقي , فالمتحدث يستعرض عدة تجارب لعدة دول كانت محكومة بديكتاتوريات شنيعة تابعة للولايات المتحدة و تحقق المآرب الاقتصاديه لها في منطقتها ... تلك الدول ارادت ان تخرج عن نطاق السيطرة و الهيمنة للولايات المتحدة في التبعية الاقتصادية , كانت ردود الافعال متباينة , ما بين محاولة اغتيال ناجحة في الخمسينات و تطور الامر في محاولة عرض الرشوة و ارشال الضباع كما يسمونهم ثم التدخل العسكري .. فهم ليسوا صانعوا التاريخ هم يعملوا و يحاولوا الاغواء ,و العيب علي من يستجيب لهم ( مثل آلسعود كمثال لحثالة العرب هم و مبارك فيما مضي ) و هناك من وقف امامهم و فضل الموت و هناك من وقف امامهم و استطاعت انظم الحراسة الشخصية ان تحميه ( صدام في البداية و لكنه لم يكمل اللعبة صواب للنهاية )

اي ان الولايات المتحدة يمكن الوقوف امامها , و ردود الافعال تجاها ليست واحدة ( ليست هي المتحكمة في اقدار الشعوب و مصائرهم كما يروجون دائما ) كما ان التقرير لم يذكر حالات دول اخري تمردت كليا علي الامر ... شافيز مثلا استطاع ان يصمد امام ما فعلته المخابرات الامريكية ... و تغلب علي الامر , ايران لم تقف عند هذا الحد بل قامت بها ثورة اخري اطاحت بالشاه و اعوان النظام الامريكي , و لم يستطيعوا ان يستخدموا القوة معها ... اهم مثال هو تركيا , تركيا كانت في بداية العقد الماضي 2000 دولة فاشلة و كانت ستعلن افلاسها االي ان تولي امرها حزب العدالة و التنمية .. القي بتوصيات البنك الدولي في اقرب صندوق للقمامة و اقامت نظامها الاقتصادي غير قائم علي اي معونات خارجية و ها هي الان علي وشك ان تسدد الدين العام لها و سوف تكون من اسرع الدول نموا اقتصاديا ً و كل هذا و هي تسير و تفرض ارادتها علي من حولها ... التحرر من التبعية الاقتصادية ليس دربا من المستحيل و لكن الفكرة ان يتولي الامر من يكون قادر علي التعامل بذكاء و دهاء مع كل تلك الضغوط و يمكنه مواجهتها بل و تحويل الامر لصالحه

الأحد، يوليو 03، 2011

لقطات من مصر بعد الثورة

لفت نظري منذ بضع ايام خبر منقول عن شاب عاصر هذا الامر بنفسه و كتب عنه - اثق في الاعلام الشعبي ما يكتبه الشباب في المقالات الخاصة بهم في الفيس او في المدونات اكثر من وسائل الاعلام التقليدية - كتب حازم كرم لطفي طالب بكلية الطب جامعة الاسكندرية , عن موقف عايشة من دكتور يدرس له في الكلية اسمه عمرو عبيد و هو من مراكز القوي في الكلية ولا يمكن لأحد ان يفعل معه شئ ... الموقف بإختصار انه في اثناء المرور علي جولات العملي كانوا في عنبر الحريم قسم الكلي ( لمن لا يعرف المستشفيات الجامعية التعليمية يذهب اليها الفقراء ليطلبوا العلاج فيها و في نفس الوقت يتعلم عليهم طلبة كلية الطب التابع لها المستشفي ) و كان حول مريضة منتقبة عدد كبير من الطلاب و تعامل معها دكتور عمرو عبيد ( اكرر اسمة بالقصد لان هؤلاء لا ينفع معهم الا التشهير و التجريس كي يكون عبره لمن نزعت من قلبه الرحمة ) بمنتهي المهانة و اهدار الادمية و سخر منها و من فقرها , و كان يتعامل مع المرضي و ذويهم بمنتهي الصلف و العنجية قائلا ً ان الناس دي مينفعش معاهم الادب ... بعد هذا الموقف صدم الطلاب من انه لم يتغير شئ بعد الثورة من سلوكيات من هم علي شاكلة دكتور عمرو عبيد , و مع ذلم لم يجرؤ احد علي ان يقف امامه

لم يمر يوم واحد حتي كتب الينا نفس الطالب الايجابي ( حازم كرم لطفي ) عن ما حدث للدكتور في الكلية فلقد تفاعل مع الموقف دكتور أخر في الكلية د. اشرف سعد , و عتذر للمريضة و اعتذر للعنبر كله عما بدر من الدكتور "المحترم" عمرو عبيد ...

( المسؤولين في الكلية أكدوا إن فعلا اتفتح تحقيق رسمي في الموضوع دا وهمّا متابعينه ومتحمّسين للقضية..والكلام دا من أساتذة ثقات ,العميد وجميع الأساتذة اللي كانوا مساندينا النهاردة إدولنا الضمان إن مفيش أي طالب ممكن يتأذى بسبب الموضوع دا.. والعميد طلب يقابل طلبة ممثلين عن الراوند والموضوع دا وهوّ مهتم جدا بيه , الدكتور عمرو عبيد قال النهاردة إنه مش هيدخل امتحانات للطلبة (شفوي- كلينيكال).. عشان مايبقاش في حساسية من أي شكل ) هذا الجزء نقلا عن التدوينة

------------------------------------------------

مررت بموقف مشابه منذ شهرين تقريبا ً حدث في مكتبة الاسكندرية ان كانت هناك ندوة مقرر عقدها في القاعة الاجتماعات الرئيسية و كانت الندوة معروف موعدها و مكانها منذ اسبوعين قبلها , ثم فوجئ الحضور بتغيير مكان الندوة ليكون في قاعة ضيقة تحت الارض لا تتسع لعدد الحضور حدث هذا الاستبدال للأماكن بسبب اقامة حفل تكريم ضباط الشرطة و اسرهم !!!! ( لا ادري بأي مناسبة ) و كان سيحضرها مدير امن الاسكندرية بنفسه ( لا اريد ان اطيل في المظاهر المستفزة للاحتفال من ورود جائت من كل حدب و صوب و سجاد احمر و ما الي ذلك مما لا يخرج الا للضيوف الكبار ) اعتذر المحاضر ان اعطاء المحاضرة ي هذا المكان الضيق , و عليه تم استفزاز الحضور من الشباب و قررت ان لا اغادر لان هذا لا يليق و لسنا في زمن ان يتم فيه تغيير جدول اعمال اي مكان مجاملة لبعض من الضيوف القادمين ... بقيت انا و من يرافقوني و ظننت ان الاخرين قد غادروا ( علمت انهم لم يغادروا فقط بقوا بالخارج حتي يمكنهم الحديث مع الضيوف القادمين لعرض احتجاجهم علي تصرف ادارة المكتبة برئيسها "المحترم" اسماعيل سراج الدين )

بعد كثير من الوقت و الوقوف و الحديث و فشل الامن ان يقنعنا بالانصراف من المكتبة , تم الغاء احتفاليه تكريم الشرطة و اعتذر مدير امن الاسكندرية عن الحضور و انه لم يكن يعرف الذي حدث ( فهذا خطأ الادارة في المكتبة التي لازالت تتبع طريقة التفكير القديمة ) و جاء اسماعيل سراج الدين ليعتذر بنفسه عما حدث و لكنه قوبل بما يستحق , و تم اخلاء القاعدة الاساسية لنا و دخلنا و كان المحاضر معجب للغاية بموقف الشباب و ما حدث و اثني علي الشبابو ايجابيته كثيرا ً ...

----------------------------------------------------------------------------

للوهلة الاولي و باستعراض المواقف الاولية يظن القارئ او المعاصر للاحداث ان ثورة مصر لم تقم و ان العقليات لا تزال كما هي و ان شيئا لم يتغير و ان و ان الي آخر تلك الافتراضات و لكن لنفكر معا ً في محاولة لتحليل الامر و ايجاد طريقة مثلي للتعامل معه .... فيما مضى كان الناس يخطئون , مثلما يحدث اليوم

و كان الناس ايضا يعترضون , مثلما يحدث اليوم ايضا ً

و لكن , هل تعامل المسؤولين مع الاعتراض يمر مثلما كان يمر فيما قبل ؟؟؟ بالطبع لا

لم تعد البلد تدار بطريقة ( قولوا اللي انتوا عايزينه و انا هعمل اللي في دماغي و اتخن تخين يوريني نفسه و هيعمل ايه )

بل اصبح الاعتراض و مراجعة الاخطاء تؤخذ بعين الاعتبار ( لا اريد ان اكون متشائمة و اقول ان هذا فتح باب ايضا للمتسيبين للدخول و التكتل ضد القانون مثلما يحدث في انتهاكات البناء علي الاراضي الزراعية و بعض التهريب الجماعي الذي يحدث للسجون , فهذا الجانب المظلم للأمر و لكن لنكن صرحاء لن يستمر خرق القانون هذا طويلا ً , ان شاء الله الشرطة ترجع تقوم بواجبها بعقليه جديدة تاني في القريب العاجل لتضع حد لتلك المهازل التي تنتهك القانون )

لم تقم في مصر ثورة دموية - اي اننا لن نزيل الطنام البائد من جذوره , لكن علي العكس تم قطع الرأي فقط و بقيت كل المنظومة الفكرية التي تسيطر علي الرؤوس و التي انتجت النظام السابق , لكن الميزة ان الشباب ( لا اعني السن , لكنها صفه حركية ... كل من ايد الثورة هو من انصار التغيير ان من العقول المرنة اي من الشباب ) انه تجاوز السجن النفسي و العقلي الذي كان يغل الجل الماضي و الذي كبله و جعله يتعقد ان الاستقرار حتي و ان كان مقابل الكرامة هو افضل , لا بأس من القليل من الفوضي من اجل مستقبل باهر نتجاوز فيه كل اخطاء و سلبيات الماضي .... لن نتجاوز هذا الامر في يوم و ليلة لاننا لم نستاصل اي رمز من رموز الفساد الماضية ... رجالات الاعلام و الصحفيين المنافقين لا يزالون في اماكنهم يطبلون للثورة بدلا من ان يطبلوا للنظام البائد , لم يتغير الا أقل القليل ... الميزة اليوم اننا ان اردنا التغيير فلن يضربوا برأئنا عرض الحائط , هذا يجعلنا امام تحدي حقيقي

فنحن - كل فرد من الشعب المصري - هم حماة الثورة , واجبهم عدم السكوت ان اي شئ سلبي يرونه و واجبهم ان يحشدوا الرأي العام تجاه الخطأ , حتي يمكننا ان نستأصل كل السلوكيات الخاطئة التي كانت تعج من حولنا ولا نقدر علي مواجهتها فيما مضى , لم يعد لدينا اي حجة ... بتلك الطريقة سوف يقدر للثورة ان تنجح , فآلياتها تختلف عن اي ثورة مرت و لذلك لابد ان نتعامل معها بطريقة مختلفة ... النفس

الطويل هو ما سيجدي و ان مللنا فلا نلوم احد الا انفسنا ....



-----------------------------------------------------------------------------

المقالة الاولي : الناس دي مينفعش ماهم الادب ( 29 يونيو 2011)

المقالة الثانية : ما حدث النهاردة بعد تدوينة "الناس دي ماينفعش معاهم الأدب" السابقة (30 يونيو 2011 )