السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
لا اصدق يا شروق , بعد عناء الطريق ... نحمد الله ان وجدنا وسيلة مواصلات مريحة في هذا المكان المقفر ... ر
****************************************
اعود لعدة ساعات الي الوراء كي نقترب من التفاصيل اكثر
كنت علي موعد مع صديقة الي و لكن تأجلت الخروجة كلها بسبب سوء الاحوال الجوية و عدم استقرارها , و قالت لي : الامر ليس بالاهمية فسوف اراك غدا ... الا تعرفي ان موعد جلسة النطق بالحكم في المحاكمات العسكرية غدا ... تعالي معي .. ما رأيك ؟؟؟ و كان لا يوجد عندي عمل يومها فقولت ... و ماله , سأتي معك ؟
اتصلت بي لتيقظني ,
الو ... سلام عليكم
و عليكم السلام
صحيتي ؟
نعم
اعملي حسابك .. لا تأخذي معك اشياء كثيرة لاننا سنخضع لتفتيش ذاني
حاضر
و هنترك المحمول في الخارج
نعم ... لما ؟ و لكن طيب
و يعني لو تقدري لا تحضري معك اي شئ لا لزوم له
حاضر
مثل مثلا ... ام بي فور ( لان عقوبة احضارة من 6 اشهر الي اربعة سنوات حبس ) و ايضا ... لا تحضري ورقة او قلم !!!!
لم اكن قد افاقت من نومي بعد و لكن بعد هذه الكلمة صرخت ...
ماذا ... الورقة و القلم ... حتي الورقة و القلم ... هي وصلت لهذه الدرجة ... لماذا ؟؟؟
قالت لي هذه هي التعليمات ... و الورقة و القلم لا يقل خطورتهم عن السلاح
و قالت لي احضري بطاقتك
و اغلقت
و يبدوا انها لم تكن تريد ان تخبرني الامر كلة ليلتها , .... و لكني اذا عزمت الي شئ و نويت له نية فلا احب ا ن اقف في منتصف الطريق ايا كان
فليكن ... انا لها
تقابلنا و ركبنا ... و كان الطريق طويل ومتعب و انتظار لمواصلات وصلنا اخيرا لمنطقة " الهايكستب " و هي منطقة صحراوية بعيدة عن عمار القاهرة حيث توجد المحكمة العسكرية
و لكن عند اقترابنا وجدنا مئات من الشباب (بلا مبالغة ) يسير في الاتجاه العكسي .... مما ينبئ بحدوث شئ
و وجدنا فتيات فسئلناهم . ماذا حدث ؟
الجلسة تأجلت ليوم 25 مارس - حسبنا الله و نعم الوكيل
نظرت انا و صديقتي لبعضنا و قولنا - لنعد
و لكن هيهات ... منظر الشباب و كميتة استحالة تجد وسيلة مواصلات ( ادمية - يعني دون وقوف ) فقولت لصديقتي ماالعمل ؟؟؟
انتظرنا فترة
و لم يطل انتظارنا -كنا تقريبا الفتاتان الوحيدتان , لان اغلب النساء يأتين مع عائلاتهم بسيارات او لديهن سيارات خاصة ... نادرا ما تجد فتيات محمسات-حتي وجدنا رجل مهذب يقترب و يقول في ادب : عربيتي تحت امركما لتوصيلكما لموقف العاشر او اي مكان اقرب
كنت غير مستوعبة لما يقول فلم اتعود علي الشهامة اصلا و هممت بالرفض و لكن هيئة الرجل و مظهرة قمة و غاية في الادب و الحياء و لم تطاوعني صديقتي في الرفض و عندما وصلنا للسيارة وجدنا ثلاثة فتيات اخريات - و لكن اتت صديقتان للشلة و ملأت السيارة - فلم نركب و شكرناه , وانا مذهولة من الموقف و قولت رجل طيب ولكن ليس هذا الطبيعي
و اصبحنا الفتاتان الوحيدتان ... و لم تمر لحظات حتي وجدنا رجل اخر يعرض نفس الامر بمنتهي الادب و الحياء ... و سار امامنا حتي وصلنا للسيارة و كان الجالس رجل عليه هيبة ووقار فالقينا التحية و ردها باحسن منها ... و كان يسير ببطئ ويقول لو رايتهم فتيات اخريات ارجو ان تركبوهن .. و عندما سرنا قليلا تنفست الصعداء و انا ماذلت غير مستوعبة للامر و مذهولة و قولت لا اصدق يا شروق فبعد عناء الطريق ... نحمد الله ان وجدنا وسيلة مواصلات مريحة في هذا المكان المقفر
و ما جعلني اجزم انني احلم ... هو انه و بعد فترة وجدت صاحب السيارة يتحدث في المحمول و وجدت زميلة ممن اوصلناهم يسئلونه " هو حضرتك عضو في مجلس الشعب ... قال لها ايوة يا بنتي معاكي الاستاذ عادل حامد مصطفي عضو المجلس عن دائرة السيدة زينب "
و لم اصدق ما سمعت !!!!!!!!!!!!!!!!ت
معقولة في مصر ... عضو مجلس الشعب يكون مثلة مثل بقية مخاليق ربنا و يوصل بنات لا يعرفهن لاقرب محطة للركوب منها !!!!! يعني انا عضو مجلس شعب أوصلني بعربيته !!!! 1
لم يسعفني الحظ اليوم حتي احظي بالتجربة التي كنت اريدها من مشاهدة المحاكمات العسكرية عين اليقين و لكني خرجت بتجربة جديدة نفسية ... هي ان القلم حقا قد يكون اخطر من الرصاص في قوتة ... و انني لا احكم علي اشخاص او فئة بعينها قبل ان اري تصرفاتهم بنفسي ... و ان اعلامنا مضلل لاقصي درجة
اريد ان انبه لانني لا يوجد لدي اي انتماء سياسي و انما مسلمة و مصرية فقط لا غير و ما اروية انما هي شهادة لابد من الادلاء بها .
----------------------------
1 و لكني تذكرت انه حدث منذ حوالي سنة اوصلني الاستاذ صبحي صالح موسي لمحطة المترو بعد ندوة عن موضوع التعديلات الدستورية و قد ارسل لي نسخة نشرتها و ايضا فوجئت انه عضو مجلس الشعب من فرط تواضعة و بساطتة !!!! ة