الثلاثاء، أغسطس 25، 2009

تأملات انسانية - عزيز قوم ذل

من اوراقي القديمة - كتبت في ديسمبر 2004

هذا انسب تشبية لحاله فئه غير قليلة من الطلبة ... انني اقصد طلبة الكليات العملية ( هندسة – طب – صيدلةو القطاع الطبي عموما ) فهم يصابون بنوع من الاكتئاب و القرف و الخنقة و اللامبالاه و يحدث هذا غالبا بعد امضاء العام الثاني في الكلية ... و نجد ايضا الطلبة متضايقة و لكنها لا تستطيع تحديد سبب معين للضيق... يتزامن مع حاله الضيق هذه حاله من الضياع و فقدان الهدف و يشعر امرء انه دون غيره هو الفاشل و اما بقيه من حولة فهم قد حددوا اهدافهم و يسيرون نحوها .


اعتقد ان سبب هذه الحاله يعود لسببين قد يكون احدهما ان الطالب لا يحصل علي تقدير عالي يتناسب مع ما بذله من مجهود في الدراسة ( لان الدراسه في هذه الكليات فعلا مهلكة ) او ربما يرجع لشعوره انه لم يعود الطالب المتميز المحبوب من جميع الدكاترة كما كان الحال اثناء الدراسة بالمدرسه ( فكل طلبة هذه الكليات كانوا اوائل في مدارسهم و في اغلب الاحيان يكون الاوائل متعددو المواهب و يمارسون انشطة بالمدرسة ان ان وضعهم كان دائما محط تقدير و اعجاب و احترام المدرسين و كانوا ينالون معاملة خاصة )


اما الان و عند دخول اوائل كل المدراس هذه الكليات اصبح من الطبيعي ان يكون هناك قله متميزة ( اوائل دفعات الكليه ) و اغلبية عادية و قلة تنجح و لكن بمواد ( المنحني الطبيعي لاي قاعدة بشرية مثل الذكاء : قله عباقرة اغلبة عادية و قله متخلفون عقليا )


لا ادري هل هذا تعليل سليم لما يشعر به طلبة كثيرون جدا و كنت اعتقد ان هذا شعوري وحدي حتي وقت قريب و لكن عندما تحينت الظروف عرفت ان هناك اشخاص كثيرين غيري يشعرون بنفس شعوري حرفيا .!


السبت، أغسطس 08، 2009

فتاه ...و فتاه

من الطبيعي في حياتنا الدنيا هذه انها مليئة بالازمات
و من الطبيعي ايضاً ان الازمات تكون بعضها خارج عن اراداتنا

و عندما توجد ازمة مفروضه علينا ولا يمكننا تغييرها بشكل او بأخر ( المرور بازمة وفاه شخص عزيز , او حال البلد و ما الي ذلك من الامور ) في هذه الحالة يكون التعامل مع الازمة فن حقيقي, لن اقول اننا سنقلل من تبعيات الازمة و لكن علي الاقل سوف نعيش حياتنا بطريقة اقل ايلاماً

مشكلة الارتباط و الزواج في بلدنا اعتبرها من اهم المشاكل علي الاطلاق لانها تؤثر في البداية علي بنية الانسان و تحرمه من ابسط اساسيات حقوقه الانسانية , و ليحاسب الله كل ن هو مسؤول عن وجودها , و للاسف الشديد توجد هذه ازمة فقط في الطبقة الوسطي التي تكاد تنقرض في العقود القادمة (( او لصورة اكثر تفاؤلا سيقل كثيرا عدد المنتمين لهذه الطبقة في المستقبل )) فعملي في المناطق شبه العشوائية الفقيرة , جعلتني احتك بهم و اري انه لا توجد فتاه غير متزوجة ايا كانت, بداية من سن 20 او 19 سنة , و لكن ان تعمقنا قليلا ً .... سنجد ان اغلب الفتيات يتزوجن من عدمين , عاطلين , او ازواجهم تخلوا عنهن بالهجر او الطلاق او ما الي ذلك ...

اذكر في مرة فتاة جائتني في الصيدلية و هي نحيفة و شاحبه للغاية و تقول انها تشعر بهبوط و توشك علي الاعياء , و عندما سئلتها هل أفطرتي ؟ قالت لي نعم كوب شاي و سيجارة !!! قولت لها هل اكلتي طوال اليوم ,فقالت لي ثلاث سجائر طوال اليوم .
نظرت اليها بحيرة , قالت لي امس كانت ليله دخلتي ! قولت لها و اين زوجك ليصحبك للطبيب ان كنت تعبة منذ امس , قالت لي لا يوجد مال قلت لها ما عمل زوجك ,,, قالت علي باب الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! طبعا زيجة مثل هذه لا استبعد ان ينتج عنها اطفال شوارع و ما الي ذلك .ك

هذه عينة من الطبقات الدنيا التي لا تجد اي معاناه ولا اي مشكلة في ان تتزوج

اما الطبقات العالية و المقتدرة ماديا ً , فتري ان الزواج تكاليف و تعب و مسؤولية بدون داع ولا طائل تحتها , فاعرف حالات لشباب متيسر الحال جدا و يعمل و عنده العربية و ان اراد ايجاد شقة سيجدها منذ الغد , و لكن منطقهم في التفكير يقول انه لي صديقة في العمل او في النادي او في اي مكان - صديقة هذه تقال لاضفاء شئ من الاحترام و لكن المعني اعتقد انه واضح - و والدتي تلبي لي كل متطلباتي المنزلية و اعمل واعيش حياتي مع الاصدقاء من سفر و خلافه ...فلماذا الزواج ووجع القلب و تحمل مسؤولية غير ضرورية ؟؟؟

هذه عينة اخري من الطبقات العليا التي لا تجد اي معانا ولا مشكلة في الزواج و لكنها لاسباب مختلفة تعزف عنه

اما في محيطي , فاعتقد ان الامر فعلا صعب للغاية , و تكمن الصعوبة عند الفتاه - و هذا ما سأتحدث ليس لعقده ما ولكن لاني اعرف اخبارهم اكثر من الفتيان - فالمشكلة لها عده محاور
اولاها ان الفتاة لن تعمل و تجتهد في العمل حتي تكون نفسها و تستطيع الظرف بالعريس , عكس الرجل الذي كلما جد في العمل اصبحت عنده الاساسيات التي تؤهله للزواج .
ثانيها ان الفتاه لها عمر افتراضي محدد - و غالبا تكون المراة ام العريس او نسوة المجتمع - هن من يحددن هذا العمر الافتراضي لسن الزواج للفتاه و غالبا ان تخطته تقل فرصتها جدا و ان لم تنعدم لان كل شئ بيد الله اولا و اخيرا و لكنها تقل جدا . بعكس الرجل الذي لا يعيبه الا جيبه من المنظور المادي السائد للاسف , و هذا التصور غالبا ما نجده منحوت في اذهان اغلب الناس بسبب المرأة , المرأة الحما ام العريس التي تظن و تعتقد ان الفتاه كلما صغرت كلما كانت صالحة للانجاب , تختذل الامر كله في علاقة جسدية مادية بحتة - ولا انكر اهميتها و لكنها ليست الركيزة الاساسية و الا ما فرقنا عن الحيوانات شئ - او المراة الفتاه الصغيرة ذات نفسها التي تظن ان ل قيمتها في الحياة هي الايقاع بالعريس و ان تتغندر و تلبس ما لا يلبس في الشارع و اعتقد ان هذا فكر اغلب الفتيات الصغيرات الاتي اصبحت يرتدين ملابس لا تناسب الشارع ابداً
ثالثها ان هناك مأساه نفسية مهمة جدا و هو ان المرء لو تعرض لنوع من القهر و الفهم او الفكر المغلوط - و ان كان قد عاني هو بنفسة من جراء هذا الفكر او الفهم - في مرحلة من مراحل حياته سوف يقوم بهذا الامر و يمارسة علي الاخرين ان تحينت له الفرصة , ففتاه كانت تظن انها لن تتزوج لان العمر مر بها و عندما اكرمها الله بزوج كانت تتحدث عن فتاه اخري عبرت الثلاثين و كانت تعيش حياتها و غير مكترثة بالامر و قد اكرمها الله بجوازة سقع . و عند الاستفسار عن مخيلتها للجوازة السقع قالت انه غني و عاه فلوس و بصلها علي الرغم من انها عدت التلاتين !!!! يعني اختزلت السعادة في المال و انكرت علي فتاه ان يأتيها صاحب المال فقط لانها عبرت الثلاثين علي الرغم من انه لم يمر بها وقت كانت من عداد منتظري العريس او تعتبر نفسها بلا امل .

ظروف البلد من الناحية الاقتصادية اصبحت فعلا صعبة و خاصة مع احتكار الحديد من حوالي عقد فقذت اسعار الشقق و اماكن السكن بشكل مهول , و طلت علينا مشكلة تأخر سن الزواج و خاصة لدي الفتيات ..... هذه حقيقة , لابد من التعامل معها علي الرغم من قسوتها , و التكيف معها و بعض التغيير و المرونة ان لزم الامر حتي نستطيع ان نعيش و نستمر في حياتنا باقل الخسائر النفسية الممكنة

هناك من استطاعت ان تتأقلم مع حياتها , و اهم شئ في رأيي في هذا التأقلم تغيير الفكر .. . نعم.... فاغلبية الفتيات يظن - بوعي او حتي و ان انكرت هذا و لكن ظهر هذا في كل كلامها و افعالها - ان قيمتها و قيمه حياتها لا تكون الا ان ارتبطت بالزواج من شخص ما . و تضخم اي كلام من اي احد قد يقال و تسقط في دائرة الحزن للا متناهي , و حتي و ان مارست بعض الانشطة فهي لا تمارسها بهدف افادة نفسها و الناس فعلا و ان تستشعر بقيمة ما تفعله و ان الانسان فيمته الحقيقية في عمله و ما يجيد من اعمال و فكره الذي يطبقه في حياته , و لكنهم يمارسون الانشطة و اي هواية كنوع من ممارسة الانتظار , فهي في النهاية حتي و ان مارست انشطة انما تمارسها تتضييع لوقت حتي تأتي لحظة ظهورها الحقيقية عندما تتزوج و ترتبط بشخص ما فهي دائما شخصية مهزوزة لا تنبع ثقتها من نفسها و لكن من انسان ترتبط به و تتزوجه , و من مظاهر عدم الثقة بالنفس عدم التفاعل من الاخرين بحجة ان الناس كلها شريرة و سيئة , للاسف التربية القوقعية التي تحبس الفتاة داخلها جعلتها تظن ان العالم الخارجي عبارة عن وحوش كاسرة لا قبيل لها بمواجهتهم و هذا اتٍ من خوف الاهل عليها منذ البداية ان تتألم من الخبرات و نسوا الانسان لن يكتسب ثقة الا من التعامل مع الناس وان التعلم لا يأتي بمجرد النصائح و لكن من التفاعل الحقيقي مع الناس بكل مواقفهم - الايجابي منها و السلبي - و نسي هؤلاء الاباء و هؤلاء الفتيات ان العالم سيظل به الاخيار كما به الاشرار و لكن هناك غية و هواية عند البعض في ان تتصيد الاسوأ و تركز عليه و تتجاهل الجيد و تزعم ندرته .
مشكلة قلة الخبرة و التعامل بشكل عام ان الانسان ينمو و يتطور نفسيا بشكل يتواكب مع نموه العمري , لكن هناك فئة ليست بالقليلة لازالت تعيش في طفولة او مراهقة نفسيه علي الرغم من مرور سنوات كثيرة من عمرها فيصبح عند الانسان ما اسمية بالتخلف النفسي ,و من سمات هذه المراهقة المتأخرة توهم الوقوع في الحب من اول كلمة و اول تعامل ,و توهم ان الاعتياد هو الحب و الخوف من الصدمة في الحب !!! و لم تضع نفسها في موقف من يتعامل بعقله اولا ثم يقرر , بل وضعت نفسها دائما في موضع المفعول به و ليست الفاعل .كما ان من توابع قلة الخبرة و التعامل هو قله او انعدام الثقة بالنفس فتؤخذ كل كلمة من كلام الناس - حتي لو قيلت بحسن نيه او بسذاجة و خاصة من كبار السن - علي انها مسلمات و تزعزع ثقة الانسان بنفسه و انه ليس اقل من اي احد قط .

بمناسبة ان الشئ بالشئ يذكر - التخلف النفسي - هي حالة يمر بها بعض الرجال ايضا و لكنها تتركز في مرحلة الطفولة , فتدلل الام الابن الحيلة حتي يتحول ان كل شئ في حياته مطاع و مجاب و يريد من الزوجة ان تتعامل معه من هذا المنطلق و يتهرب من اي مسؤولية تسند اليه و تتحول مهمتة في الحياة الي الاخذ فقط دون العطاء . طبعا ليس كل الرجال مفتقدين للرجولة و لكن هناك حالات ليست بالقليلة بها هذا الداء .


اما من استطاعت ان تتأقلم مع وضعها - الذي اصبح وضع متنشر جدا - فتعاملت مع الامر بنوع من الايمان و انه ليس ذنبها ما تعانيه , و لم تركز عليه او توقف عليه حياتها و لم تجعل حياتها نوع من الانتظار و لكنها امنت بما تفعل , من عمل بل و انتسبت لكلية حتي تحسن مستواها العلمي , و مارست الهوايات النافعة و الرياضة ليس بغرض ممارسة الانتظار و لكن بهدف اصقال شخصيتها و اهتمت بمظهرها و عدلت من وزنها الذي كان زائد او ناقص ووصلت لشبه الوزن المثالي , لانها امنت بنفسها و ان الله خلقها انسان صحيح و عاقل و لم يخلقها جماد او حيوان فعليها ان تستغل هذه الفرصة التي لا تتأتي لكل المخلوقات كما انها لازالت في ريعان شبابها فلما تضيع اجمل سنوات حياتها و سوف نسئل عن العمر؟؟؟ , و كانت تحاول تطبيق الفكر الذي تؤمن به في ابناء الجيران وابناء اقاربها , فكانت ترعاهم عند اضطرار غياب الام عنهم و تحاول ان تحكي لهم حكايات و تبث فيهم القيم لانها مؤمنة ان الطفل استثمار هام للمستقبل , لم تكن تنظر للاخريات التي وفقهن الله للزواج بنظرة حقد او حتي غيره , و لكنها كانت مؤمنه ان لكل انسان نصيبه و رزقه ان هذا قدر محتوم ولا يوجد فضل لمن هي متزوجة عن غيرها و هذا جعل نفسيتها اصح و تتمني الخير للاخرين ربما اكثر مما تتمناه لنفسها , و لم تدخل في دائرة اكتئاب او غيره و لم يؤثر كلام الناس بها و لكن علي العكس , تعيش حياتها حقا بكل انطلاق و تفاؤل تأخذ كل شئ ببساطة و انها لا يجب ان تعكر مزاجها من اجل عقليات اقل منها و ان الكلمة لا تلزق :) و كانت تتفاعل مع الاخرين حتي تزيد من دائرة المعارف , و لا تكترث بتعليقاهم و ليست مثل الاخريات التي تنطوي تماما ً لان تأخر سن زواجها تعتبره عيب و لكن في نفس الوقت تتفاعل و هي واثقة من نفسها ولا تنتظر تعاطف من احد حولها فهي تعتبر هذا نوعا من الاخذ بالاسباب و لكنه ليس السبب المباشر في الزواج , فنحن نفعل اقصي ما نستطيع و لكن ليس فعلنا هو ما يجعلنا نكسب و نحصل الرزق ايا كان , و تقارن حالها - و تحمد الله عليه - بحال الكثير من المتزوجات الذين تزوجن من اجل الزواج فقط عملا بالقاعدة العتيدة النحاسية " ضل راجل ولا ضل حيطة " فوجدن ان ضل الحائط ترف محرومات منه في ظل ضل هذا الرجل الذي لا يملك من الرجولة غير النوع فقط , و يعانين في زواجهن اشد انواع المعاناه و يعشن في ذل ابدي و مطلوب منهن ان يصمتن لان المراة - في ظن الاغلب الاعم من الناس الذين تحمل هم كلامهن بشكل غريب - هي المسؤولة عن ازدهار او خراب المنزل حتي و ان كان علي حساب كرامتها و راحتها و هناك في بعض الحالات ابناء يتعذبن معها ايضا , فهي تحمد الله علي حالتها الافضل منهن الف مرة . و حتي و ان تقدم اليها احد ما لا تنجرف في عواطفها , بل تفعل عقلها في معرفة هل هذا الانسان يصلح لي ام لا ؟؟؟ ووجهة نظرها ان المشاعر لها وقت و نحن بشر في النهاية و ان ارتاح العقل للاختيار فسوف يرتاح القلب و لكن ان تركنا للقلب حريته دون تحكي عقلنا اولا فلن ينوبنا الا الشقاء العقد و الحياة قاسية في حد ذاتها و لا ينقصها قلب مجروح . عملها و كثرة احتكاكها بالناس اعطاها ثقة في نفسها بلا حدود

ادعوا الله ان يريح عقل و قلب الجميع و لكن ان كان القدر به اشياء اخري فلنحاول ان نتأقلم علي الوضع و نتعامل بشجاعة و بساطة و الله المستعان !

-----------
الشخصيات التي اتحدث عنها قد تكون حقيقية و قد تكون خيالية , و اي تشابه بينها و بين الواقع قد يكون مقصود او غير مقصود , و مثلما قيل " اللي علي راسه ......."ر