الثلاثاء، فبراير 22، 2011

تعليقا ً علي الوضع الحالي ... الحرج

الرؤي او التعليق علي الاحداث الجارية لم يكن من هواياتي لكن فعلا الامر اصبح علي المحك و الرأي العام فعلا للمرة الاولي اصبح فاعلا ً بشكل لم يكن مطروحاً فيما سبق ...

لم تكن هذه الثورة لتنجح الا بتعضيد القوات المسلحة لها ... هذه حقيقة يعرفها كل من ثار و خرج في كل مكان في مصر ... خشى البعض ان يتكرر سيناريو ثورة يوليو العسكرية ..,.. ان يستخدم الجيش الناس او يهادن الناس او يستغل سذاجتهم او فرحتهم او رغبتهم في التغيير و سأمهم من النظام السابق هذه الثورة لاهداف خاصة له او مصالح خاصة او للالتفاف عليها ...

بالطبع لابد ان نتعلم من التاريخ و من لا يقرأ تاريخه لا يفهم حاضره ولا يصنع مستقبله ... لكن علينا ان لا تكون حبيسي التاريخ ايضا ولا نتعامل مع الواقع بمعطياته الجديدة حتي لا نغرد في الماضي كما وقع بعض التيارات في تلك الاشكالية

لاول مرة في تاريخ الدولة الحديثة ان الشعب برأيه العام يكون له دور فاعل و اساسي وواضح في تسيير الاحداث ... لم تجرى الدراسات لمعرفة كيف تحرك شعب بثقل و عدد مثل الشعب المصري رغم كل التغييب و عوامل الافساد فيه ... لكني اثق ان الكتله الحرجة او كما اسمته صديقتي سارة عبد الله في مقال قديم لها ( نصاب الثورات ) اي الكتلة الحرجة القادرة علي تحريك ثورة و الاذ بالاسباب الحديثة و معطيات العصر ... و هذا لم يكن موجودا في احداث يوليو 52 باي حال من الاحوال بل كان الشعب متفرجاً دائما ً و يستوعب ما يقدم له و لكنه لم يكن ( علي مستوي الكتله الحرجة ان النصاب ) لم يكن قادراً علي تقويم و تعديل مثار الثورة لانه لم يكن هو من قام بها ... فاليوم الشعب فاعل اساسي و لكن امس كان الشعب مجرد مفعول به او علي الاقل طرف خارج لعبة الحسابات ... ولابد ان نضع الف خط تحت فاعل اساسي و ليس مجرد متفرج .

نقطة اخري و هي ان زعماء ثورة يوليو كانوا من الشباب حديثي السن ... عندهم رغبة في القيادة و شهوة السلطة لازالت تداعبهم .... لديهم احداث مثل احتلال فلسطين منذ اربع سنوات ( حدث حاد اصاب الجميع بصدمة ) و الرغبة في الوحدة العربية كانت لائحة في الافق جعل انفعال الضباط الاحرار آن ذاك حاد هو الآخر ... اما اليوم كثرة الاحداث التي قزمت دور مصر بشكل مزمن ( لان تراجعها لم يكن معركة حادة و لكنه تراكم سنوات كثيرة ) جعلت التفاعل ايضا ً من قبل ضباط كبار في جيش غير لائق ابدا بحجم و مكانه دولة مثل مصر ,اضعفهم مبارك بشكل مقصود و ازال من صدر منه بادرة ثورة علي الاوضاع الراهنة ( مثل ابو غزالة حينما فكر ان يستقل في تصنيع الاسلحة مثل الرصاص في الخفاء و لم يلتزم بنصوص الاتفاقات المبرمة من انه لابد علينا ان نعتمد علي الغرب بشكل كامل في تسليحنا ولا نستقل بتلك الصناعة الوطنية ) جعلت تفاعلهم مزيج من التأني البطئ و الحذر و الرغبة الحرفية في الالتزام بالقوانين و التأني حتي لا تخرب مصر اكثر مما هي عليه ( اعتقد ان التباطئ في اجبار القوات المسلحة حسني مبارك علي تنحيه جاء من عدم السرعة في اتخاذ القرارات ) و اعتقد ان كل ما سبق من صفات الي جانب كبر سنهم النسبي ... يجعل هناك نوع من الزهد في المناصب ... مع اقرارنا انهم اناس شرفاء ليسوا ملوثين نفسيا مثل الشرطة ...

اعتقد ان القوات المسلحة ذاتها لا يعجبها ولا يرضيها ما كان يحدث في البلد و خاصة ان هذا النظام اضعف من قدرات القوات المسلحة و الاعدادات العسكرية و التصنيع الحربي ... و لكنها تحت ضغوط معينه ولا ننسى انها كانت جزء من النظام السابق و الحمد لله انه كان الجزء الاقل تأثرا بالفساد الموجود ...

قطعا هناك ما يحدث في الكواليس مما لا نعرفه ... فلا اعتقد ان امريكا غافلة عن الامر او ما يحدث خاصة في دولة بحجم مصر ... فمن يعرف السياسة جيدا هي لا تقبل بالنوايا الحسنة و لكن هناك دائم معطيات و مصالح تؤدي الي نتائج .... و لكني لا اعتقد ان اي شخص من امثال ابراهيم عيسى او هيكل هيكونواى عارفين اللي بيحصل لانهم ببساطة مش في التشكيل الحالي اللي بيجري و يعقد الاجتماعات و المباحثات ... ايقل كل منهم استنتاجاته لكن الافتراء او توقع اشياء و استنباط اشياء و التعامل معها علي انها واقع صراحة بتعمل بلبلة ما بعدها بلبلة ... لهذاالسبب توقفت تماما ً منذ فترة عن التفكير بعقلية ( النتيجة من الكنترول و قبل الظهور ... هي بترضي شعور اغلب المصريين ان لديهم نفوذ و يمكنهم الوصول لما لا يستطيع احد الوصول اليه ... لكن في الوقت ذاته الامر دا بيحدث كثير من البلبلة في غير محلها )

هناك حتي هذه اللحظة التزام حقيقي لمسته بنفسي من الجيش في ادارة البلد ... اعتقد ان مهمة حفظ الامن جزء من تلك المهام المنوط بها الجيش ... و لنا ان نعرف ان تعداد الجيش اقل من تعداد الشرطة كأفراد تنفيذية ( لا يوجد لديهم مخبرين ولا امناء شرطة علي سبيل المثال - ناهيك عن الهيكل الاداري للمرور و التراخيص و بطاقات و السجل المدني فكان تعداد من يعمل بالشرطة مليون و مئتان الف علي اقل تقدير ) و مع قله عدد الجيش نسبيا و كثرة المهام الملقاه علي عاتقه ... لان الامن جزء من تلك المهام و ليس كلها ... اصبح هناك مسؤولية ضخمة ملقاه علي عاتقه ...

البلد ان شبهناها بشكل بسيط للغاية كأنها قائمة علي عشر اعمدة ... من تلك العشرة ستة فاسدة ... من العبث ان نريد ازالة الستة اعمدة الفاسدة في وقت واحد ... سيحدث ميل وانهيار لا محال ... و لكن علينا القيام بعملية احلال و تبديل جزئية ... نزيل واحد فاسد و نضع واحد اقل فساد ... نزيل اخر نضع اخر ... حتي تتم عملية الاحلال و التبديل دون سقوط الهيكل الاساسي للبناء .. و بمرور الوقت و صلاح المناخ ( صلاح المناخ هذا سأتحدث عنه لاحقا ً ) سيتم احلال الاقل فسادا بكفائة حقيقية ستظهر في السنوات المقبلة عندما تأخذ الاوضاع تدريجيا في التحسن ... لانها ستخنق الفساد

صلاح المناخ الذي اعنيه هو ان الناس اصبحت علي ثقة بنفسها و انها قادرة علي التغيير ...و لن تسكن علي وجود الظلم و سوف تذهب للتصويت في الانتخابات و ان تم التزوير فسوف يثور الناس ثورة دمويه هذه المرة ... حالة الاحتقان عند الناس لن تهدأ الان ... هذه نقطة فاصلة لم تكن موجوده فيما قبل و اصبحت جديدة علي الساحة ولابد من ادخالها في الحسابات من الآن فصاعداً ... اصبح الرأي العام مهم و اصبح خدمة الناس بصدق هو ما يجدي بشكل حقيقي ... و اعتقد ان تلك النقطة - الصدق مع الناس - هو ما جعل هناك قبول للجيش في حين فشلت الشرطة ولازالت تكرر سيناريو الفشل بشكل ذريع لانها لا تنتهج الصدق الذي هو اول طريق تحقيق المكاسب مع الجماهير ...

----------------------

قبل أخذي للاجازة الحالية كنت اعمل في مستشفي اعرف ان مديرها مفسد ... لم اري بالطبع مستندات و لكني اسمع كثيرا عن عدم العدالة في توزيع المال و تفضيل البعض علي الاخرين و مجاملة وزير الصحة و فريق من مستشفي دار الفؤاد علي حساب المرضي ... حاولت ان اسئل كيف يمكنني ان احصل علي اي شئ يدينه وجدت ان الطرق مغلقة تماما خاصة اني كنت جديدة نوعا ما و كان الخوف يكبل الجميع خاصة الحسابات ... كما ان عزل بعض الادارات عن بعض جعل كل ادارة لا تدرك الخطأ الذي تفعله الا لو استطعت تجميع الصورة من فوق و تتبعها بشكل مستمر و بمساعده الجميع ... تم طرد هذا المدير بشكل مهين للغاية لانه كان يتجبر في الارض ... و تخيلت اني لو مسكت ادارة هذه المستشفي ... كيف سأديرها ؟؟؟ كيف سأضمن ولاء من يعملون تحت يدي ؟؟؟ كيف سأتتبع قضايا الفساد الكثيرة الموجودة ؟؟؟؟ وجدت ان الامر فعلا ليس سهلا تماما خاصة انك تتعامل مع كادر جديد عليك لا تعرف خباياه وهناك مراكز قوي سأخذ وقت كي اقضي عليها بشكل لا يديني انا شخصيا

اعتقد ان هذا الحال هو حال القوات المسلحة ... كانت بعيدة تماما عن خفايا الدولة و لكنها وجدت نفسها في موقف تسيير الاعمال ... لا التمس لهم العذر في البطئ و لكني لا اريد تحميلهم بأشياء و قرارات يستجيبون لها بدون دراسة بشكل عشوائي فقط لارضاء الرأي العام

من الكلمات القيمة التي قيلت ان اي قرار بدون دراسة سوف يؤدي الي كارثة ... قد يكون تعيين يحيي الجمل كنائب لرئيس الوزراء هي الخطوة الاولي كي يمسك يحيي الجمل رئاسة الوزارة بعد ما يكون قد فهم كل ما يحدث و كيف يتم تسيير الاعمال ... خاصة ان هذا المنصب كان شاغرا لفترة و لم يتوله احد .. فلماذا تولاه هو في هذا الوقت ؟؟؟ قد يرد علي البعض بان فيما مضي كان الرئيس يعين رئيس الوزراء دون ان يتمرن رئيس الوزراء هذا ... ربما و لكن قد يكون وجود الرئيس نفسه هو ضمان لعدم تسيب و بلبلة الامور ... و هذا ما لا يريده المجلس العسكري و اعتقد ان تلك الاشارة كانت في ضمن الكلام عندما قالوا ان الحكومة الحالية لن تكون هي ما تدير البلاد وقت الانتخابات ...

حرص المجلس العسكري علي تطبيق القانون - حتي لو كان قانون اعرج - هو بداية انشاء دولة قانون حقيقية ... يمكننا نعديل القوانين و تقديم لتقويم القوانين العرجاء فيما بعد ... قد تكون هناك بعض الضغوط من ناحية او اخري في عدم اسباغ الصبغة الدينية

في التعامل طالما كانت هذه هي فزاعة الغرب و بعض المصريين المتأثرين ببعض افكار الدولة القديمة ... لنتعلم لغة الواقع و لنتعامل بمعطياته ... ولقد اعجبني موقف الاخوان للغاية عندما اشتركوا في الثورة كمصريين لا كأخوان ... اتمني ان يستمروا علي ذلك لانه سيحقق المصلحة و الفائدة للوطن لان الاولوية الاولي التي من المفترض ان تكون - و هو ما وجدته صراحة في التظاهرات الاخيرة - هي خدمة الوطن و اعلاء شأنه لا خدمة الجماعة ... عندما تتغير ثقافة الناس ببطئ يمكنهم ان يقولوا ما يشاؤون ...

لكن المعظم الان غير مؤهل لذلك

يجب ان نثق في انفسنا اكثر من ذلك ... حشد المليونيات - و هو ما تأكد في جمعة الاحتفال - اصبح شئ ليس بعيد او صعب ... الارادة الشعبية اصبحت لاعب اساسي في الحاسة السياسية الان ... سيتم تحديد بعض النقاط في الوقت الحالي و ان لم تنفذ سيكون هناك مظاهرات مليونية حتي يتم تنفيذ جميع المطالب ...

لن تتغير البلد في غمضة عين ... المرحلة الانتقاليه ستكون عامان الي ثلاثة .... و بدء قطف الثمار ان بدأنا في الزرع جيدا سيكون بعد عشر اعوام ... لنثق بأنفسنا و نستمر في التوعية و الايجابية و العمل علي المشاريع النهضوية التي تحفظ لنا روح الثورة داخل النفوس بل و تنشرها ... و لتمارس الضغط الابيض من خلال المليونيات ان لم يتم تنفيذ ما نريد في وقت معقول ... و الله معنا .


الخميس، فبراير 17، 2011

ارهاصات ما بعد الثورة

لله الحمد صمد من قاموا بالثورة تجاه المعارك الاعلامية الشرسة التي كانت تحيط بهم و كانت تسلط الاهل عليهم في المقام الاول ... و ما ان نجحت حتي اصبح للثورة الف اب و الف مؤيد و كلنا نعلم من الكاذب من الصادق ...

ما يقلقني حقا ً الان ليس الاستمرار في التظاهرات او كل ما يمكن ان يستجد علي صعيد تصعيد الاحداث ... ما يقلقني ان طول بقاء نظام مثل النظام البائد في الحكم اورثنا جيل من الافاقين في كل المجالات ... الا من رحم ربي بالطبع .... المدير السئ يجتذب حوله ليس اصحاب الكفائات النزيهة و الشريفة و لكن من يجيد التلاعب و تسليك و تخليص المصالح فاصبحت سلسلة لا متناهية من الفساد و الإفساد و تفريخ الفساد علي كافة الاصعدة ... كم مرة حدثت ان تم التضحية بالكفائة العلمية في التعيين في الكليات في سبيل مجاملة دكتور في ابنه الفاشل او حتي و ان لم يكن فاشلا و لكنه اقل كفائة من زميله المجتهد عديم الواسطة ؟؟؟ كم مرة تخطت ترقيات اناس شرفاء مجتهدين لصالح زملائهم فقط لانهم يجيدون تملق المدير و مسح الجوخ و الاستعداد للتنازل الاخلاقي و المهني في سبيل رضا المدير ؟؟؟ قس علي ذلك كل المجالات .. الامر ليس وليد امس او العام الماضي و لكن تلك السلسلة اصبحت متأصلة في مجالات عديدة حتي اننا لنجد اناس كثيرين دون المستوي ووصلوا الي مستوايات قيادية و لا ادل علي ذلك من رؤساء تحرير الصحف العريقة في مصر التي اصبحت صحف صفراء علي ايديهم ..

ما فعلته الثورة في رأيي هو انها اوقفت فقط تلك الدائرة العينة من توريث و تجذير الفساد في جميع المؤسسات ... لكننا نواجه الان بتحديات شديدة للغاية ....

بعد ان اوقفنا دائرة توريث الفساد ... كيف يمكننا ان نستعيد السيطرة علي مؤسسات الدولة دون ان تلاحقنا اذناب النظام القديم المنتفع من بقاء مصر في هذا المستنقع العطن الذي يشجع الباكتريا الضارة فقط علي النمو و يقتل كل نبات صالح ؟؟؟

ان سلمنا ان الكفائات الموجودة لن تكون هي المؤهله لقيادة مصر لعبور تلك المرحلة و اننا بحاجة الي قيادات جديدة من الشباب الذي هو نحن ... كيف يمكن للشباب الدخول و اكتساب الخبرات دون ان يتم تلويثهم بالآفات اللعينة الموجودة في ما تبقي من النظام السابق ؟؟؟

هذه الثورة جعلتي اؤمن بفشل سياسة الاصلاح من الداخل و علينا ان نبني بيت علي اساس سليم من اول و جديد ... ولكن كيف يمكننا دون ان تحدث فجوة انتقال المؤسسات من جيل الي جيل و من نظام الي نظام افضل خاصة ان المعظم لا يريد الصبر علي التغيير بل يريده حالا ًو الآن ؟؟

لست متشائمة و لكني اتشارك بعض الافكار التي تجول في رأيي و اعتقد ان هذا هو اكبر تحدي امام شباب ا لثورة الحقيقيين ... المؤمنين بها منذ البداية ... المدركين لحقيقة هذا النظام الافاق المضلل... و لم تزعزعهم الحرب الاعلامية الشعواء التي قادها هذا النظام البائد ... و التي اثرت علي كثيرين للاسف

ما كان احد يتوقع ان يحدث ما حدث .... الحمد لله عون الله كان معنا و هو لن يتركنا , فقط لنبذل اقصى ما في وسعنا و الله المستعان

-----------------------

معظم الناس يبتهج بميلاد المولود الجديد ... يأتي الجميع ليبارك و يهنئ الاسرة ... ينسى الجميع كم كانت الولادة صعبة ... و حين ينتهي الاحتفال ينصرفوا الي بيوتهم مسرورين و يعودون الي حياتهم ... دون ان يخطر ببالهم ان هذا المولود قادم الي الدنيا بمسؤوليات ضخمة يحتاجها من الرعاية و العناية الفائقة من الابوين حتي يكون طفل سليم و مواطن صالح بعد عدة سنوات .


مقارنة بين سلوكين متشابهين

كتبت هذه المقالة يوم 3- فبراير - 2011

----------------------------------------------------



اعرف ان هذا ليس وقت الكلام ولا الفلسفة ولا التأمل

و لكنه تقريبا طبع

لمن يتابع الاحداث في مصر في الفترة الماضية

يعرف ما اتحدث عنه

و لكن لمن لا يتابع او ان كانت هذه مقالة للتوثيق

بإختصار مخل الوضع عبارة عن محاولة تقزيم لعملاق

مصر عبارة عن دولة عملاقة بكل المقاييس

سواء من عدد السكان او الموارد البشرية او التنموية او الموقع الجغرافي او الحضارة و التاريخ

حدثت بها عمليات افساد و لكنها كانت افساد بعدم احتراف ... فكانت كفيلة بانهيار النظام و ضجر الناس بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث للوطن العربي

لا ننسي ان نموذج الشقيقة الغالية تونس كان الرياح التي اذكت الجمار لتتحول لنار و اعطت امل للشعب البائس الراقي ان هناك امل في التغيير

تغيير القطط السمان الذين ينهبون البلد من عدة عقود

تغيير نظام اثقل كاهل الامة بكل طوائفها و اصبح الجميع ضجر منه

تغيير شخص مثل طاغية الحكم الذي يحتمي فيه بقيه الافاقين و الفاسدين المتاجرين بصحة و مستقبل هذا البلد

تغيير نظام اسمية بالنظام " الصهيوني العربي " فهو يراعي مصالح الصهاينة خارج البلد و يتاجر بمصالح من يعيش بالبلد حتي اصبح المصري بلا قيمة داخل بلده ناهيك عن خارجها

حدثت الهبه بدعوة من صفحة " كلنا خالد سعيد " علي الفيس بوك ... لا فضل لاي تيار ايا كان من التيارات الموجودة لهذه الصحوة المباركة ... المنتفعين هم من يبحثون عن اماكن و المؤمنين بالبلد يتحركون لمصلحتها فقط

وقفنا , و اتبهدل الشباب يومي الثلاثاء 25 و الجمعة 28 ... وكان يوم الجمعة هو بداية التحول الحقيقي ... فلقد تعامل الامن بغروره المعهود مع الناس المتظاهرة المسالمة ... و حكي لي اكثر من شاب عن ان الامن بدأ في اطلاق القنابل المسيلة للدموع قبل حتي ان يبدأ الشباب بالهتاف , و بالطبع الاعداد كانت غفيرة و المعركة غير متكافئة ... و لكن لغيظ الناس من تعامل الشرطة باستعلاء دائم معهم ... لم يهابوا الموت الذي حصد عدد منهم عندما فتح بعض الضباط الرعناء النار علي بعض الاشخاص العزل المسالمين ... ثم صدرت اوامر للشرطة بالانسحاب تماما و ترك الساحة خالية و في نفس الوقت تم اطلاق البلطجية كعقاب للمدنيين علي انهم تجرؤوا ان يعبروا ان آرائهم بحرية ضد النظام البوليسي السائد ... قد يبدوا الكلام عاديا و لكن الشرطة لم تنسحب الا بعد ان سحلت المتظاهرين و قتلت منهم عدد غير قليل ... و فيديوهات المجزرة تملأ اليو تيوب

كانت مطالب المتظاهرين منذ البداية واضحة

فبعد ان اصبح مجلس الشعب قائم علي التزوير و انه سيد قراره اي لا يستمع لاي جهه خارجية اخري

و بعد عدم تنفيذ ولا احترام اي من قرارات القضاء سواء بالحد الادني في الاجور او وقف تصدير الغاز لاسرائيل

و بعد ان اصبح اغلب الشباب لا يجل عملا ً لائقا ً يناسب مؤهله الدراسى و تخرج علينا وزيرة القوي العاملة صاحبة الديبلوم لتقول للشباب لا بأس ان يعمل خريجوا التجارة و الحقوق كموظفين امن او كاشيرات في المولات الضخمة

و بعد ان ضاق الجميع باشياء تعسفيه كثيرة من النظام لا يتسع المجال لذكرها الآن

اصبح المطلب الاوحد هو سقوط النظام و تنحي الرئيس مبارك الذي يحف التزوير كل خطوة من تحركاته

اتت حركات بهلوانية من مبارك - رئيس مصر السابق في الوجدان الشعبي - في يوم الجمعة 28 يناير - تعطف بخطاب هزيل و خطاب اخر كان بهلوانيا هو الآخر يوم الثلاثاء 1 فبراير - بعد خروج حوالي 8 مليون مصري في جميع انحاء مصر نقلا عن قناه المانية لان بقية القناوات تتحاشى ذكر العدد ( القاهرة 2 مليون و جزء و الاسكندرية 2 مليون و جزء و الباقي متوزع علي بقية محافظات الدلتا ) لم يأتي بجديد فقط مماطلة و استخدام الفاظ غير محددة و عائمة ... الا اني صدمت من تحول كثير من الناس تسبب هذا الخطاب في بلبلتهم و احدث تحولا 180 درجة في آرائهم

هل هذا شخص يمكننا ان نأخذ منه وعود او يصدق في قول ؟؟ هل تعاملنا معه يؤهله لهذا بتاريخه الحافل الطويل و عربون المحبة الذي ارسله اولا بعدم تغيير الحكومة بل تغيير من اساؤوا في ادائهم في حفظ الامن مثل حبيب العادلي - و بقاء منتفعين عملاء امثال انس الفقي و سامح فهمي الي الهدية التي ارسلها لشباب مصر بعد خطابه بساعات من اعتداء للبلطجية علي المعتصمين ف يالقاهرة و الاسكندرية و بورسعيد ثم ما حدث يوم الاربعاء 2- 2- في ميدان التحرير من ارسال البلطجية بالجمال و الخيول و قنابل المولوتوف ( زجاجات مملوئة بالبنزين ) و سقوط 3 شهداء من شباب مصر الطاهر الابي ...

تصاعدت اصوات من تم عمل غسيل دماغ لهم في لحظة واحدة بعد خطاب مبارك , و من هم متأثرون باعلام مصر العميل الخائن ( نقل الصورة و تدليس الاخبار هو خيانة ) حتي و ان بدو انهم غير مقتنعين به و لكن الزن علي الاذن امر من السحر ...

انهم يريدن حفظ مصر و ان مصر فوق الجميع و ان و ان و ان و انه " حقنا ً لدماء " لابد ان يعود المرابطين في ميدان التحرير لبيوتهم حتي نتجنب الفتنه ...

لا ادري لماذا تبادر الي ذهني نفس النموذج - نموذج الخراف السمينة - الذي لا يريد ان يفقد اي شئ من الحياة الناعمة الرغدة التي يتوهم انه يعيشها , في سبيل هدف يتوهمه ايضا و هو " حقن الدماء "

نفس الاصوات التي تتهم حماس بانها المسؤولة عن حرب غزة السابقه , تتناسي من هو الفاعل الحقيقي , من هو مغتصب الارض , من هو عدو الانسانية , من يسرق من المقدسييين مدينتهم منهم , تتناسى حق الشعب المشروع في الدفاع عن ارضه و تسوى بين الضحية و المعتدي , فقط حقنا ً للدماء لان حماس ليست بقوة اسرائيل ؟؟؟

نفس المنطق المتخاذل

الذي يتزع القضية من سياقها و ينظر تحت انفه فقط يتوهم انه بذلك يحافظ علي دمائه ... رغم انه لا معني للحياة دون شرف او عزة

يتهم الشباب الطاهر الخالي من الدنايا السياسية فقط هو يريد العيش بكرامة في بلد يظن انها بلد لا تستحق تلك المكانية الدنيئة التي تبوؤتها بفضل مبارك و يريد ان يرتفع بها ... شباب اعزل لم و لن يكون معه نفس العدد و السلاح التي مع كلاب الداخلية و كلاب نظام مبارك الغير شرعي العميل ... فقط يقول هذه بلدي و هذا استفتاء شعبي و لا ارضي لهذا المعتدي الذي اغتصب مني بلدي مصر و اغتصب كل الوسائل الشرعية و حولها لحسابه , ففقدت بالتالي شرعيتها في نظر الشعب ... شباب يضرب و يهان و يقول انه لن يبرح ارض المعركة , ارض التحرير قبل ان تتحرر مصر

نموذج النواحين و المولوليين هذا الذي يحسب انه يحافظ علي دماء الشباب هو نموذج مغرر به , نفس الذين يلقون ما يحدث من سفك دماء في فلسطين علي حكومة حماس و يتجاهلون حفيفة النظام الصهيوني السفاح سفاك الدماء ... مبارك لم يتورع ان يسفك دماء الشباب الطاهرة و ان يدمر ثروات مصر مثل المتحف المصري او اي آثار اخري فقط ليلعب لعبه دنيئة قذرة ... من يتشدقون انهم يهتمون لمصلحة مصر و يناشدون الشباب بالعودة اسقطوا من حساباته اصل القضية , و ساوو بين الضحية و الجلاد ... و ظنوا انهم يحقنون الدماء و هم لا يدرون انهم يهدرون دم الامه بكاملها , ان الاستسلام لهذا النظام الحقير الذي يحكمنا و آن له ان ينصرف غير مأسوف عليه يعطي لاسرائيل شرعية لحكم فلسطين بنفس الطريقة الهمجية التي يحكمنا بها هذا النظام الخائن العميل ... و ينزع عن حماس مشروعية الدفاع عن ارضهم ... و الرضوخ للامر الواقع لانه لا قبل لهم بمواجهته

لو استسلمنا لهذا النظام و سقط المرابطون في ميدان التحرير - لانه اصبر رمز للثورة حتي و ان انتشرت في ربوع مصر كلها - سوف ينكل بمن يبقي بشكل لا يتصوره عقل , و سوف يعطي للنظام قوة غير طبيعية , لانه سوف يكون اخذ مناعة و غرور , سيقول انه استطاع ان يخدم اعتي ثورة قامت في التاريخ الحديث ... ثورة شعبية حقيقية نجاوز من قام بها بضع ملايين من البشر ... و هذا سوف يجعله يعيث في الارض فساد و لن تكون دولة حكم بوليسي , بل حكم عسكري بسبب الثوار المخربين

اتمني من الجميع ان يعقل و يتروي و يعرف من هو العدو الحقيقي لمصر

مطالب الشباب واضحة بلا مماطلة

رحيل مبارك

تغيير النظام

الاسلوب واضح

التظاهر السلمي

لا وقت للتراجع لان دماء الشهداء لم تراق ليقول هذا المغرور المخلوع كلمات تافهه تخدر مع اصابتهم متلازمة استوكهولم

لم يمت الناس كي تتغير وزارة

استشهد الناس كي يتغير نظام و يكون هناك نظام آخر جديد من صنع المصريين

لو كانت مطالبنا دون ذلك او خدعتنا كلمات في حقيقتها جوفاء

لما استحققنا الحياة

نحن في منعطف صعب

ان تولد مصر الحقيقية

او لا نكون شئ علي الاطلاق

ليست هذه دعوة للتعصب او التخريب

فقط لنضع الامور في نصابها ولا نسوي بين الضحية و الجاني

  • وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ

  • وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ

  • وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ

  • وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ

    فاطر - 19 - 22