الأربعاء، نوفمبر 26، 2008

من هم الشيعة ؟ج2

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة


في التدوينة السابقة بدأت بمقدمة عن كتاب الشيعة و التصحيح للدكتور موسي الموسوي عن من هم الشيعة و استعراض للعناوين الرئيسية للخلافات بيننا و بينهم او بين الفكر الشيعي من وجة نظر المؤلف و ما ال اليه حال الشيعة اليوم و يطالبهم بتصحيح المسار فيه و العودة للطريق القويم

يتحدث المؤلف في الفصل الاول و هو عن الامامة و الخلافة , و هي تعتبر مقدمة في حد ذاتها ايضا ... و يشرح فيها كثير من المفردات و ما جد علي التاريخ الفكري الشيعي

يقول الدكتور موسي ان الامامة هي حجر الزاوية في المذهب الشيعي و كذلك في المذهب الزيدي و المذهب الاسماعيلي ( المذهب الزيدي يعتقد ان الامامة تتفرع من زيد بن علي ابن الحسين ابن علي اما المذهب الاسماعيلي تعتقد ان الامامة تتفرع من اسماعيل بن جعفر بن محمد الصادق ) لانهم تعتقدون ان الخلافة في علي كرم الله وجهه و في ابناؤه من بعده حتي محمد بن الحسن العسكري الملقب بالمهدي المنظر و يقال ان الرسول المح بذلك في مواضع كثيرة , اما الفرق الاسلامية الاخري فتقول ان الرسول ذهب الي الرفيق الاعلي و لم يستخلف احدا من بعده بل جعل الامر شوري بين المسلمين نزولا علي نص كتاب الله في الايتين (و امرهم شورى بينهم ) سورة الشوري27 , ( و شاورهم في الامر ) سورة ال عمران159
هذا هو ملخص الخلاف ما بين الفريقين
, غير ان المشكلة القصوي ( و الكلام مازال للدكتور موسي ) هي ان الخلاف الفكري لم يتوقف عند هذا الحد و لكنه اتخذ شكلا خطيرا كلما مرت السنوات لان الخلاف الفكري تجاوز حدود البحث العلمي و الاختلاف في الرأي بل اتخذ طابعا حادا و عنيفا عندما بدأت الشيعة تجرح الخلفاء الراشدين و بعض امهات المؤمنين و ذلك بعبارات قاسية لا تليق بان تصدر من مسلم نحو مسلم ناهيك ان تصدر من فرقة اسلامية نحو صحابة الرسول رضوان الله عليهم و ازواجه ... و من هنا ظهر علي ساحة الخلاف عدم تكافؤ بين الفريقين في طريقة التفكير و العقيدة ... فالفرق الاسلامية كلها تحب عليا ةو تكرمه شأنه شأن الخلفاء الراشدين الذين سبقوه . لكن الشيعة لها موقف اخر من خلفاء المسلمين و الحيرة كل الحيرة في الطريقة التي اتبعتها الشيعة لمشكلة الخلافة فهي تتناقض كل التناقض مع سيره الامام علي و سيرة اولاده من ائمة الشيعة

و من هنا نستنتج ان الشيعة كفكر مرت بثلاث مراحل مختلفة ادت بها للوصول لما هي عليه الان

اولا الخلافة في عهد الرسول و من بعده
يسرد الدكتور موسي حقائق ان الامام علي كرم الله وجهه كانت له مكانه اثيره عند النبي صلي الله عليه و سلم و لكن هناك فارق بين الرغبات الشخصية و بين الاوامر الالهيه و كان الرسول حريص كل الحرص علي حرية المسلمين الفكرية و ان لا يقيدهم بفكر او رغبه شخصية دون وحي الهي , و ضرب الدكتور موسي و دلل علي الحرية التي وصل اليها المجتمع الاسلامي ان ذاك بحديث الافك الذي لم يتصدي له الرسول عليه الصلاة و السلام رغم انه خوض في عرض الرسول و لكنه لم يحجر علي المسلمين و كلامهم . و كان التشيع في هذا العهد يعتقدون ان الامام علي - كرم الله وجهه - اولي بالخلافة و احق بها و لكن المسلمين نزولا لاوامر القران الكريم ( و امرهم شوري بينهم ) ارتضوا بابي بكر خليفة و ارتضاه الامام علي خليفه ايضا و هكذا كان موقفه مع الخليفتين عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان فبايعهما و اخلص لهما في المشورة و الرأي .

ثانيا التشييع في القرن الثاني الهجري
كانت المدرسة الفقهية التي تساند اهل البيت هي الفكرة القائلة بانه اذا كان الامام عليا اولي بالخلافة من غيره فأولاده و من ثم حفيده الامام جعفر بن محمد الصادق الذي كان يعتبر من افقه فقهاء عصره اجدر بان يتبع في مسائل الدين و شؤونه من غيره من الفقهاء . و لكن لابد من الاشاره ان التشييع لعلي و اهل بيته بدأ يأخذ شكلا خطيرا بعد مقتل الامام الحسين الذي احدث رد فعل عنيف في العالم الاسلامي و كانت نتيجته المباشرة حدوث ثورات متتاليه ادت الي سقوط الخلافة الاموية و قد قطف ثمارها العباسيون و لكنها بدأت بأسم التشييع لعلي و اهل بيت رسول الله و ان ابو مسلم الخرساني كان يدعوا لاهل البيت و لكنه انحاز الي العباسيين في النهاية. و

ملخص التشييع في القرون الثلاثة الاولي كان ينحصر في النقاط التالية :- ي
*عليا اولي بالخلافة من غيره و لكن المسلمين بايعوا الخلفاء الراشدية و علي بايعهم ثم بايع المسلمون عليا من بعد عثمان فلا غبار علي شرعية خلافة الخلفاء الراشدين من ابي بكر الي علي

** اظهار العداء للامويين و ذلك لموقف معاوية من علي و مقتل الامام الحسين و سب الخلفاء الامويين الامام علي علي المنابر زهاء الخمسين عاما الي ان تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة فنهي عن سب الامام علي

***الرجوع الي اهل البيت في الاحكام الشرعية و المسائل الفقهية

بداية الانحراف عن الفكر ا لشيعي - عصر ما بعد الغيبة الكبري عام 329 هجري

بعد الاعلان عن الغيبة الكبري للامام المهدي ظهرت في الشيعة افكار غريبة
1- بان الخلافة بعد رسول الله كانت في علي و بنص الهي و ان الصحابة ماعدا نفر قليل خالفوا هذا النص
2- ان الايمان بالامامة مكمل للاسلامة
3- ظهور روايات غريبة تنقل عن الائمة الشيعة تجريح بالنسبة للخلفاء الراشدين و بعض ازواج النبي و لكي يكون هناك رصيد ديني لهذه الاراء الغريبة نسبت وراه الشيعة هذه الاراء للامامين الباقر و الامام الصادق
4- لتثبيت صحة تلك الروايات ظهرت فكره عصمة الائمة من الخطأ حتي لا تكون هذه الروايات مقدسة غير قابله للنقاش او البحث او الجدل
5- ظهور فكرة التقيه و التي تأمر الشيعة بان تعلن شيئا و تخفي اخر و ذلك كمبرر لحماية الاراء الحديثة التي تكون بحاجة الي كتمان

يتصدي الدكتور موسي لفكره وجود نص الهي في موضوع الخلافة و اوضح ان هناك خمس عقبات اساسيه كل واحدة منها تكفي لهدم الفكره من اساسها و هذه العقبات هي:-1
ا-صحابة رسول الله و موقفهم في الخلافة
ب-اقوال الامام علي في الخلافة
ج-بيعة الامام علي مع الخلفاء و اعطاء الشرعية لخلافة الخلفاء الراشدين
د- اقوال الامام في الخلفاء الراشدين
ه- اقوال ائمة الشيعة في الخلفاء الراشدين

التصحيح

يحدد الدكتور موسي النقاط التي يريد تصحيحها في فكرة الشيعة الحاليين ب :-
1 - ان موضوع الخلافة لا يجب ان يخرج عن اطاره الحقيقي الذي ينص عليه القران و امرهم شوري بينهم و ان تنظر الشيعة الي الخلفاء الراشدين بنفس الطريقة و نفس النظرة التي اقرها الامام علي . فالخليفة ابو بكر الصديق صاهره النبي و حفظ الاسلام من خطر الرده بحزمه و صبره و صرامته تلك الحروب التي استشهد فيها عشرون الف من الصحابه للدفاع عن الاسلام و ابلي المسلمون فيها بلاء حسنا
و الخليفة الثاني عمر بن الخطاب صاهره النبي ايضا و صاهر هو عليا و تزوج ابنته ام كلثوم و اعطي للاسلام قوه عظيمة بفتوحاته و مواقفه الخالدة في توسيع رقعة السلام شرقا و غربا منها فارس و فلسطين و الشام و مصر, و الخليفة الثالث عثمان بن عفان صاهر الرسول مرتين و لولا انه رجل يمتاز عن كثير من اقرانه لما زوجه الرسول من بنتين و كفاه فخرا انه كان من اغنياء قريش و كان يمتلك الف ابل حمر النعم باعها و صرف ثمنها في سبيل دعوه الرسول و قدر ثمن تلك الابل بمليون سكه ذهبية في ميزان ذلك العصر . و امتدت الفتوحات الاسلامية الي تخوم الهند و لا يجوز التجريح في الخلفاء و ذمهم بالكلام البذئ لانه هذا يغاير كل الموازين الخلقية و الاسلامية و يناقض كلام الامام في تمجيد الخلفاء

2- غربلة الكتب الشيعية ذكرت روايات عن ائمة الشيعة في ذم الخلفاء (روايات موضوعة )
3- الروايات الموضوعة بعد عصر الغيبة الكبري و خاصة بوجود نص الهي في موضوع الخلافة لا اساس له من الصحة
4- ان تخرج الشيعة من الانطواء علي نفسها و تسمي اولادها باسماء الخلفاء الراشدين و تسمي بناتها باسماء ازواج النبي ( حفصة و عائشة ) لان الشيعة تعزف عن هذه الاسماء

حاولت قدر الامكان ايجاز الخلاف الموجود بين الشيعة و التشيع او السنة و سوف اتابع ذكر مواطن الخلاف تباعا في التدوينات القادمة ان شاء الله
نسخة الكتاب الصراع بين الشيعة و التشيع الكترونية

الجمعة، نوفمبر 21، 2008

من هم الشيعة ؟ج1.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

يثار كل فترة حديث عن الشيعة , و تقوم زوبعة و يتم تبادل الاتهامات عن التفريق و عدم التسامح و ما الي ذلك , و تتعالي الاراء بين المؤيد و المعارض و المعجب و من يزعم ان الجميع يسعون وراء التوافه و في بوتقه واحدة و همهم التفريق و لا يجتمعون و تجدهم يتناولون القضية بسطحية غريبة

و مصر بها اغلبية مسلمة مذهبها هو المذهب السني , و لكني اعرف انه و للاسف الاغلبية تدين به بشكل وراثي و لا يعرفون الفارق بيننا و بين الشيعة , من هم و ماذا يقولوا و ما هو وجه الخلاف الاساسي الذي يجعل هذا العداء المستحكم بيننا و بينهم او لنقل بين علمائنا و بينهم

اصدقكم القول انني و حتي الدراسة الاعدادية كنت اظن ان الشيعة هي هي الشيوعية حتي جائت مناسبة للحديث عن ذلك و ذهل ابي من ذكائي الخارق الذي استنبط ان الشيعة هي الشيوعية و و صحح لي المعلومة ان الشيعة هم طائفة من المسلمين ناصروا سيدنا علي كرم الله وجهه اثناء احداث الفتنة الكبري - التي لم نأخذها في التاريخ عند دراستنا له في الاعدادي - و لهم قصة طويلة , اما الشيوعية فهي مذهب اقتصادي و له فلسفة معينه و فلاسفة يدعمون الفكره و يأسسون لها و لا يمت للاسلام من قريب او بعيد و كانت تتبناه روسية السوفيتيه الي ان انهارت في نهاية القرن الماضي


و بعد الازمة الاخيرة التي اثيرت بين الشيخ القرضاوي و بعض الايايت الشيعية اردت ان اعرف اكثر عن هؤلاء , و رشح لي ابي كتاب كتبه العلامة الدكتور موسي الموسوي و هو رجل شيعي نشأ و ترعرع في بيت زعامة كبري للطائفة الشيعية اي ان كلامه موثوق به و يؤخذ عنه و لا يمكن ان يقال ان من كتبه حاقد سني يريد تشويه صورة الشيعة ... و هذا الكتاب علي الرغم من صغر حجمه قرابة 160 صفحة حجم صغير الا انه يحتوي علي مراجعات يراها الدكتور موسي انها طرأت علي الفكر الشيعي و يري ان هناك فارق كبير الان بين التشيع و الشيعة الموجودون الان و انهم افسدوا كثير جدا من فكر التشيع الحقيقي

و هذه المراجعات هي الفوارق الاساسية بين العقيدة السنية و العقيدة الشيعية

و قبل البدء اسمحوا لي ان اقدم نبذه مختصرة عن بعض الالفاظ التاريخية ذات الدلاله في التاريخ الشيعي حتي يسهل علي القارئ متابعة الاحداث و مواطن الاختلاف ولا يجد الفاظ مبهمه لامعني لها في التاريخ عنده


و لنبدأ بالغيبة الكبري

يعتقد الشيعة ان الامام علي كرم الله وجهه كان احق بالخلافة ممن تولوها , و علي ذلك فالاولي بالامامة هم اولادة ثم احفاده من بعده (
الحسن بن على, الحسين بن على,على زين العابدين بن الحسين, محمد الباقر, جعفر الصادق, موسى الكاظم, على الرضا,محمد الجواد, على الهادى, الحسن العسكرى,-محمد المهدى(الإمام الغائب) )
و يعتقد ون ايضا ان الامام الحسن العسكري و هو الامام الحادي عشر للشيعة عندما توفي عام 260 هجري له ولد اسمه محمد و تسلم الامامه بعد والده و بقي مختفيا عن الانظار صيله خمسة و ستين عاما, و كانت الشيعة تتصل به في هذه الفترة عن طريق نواب عينهم لهذا الغرض و هم ( عثمان بن سعيد العمري , و ابنه محمد بن عثمان ز حسين بن روح و اخرهم علي بن محمد السيمري ) و هؤلاء النواب الاربعة لقبوا بالنواب الخاص , و هذه الفترة تسمي بعصر الغيبة الصغري و في عام 329 و قبيل وفاه علي بن محمد السيميري بشهور قليلة وصلت رقعة اليه بتوقيع الامام المهدي جاء فيها "
لقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا بعد ان يأذن الله فمن ادعي رؤيتي فهو كاذب مغتر "
و فكره المهدي و ظهور قائد في اخر الزمان يملأ الارض قسطا و عدلا بعد ان ملئت ظلما و جورا موجودة في كثير من الاديان و هناك خلاف حول المسلمين حول من هو المهدي المنتظر و لكن الشيعة تعتقد انه محمد ابن الامام الحسن العسكري و اعطاء تفسير عقلي لبقاؤه علي قيد الحياة الاف السنوات ليست مشكلة ان اعتقدنا في الغيب مثلما حدث مع المسيح عيسي بن مريم و يسدنا نوح و اهل الكهف ( الكلام علي لسان المؤلف ) و

و سأورد الان بشكل موجز لنقاط التي يراها المؤلف ان شيعة اليوم خالفوها في التشيع الحقيقي و شوف اتحدث عنها باستفاضة في تدوينات اخري ( و هي في وجه نظري الاختلافات الجوهرية ين المذهب السني و المذهب الشيعي ) فهي كالتالي :-م

1-الامامة و الخلافة
2- التقيه
3- الامام المهدي و صفاته الغير مقبوله ( ولايه الفقيه - الخمس ) ت
4-الغلو ( نظري - و عملي ) ن
5-زيارة مراقد الائمة
6- ضرب القامات في يوم عاشوراء
7- الشهادة الثالثة
8-الزواج المؤقت
9- السجود علي التربة الحسينية
10-صلاة الجمعة
11- تحريف القران
12-الجمع ما بين الصلاتين
و غير ذلك و لكن هذه هي اهم الاختلافات التي جدت علي الشيعة الجدد مما يخالف التشيع الحقيقي او ببساطة اكثر الفارق بين السنة و الشيعة... و ان شاء الله سوف اتناول هذه النقاط الخلافية كما ذكرالكتاب


نسخة الكتاب الاليكترونية