الخميس، أبريل 12، 2012

أزمة الإخوان الأساسية

أزمة الإخوان الأساسية التي ألاحظاها في الفترة الماضية هي نفس المشكلة و تتكرر بصور مختلفة , و هي انهم يديروا الدولة و الملفات السياسية العامة مثلما كانوا بيديروها في تنظيمهم المغلق , و شتان ما بين هذا و ذاك ...
التنظيم المغلق يثق جميع الاتباع فيه في القيادات و مكتب الإرشاد بشكل طوعي و يعطونهم ثقتهم بشكل كلي , لإعتبارات احترمها جميعًا حتي و إن إختل
فت مع الأساس الذي يختارون على أساسه قياداتهم , إن كانت هناك مسابقة ما أو تقديم لشئ معين فالأمر يخضع للمعارف العلاقات و ما شابه ( وهذا ليس سيئ بالمناسبة لان آليات الجماعة تجعل الجميع يعرف بعضه البعض و تجعل الكفئ يظهر ) هم معتادون علي أن يكون هناك تيار رئيسي معين في الجماعة و من يختلف معه لا يدخلها من الأساس و إن دخلها فقد يفصل او ما شابه و المبررات التي تقال عند انشقاق او فصل او ترك طواعية بعض الافراد للجماعة ( أن الجماعة تلفظ خبثها و انه طبيعي أن يكون لأي فكرة في الدنيا معارضين ) فآليه تطوير الأفكار تكاد تكون بطيئة للغاية ... إدارة إخوان أون لاين و جريدة الحرية و العدالة تثبت أن الثقة تأتي قبل الخبرة ( يقال إن هذا سيتغير و لكن الي ان يتغير فهذا امر واقع ) كل هذا يعد شأنًا داخليًا لهم إن كانت الجماعة تديرنفسها فقط .
المشكلة الحقيقية ظهرت عندما واجهوا مجتمع عام مثل مصر , بطوائفه المتعدده و ثقافاته المتباينه , و أصبحوا هم على رأسه ... ظنوا أن إختيار الشعب لهم هو هو مثلما يختارهم )شعب الإخوان ) و ان اسلوب التصرف المتبع داخل الجماعة بكل تراحميتها يمكن ان يصلح مع شعب ( لا يعرفهم من الداخل و هم لا يعرفون رموزه ايضًا من الداخل ) هنا حدثت الصدمة الحقيقية ... لقد ظنت قيادات الإخوان ان إختيار الشعب لهم كنواب للبرلمان يعطي لهم الحق و التصرف بدون اي اجرائات تعاقدية تظهر للجميع بشكل مطلق , العلاقات التراحمية التي كانت في الإخوان بينهم و بين بعضهم لا تكفي ابدًا في السياسة المصرية ...
عانى اللإخوان كثيرًا من الاضطهاد و الاعتقالات , جعلهم هذا يحاولون مهادنة الواقع قدر الإمكان خشية ان يفقدوا طاقات بشرية مميزة مثلما فقدوها سابقًا ... هذا الأمر كان قد يكون مقبولًا قبل الثورة , أما بعد الثورة فهم لم يستوعبوا بعد أنهم أصبحوا علي راس القوى الثورية التي أصبحت تنتزع ما تريد ولا تطلب مثلما مضى ... إدارة البلد بها ثورة مثل مصر لا يجوز معها ان نهادن كي نحقق أفضل المتاح , فاللحظة الحالية هي لحظة تشكل ملامح للثورة التي قامت و لابد أن تسير على نفس النهج الثوري , و إن لم نغتنمها ضاعت للأبد لأن التاريخ يصنع الآن ...



ظهرت سمات ادارة البلد بطريقة التنظيم جليًا في :-
1- إختيار رئيس مجلس الشعب , كان المستشار الخضيري ثم لا ندري ماذا حدث و إتفقوا علي الاستاذ سعد الكتاتني , حتي و ان كانت هناك دواعي لذلك , في العلاقات الاخوانية يقال لشعب الاخوان هذا ما اتفقت عليه الشوري و يصدقونهم , لكن نحن لا نعرف ماذا يحدث و من حقنا ان توجد شفافية كاملة في التعامل ( حتي يمكننا ان نثق بهم و لا نصدق اي شئ يقال عليهم من الكواليس ان كانوا يريدون كسب ثقة الشعب فعلًا , تجاهل المجلس العسكري عن عمد ان يطلعنا علي تطورات العمل و القرارات لانهم كانوا يعدون الثورة المضادة من خلفنا ... ان صارحت الجميع بما يحدث فلن يتمكن أحد ان يمسك عليك غلطة ناهيك عن التشكيك فيك ) لا اعتقد انهم إستشاروا بقية القوى الوطنية في اختيار رئيس المجلس أو اخذوا بمتوسط رغبات الآخرين , و كنت أري أن الاستاذ عصام سلطان الذي تقدم بقانون العزل السياسي للفلول كان أجدر ( و لكنه ليس علي هوى الأغلبية بالطبع لحساسيات حزب الوسط مع الإخوان ) فتم اختيار الثقة و ليس الخبرة .

2- و ظهر مرة أخري بشكل اكثر وضوح و صراحة في الهيئة التأسيسية للتعديلات الدستورية , اي نعم فوضهم الشعب لإختيار النواب و لكن لابد للشعب من معرفة كل خطوة يخطوها الإخوان و نوابهم في تأسيس تلك اللجنة , بدل من ان يخرج علينا من يتعامل بغرور الكثرة و يقول لنا ( لقد فوضنا الشعب لاختيار اللجنة و لنا مطلق الحرية فيما نفعل لاننا منتخبون !!!!) لأ يا استاذي الفاضل , ليس لكم مطلق الحرية ان تتصرفوا كما يحلوا لكم , لاتزال للأسف الولاية او المنصب العام غير مفهوم و غير واضح لدينا , لقد فوضكم الشعب ( لانه من غير المعقول ان يؤسس للجنة التأسيسية 85 مليون مواطن , كل واحد هيبقي عايز هو اللي يمسك و خلاص ) لتضعوا اسس تعرض علي الشعب و يقرها و يوافق عليها و تتراضي بها جميع القوى الوطنية , و ليس إعتمادًا علي أن الأغلبية من الإخوان فطبيعي أن ما يتفقوا عليه هو ما سيقر , لم توجد اسس و معايير واضحة يتم اختيار الهيئة عليها ... .بل كانت الثقة و العلاقات التراحمية لأن الإخوان يعرفون بعضهم البعض , و ولكنهم - و ياللأسف - لا يعرفون بقية الشعب !!!

3- ظهرت ثالثًا عندما بدأت الإنسحابات تتوالي من اللجنة التأسيسية لأسباب مختلفة ( إن كان الفصيل العلماني فقط قد إنسحب فهذا قد يجعلني أقول إن النخب العلمانية تريد أن تمارس ديكتاتورية الأقلية و لكن هذا لم يحدث ) و بدل من أن يسترضي الإخوان الجميع وجدنا أن اللجنة التأسيسية تستكمل عملها ( بما معناه إخبطوا راسكم في اجدع حائط سنستكمل بدون من انسحب و أنتم الخاسرون ) تعامل الإخوان مع من لم يعجبه ما إتفق عليه مكتب الإرشاد مسبقًا بمنطق أن الجماعة تلفظ خبثها ( مكتب الإرشاد هو من حدد رئيس اللجنة التأسيسية و رئيس مجلس الشعب و ياللمصادفة , كانا نفس الشخص رغم ان كل منصب له شغله الأكثر من شاق !!! )
إن كان الإخوان قد حاولوا استرضاء الفصائل المنسحبة فمرة اخري أين المكاشفة و المصارحة , حتي تكون الحقيقة أمام الجميع ؟؟؟
لا تقولوا لي إن العلمانيين و اللبراليين صوتهم أعلي , الإخوان لديها موقع و لديها جريدة يمكن ان تكتب فيها كل ما تريد الجماعة , مؤيدي الاخوان كثر بدليل ان الشارع اختارهم , مؤيدي الإخوان يريدون فقط أن يُطلعوهم علي ما تفعلونه بصراحة حقيقية و الحقيقة ستظهر رغم انف الكائدين ( لأن ما يحدث من تخبط في الآراء لا يخفي علي عقل طفل , إستغفال الناس فعلًا لم يعد يجدي و يزعزع الثقة بدلًا من تقويتها ) و لكنهم بتجاهلهم تلك الكثرة التي تؤيدهم من خارج الجماعة و مبدأ السمع و الطاعة غير موجود عندهم و لكن عندهم عقل نقدي يريد حقائق يتعامل معها ... يخسرونهم حقًا كل يوم , مؤيدي الإخوان يريدون من الإخوان أن يتعاملوا معهم بإحترام لعقولهم لأن زمن التصريحات المفتعله لتلائم الواقع و تمرير ما يراد قد ولى , و من يسلك هذا السلوك ففعلًا يفقد إحترام الجميع ... إن لم ينتبه الإخوان لتلك الأخطاء و تحدث مراجعات فورية بعض النظر عن مراكز القوي أو إعتبارات السن أو سنوات الإعتقال ففعلًا قد يعيد انتاج النظام نفسه , فسيختاره الناس هربًا مما يفعله الإسلاميين ) ضعف الإقبال على إنتخابات الشوري و سقوط الرموز الإخوانية في إنتخابات النقابات بعد الانتخابات البرلمانية مؤشر لابد أن يؤخذ في الحسبان )

4- و ظهر هذا الأمر أيضًا في المهادنات التي أدت لتفريغ الشارع الثوري ( ظنًا منهم أن هذا يجعل العسكر مأمون الجانب و يمكنهم أن يحرزوا معه بعض النقاط و يمرر لهم أشياء لرضاه عنهم و هذا لن يحدث ) من التنازلات التي قدمت مشروع قانون ضد التظاهر , إتهام الثوار في أحداث مجلس الوزراء أنهم مخربون و إتهام شباب ستة ابريل بما ليس فيهم و التخلي عن المنظمات الحقوقية التي ساندتهم أيام المحاكمات العسكرية ( أدي ذلك للأسف إلي تفتيت الزخم الثوري تمامًا و فقد الشارع ثورته إلا من شباب الالتراس الذي لم ينسَ ابناؤه , و هذا التشتت أصبحنا ندفع ثمنه غاليًا بالفعل , يكفي الثورة اهانة أن يتصل أحد من المجلس العسكري بالمسمي بتوفيق عكاشة يسترضيه ) سلوك نفس المسالك القديمة المسدودة في تحقيقات مذبحة الالتراس في بورسعيد و لم يحدث اي شئ حقيقي المسالك مسدودة فلن تؤدي إلي سئ و لازالوا يصرون عليها , كل هذا الوقت الذي يُستهلك ليس في مصلحة الثورة ولا الثوار أبدًا , ثم دخلنا في حروب التصريحات الواهية عندما لم يعجب العسكر موقف من الاخوان فلوحوا لهم بحل المجلس لوجود بعض المخالفات .. لا أدري لماذا دائما يخشى الاخوان الحل الثوري دائمًا ,,, الحق أحق أن يتبع و التصعيد الدائم هو ما يبقي الأمور متوهجة , برلمان ما بعد الثورة يستمد قوته من الشارع الذي إختاره و ليس من رضا المجلس العسكري عليه , سلوك الحلين الديبلوماسي و الثوري معًا يحرج المجلس العسكري أكثر فأكثر و يضيق عليه , التاريخ يصنع الآن , فنحن لا يجب ان نطلب , بل ننتزع و نأخذ بقوة ما تطاله ايدينا ولا نخشى احد .... مصر ليست الكيان الاخواني الذي لابد ان نتنازل كي نحافظ عليه , مصر باقية بحماية و حفظ الله , انهيارها الحقيقي يكون علي يد الفلول الباقية في سدة الحكم تخرب قدر ما تستطيع حتي تكون مهمة الرئيس القادم غاية في الارهاق ( عليا و علي اعدائي )

لماذا أكتب كل هذا ؟؟؟ لست من نوعية من يتصيد الأخطاء للآخرين , و لمن لا يعرفني فأنا مرجعيتي إسلامية و لكني لست متحزبه لفئة أو لحزب معين , و لا أنكر أيضًا حنقي الشديد للغاية علي الإخوان من سلسلة التصرفات السابقة ( و غيرها ) و لكن نحن لا نزال في مركب واحد , مصلحة الوطن هي ما تجمعنا , الناضجين هم من يعترفوا بأخطائهم و يحاولوا إصلاحها بدل من تصور الجميع ضدهم عمال علي بطال و العيش في دور الشهيد المكروه خاصة إن كان النقد موضوعي , و أحب أن أذّكر الإخوان أن الثورة هي من اخرجت مرشحهم للرئاسة من سجنه , ليست مظاهراتكم منفردين , و أيضًا لابد من الإقرار أن شباب الإخوان بذلوا دورًا رائعًا في الثورة و إنجاحها ... خلاصة القول أن الاخوان لا يمكنها ان تستغني عن الشارع و لو أعجبتهم كثرتهم , و الشارع بالتبعية لا يمكنه أن يحرز أي تقدم حقيقي إن تخلي عنه شباب الاخوان ... الإخوان قد يكون لهم حسابات معينه في مكتب الإرشاد , لكن إخرجوا للشارع و اقرؤه كما هو و ليس كما تريدون تواصلوا معه لان حسه صادق دائمًا ... لان الخاسر سيكون نحن جميعًا و المكسب يكون لنا و لمصر اولًا و اخيرًا .

الاثنين، فبراير 27، 2012

خواطر فكرية من وحي استعراض كتاب








تأملاتي اعمق من ان اناقش اشخاص فأحاول الانتقال من الاشخاص للافكار التي يتحرك الاشخاص في فضائها و كيف انتقد تلك الافكار و كيف تتولد ... فأرجو الامعان في الكلام و عدم الانجرار الي خاصية الدفاع الالي و التبرير التي تناب البعض عندما نذكر كلمة معينة او صيغة او فصيل معين ..... هذه ملحوظة في البداية



لي زمن لم احضر جلسة ثقافية من النوع المركز ( فالمحاضرات التليفزيونية و الندوات العادية الجماهيرية لم اعد اشعر انها تشبعني معرفيًا ) و حضرت اليوم نقاش حول كتاب الاستاذ عبد المنعم ابو الفتوح الأخير ( شاهد علي تاريخ الحركة الاسلامية في مصر 1970-1984)


للأمانة , قليلًا ما اجد عرضًا موضوعيًا ( اي لا يسقط تحيزات المحاضر الشخصية في عرض الكتاب ) كما ان الاستعراض جاء بشكل سلس اتاح لي القاء الضوء علي نقطة مظلمة لكنها هامة جدًا في تاريخ الحركة الاسلامية و ما يسمى بالجماعة الاسلامية علي وجه الخصوص و شكل مصر في تلك الحقبة ( التي يتصدر شبابها المشهد السياسي الآن ) بشكل أعم .
لن اخوض في تفاصيل الكتاب لاني لم اقرأه رغم اننا جميعًا استشعرنا نقص في تتابع و سيرالاحداث بشكل كلي و عدم التطرق لكل الموضوعات التي كانت في تلك الحقبة ( حتي و ان كانت شهادة شخصية ذاتية و موضوعية ) و عدم ابراء ذمة الكاتب في الشهادة التي كتبها ...

و لكني احب ان القى الضوء علي بعض النقاط التي لفتت نظري من الناحية المعرفية و التي تعبر بوضوح عن ازمة الافكار التي نعيشها و لازلنا فيها ... و لنحاول ان نعقد بعض المقارنات حتي نصل الي نتائج كما كانت تقول د. نادية مصطفي

في بدء السبعينات بدأت تحولات بتولي انور السادات الحكم , و تغيرت معه السياسة العامة للدولة خاصة تزامن مع ذلك وجود طلبة لا يعجبهم الهيمنة اليسارية و الاشتراكية التي كانت موجودة في الكليات ( لابد ان نلاحظ ان الهيمة مقصود بها العناصر النشيطة فقط في الكلية فدائما هناك الطلبة الساكنين المتفرجين - و هم الاغلب - و الذي لم يكن لهم دور و كانوا ينتظرون الخدمات التي تقدم لهم من اي من الفرق التي تسيطر علي الكلية ) و بدأ تيار من نوع آخرفي التكون ( نلاحظ وجود الزعامات التاريخية للاخوان في السجون في تلك الفترة ) و بعد ان اثبت هذا التيار الجديد ذي النزعة الاسلامية نفسه في مختلف الكليات , اطلقوا علي انفسهم اسم الجماعة الاسلامية ... كانت تضم الجماعة الاسلامية كل رموز التيارات الموجودة الان بمختلف تنوعاتها , بدء من قيادات الاخوان الحالية و ايضًا القيادات السلفية حتي التيار الجهادي بل و حزب الوسط الذي انضف لفترة للاخوان و عندما لم تتفق الرؤى انشقت تلك المجموعة عنهم ... كل هؤلاء كانوا تحت ما يسمى بالجماعة الاسلامية آن ذاك ...
عندما خرجت تلك القيادات التاريخية من السجون ... وافق البعض ان يعمل تحت لوائها و ان يكونوا كصف ثانٍ للإخوان ... و لم يرضَ آخرون بذلك ...

و هنا يأتي السؤال المفصلي المحوري جدًا

هل كان هناك مبادئ حقيقية يعمل تحت لوائها الحرس القديم من الاخوان الخارج من السجون او من انشقوا و رفضوا الانضمام و العمل تحت لوائهم ؟؟؟ ام ان الامر كان مجرد اتفاق علي الاجرائات و لم يكن هناك اتفاقات فكرية ابعد من ذلك ( نتج عنها انفصال كتلة الوسط عن الاخوان فيما بعد و استبعاد عبد المنعم ابو الفتوح من هيكل الجماعة الاساسي و انتهي الامر بفصله قريبًا ؟؟؟)
كانت هناك حاجة طبيعية من الكبار ان يجددوا دمائهم و شبابهم في شباب الجماعة الاسلامية لما لهم من حيوية و انتشار و اخلاص ... و كان هؤلاء الشباب بحاجة الي ركن شديد له خبرة تنظيمية معينة عثر كل منهم علي ضالته في الآخر ... و لكن ... هل كان هذا - فقط - يكفي ؟؟؟

اعتقد ان مشكلتنا الاساسية هي الانفصال دائمًا ... انفصال الاكاديمي عن العملي , هناك منظرين كثر و من كثرة تنظيرهم ينفصلون عن الواقع و نصبح نظرياتهم تعمل في الظروف المثالية التي لا توجد في الحياة الحقيقية او لتصبح النظريات عبارة عن مجرد رد فعل لما يتخذه الاخرين ( الغرب مثلًا البارعين في الدراسة و العمل جنبًا علي جنب ) فلا يكون التنظير خادمًا او دافعًا للحركة و لكنه ( و هو فعلا قيم ) الا انه يظل منفصل عن الواقع و لا يمتلك القدرة علي تحريكه ... و تظل نظرياتهم حبيسة الصفحات و الاوراق ولا تجد طريقها للنور او للتطبيق عمليًا ... و هناك علي الجانب الآخر , من لديه الجانب الحركي قوي جدًا و لكنه يفتقر الي ارضية فكرية و اساسيات يعمل عليها و يرد كل شئ اليها حتي لا يضل ... يكتفي بالنذر اليسير البديهي القادم من التنظير المنفصل عن الواقع ... و الذي لا يمكنه مواجهة اي مستجدات حقيقية , فيحدث تحبط في القرارات او عدم وضوح الاتجاه و عدم وجود رؤية كليه نهائية .

الحل في رايي هو التأرجح ما بين التنظير تارة و الفعل تارة , ثم مراجعة ما حدث في الفعل و تقييم ما حديث و محاولة التعامل مع المستجدات بشكل تنظيري ثم تطبيق الحلول بشكل عملي , تنظير ثم فعل ثم تقييم ثم تصويب اخطاء بشكل عملي و مراجعة ما يجد من مستجدات عملية ....

لم نجد من يتحرك و لديه فكر واعي و ارضية صلبة الا ندرة و لكنهم هم من احدثوا تغييرات جذرية حقيقية فنجد ان هيرتزل ( مؤلف كتاب :دولة اليهود ) عمل بما اتي له من قوي ان يجعل نظريته التي وضعها في الكتاب تري النور , و حينما وافته المنية اكمل اتباعه من بعده رسالته حتي قام الكيان المغتصب و ظهرت اسرائيل الي النور , ايضًا نجد ان هتلر كان يعمل وفق نظرية معينة صاغها في كتابه :كفاحي , و استطاع ان يغير وجه اوروبا (اتفقنا ام لم نتفق معه و فكره ) و ان ينموا بالمانيا يجعلها قوة جبارة في وقت قياسي ( انتكس و قاد بلده للهزيمة لانه وقع في الخطأ القاتل و هو غرور القوة ) و من عندنا من استطاع الموازنة بين النظرية التطبيق ... الامام الشهيدحسن البنا و الزعيم الراحل علي عزت بيجوفيتش , فكان الاول يتحرك و لديه رؤية معينة في خاطره ... ترجمها في كتاب الرسائل ... و نجد هذا ايضًا موجود عند المفكر و الفيلسوف و القائد علي عزت بيجوفيتش الذي كا يعمل وفق رؤية معينه في خاطره و ترجم تلك الرؤية او المرجعية التي تحكمه في رائعته كتاب الاسلام بين الشرق و الغرب ...


نعود الي ما بدأنا به المقال ...
لم يظهر من هذا الجيل - جيل الصحوة الاسلامية او الجماعة الاسلامية - اي منظرين علي الاطلاق ... او ربما كانت لديهم نظرية و لكنهم لم يصيغوها بشكل محدد ... هذا جعل هناك مشكلة دائما من عدم رضا الجيل الجديد بما يفعله الاقدمون , فنجد انشقاقات تارة مثلما حدث في جيل الوسط عام 1996 , ثم توالي الانشقاق عن الجماعة بشكل كبير جدًا مؤخرًا بين جيل الشباب الحالي خاصة منذ عام 2007 ممن يضيقون بعبائة التنظيم .... اليس كل هذا ناتج عن عدم وجود ارضية تنظيرية صلبة لتكون مرجع و بوصلة و تتم مراجعتها وفقا لما يستجد من امور كل فترة ؟؟؟ لا اظن ان جيل الوسط قد قام بتلك المراجعة او تقييم ليمزج بين الاسلوب الجديث المواكب للعصر و بين الاساسيات التي لا يجب ان يحيد عنها او حتي طور من اسلوب تربية النشئ ( و الذي كان يميز الاخوان بشكل مطلق عن بقيه التنظيمات و التكوينات الاجتماعية ان لديه نظريه معينه في التربية يفعلها لتؤتي ثمرها كشباب صالح ) و معني التطوير الذي اقوله هو الاطلاع علي كلالتغيرات و لكن التمسك في نفس الوقت بثوابت محدده معينه ... و التربية كانت مهمة للغاية , فالشباب في اي تيار هو الضمان الوحيد لاستمراره ... و هذا ما اعطاه جيل السبعينات للاخوان انه امدهم بشباب جعل دعوة الاخوان تبقي عقود بعد ان تجففت منابعهم في الستينات ...

ما يحدث اليوم هو نتيجة لعدم وجود اي رؤية استراتيجية و نقدية تتطور عبر الزمن و تحتفظ بثوابتها وتقف مع نفسها كل فترة لتفند المرحلة الماضية ... ما يحدث هو عدم تطوير في مناهج التربية ادي الي تراجع النوعية البشرية داخل الاخوان بالاضافة الي لفظ كل من يأتي بفكر مختلف ( لانه لا يوجد تطوير للاداء بشكل نظري صلب ) فلا يوجد الشباب المميز السبعيناتي الذي امد في عمر التنظيم ولا يوجد كفائات ذاتية ...
هل هذا معناه ان النهاية قد جائت ؟؟؟

بالطبع لا ... فالشباب لن يعيى في ايجاد متنفس لطاقته ... هذا يبدوا في الاهتمام بتوافه الامور لدي المعظم , و محاولة البعض الاخر في ايجاد اي متنفس يستوعب طاقته ... ولا ادل علي ذلك المبادرات الشبابية التي اصبحت موجودة في مختلف المجالات ( الثقافية و الادبية و حتي التأريخ العسكري ) و نموذج شباب الاولتراس المنظم جدًا دليل علي ذلك ... و حتمًا هم من سيشكلون المستقبل في العقود القليلة القادمة فمن لا يستوعبهم هو الخاسر و ليسوا هم ... قد تطول بهم المسافة الاصلاحية و لكن فليكن , هذا قدرهم ...
و لكني اعتقد ان شباب هذا الجيل و الاجيال التالية له لديهم فرصة جيدة للغاية - فهم شهود علي تحول ما بين عقدين ... كما ان لديهم نظرية صالحة لعصرهم وضعها فيلسوف من طراز نادر و هو الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله ... فليقوموا به ...كما قام تلامذة واتباع هيرتزيل باقامة نظريته ... ليستوعبوا منهجه في قياس الامور , فهو يؤسس للمرجعية المتجاوزة التي هي لب ثقافتنا , و يؤصل للهوية و الاعتزاز باللغة و مواجهة الاستهلاك فان استطعنا ان نتشرب تلك الفكرة و ان نبسطها لنا و لمن هم بعدنا و نؤصل لها في مناهج تربوية ... فإن شاء الله يمكن ان تكون لنا قائمة ان اخذنا بالاسباب دائما و استمررنا و لم نحبط و ربطنا التنظير بالعمل و بعد العمل نقد تقييم و هاكذا ...

ليكن عندنا بارقة امل ان يتصدى طليعة جيلنا المشهد السياسي بعد 20- 30 عام من الآن و لنحاول ان نستقرئ الاخطاء خاصة اني اجد ان التاريخ يكرر نفسه و لكن بشكل غير مكتمل .- ففي كل دورة تاريخية يضاف جزء لم يتكرر فيما قبل و يبني عليه ما بعده - لذلك لابد ان ننفذ من تلك المساحة التي تضاف عبر العصور لنحقق مرادنا :)


--------------------------------------
هناك خواطر فكرية اخري التمعت في ذهني من هذا النقاش و لكني سوف اكتبهم لاحقًا لان الموضوعات منفصلة تمامًا عن بعضها البعض

الأحد، يناير 01، 2012

الطريق الزراعي

اصبحت اطرق الطريق الزراعي كثيراً الأن ...

عندما نبتعد عن البشر بمسافة معينه , نسقط عنهم بشريتهم و يصبحون مجرد اشياء تتحرك امامنا , كالدمى او ابطال الكارتون بلا حياه ... اراقب الفلاحين من القطار ... كأنها لقطات لفيلم امر فيه بدلا من ان اشاهده علي الشاشة امامي ... فيلم اعايشه واعيش فيه ... لم اكن اكترث للشخصيات الذين امر عليها كلمح بالبصر ( مشهد عابر لحقل به فلاحين , اناس يقفون عبر الاشارة بانتظار مرور القطار حتي يعبروا للناحية الاخري من الشارع , اطفال يلهون في الترعه بمنتهي البراءة و المرح ولا يدرون مدي الفقر و الفاقة و البؤس الذي يعيشو فيه ... ) كل تلك الشخصيات ربما لن اراهم في حياتي مرة آخري فوجودهم في حياتي لا يستغرق ثوان معدوده ...و لكن لكل منهم حياة كاملة بمشاعرها و مساوئها و افراحها و احزانها و اسرارها ... هؤلاء حتي و ان بدو لي مجرد شخصيات كارتونية هامشية في فيلم حياتي انا الا انهم اناس حقيقيون لهم حياه كاملة مثلي ... (ماهذا الغرور ... ربما كان مروري العابر في حياتهم للمح بالبصر ايضا هو الآخر جزء من ديكورحياتهم ... فكلنا ابطال و كلنا كومبارس كارتوني في نفس اللحظة ) لم اشعر بمعاناه هؤلاء الا عندما كنت اسافر صباحا صيفاً فقد اتيحت لي آنذاك ان اقترب اكثر فسقط القناع الكارتوني و تمثلوا بشرا ً حقيقيين ... فالفجر صيفا يكون مبكرا و في السادسة تكون الشمس في كبد السماء متألقة منذ ساعة كاملة ... و هذا كان يجعل طبقة من الفلاحات يأتين من القري المجاورة بحملهن الثقيل جدا ( ولا ابالغ في ذلك ) من حمام حي و بيض و جبن قريش و بعض من الخضر لبيعها في المدينة ... تصل رحلة المعاناه للذروة عندما تفرغ الفلاحة حملها الثقيل من القطار القشاش علي ارضية المحطة - و ليس الرصيف - و لمن لا يعرف فهناك ارتفاع لا يقل عن متر و ربع بين بدء العربة و العجلات ... ثم تنقله للرصيف المقابل ... و لابد لها ان تفعل ذلك عدة مرات حتي تنتهي من افراغ حمولتها كاملة و نقلها للجهة المقابله ( كل هذا المفروض يحدث في دقائق معدودة قبل تحرك القطار للمحطة التالية ) تضطر الفلاحة الي الفقز عدة مرات ( بأجسادهن الضعيفة الغير رياضية ) لإفراغ هذا الحمل من القطار للرصيف المقابل ... لا احد يساعدها بالطبع لأنها تأتي وحدها ( تسائلت مرة و اين و اللرجال اسزواجهن ... ثم تذكرت ا ن 30% من اسر مصر العائل الاساسي لها نساء لظروف مختلفة ) ولا احد يساعدها بالطبع .... الا عندما يهم القطار بالرحيل و يبدأ بالتحرك ببطئ فعلا ً و لازالت بضاعتها فيه و هي علي الرصيف المقابل مع جزء من البضاعة الاخري ... مشهد درامي للغاية و مليئ بالشجون ... الا توجد وسيلة نقل ادمية لهؤلاء النسوة ؟؟؟ هل جربتم النظر لهؤلاء عن قرب ؟؟؟ اوقعني القدر ان اسمع حديث لواحدة منهن و سئلت عن عمرها ... للوهلة الاولي توقعت انها تكبرني بما لا يقل عن 15 عاما و لكن بعد سؤالها صعقت انها ردت بعمر اكبر مني ب 5 سنوات فقط !!! الهم يضيف عمرا و بؤسا علي ملامح اللانسان لا يمكن محوه او طمس معالمه ... تلك الملامح البائسة المنهكة اصبح السمت العام لمصرنا عموما ... بيوتها و معمارها اصبح يثير الرثاء و الشفقة - و لن اقول القبح - لان البائس يكفيه بؤسه ولا يجوز ان نصفه بالقبيح ... القبح ضد الجمال و الجمال ترف للبؤساء لا يملكون حتي ان يكونوا ضده


لا احد يختار مصيره و لكن ألا يوجد شئ يمكن فعله قد يجعل حياه هؤلاء افضل و اسهل ؟؟؟ لم اشعر بهن ( اقصد الفلاحات ) الا عندما اقتربت بمسافة معينه منهن و شعرت بأنسانيتهن و ادميتهن المنتهكة و التي لم تعد تحرك احد او تثير شفقته منذ زمن ....ماذا حدث للناس ... لماذا اصبح الاعتياد هو سيد الموقف ؟؟؟ اعتدنا امتهان الكرامة فأصبح من يتحدث هو مثير المشاكل ... اعتدنا مناظر الدم ... اعتدنا ان يكون الحق مع القوي و اعتدنا احتقار الضعيف ... ثم اصبح لا يأتي علي بالنا اصلا لانه تقزم ي وعينا و اصبحنا لا نراه حتي !!!!!
المشكلة المضحكة المثيرة للبكاء ان الفقر لا يجلب معه الا الرثاء و الاحتقار !!! كأن احدنا اختار ابويه او البيئة التي تربي فيها ... هي من الامور القدرية التي لا يملك احد اختيارها مثل نوعة و بلده و اهله ... و من لطف الله ان الله لن يحاسبنا عن الامور التي لم نختارها و لم يكن لدينا يد فيها و انما نحاسب فقط علي ما نختاره بإرادتنا الواعية ... لكن من قسوة البشر انهم يحاسبون بعضهم البعض علي اشياء نسوا انهم لم يختاروها اصلا بل - و لجهلنا - اعتبرناها حق و ميزة تبيح لنا التطاول علي الاخرين و النظر اليهم بفوقيه ...
ما يجعلني سقيمة دائما ان نفسي تأبي ان تعتاد القبح ... لا ادري ... اتمني ان يكون هناك امل في حياة افضل لهؤلاء ... اتمني ان اتمكن من فعل شئ لهؤلاء ( رغم قلة حيلتي و عجزي عن مساعدة نفسي ) التركيز علي العقل و الافكار هام جدا و لكنه يكون درب من السخف ان لك تتوافر الحاجات الاساسية البديهية للناس ... و اعلم اني ان اقتربت اكثر سأجد من يفكر دون ان تتوافر حاجاته الاساسيه !!! لكن , ما باليد حيله

عندما تصل في تلك الافكار لسد السواد اتذكر ان امريكا منذ اقل من 250 عام كان غير ذلك ... و اوروبا في عصورها المظلمة كانت علي النقيض تماما ً مما هي عليه الان ... و نحن الان لسنا مثل عصور انحطاطهم ... اتمني ان يكون مستقبلنا اكثر اشراقاً من واقعهم المبهر J

الجمعة، ديسمبر 16، 2011

4-نظرية الام



منذ مولدنا نرتبط به و نعتمد عليه اعتماد كلي هي الام و نعتقد انها هي الكون بأسره . و كلما كبرنا يقل حدة ارتتباطنا الي ان ندخل الحضانة او المدرسة ( او اي مكان نترك فيه الام لفتره طويلة لاول مرة ) و اعتقد اننا كلنا نتذكر كم بكينا عن عند هذه اللحظة القاسية . و بعد ذلك ينتابنا شعور باليتم و اننا وحدنا ثم نحاول تعويض هذا الشعور باللعب مع الاطفال و تبدا مرحلة جديدة و هي تكوين الصداقات .(ليست صداقات بالشكل الناضج و لكنها صداقات ) تجد ان الفرد برتبط بصديقه بشكل يكاد يكون صورة من ارتباطة بامه فنجد انه لا يتحرك الا به و معه ... ( نلاحظ هذا في الاولاد ضغار السن انهم يعرفون مجموعة معينة فقط و لا يميلون الي الانفتاح الاجتماعي ) و اذا حدث و غاب صديقة هذا او شلته التي يرتبط بها يشعر باليتم ايضا بشكل كبير مرة اخري ...
قد يمتد هذا الشلوك ليشمل مرحلة الجامعة (نلاحظ و بشكل كبير وجود شلل منغلقة علي نفسها ولا تميل لتكوين علاقات مع الاخرين ) او قد ينضج الفرد و يعلم ان العالم ليس شخص واحد و يأتي هذا النضوج بشكل او باخر ... اما بصدمة فقدان الصديق لدخلوة كلية اخري او اختلاف الشخصيات في المرحلة الجامعية عما كانت من قبل .
و يميل هذا الشخص الناضج لتكوين صداقات او معراف كثيرة و يكون عندة من خلال هذه المعراف فرصة اختيار صديق حقيقي و لكن الصداقة ها هنا بمفهوم جديد ( لا يجب ان معا طوال الوقت لكي نكون اصدقاء ... يكفي اننا متفاهمين و بيننا ثقة و يراعي احدنا الاخر ) هذا بالنسبة للعلاقات الخارجية اما بالنسبة للعلاقات الداخلية فتظل "الام " دائما مصدر الرعاية و الاحتواء و الحنان ( اتكلم عن اغلب الاشخاص الذين لم يفقدوا امهاتهم )يضل الامر هاكذا الي فترة الواج فيختلف مصدر الرعاية و الاحتواء الي صورة اخري و لكن يظل دائما هناك الاحتياج "للام " و غالبا ما توفرة الزوجة لزوجها ( شعور فطري ) و اعتقد اننا كثيرا ما نسمع عن الزوج كالطفل و ما شابة ... و لكني اعتقد ان الزوج لا يتفهم هذا الاجتياج عند زوجته فلا يوفر لها احتياج الام و حنانها و احتواء ها ان احتاجت هي لذلك .


كتبت في :20- يناير - 2005

الثلاثاء، ديسمبر 06، 2011

3-نظرية التيار




تأثير الجماعة علي الفرد تاثير لا يمكن انكارة فمن الممكن لفرد بسلوك معين إن يؤثر علي المحيطين به و لعكس بالعكس (يمكن لجماعة تغير سلوك فرد ) لتوضيح ذلك شاهد فيلم كوميدي في دار عرض مرة ممتلئة و اخري وحدك . ستجد في المرة الاولي بالتأكيد انك تضحك من قلبك و ربما لا تجد نفس التاثير في المرة الثانية . هذا يتماشي مع سلوك البشر في جميخ الاحوال و لكن تأثيؤ السلوك السئ + قلة الوازع الديني يصبح تاثر مدمر . و لهذا يمكن لفرد فاسد ذكي و قوي الشخصية و مؤثر افساد جميع اصدقاؤة او يمكن لشلة فاسدة افساد فرد صالح تصادق معهم. و لهذا تجد إن الله سبحانه و تعالي شدد من عقوبة المجاهرين يالمعاصي لانهم يصنعون تيارا للمعصية .

كتبت في: 21- ديسمبر- 2004

الجمعة، ديسمبر 02، 2011

عزيز قوم ذل





هذا انسب تشبية لحاله فئه غير قليلة من الطلبة ... انني اقصد طلبة الكليات العملية ( هندسة – طب – صيدلة و القطاع الطبي عموما ) فهم يصابون بنوع من الاكتئاب و القرف و الخنقة و اللامبالاه و يحدث هذا غالبا بعد امضاء العام الثاني في الكلية ... و نجد ايضا الطلبة متضايقة و لكنها لا تستطيع تحديد سبب معين للضيق... يتزامن مع حاله الضيق هذه حاله من الضياع و فقدان الهدف و يشعر امرء انه دون غيره هو الفاشل و اما بقيه من حولة فهم قد حددوا اهدافهم و يسيرون نحوها .


اعتقد ان سبب هذه الحاله يعود لسببين قد يكون احدهما ان الطالب لا يحصل علي تقدير عالي يتناسب مع ما بذله من مجهود في الدراسة ( لان الدراسه في هذه الكليات فعلا مهلكة ) او ربما يرجع لشعوره انه لم يعود الطالب المتميز المحبوب من جميع الدكاترة كما كان الحال اثناء الدراسة بالمدرسه ( فكل طلبة هذه الكليات كانوا اوائل في مدارسهم و في اغلب الاحيان يكون الاوائل متعددو المواهب و يمارسون انشطة بالمدرسة ان ان وضعهم كان دائما محط تقدير و اعجاب و احترام المدرسين و كانوا ينالون معاملة خاصة )


اما الان و عند دخول اوائل كل المدراس هذه الكليات اصبح من الطبيعي ان يكون هناك قله متميزة ( اوائل دفعات الكليه ) و اغلبية عادية و قلة تنجح و لكن بمواد ( المنحني الطبيعي لاي قاعدة بشرية مثل الذكاء : قله عباقرة اغلبة عادية و قله متخلفون عقليا )


لا ادري هل هذا تعليل سليم لما يشعر به طلبة كثيرون جدا و كنت اعتقد ان هذا شعوري وحدي حتي وقت قريب و لكن عندما تحينت الظروف عرفت ان هناك اشخاص كثيرين غيري يشعرون بنفس شعوري حرفيا .!

تمت كتابتها في :16- ديسمبر - 2004

الخميس، نوفمبر 17، 2011

1- نظرية أنا محور الكون


[ هذه النظرية ليست فكرة واحدة و لكنها مجموعة من الأفكار تصب في مجري واحد لتعطي شعور متكامل]


اعتقد إن هذا الشعور عند كل إنسان من داخلة هو انه محور الكون" و أن العالم خُلقَ له وحده "... قد تتفاوت حدة هذا الشعور من شخص لأخر, فتتدرج من الاعتزاز بالنفس إلى الغرور الشديد , فهو يعتبر أي شئ حتى و لو كان تافه أو صغير و يحدث للناس جميعا – هو موضوع مهم و حدث عظيم لابد أن يخبره لكل أصدقاؤه و كأنه فتح عكا أو حرر القدس! و يعتقد أيضا أن العناية الإلهية اختصته هو فقط بالرأي الراجح فيعتقد أن الآخرين لا يفهمون و انه فقط من يفهم وان مخه يزن الكرة الأرضية كلها !!
هناك شئ آخر فهناك اعتقاد بأنه المبتلي الوحيد في العالم و أن مشكلته و مصيره ابشع مصير كتب لإنسان و انه يتحمل من المعاناة و الآلام ما لا يتحمله بشر { هذا ما اسمية الميل رثاء الذاتي و الاستشهاد }
و أيضا هناك اعتقاد سائد { دون قصد أو تفكير } أن هذا الكون كله مخلوق لهذا الشخص بذاته دون غيره فإذا استيقظ من النوم ووجد السماء مليء بالسحب و الغيوم "يقول انه يوم لا ينبئ بخير و كأن السحب و الغيوم مسخرة له وحدة !!! أيضا يظن أن يوم ميلاده و قدومه للعالم هو يوم مشهود للبشرية و لهذا يجب أن يحدث شئ غير تقليدي هذا اليوم للعالم huh.gif
كما إن هناك اعتقاد أيضا عند الفرد انه بتصرف بغرابة و انه يختلف عن بقية الناس من حيث ذكاؤه و قدرته الفذة و انه قادر علي اقتحام أي مجال و انه متعدد المواهب بشكل لا يوصف و إن عنده مواهب دفينة كثيرة قد يكون علي حق فعلا و لكنة إذا فشل في شئ يعزو فشله لاعتقاده المطلق بنظرية المؤامرة و أن الجميع ضده لإحباط ما يفعل فإن الكل يغار منه فهو غير المسؤول عن فشل أي شئ يفعله و علي غرار هذا أيضا فقد يظن الشخص أنه صاحب الأقدار المتميزة و انه الوحيد الذي يحدث له ما يحدث من تصاريف ألهيه سعيدة هو الوحيد المختار لها
لا ادري إذا كانت كمية المشاعر محمود من الناس أو لا و لكني اعتقد إن المبالغة فيه قد تصيب البعض بالإحباط لأنهم قد لا يجدون الاهتمام الذي يتوقعونه

كتبت في :13-12-2004

الاثنين، سبتمبر 26، 2011

شهادة طنطاوي امام المحكمة لصالح مبارك


س١ : حصل اجتماع يوم 22 يناير، هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق ما دار في هذا الاجتماع وما أسفر عنه وما كان مردوده ؟
ج1 : الاجتماع كان برئاسة رئيس الوزراء واعتقد أننه بلغ

س2 : بداية من أحداث 25 يناير وحتي 11 فبراير هل تم اجتماع بينك وبين الرئيس السابق حسني مبارك ؟
ج2 : ليست اجتماعات مباشرة ولكن يوم 28 يناير لما أخذنا الأمر من السيد رئيس الجمهورية كان هناك اتصالات بيني وبين السيد الرئيس

س3: ما الذي أبداه رئيس الجمهورية في هذه اللقاءءات ؟
ج3: اللقاءات بيننا كانت تتم لمعرفة موقف القوات المسلحة خاصة يوم 28 وعندما كلفت القوات المسلحة للنزول للبلد ومساعدة الشرطة لتنفيذ مهامها كان هناك تخطيط مسبق للقوات المسلحة وهذا التخطيط يهدف لنزول القوات المسلحة مع الشرطة وهذه الخطة تتدرب عليها القوات المسلحة بتنزل لما الشرطة بتكون محتاجة المساعدة وعدم قدرتها علي تنفيذ مهامها وأعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة أعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة اللي هي نزول القوات المسلحة لتأمين المنشآت الحيوية وهذا ما حدث

س4 : هل وجه رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك أوامر إلي وزير الداخلية حبيب العادلي باستعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين؟ استعمال قوات الشرطة القوة ضد المتزاهرين بما فيها استخدام الاسلحة الخرطوش والنارية من 25 يناير حتي 28 يناير ؟
ج4 : ليس لدي معلومات عن هذا واعتقد ان هذا لم يحدث

س5 : هل ترك رئيس الجمهورية السابق للمتهمين المذكورين من أساليب لمواجهة الموقف ؟
ج5 : ليس لدي معلومات

س6: هل ورد أو وصل إلي علم سيادتك معلومات أو تقارير عن كيفية معاملة رجال الشرطة ؟
ج6 : هذا ما يخص الشرطة وتدريبها ولكني أعلم ان فض المظاهرات بدون استخدام النيران

س7 : هل رصدت الجهات المعنية بالقوات المسلحة وجود قناصة استعانت بها قوات الشرطة في الأحداث التي جرت؟
ج7 : ليس لدي معلومات

س8 : تبين من التحقيقات إصابة ووفاة العديد من المتظاهرين بطلقات خرطوش أحدثت إصابات ووفيات..هل وصل ذلك الأمر لعلم سيادتك وبم تفسر ؟
ج8: إنا معنديش معلومات بكده.. الاحتمالات كتير لكن مفيش معلومة عندي

س9 : هل تعد قوات الشرطة بمفردها هي المسئولة دون غيرها عن إحداث إصابات ووفيات بعض المتظاهرين ؟
ج9 : إنا معرفش ايه اللي حصل

س10 : هل تستطيع سيادتك تحديد هل كانت هناك عناصر أخري تدخلت ؟
ج10 : هيا معلومات غير مؤكدة بس اعتقد ان هناك عناصر تدخلت

س11 : وما هي تلك العناصر ؟
ج11 : ممكن تكون عناصر خارجة عن القانون

س12 : هل ورد لمعلومات سيادتك ان هناك عناصر اجنبية قد تدخلت ؟
ج12 : ليس لدي معلومات مؤكدة ولكن ده احتمال موجود

س13 : وعلي وجه العموم هل يتدخل الرئيس وفقا لسلطته في ان يحافظ علي أمن وسلامة الوطن في إصدار أوامر أو تكليفات في كيفية التعامل ؟
ج13 : رئيس الجمهورية ممكن يكون أصدر أوامر - طبعا من حقه ولكن كل شئ له تقييده المسبق وكل واحد عارف مهامه

س14 : ولمن يصدر رئيس الجمهورية علي وجه العموم هذه الأوامر ؟
ج 14 : التكليفات معروف مين ينفذها ولكن من الممكن ان رئيس الجمهورية يعطي تكليفات مفيش شك

س15 : وهل يجب قطعا علي من تلقي أمر تنفيذه مهما كانت العواقب ؟
ج15 : طبعا يتم النقاش والمنفذ يتناقش مع رئيس الجمهورية وإذا كانت الأوامر مصيرية لازم يناقشه

س16: هل يعد رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك مسئول مسئولية مباشرة أو منفردة مع من نفذ أمر التعامل مع ألمتظاهرين الصادر منه شخصيا
ج16 : إذا كان أصدر هذا الأمر وهو التعامل باستخدام النيران أنا اعتقد ان المسئولية تكون مشتركة وأنا معرفش ان كان أعطي هذا الأمر أم لا

س17: وهل تعلم ان رئيس الجمهورية السابق كان علي علم من مصادره بقتل المتظاهرين ؟
ج17: يسأل في ذلك مساعديه الذين ابلغوه هل هو علي علم أم لا

س18: وهل تعلم سيادتكم ان رئيس الجمهورية السابق قد تدخل بأي صورة كانت لوقف نزيف المصابين ؟
ج18 : اعتقد انه تدخل وأعطي قرار بالتحقيق فيما حدث وعملية القتل وطلب تقرير وهذه معلومات

س19: هل تستطيع علي سبيل القطع والجزم واليقين تحديد مدي مسئولية رئيس الجمهورية السابق عن التداعيات التي أدت إلي إصابة وقتل المتظاهرين ؟
ج19 : هذه مسئولية جهات التحقيق

س20: هل يحق وفقا لخبرة سيادتكم ان يتخذ وزير الداخلية وعلي وجه العموم ما يراه هو منفردا من اجراءات ووسائل وخطط لمواجهة التظاهرات دون العرض علي رئيس الجمهورية؟
ج20: اتخاذ الاجراءات تكون مخططة ومعروف لدي الكل في وزارة الداخلية ولكن في جميع الحالات يعطيه خبر بما يخص المظاهرات ولكن التظاهر وفضه ولكن التظاهر وفضه هي خطة وتدريب موجود في وزارة الداخلية

س21 : وهل اتخذ حبيب العادلي قرار مواجهة التظاهر بما نجم عنه من إصابات ووفيات بمفرده بمساعدة المتهمين الاخرين في الدعوى المنظورة وذلك من منظور ما وصل لعلم سيادتك ؟
ج 21 : معنديش علم بذلك

س22 : علي فرض إذا ما وصلك تداعيات التظاهرات يوم 28 يناير إلي استخدام قوات الشرطة آليات مثل اطلاق مقذوفات نارية أو استخدام السيارت لدهس سيارات لدهس المتظاهرين..هل كان أمر استعمالها يصدر من حبيب العادلى يصدر من حبيب العادلى ومساعديه بمفردهم ؟
ج 22 : ما أقدرش أحدد اللي حصل أيه ولكن ممكن هو اللى اتخذها وأنا ما أعرفش واللى اتخذها مسئول عنها

س23: هل يصدق القول تحديداً وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن رئيس الجمهورية السابق لا يعلم شيئاً أو معلومات أيا كانت عن تعامل الشرطة بمختلف قواتها أو أنه لم يوجه إلى الأول سمة أوامر أو تعليمات بشأن التعامل والغرض أنه هو الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها ؟
ج23 : أنا ما أعرفش اللى حصل أيه لكن أعتقد إن وزير الداخلية بيبلغ وممكن ما يكونش مش عارف بس أنا ما أعرفش

س24 : هل هناك اصابات أو وفيات لضباط الجيش ؟
ج 24 : نعم هناك شهداء

س25 : هل تعاون وزير الداخلية مع القوات المسلحة لتأمين المظاهرات ؟
ج 25 : لأ

س26 : هل أبلغت بفقد ذخائر خاصة بالقوات المسلحة؟
ج26: مفيش حاجة ضاعت لكن هناك بعض الخسائر في المعدات واتصلحت ومفيش مشكلة

س27: هل أبلغت بدخول عناصر من حماس أو حزب الله عبر الأنفاق أو غيرها لإحداث إضرابات ؟
ج27: هذا الموضوع لم يحدث أثناء المظاهرات واحنا بنقاوم الموضوع ده واللي بنكتشفه بندمره وإذا كان فيه حد محول لمحكمة فهذا ليس أثناء المظاهرات

س28: هل تم القبض على عناصر أجنبية في ميدان التحرير وتم إحالتهم للنيابة العسكرية ؟
ج28: لا ..لم يتم القاء القبض على أى أحد

س29: فى الاجتماع الذي تم يوم 20 يناير هل تم اتخاذ قرار بقطع الاتصالات؟
ج29 : لم يحدث

س30: بعض اللواءات قالوا طلب منا فض المظاهرات بالقوة..هل طلب من القوات المسلحة التدخل لذلك ؟
ج30: أنا قلت فى كلية الشرطة في تخريج الدفعة إن أنا بأقول للتاريخ إن أي أحد من القوات المسلحة لن يستخدم النيران ضد الشعب

دي اقوال طنطاوي.. لو سمحتوا كل واحد ياخد كوبي بيست وينشرها على مدونته او صفحة الفيس بوك، لان اللي محمد الجارحي كده ممكن يتحبس وكل ما ننشر اكتر ما يقدروش يحبسونا كلنا او بقى يحبسونا كلنا، لو الف مدون واكاونت فيس بوك نشرها ما يقدروش يحبسونا كلنا، او يحبسونا كلنا ويتفضحوا يالا.. المهم ان شهادة طنطاوي دي حقنا نعرفها، لان اصلا القضية دي كلها تحصيل حاصل.. احنا عارفين مين اللي قتل ولادنا، وعارفين المتهم، ووعارفين الحكم، والشهادات دي مالهاش اي لازمة غير تبين لنا مين معانا ومين علينا... احنا صابرين على المحاكمات دي واحنا عارفين الحق والعدل فين عشان ما ننتهكش القانون بس وهم مش من حقهم يطلعوا قانون يمنعونا نعرف ايه اللي بيحصل في بلدنا سيبنا لهم البلد مش عارفين عنها حاجة 30 سنة بحجة الامن القومي وادي النتيجة... لا.. من هنا ورايح يكلمونا زي ما بنكلمهم ومافيش اسرار البلد بلدنا واحنا احرار فيها

نقلا عن نوارة نج
م

الأحد، يوليو 10، 2011

تعقيبي علي اول انتخابات للصيادلة تجرى منذ 19 عام : الجمعة 8- يوليو 2011




بداية للاسف لابد منها ... رغم اني لست معتادة علي الحديث عن نفسي لاني اعتبر من يفعل ذلك هو نوع من الاستعراض و الفقر الاجتماعي , و افضل ان يتحدث عنك عملك , و لكن ان كنت وسط اناس لا يعرفون طبيعة عملك و ماذا تفعل او بعيدين عن مجال عملك , فلابد من التعريف المقتضب .... كان من حظي ان اتخرج من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة دفعة 2006 , اي انني كنت في قلب الاحداث منذ البداية , امضيت الخمس اعوام ليس في خضم المذاكرة كما يفعل الاغلب , او اعتمد علي الدروس الخصوصية كما هو متفشي بين الفعض , و لكني كنت طالبة تقليدية احضر المحاضرات كلها و السكاشن و احاول المذاكرة من الكتاب و المحاضرات قبل ورق الدروس , و لكني بجانب ذلك كنت مؤمنة ان الكلية ليست مجرد مكان لتحصيل العلم فقط و لكنه مصنع لصقل الشخصية لاعدادها للحياة الواسعة , بعد عام و نصف كلل الله بحثي عن رفقة صالحة بصحبة لازلت اعرف اغلبها حتي اليوم , تلك الرفقة استطعنا ان ننشئ اسرة من العدم في العام الثالث لي في الكلية و انتهي الامر ان كلل الله مجهودنا بالنجاح في العام الاخير من دراستي ( نجحت في الفوز بانتخابات اتحاد الطلبة و ايضا ً الاتحاد الحر الموازي الذي تم عمله بعد اعادة طلبة الاخوان المستبعدين اي بدون تزوير في كلا الحالين ) كانت علاقتنا جيدة للغاية بكل التيارات في الدفعة , و كنا خارج العمل اصدقاء و بيننا ثقة و احترام متبادل بعد التخرج حاولت ان انقل مستوي العمل العام الي داخل النقابة و تعرفت علي ما يسمي بلجنة الشباب .. و كنت في تلك الاثناء اواظب علي حضور و التعرف علي الوسط الثقافي في القاهرة ( في عام 2007 بدأت التعرف علي المسيري و صالون الوسط الثقافي و جمعية مصر للثقافة و الحوار و كان هذا العام العام الذهبي للتدوين المصري ايضا و كنت قد انشأت مدونتي في اواخر 2006 - لم انضم لاي تيار - و علمت انه المنطق الانسب لمن هي مثلي - ) و تعرفت علي شباب جيد للغاية بالفعل يعمل بها , رايت ما يحدث في النقابة , من محاولات مستميتة من اعضاء الجزب الوطني السيطرة عليها و تصدي الاخوان الموجودين بداخلها لهم ,و محاولة اقامة انشطة - اري انه لابد ان تكون هناك رؤية اكثر ووضح للانشطة و لكن لا بأس بالطبع مما هو موجود - كانت آخر تلك المحاولات الحكومة السيطرة علي النقابة كانت السير في اجرائات قضية فرض الحراسة علي النقابة ( كي تكون مواردها تحت تصرف الحارس القضائي مثلما هو حدث مع نقابة المهندسين ) من قبل الاستاذ "المحترم " محمود عبد المقصود ...

--------------------------------------------------------

لماذا اقول هذا الكلام ؟؟؟ فقط ليعلم من سيقرأ تعليقي انني لست من فئة المغيبين او حزب الكنبة او المهاجمين علي طول الخط او الشامتين او المغتاظين او المضللين من قبل الاعلام , انا لا اثق بالاعلام دائما و احب ان ابحث بنفسي , لانه و للاسف الشديد من يبدأ في نقد موضوعي لفصيل ما يتم تصنيفه اوتوماتيكيا تحت مظله ( من ليس معي فهو ضدي و لابد ان اتوقع منه الشر و انه حاقد و ما الي ذلك من هذا التفكير ) و من اتحدث عنهم اعرفهم شخصيا و رأيتهم عدة مرات و حكي لي زملاء ثقات ما يحدث لهم في اعمالهم منهم و كلامهم و شهادتهم غير مجروحة ....

---------------------------------------------------------

اعمل الان في التأمين الصحي بشكل مؤقت ... و في يوم قالت لنا المديرة ان هناك اشارة قادمة من مدير الفرع - فرغ غرب الدلتا - ان هناك اجتماع لنا من اعضاء ممثلي النقابة العامة و النقيب الفرعي المؤقت , ( لان الانتخابات في النقابة كانت متوقفة منذ اكثر من 19 عام ) كان مفدي الاشارة انه يمكن للصيادلة الانصراف ساعة مبكرا من اعمالهم دون اي ملامة حتي يتمكنوا من حضور هذا الاجتماع , ظننت ان الاجتماع بخصوص اضراب الصيادلة الحكوميين الذي قد سمعت عنه منذ فترة احتجاجا علي تصريحات وزير الصحة بمساواتهم بالتمريض في الكادر الطبي .... ( ليست تفرقة عنصرية لدعاة حقوق الانسان و لكن اعتقد ان المجموع و الدراسة في الكلية الصعبة و الخبرة العلمية و ليست الفنية لابد ان يكون لها تقدير بشكل ما ) و لكني عندما اجريت اتصالاتي بالقاهرة فوجئت ان الاجتماع هو في النهاية ( دعايا انتخابية لقائمة إئتلاف صيادلة مصر - دون الاشارة بالطبع الي انهم من الاخوان المسلمين ) السؤال هنا , هل هناك اي فصيل من المستقلين من يمكنهم ان يجتمعوا بالصيادلة مثلما فعل اعضاء هذا الائتلاف و تصدر لهم اشارة رسمية للتوقف ساعة مبكرا ً عن العمل و الاجتماع بهم بهذا الشكل الرسمي ؟؟؟ اليس هذا نوع من استغلال المناصب للصالح الشخصي ؟؟ من جاء سمع الينا في البداية بتركيز ثم ذهب التركيز بسرعة و بدأ التململ و الضيق و محاولة استخدام اليات دفاعيه من القاء التهم علي الصيادلة بدل ن سماعهم و محاولة امتصاص غضبهم ... عندما وصل مستوي الاسئلة الي اسئلة عميقة خاصة بصلب المهنة بدا واضحا تماما انهم لا يعرفون اي شئ عن ما يحدث في وزارة الصحة او التأمين الصحي او الحكومة بشكل عام , بل جائوا يبيعوننا كلام محفوظ و للاستهلاك الاعلامي اكثر منه للتطبيق العملي ... او كلام حماسي لا يسمن ولا يغني من جوع , لم اشعر بالصدق , كان هذا انطباع كل زميلاتي بدء من المديرة حتي اصغر صيدلانية بيننا .... بالطبع من جاء من مصر كنت اعرفهم - من الصيادلة الكبار فوق السن لا اتحدث عن من هم تحت السن لاني اعرف ابناء القاهرة و هم الصراحة غاية في الاحترام و النزاهة - و لكن ما اثار حنقي و غضبي ان نفس الوجوه التي رأيتها قبل الثورةو التي كانت تستطيع تصريف امورها مع الحكومة قبل الثور هي هي نفس الوجوه ( تم تثبيت 3 و هم من حضروا ) و هو ما ارفضه شكلا و موضوعا ً ... السنا بعد الثورة و لابد من تغيير الدماء بأخري اخصب و اصبي ؟؟؟ كان نظام الانتخابات فردي , و لكن اختار كل اصحاب توجهات متوافقة ان يتكتلوا و ينشؤوا قائمة خاصة بهم لنختار منها العدد الذي يكمل النصاب المفروض ... و لكن لا توجد قوائم ملزمةما جعلني استشيط غضبا ً هو ما وجدته في قائمة الاخوان المسلمين المتعارف عليها بقائمة صيادلة مصر .... وجدت علي رأسها الدكتور المحترم الذي فاز في الانتخابات هذه المرة ( محمد عبد الجواد ) لا ادري كيف ايد الاخوان و انزلوا في قائمتهم هذا الشخص !!!! الكارثة الحقيقية ان الاغلب في الاقاليم - و اغلب الصيادلة في القاهرة ايضا - لا يعرف هؤلاء الاشخاص عن قرب او لا يمتلكون علاقات في الدوائر الحكومية الصيدلانية تمكنهم من معرفة نشاط هؤلاء و كيف يتعاملون من الصيادلة الحكوميين و كيف يقررون قرارات تؤثر علي المهنة علي الامد البعيد , سأكتفي بذكر حالتي فقط من مصادر ثقة ... اولا هو شريك لمجموعة صيدليات العزبي الشهيرة في صيدليتين ( هذا ضد القانون الصيدلي بالطبع فتلك المجموعات تحتكر سوق الدواء و لا تترك مجال لتكافئ الفرص في المنافسة و من يدفع الثمن بالطبع هو صغار الصيادلة ) كان له موقف غير محترم من صيادلة الادارة المركزية الطبية ( هي الادارة التي تصدر تراخيص الدواء و تقر الادوية الوارد من الخارج و تحللها و تعطي رخص مزاولة المهنة و تقوم بالتفتيش الصيدلي علي الصيدليات و المصانع و تضبط المغشوش منها و بالطبع يتعرض الصيادلة في تلك الادارة لمبالغ و رشاوي في كل خطوة يخطونها ) كانت هناك رسوم تتقاضاها الادارة المركزية حتي ترخص الصيدليات فقام الدكتور المحترم برفع قضية علي الادارة حتي تلغي سلطة تلك الورقة التي تصدرها الادارة المركزية و تجعلها بلا قيمة و هذا من اجل تصفية حسابات مع وزارة الصحة ( الله اعلم لصالح من هذا ) و لكنه ابدا ليس في صالح الصيدلي الذي هو من المفترض نقيبه و لابد ان يعمل لخدمته و لتحقيق افضل ظروف العمل له ... و كانت حجته انه ليس ضد ما تفعل الادارة من تنظيم لسوق و لكنه لابد ان يعرف اي تذهب تلك الاموال و بالطبع لم يسأل عن هذا الامر الا عندما زادت المرتبات ( بالطبع الزيادة في الحكومة ليست زيادة معتبرة فالجميع يعرف ان مرتب الطبيب 300 جنية شهريا و بالطبع حتي لو زاد لالف جنية فهذه لا تسمي زيادة في ظل الاسعار الرهيبة التي حولنا ) من يهتم للاطلاع علي تفاصيل تلك المهزلة من صيدلانية شاهدة علي الموقف ليشاهد هذا الرابط

و بالطبع ما خفي كان اعظم ... فهو كان قائم باعمال النقيب د. زكريا جاد بدلا منه لفترة ليست بالقليلة فاللسلطة شهوة حتي و ان كانت مقيدة من قبل الحكومة و لكنه علي الاقل استطاع ان يدبر امره معهم ( و ليس مثلا مثل الشرفاء الاخرين الذين كانوا ضيوف دائمين علي سجون النظام السابق ) لقد كان وجود مثل هذا الدكتور ضمن قائمة مرشحي الاخوان هو شئ لا يمكنني تفسيره الا ان المصلحة العامة و مصلحة المهنة ليست هي المحرك الاساسي للاخوان ... هناك حسابات سياسية اخري للاسف ... عندما واجهنا الاخوان في مجموعة دفعتنا كان ردهم الدائم - التبريري كما هي حالتهم لأنهم لا يخطؤون ابدا - ان القائمة غير ملزمة و من حق اي احد ان يرشح من يريد ... طيب لماذا من اساسه دعمتم مرشح بمثل هذا السوء و تقولوا انه ليس من الاخوان ؟؟؟ معظم المهتمين علي النت يطنطنون بأن هذا الختيار الناس و ان الشعب سينساق لصالح الاخوان في اختياراتهم ... بالطبع هذه مع كامل احترامي سذاجة ... لمن بتابع الاعداد التي ذهبت للانتخاب سيعرف انها اعداد زهيلة لا تمثل الشريحة الصيدلانية التي تخرج كل عام حوالي 10 الاف صيدلي- منذ حوالي 10 سنوات - من مختلف كليات الصيدلة المختلفة .... الانتخابات اولا عن آخر في كل محافظات مصر لم يهب اليها 15 الف علي بعضهم .... فالأغلب لا يزالون حزب كنبة ... لا يتحرك من مكانه , و من ذهب للاسف لا يعرف عن عبد الجواد او عن اي احد من المرشحين الا الورقة التي توضع امامه ساعة الانتخاب و يقال له اختار تلك القائمة .... و لثقته ان الاخوان ناس - بتوع ربنا - اكيد اللي هيختاروهم ناس كويسين ... احزن بشدة علي المسؤول في الاخوان علي من دفع بالشباب و الفتيات الغضين مثل الورد في الدعايا بكل قوة و حرارة لمثل تلك القائمة و انا اجزم انهم لا يعرفون شيئا عن ما يحدث في الكواليس ولا يعرفون من الاسماء اي احد الا انها اسماء قادمة من اختيارات ثقة .... بعد ما قلت , وجة نظري الشخصية انه من المفروض ان تكون النقابات للمهنيين فقط دون ان تدخل الايديولوجية السياسية في الامر ... لانه سينتج عنده متاجرة بقضايا العاملين في مجال ما لحساب المرجعية الاساسية للجماعة او للحزب , و لن تكون مصلحة العاملين هي المحرك الاساسي و لكن ستطغي مصالح اخري و اولويات ليست من بينهم مصلحة ابن المهنة ( كما حدث في موقف الادارة المركزية تصفية حسابات و المستفيد بالتأكيد ليس الصيدلي )


------------------------



ملحوظات لم اكن لأحزن لو كان الاخوان اختاروا لمنصب النقيب العام دكتور مثل احمد رامي ,انسان متمرس و لبق و هادئ و علي قدر من الحكمة و الحنكة في ادارة الامور , كما انه يفهم جيدا في مهنته و في اقوانين , بالاضافة لذلك انه من الاخوان ... الخبرة ليست هي من تتحدث الان و لكن الامر تحول الي شغل مصالح ... بعد مطالعتي للاخبار اجد ان محافظة الاسكندرية ليست في الخريطة و لم تقال اعداد المؤيدين و المعرضين الي الان في اي خبر ... و لكن ايضا نقيب الاسكندرية السابق ( الاخوان ايضا ) ليس بالشخص المقنع او الجدير من منظوري الخاص ... و لكني لن اتحدث عنه الا بعد تجربة حقيقية ( فما حدث معه لا يعتبر كوارث مثل كوارث محمد عبد الجواد ) و لكن لنري ماذا ستخبئه الايام لنا ....

الثلاثاء، يوليو 05، 2011

تعليقا ً علي فيديو القاتل الاقتصادي

اكتب تعليقي علي هذا الفيديو في مقال منفصل ( ليس بالطويل ) لاني اراه فيديو هام للغاية و لابد من ان نتناول مثل تلك القضايا بشئ من الاهتمام لانها لب مستقبل البلد ان اردنا ان نتحدث في مستقبل حقيقي للبلد بدل من المعارك الوهمية التي يشغلنا به زبانية الاعلام التافة ( بدء من دولة دينية و دولة مدنية و الالتفاف علي رغبة الشعب و الخوض في معركة الدستور اولا ً ) و ما الي ذلك من القضايا التي لا تبني حقيقة ولا اسلوب الدولة الذي لابد نقضي الوقت فيه الان لنشكيله و مطالبة من سيأتي بالعمل عليه ... ايا كانت خلفيته

هذا هو الفيديو :


من استعراضنا للنموذج الامريكي المذكور عن الهيمنة الاقتصادية يتضح التالي :

-------------------------------------------------------------------------------

* المؤسسات التي تزعم انها دولية لا تخدم في النهاية الا مصالح الدول الكبرى , من السذاجة ان نستشهد بتقارير البنك الدولي في التنمية الاقتصادية مثلا كما كان يفعل النظام السابق , لابد ان تكون جلية عمالة تلك الانظمة ( اعتقد ايضا ان قوات حفظ السلام الدولي كانت تلعب نفس الدور القذر علي المستوي الحربي في حرب البوسنة من تمكين للصرب من رقاب البوسنويين و في نفس الوقت قطع المساعدات عن البوسنويين )

*ارجو ان نضع الولايات المتحده في حجمها الطبيعي و الحقيقي , فالمتحدث يستعرض عدة تجارب لعدة دول كانت محكومة بديكتاتوريات شنيعة تابعة للولايات المتحدة و تحقق المآرب الاقتصاديه لها في منطقتها ... تلك الدول ارادت ان تخرج عن نطاق السيطرة و الهيمنة للولايات المتحدة في التبعية الاقتصادية , كانت ردود الافعال متباينة , ما بين محاولة اغتيال ناجحة في الخمسينات و تطور الامر في محاولة عرض الرشوة و ارشال الضباع كما يسمونهم ثم التدخل العسكري .. فهم ليسوا صانعوا التاريخ هم يعملوا و يحاولوا الاغواء ,و العيب علي من يستجيب لهم ( مثل آلسعود كمثال لحثالة العرب هم و مبارك فيما مضي ) و هناك من وقف امامهم و فضل الموت و هناك من وقف امامهم و استطاعت انظم الحراسة الشخصية ان تحميه ( صدام في البداية و لكنه لم يكمل اللعبة صواب للنهاية )

اي ان الولايات المتحدة يمكن الوقوف امامها , و ردود الافعال تجاها ليست واحدة ( ليست هي المتحكمة في اقدار الشعوب و مصائرهم كما يروجون دائما ) كما ان التقرير لم يذكر حالات دول اخري تمردت كليا علي الامر ... شافيز مثلا استطاع ان يصمد امام ما فعلته المخابرات الامريكية ... و تغلب علي الامر , ايران لم تقف عند هذا الحد بل قامت بها ثورة اخري اطاحت بالشاه و اعوان النظام الامريكي , و لم يستطيعوا ان يستخدموا القوة معها ... اهم مثال هو تركيا , تركيا كانت في بداية العقد الماضي 2000 دولة فاشلة و كانت ستعلن افلاسها االي ان تولي امرها حزب العدالة و التنمية .. القي بتوصيات البنك الدولي في اقرب صندوق للقمامة و اقامت نظامها الاقتصادي غير قائم علي اي معونات خارجية و ها هي الان علي وشك ان تسدد الدين العام لها و سوف تكون من اسرع الدول نموا اقتصاديا ً و كل هذا و هي تسير و تفرض ارادتها علي من حولها ... التحرر من التبعية الاقتصادية ليس دربا من المستحيل و لكن الفكرة ان يتولي الامر من يكون قادر علي التعامل بذكاء و دهاء مع كل تلك الضغوط و يمكنه مواجهتها بل و تحويل الامر لصالحه