الأحد، يوليو 19، 2009

غاية ام وسيلة ؟؟؟؟

منذ فترة و انا اشعر انه ضاع من عمري الكثير و لم اقرأ و انمي نفسي فيه بشكل اعمق و لم تزيد قرائاتي عن المقررات المدرسية و الجامعية
و حان الوقت ان ابدأ في القراءة و هي لن تنتهي الا بانهائي :) فلا يكف المرء ابدأ عن التعرف علي التجارب الانسانية طوال عمره لانها ما ترتقي به و بانسانيتة و توسع مداركه بشكل لا يوصف

و في بعض الاحيان تستوقفني جمل او عبارات و تستفزني للتفكير , و هو ما احب ان اشارك به من يقرؤن لي :)ي

أقرأ الان في كتاب اليبرالية الجديدة - د. شرف منصور ( القراءة للجميع ) محاولة مني للتعرف علي الاخر بشكل اعمق

و من اهم المبادئ التي لفتت نظري و استوقفتي في هذا الكتاب و هو ما يعتبر من الركائز الاساسية للفكر الليبرالي المبدأ التالي : ....(
لم يكن من الممكن للعقل و الارادة و الاخلاق ان يكون لهم استقلال عن الرغبة مقصود بها رغبات الانسان الاساسية التي تحركه بشكل بيولوجي للبقاء ذلك لان موقع العقل في اعلي سلم القوي الانسانية لا يجعله مسيطرا علي باقي القوي تحته بل يجعله هو نفسه مشروطاً بها , كا يجعل دوره تنظيمي فحسب , اذ لا يفعل شيئا لا ان يرتب الاولويات في اشباع الرغبات و ينظم الانفعالات و بذلك اصبح للرغبه الاولوية المطلقة في السلم القوي الاسانية و اصبح اشباعها هدفاً في حد ذاته , بل و اصبح العقل نفسه وسيلة لاشباع الرغبه .) ة

طبعا هذا المبدأ خطير للغاية و يسوقنا لتساؤل اكثر تعقيد

هل رغبات الانسان هي الغاية القصوي التي يعيش من اجلها و التي يترتب عليها ان يكون العقل و كل شئ مجرد ادوات في خدمة الحصول و الوصول لهذه الغايات ؟؟؟ هل نعيش في هذه الدنيا فقط لتبية رغباتنا من مطعم و مسكن و ملبس و امن و تعليم و زواج و مستوي حياة مرتفع ؟؟؟ هل حياة الانسان تنحصر في هذه الاهداف المادية البحتة فقط ؟؟؟؟

دعاة المادية يتصورون ان للانسان بعد واحد و هو البعد المادي فقط و يمكننا منه ان نرد كل تصرفات و دوافع الانسان الي هذا الاصل المادي .... و هو يتنافي من الحقيقة الواقعة من ان الانسان قد يرضي و يقنع باقل القليل من الرزق و قد لا يكون مشبع لكل حاجاته و لكنه لا يتمرد علي الوضع ولا يكون اشباع رغباته هو المحرك الاساسي له , كما انه ن المعروف ان اعلي معدلات الانتحار بين البشر هي في ارقي دول العالم و اكثرها اشباعا لرغبات و احتياجات مواطينيها المادية

اليست هذه ظواهر لا نجد لها تفسير في الفلسفة المادية ؟؟؟

عقلي لا يقبل هذا الافتراض الغير واقعي , فدائما ما يشعر الانسان السوي ان هناك هدف او غاية او سبب اخر غير انه مخلوق فقط لاشباع رغباته في هذه الحياة , فدائما ما نتسائل لماذا نحن مخلوقون و ما هي فائدة وجودنا و لو كنا ندور في الدائرة المادية لما خطر علي بالنا مثل هذا التساؤل ,و هو بالمناسبة تساؤل الانسان منذ بداية التاريخ


الانسان كائن له بعدين , بعد انساني و بعد مادي ( و هو ما يسمي في الفلسفة الغربية الان الطبيعي فالطبيعة هي مرادف للمادة و الطبيعي مرادف للمادي ) و البعد المادي هو مكون اساسي في الانسان , فاحتياجاتنا الاساسية لا غني عنها و لكن يظل هناك جانب غامض لا يمكن تفسيره بالشكل المادي السطحي البسيط و الذي يفترض ان الانسان يتفاعل مثل تفاعل الكيمياء و الرياضيات ففي الرياضيات 1+1=2 اما في الانسانيات فان عرضت شخصين لظروف متطابقة فلن يكون رد فعلهما واحد لانهما ليسا كيمياء و انما بشر و كل انسان متميز عن الاخر في كل شئ و لكن مع ذلك هناك انسانية مشتركة و هي التي لا تلغي الاختلافات الفردية بين الناس و بعضهم و في نفس الوقت لا تعاملهم علي انهم مادة متشابهه, و البعد الانساني بعد قد لا يكترث بالماديات و هذا ما قد يفسر لماذا يكون هناك افراد راضون علي الرغم من عدم اشباعهم لحاجاتهم المادية بشكل لائق و افراء يصلون لمنتهي الاشباع ولكنهم غير سعداء

فاعتقد ان الفلسفة المادية تتنافي مع الدين لانها تفترض انه لا لزوم له لانه الانسان كائن نفعي لا يعيش في هذه الدنيا الا من اجل اشباع حاجاته فقط و يكرس كل حواسه من اجل هذه الغاية المثلي و هو ما يتنافي مع ان الانسان له جزء مادي و جزء معنوي لا يخضع للمادة و هو ما يمثل وجوده الحقيقي كأنسان و يجعله مختلف عن اي حيوان

و اعتقد ان اكثر ما يعبر عن ان الانسان ليس فقط مخلوق من اجل اشباع غاياته هو العبادة التي تجدها في كل الاديان و هو
الصوم ... فما الذي يفسر لنا الامتناع عن الرغبات الاساسية للانسان و يكون في ذلك تقرب الي الله ؟؟؟؟ هذه رسالة للنسان ان هدف وجوده في هذه الدنيا ليست مجرد اشباغ لحاجاته ( و الا ما امتنع عنها في الصوم ) انما التحدي ان يوازن الانسان بين متطلبات الجسد و الغاية المثلي لروح


و مع ذلك اعتقد ان هناك الكثيرين نسو هذه الحقيقة الانسانية الازلية و تحولوا بالفعل لامثله حية للفلسفة الادية فنسوا انفسهم و انسانيتهم و اصبحوا يعيشون حياتهم علي انها " غاية " و ليست " وسيلة "و تحول كل شئ يمارسونة في حياتهم الي غايات و اصبحت حياتهم عبارة عن سلسلة من الغايات المنفصلة و التي لا يجمعها الا اشباع الحاجات

فمعظم الناس الان يتعلم ليس ن اجل تحصيل العلم و لكن كي يحصل علي الشهادة و للاسف الشديد اصبح العديد من الولياء الامور يدفعون كي يجتاز ابناؤهم الامتحانات عام بعد عام حتي ان هناك تلامذة في الصف الثالث الاعدادي الان و لا يستطيعون القراءة !!!! هذا لان حياتهم تحولت الي غاية في حد ذاتها
نكمل القصة المتكررة يتأهل الطفل للثانوية العامة و يكون في معركة رهيبة لمدة عامين من اجل ان يحصل علي مجموع في الثانوية العامة و يذاكر الطلبة كم مهول دول اي فهم حقيقي متعمق و ينجح ن ينجح و يتفوق من يتفوق
و يتباهي الاباء بمجموع الابناء لانه مجموع عالي و تبدأ المأساه الحقيقية فالجميع يجبر الابنء علي دخول الكليات العملية " و هي ما تسمي بالتعبير الشعبي كليات قمة ( و من المثير للنظر ان هذه الكليات هي التجسيد الحقيقي للمادية 1+1=2 ) و تتكرر مأساه اشخاص اراهم بام رأسي في طب يتفوقون و هم يكرهونها بشدة و هذا لتحقيق امنية لاب او ام هي في حقيقتها غاية ان يكون ابنهم او ابتنتهم دكتور/ة اد الدنيا دون النظر بشكل حقيقي لرغبات الابناء و ان الكلية ليست شرط الرزق الواسع , و عندما يعمل المرء يكون همه هو تحصيل اكبر قدر من المال , و كلما زاد مرتبة زادت متطلباته و اصبح المرتب لا يكاد يفي كل متطلباته المادية البحتة و يدخل المرء في دائرة جهنمية في العمل و المزيد من العمل لاشباع الحاجات و المزيد من الحاجات التي لا تكاد تنتهي الا بالموت !

حتي في اختير الاصدقاء , او الزواج , يتحول الامر لمجرد غاية فالفتاة و اهلها ينظروا لمدي غني الفتي و اهله و ماذا احضر لها في عيد المولد و عيد الاب و اعياد لا معني لها , كم ان الرجال ابصبحوا ينظروا علي ان الزواج هو غاية في ان يظفر باصغرهن سننا و احلاهن منظرا و يا جحبذا لو كانت من عائلة كبيرة و ضاع المعني الحقيقي لاغلب الشياء في حياتنا

هل اصبح الناس اليوم يطبقون و ينتصرون للفلسفة المادية التي ببساطة هي الغاء لوجود الانسان الحقيقي !!! هل نحن نعي معني الصوم ام هو مجرد امتناع عن المطعم و المشرب و ممارسة الحب للمتزوجين فقط و يعود المرء بعد الافطار كالغول لتعويض ما فاته من النهار ؟؟؟
لست ضد ان يكد و يعمل الانسان عمل دائب , و الفارق فيما اقول ليس فارق ماديا فلا اقول للطالب ان لا يذاكر و للمرء ان لا يعمل و يبحث عن العمل ... فلنفعل ذلك و بقوه حتي نستطيع اللحاق بركب التقدم ...

و لكن لنفكر قليلا هل فقدنا انسانيتنا في هذا اللهاث المرعب الذي لا يكاد ينتهي ؟؟؟هل حياتنا الدنيا تحولت لغايات ام هي مجرد وسيلة لحياتنا الاخري ؟؟؟؟





هناك 5 تعليقات:

يا مراكبي يقول...

أولا .. أحب أنوه الى أن نشر التدوينات في الفيس بوك بينسي الناس المدونة نفسها .. وده الأصل على فكرة

ثانيا .. كعادة موضوعاتك هي دائما قيمة .. وهذا الموضوع تحديدا يتناسب تماما مع العنوان الذي اخترتيه للبوست .. فأغلب البشر بدأت في نسيان الجوانب الانسانية بداخلها وتحولت الى أشياء ونماذج اخرى غير البشر الأسوياء .. وهذا أدى الى ميلهم الى الماديات والشكل الليبرالي العام اكثر من اي شكل آخر

شمس الدين يقول...

ياه !
لسة حد فاكر المدونة !!!!

و الله يا باشمهندس انت معك حق في موضوع المدونة دا بس انا شايفة ان الناس فعلا متابعتهم للمدونات قلت بدليل عدد الردود اللي هنا و هناك :) و اصلا اللي مش بنزله بوست في الفيس بوك ممكن محدش يقراه للاسف

و سعيده فعلا بتعليقك عليا هنا !

ebn roshd 777 يقول...

الماديه؟؟
طغيان الماده
سيطره الماده علي الانسان
كل هذه الكلمات لها معني واحد
وهو غياب الروح ولابد ان نسلم ان غياب الروح كان من ضمن النتائج الطبيعيه للثوره الصناعيه وبعدها الثوره التكنولوجيه الرهيبه التي نعيشها الان
عندما تسالي شخص ما
متي زرت امك اخر مره يرد بسرعه انا بكلمها واطمن عليها بالموبايل
ايوه بس اخر مره زرتها امتي
ممكن يكون من شهر مثلا
موضوع جميل
ليه بس تحفظ صغير علي جزئيه ان العقل قد يكونخادم لتحقيق رغبات الانسان لان العقل اللي من النوع ده برايي بيكون عقل مريض
دمتي بكل الخير

شمس الدين يقول...

@ الفاضل ابن رشد

هو انا اصلا مش مع المقولة اللي اتقالت في تحليل ماهية اللبرالية الجديدة

و لكن من يتبني هذا الفكر ينظر للناس من خلال هذا المنظور

و الكارثة انه بيدهم مقاليد الاقتصاد و التوجيه الاقتصادي
فالامر يؤثر بشكل من الاشكال علينا

و لكن اعتقد اننا اصبحنا ماديين بما فيه الكفايا ولا نحتاج لمثل تلك النظريات او التحكمات التي تجعل الناس ماديه فهم يتبنون هذا المنهج تلقائيا و هذه المقالة جائت لتنقض هذه النظرية

محمد عادل يقول...

طبقاً لويكيبيديا فالريبالية هي مجموعة من المباديء السياسية القائمة في الأصل علي المساواة و الحرية الفردية.

من مدخل الحرية الفردية يمكن أن تدخل الكثير من الكوارث، كوارث من أن يكون ما يحبه الفرد هو الأساس و هو المرجعية التي نقيم الصواب و الخطأ بناء عليها، و هو ما يعبر عنه القرآن بتعبير " مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه".

بالنسبة لنشر المقالات علي المدونة فهو يجعل الأمر أسهل لمن يستخدم خدمة ال
RSS
حيث يتمكن من معرفة الجديد لدي صاحبة المدونة أولاً بأول.