كتبت منذ فترة ازمة ثقة و كان موضوعها عام قليلا
ازمة الثقة بالنفس , و بالاخرين ازمة الثقة في تاريخنا و في لغتنا , ازمة ثقة عامة في اشياء كثيرة
و لكن هذه المرة يمكنني ان انزل لمستوي الناس لاري ما هي ازمة الثقة الموجودة علي مستوي الافراد
************
نعم انا ضد التصنيفات
و لكن لابد لنا من قدر من التعميم حتي نستطيع رصد اي ظاهرة او اي شئ
يعني حتي القران لما كان بيقرر بعض السلوك الانساني
كانت الالفاظ دقيقة للغاية
مكنش فيه تعميم شامل و في نفس الوقت وصف ما يمكننا مجازا اعتباره " النموذج المهيمن "
" و قليل من عبادي الشكور " يعني لم ينفي الشكر و لكنه خصص له جزء صغير ....
*************
كنت الاحظ سلوك و حذرني منه الكثيرين في الكلية سلوك او منهج ينتهجه البعض , هو ان يحتفظ المرء بالمعلومات ولا يذكر مثلا انه يذاكر او مصادر ورق دروس التي يذاكر منها او ملزمة ذكرها الدكتور و حصل عليها هو خفيه , و لا يكتفي بذلك بل و يجلس يندب حظة و حظ تلك الكلية العاثر و انه لا يفعل شئ البته و ضايع و المواد متراكمه عليه ... ثم نفاجئ به من اوائل الدفعة او علي الاقل تقديراته اعلي من جميع من تعاطفوا معه ... ذكر الدكتور زويل انه عندما كان في مصر كان يجد كل زملاؤه في المركز البحثي الذي عين فيه يغلقون علي معاملهم لان الكيماويات تسرق بينما عندما سافر لامريكا وجد ان الجميع يضع اشياؤه و حاجاته عادي بل و قد يقترض بعضهم من بعض بعد الكيماويات ثم يردونها فيما بعد , و لن انسي غضب صاحب الصيدلية التي كنت اعمل بها عندما كنت اجتهد في تعليم الادوية لطالبة جديدة , و قال لي فيما معناه , لم يعلمنا احد , ثم هم يأخذون العلم ولا يعملون عندنا .... طبعا تضايقت جدا من هذا المنطق لانه منطق مدمر ان عممناه في كل المجالات
.
نشكوا جميعا في مصر من احتكار المعلومة ( ايا كان المجال سواء دراسة او عمل او رياضة او حتي في المجال الثقافي) , و عدم تقديمها بسلاسة و من طيب خاطر ... ربما يكون هذا الامر نابع من نظرة خاطئة ان احتكار العلم او المعلومات يجعل المرء متميز ... لكن اعتقد ان هذه العقلية المريضة هي ما اضاعت كنز و اسرار التحنيط عند قدماء المصريين و اندثر هذا العلم بموت من يعرفونه , او ربما هو نوع من الشعور بالنقص و محاولة تعويضة بان يكون المرء هو المالك الوحيد للمعلومة لا ادري حقا ما السبب ... لكن زكاه العلم نشره , و المعلومة في حد ذاتها غير مجدية ان لم تنتشر علي نطاق واسع و يستفيد منها الناس و تسهم في تغيير افكار عدد كبير و ليس عدد يرغب في احتكار العلم و المعرفة .
اعتقد انه لكسر تلك الدائرة لابد ان نكسر احتكار العلم :) , حتي يكون سلوك عام علي الاقل في الدائرة القريبة , ثم يتحول لسلوك اعم عندما يجربه الناس و يعجبون به و لكن مع التنبيه الدائم انه من يريد ان يأخذ لابد ان يعطي قبلا ً ... هذه سنة كونية لا تتغير
****************************
عندما عملت في صيدلية الصرف الخارجي مع الجمهور او في الصرف الداخلي مع التمريض , كان التحذير الاساسي في كلتا الحالتين ( التعامل مع الجمهور من اسوأ الاشياء لان نوعية الناس سيئة , و الممرضات من اسوأ فئات البشر فلازم تحرصي منهن جيدا )
دائما نخاف الاخر و نشيطنه ايا كان هذا الاخر
نعم تعاملت مع الجمهور و كان الاغلب ناس افاضل برغم الفقر , و تعاملت مع التمريض و كانت بهم السارقة و لكن الاغلب سيدات فضليات بالرغم من الاسلوب الغريب بعض الشئ ...
من جراء شيطنة الاخر قد يحجم الكثيرين عن العامل او نجدنا اصدرنا احكام مسبقة علي البعض , قد يكون الاخر فعلا سئ و قد يمتلك بعض اشياء لا املكها .... اعتقد ان الانفتاح العاقل علي الاخر يجعل الحياة اكثر ثراء ....
*****************************
رأيت ان المعظم يؤمن بالقيم المجردة و يتحمس اليها بشدة , و لكن ما ان يبث بعض الاشخاص الحياة في تماثيل القيم الشمعية , حتي نجد تباين رهيب فيما نؤمن بيه من الناحية النظرية , و بين ان نطبق تلك النظرية علي ارض الواقع
لا ادري , ربما يكون الانسان اسير لبيئتة و تربيته حتي و ان اراد التمرد فهناك اشياء لا يمكنه ان يحطمها ؟؟؟ربما يظن ان تلك المثل هي عليا و لكن هو الوحيد القادر علي فهمها لان المجتمع لم ينضجو لم يرتق بعد لفهمها و تطبيقها ؟؟؟؟ ( ابسط مثال الحرية و العدل الممنوعان عنا لان الحكومة ترانا قصر , او حرية الاختيار للابناء سواء في الكلية او شريك الحياة ... و الامثلة لا تعد ولا تحصى في هذا المجال ) ربما يظن الاغلب انه يستمع للاخر يفهمه و لكنه في الحقيقة لا يؤمن الا لما يراه و لقناعاته فقط حتي و ان ظن انه واسع الافق ؟؟؟ لي فترة كبيرة حقا علي الفيس بوك و من قبله في المنتديات ... و كنت اري النقاش المحتدم بين طرفين , الاغلب يناقش للنقاش و ليس للوصول للحقيقة و الاغلب يتعصب لرأيه و نادرا ما وجدت احد دخل نقاش و تراجع عن رأيه ان كان يخالف المنطق .... فعلا الباحث عن الحق قد يتوهم انه يؤمن و يري الحق و لكن في الحقيقة تنطبق عليهم آيه في سورة الكهف " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) "
هي فتنه كبري حقاً
اللهم اجعلنا ممن يؤمنون بالنظرية السليمة و يحسنون تطبيقها
*****************************
لي صديقة - اتمني ان يردها الله اليها سريعا - جسدت فعلا معني " التمس لاخيك سبعين عذرا فان لم تجد فلم نفسك " ووجد ان هذه القاعدة ذهبية لحد بعيد و اجمل ما بها انها تجعل الانسان علي حسن ظن دائما ( لكني لا اقصد السذاجة بالطبع ) فالاغلب اليوم احترف او ظن ان " سوء الظن من حسن الفطن " و لكني اري ان هذا التعامل ( سوء الظن و التعامل مع الناس انهم يتأمرون علي و الحساسية المفرطة تجاه كل سلوك ) متعب نفسيا للغاية ... لا اقول ان نتعامل مع الجميع هاكذا و لكن لنتخير الناس في البداية علي اساس سليم ثم نلتمس و نحترم الطبيعة الانسانية بداخله .... و من يطبق هذه القاعدة لابد ان يتمتع بحس " التغافل " لانه في المعظم سوف يلتمس الاعذار للناس و لكنهم لن يعاملوه بنفس الاسلوب , فساعتها يكن التغافل هو الحل .
التعامل مع الناس و النفس هما فعلا من اصعب التحديات اللي بتواجه الانسان و معظم الناس بتدير الامر دا بغير حكمة و للاسف الخسائر بتكون عليهم و علي اللي حوليهم
ربنا يهدينا جميعا
هناك 7 تعليقات:
أعتقد بأننى مررت بعده تجارب شخصيه مريره جدا فى الزنب من أشخاص فى مجال عملى هم تلامذه لى و قد علمتهم كل شىء و بعد أن تعلموا إتبعوا أساليب غير شريفه فى الإساءه لى للركوب على أكتافى و الصعود لأعلى و قد تعلمت بعد عدة ضربات مؤلمه شىء فى غاية الأهميه.
نموذج الكتالوج كنت أعمل فى مكان مثل مصنع فيه عدد من الماكينات الحديثه و هى بالطبع مستورده و لا سبيل لإنتاجها فى مصر لعدم و جود التكنولوجيا المناسبه لذلك لدينا فى مصر و رغم ذلك أجد أن الشركة الأجنبيه المصنعه و المصدره لهذه الماكينات ترسل كتالوجات شامله و أيضا خبراء و مهندسين للتدريب و تعليم كل شىء لمتخصصينا عن هذه الماكينات بل و تعد دورات تدريبيه فى الخارج لعدد من مهندسينا النبهاء للسفر و التدرب على أكمل وجه فى ماكيناتهم فتعجبت ألا يخشون أن نسرق منهم سر مهنتهم و نركب على أكتافهم و نصنع هذه الماكينات و لا نعود بعدها فى حاجه إليهم بل و ربما ننافسهم فى عملهم .
دار هذا السؤال فى رأسى بشده خاصه و أنا أسترجع شريط الزنب من من سبق و علمتهم من قبل.
حتى سألت ذات يوم أحد المهندسين العائدين من دوره تدريبيه فى الخارج هل تعلمت كل شىء عن هذه الماكينات فأجاب بثقه نعم قلت له هل أنت متأكد فأجابنى بالطبع قلت له إذا لو فكرنا هنا فى المصنع تطوير أنفسنا و تصنيع ماكيناتنا بأنفسنا أو حتى تطوير ما لدينا من ماكينات لتكون أفضل فهل هذا ممكن أجابنى بنفس الثقه بالطبع لا لم لا يا باشموهندس قال هناك ما أسماه بتركه فى هذه الماكينات غير معروفه و لم نتعلمها و لم نتوصل إليها بهذه الماكينات تجعلها مجرد حته حديده لا قيمة لها نحن نستطيع أن نصلح جميع الأعطال فى هذه الماكينات و نزعم أننا نعرف عنها كل شىء ماعدا عطل واحد لم نعرف عنه شىء لابد أن يأتى خبير من عندهم حتى يصلحه فيكون بمثابه من يعيد بث الروح فى حته الحديده هذه فتعمل من جديد .
تفكرت فى هذا الأمر كثيرا جدا حتى توصلت لأمر إعتقدت من وجهة نظرى المتواضعة أنه مناسب إن كتم العلم حرام و غير جائز شرعا نعم لكن لابد أن يكون عندك تركه على رأى المهندس أنا أعمل مديرا ماليا و تحت يدى عديد من المحاسبين أعلمهم كل شىء بدقه و أعرفهم المدين و الدائن و العميل و المورد و كل شىء كل شىء لكننى تركت لنفسى تركتى الخاصه و هى كيفيه الإداره و فهم النفسيات المقابله كيف تفهم من أمامك هل هو صادق أو كاذب هل هناك شبهة سرقه كيفية إدارة فريق عمل إم لا و الكثير من هذه الأمور الخلاصه أقصد الفراسه المكتسبة من خبرة السنين و التى كنت أقدمها على طبق من فضه لتلامذتى من قبل حتى طمعوا فى الركوب على أكتافى و سعوا إلى إيذائى للوصول سريعا لمكان أفضل كان خطأ منى نعم يجب أن أعلم كل شىء و بمنتها الأمانه أما الخبرات الشخصيه و المهارات و المواهب الخاصه جدا يجب أن تحرص عليها و أن تدع الأخر يكتسبها بالمشاهده و التعلم من المواقف المختلفه وأن تثقل مهاراته بالتجربه الفعليه .
الخلاصه يجب أن تكون معلما زكيا.
آسف جدا على الإطالى و أشكرك بشده على الموضوع الرائع.
صاحب التعليق المجهول
اعتذر بشدة عن ازالة التعليق لاني لا افهم الفرانطو ولا احبه علي المدونة
@ ايهاب افندي
علي فكرة حضرتك اثرت نقطة مهمة للغاية
موضوع انك تعلم الناس كل شئ و في الاخر هيركبوا علي كتفك و حتي الاجانب بيعملوا كدا
فعلا معك حق في تلك النقطة تماما
و زي ما حضرتك قولت لازم الانسان يكون معلم ذكي , لكن احنا هنا للاسف اتعودنا نكتم العلم بشكل غبي للغاية
يعني حتي لو مش هتركب علي كتاف حد , محدش بيساعدك مثلا لو بتختار كلية او نوع دراسة محددة .... يعني
الامر زي ما حضرتك اجملت , الفكرة ان الواحد يحاول يكون كويس و لكن فيه فارق بين دا و بين السذاجة ... يعني هذا تحدي الحياة الدائم
دمت بكل الخير و اعليقك يثري المدونة فعلا :)
أما أنا فتجربتي علمتني أنه مهما علمت الآخرين ما أعلمه .. يظل دائما هناك مسافة ومساحة بيني وبين الآخرين ولا يقتربون مني لسبب بسيط: هو أنني أنا أيضا في حالة تعليم مستمرة
أي أن الآخرين يتحركون في إتجاهي للإقتراب مني بينما أنا أيضا أتحرك للأمام بعيدا عنهم
كما أن المعلومات السهلة لا تفيد بقدر المعلومات التي تأتي بعد جهد واكتشاف ومحاولات
وإخفاء المعلومات لن يفيد على المدى الطويل لأنه بالجد والإجتهاد يستطيع المرء أن يصل بنفسه وبعد تجارب إلى أن يعرف المعلومات المختفية عنه .. أز التي تم إخفاؤها عمدا عنه
بصراحة استفدت جدا من البوست ده
ولكن مش شايف ان ساعات حجب العلم بيكون مفيد في بعض الحالات مثلا حجبة عن الاعداء او المنافسين او حتى الناس اللي متستحقش تتعلم او الناس اللي انت عارف انها ممكن تستخدم العلم ده بطريقة غلط
اشكرك ولك تحيتي
جميل ان نصارح انفسنا بعيوبنا و عيوب مجتمعنا
و لقد رصدت فى كتاباتك الكثير من عيوبنا القاتلة و حقيقة اتمنى ان يجيئ اليوم الذى نتخذ فيه خطوات نحو محو هذه العيوب و لن يجيئ التغيير الا بتغيير المنظومة كلها بداية من الفرد حتى المؤسسات و اولى الامر فى تناغم قد يصنع معه المستحي الا وهو تغيير مجتمع تعفنت فيه القروح حتى قاربت على فرض البتر
اشكرك
السلام عليكم..
نظرتكِ فعلا جامعة يا شمس..
نظرة للأسف قد نراها جميعا.. ونشكو منها جميعا.. لكن أكثر سؤال يحيرني هو أن كل من أراهم يشكون نفس الشكوي.. وأنا أراهم طيبين معي وعلى خلق والحمد لله..
من إذن ذلك الذي نشكو منه بالضبط... ؟
والأخطر أن الأمر ليس فردا أو اثنين.. بل مجتمعات كاملة.. بالجامعات وأماكن العمل وغيرها..
من أين إذن تأتي هذه المجتمعات... ؟
ولماذا دائما نظام "سلك نفسك" هو الممثل الوحيد للتوافق الاجتماعي.. في حين أن من يرفض التخلي عن بعض القيم.....
،
لا بأس..
عموما.. ربما الحديث عن ذلك أكثر قد يغير شيء ما بالفعل...
شكرا شمس^^..
،
وهذه الدعوة لكِ...
http://beforstart.blogspot.com/2010/10/blog-post.html
^^...
.
.
eمن منطلق التعليم وهل يجب علي الانسان ان يعطي تجربته فانا اؤمن ان هذا فعلا زكاة العلم اعطاك الله علما فلتفد به طلبتك الذين اتوا خصيصا للتعلم ولا تبغ من وراءهم مكسب لانهم فعلا في احتياج اليك وفيه حاجه مهمه لاحظتها ان الانسان قد يعطيك شئ بس بطريقه لا تفهم شيئا اما موضوع الحذر واخذ العلم منك وخبرتك من الزملاء فحدث ولا حرج فهي شطاره وذكاء او بالعربي استهبال فهو لا يفيدك بشئ وياخد منك كل شئ ويقول عنك طيب او بالعربي الفصيح عبيط وهو ناصح وذكي اخد ولم يعطي عن نفسي اري ان هذا هو الحرام بعينه
إرسال تعليق