شاهدت هذا الفيلم , و هو يحكي قصة انشاء موقع الفيس بوك , الاشهر حاليا ً ... لن اتحدث عن القصة بشكل مفصل ... فهي لا تحكي و لكن تشاهد ,و لكن ما لفت نظري عدة اشياء جعلتني ادقق النظر في هذا المجتمع الذي اعتبرة وصل الي مرحلة عالية من التركيب ( كما وصل مجتمعنا ايضا ً فهو عصر المكتمعات المركبة ان جاز لي التعبير مرفوعة للاس الرابع ) فلا يمكنك صد اي ظاهرة انسانية ايا كانت بتجرد او حصرها في سبب واحد ... انما هي عدة اسباب متشابكة و يهمني ان اطالع الآخر من خلال مرأه فنه علي الاقل
ما لفت نظري ان هذه القصة تحكي احداث معاصرة و اشخاص يعيشون و لا يزالون علي قيد الحياة و لكنها تتناول الشخصيات بشكل صادم انسانيا ً ... فنجدها تجدس مخترع الفيس بوك مارك علي انها شخصية " رقمية " لا تعرف كيف تتعامل مع الناس و تفتقد لابسط بديهيات اللياقة ... يظهر هذا جليا ً في عدة مواقف انسانية مع البطل ... لم تكن القصة ساذجة بشكل يمجد البطل بشكل اسطوري او تجعل منه انسان ابيض لا يخظئ ... لكنها تتناول الامر بشكل غاية في التركيب الحقيقي الذي اذهل له ان ينقلب الامر في ان لا يراعي بديهيات الذوق
كنت دائما انتقد السلوك المصري الذي يبالغ في المجاملة في عدم احراج الاخر بحيث يخجل البعض من قول الحق او يداهن الرؤساء و يتحول الامر في النهاية الي نفاق حقيقي ينتشر داء( في الوش مراية و في القفا سلاية )يعني يقابلك بوجه بشوش طلق لانه يستحي ان يقول لك ما يكنه لك من مشاعر حقيقية , في حين انه يكرهك كره عما و يقول عنك كلام في ظهرك عندما تستدير بقفاك
نجد ان السلوك معكوس تماما ً هناك ... فمخترع الفيس بوك فعلا شخص كرهته تماما ً فهو كالآله الحقيقية و نجد انه ربما قد يكون عالي الذكاء في موقف ما و لكنه اجتماعيا يمكنه ان يبهر بشخصية طفيلية كالشخصية التي قام بها المغني جاستن تمبرليك او شون و التي لا تجيد اي شئ سوى ان تبيع الهواء في زجاجات ... اعتقد انه يمثل الفهلوه و لكن بشكلها الامريكاني فلا نجد له دور فعال سوى انه استطاع بكلامه المعسول ان يسيطر علي صاحب الفيس بوك ... و افسد العلاقة الاساسية بينه و بين صديقه الحقيقي الذي كان سبب الفيس بوك لان الفكر دون تمويل لا فعالية لها وواقعنا المصري خير دليل علي خصب الافكار و عدم توافر الامكانات
لفت نظري ايضا الالتزام الاعمي بالقوانين و ليس بالقيم ... فنجد ان تشويه السمعة مهم جدا لمالك الفيس بوك و لا يريد ان يتكلم احد عليه او علي شريكه ... فحادث الدجاجة التي اتهم فيها شريك مارك ( كي ينضم لنادي ما لابد ان يرعي دجاجة لمدة اسبوع و تلازمة في كل مكان هذا في جامعة هارفرد ... و ذات مرة ذهب لمطعم و كان يتناول الدجاج فقطع جزء من الدجاج المطبوخ و اخذ يطعمه للدجاجة التي بصحبته ... فتم توجيه تهمة انه يسئ معاملة الدجاجة لانه يشجعها علي تناول جنسها و هو تحريض يدخل في العنف ضد الحيوان !!!! ) فالامر حقا ساخر و مضحك للغاية و لا يمكنني تفسيره الا بان القوانين قد تكون ايضا ساذجة ان طبقت بحرفية .. و لكن ما لفت انتباهي ان مارك لم
يعنيه اي شئ سوي السمعة و ان يقول احدهم ان مالك الفيس عنيف ضد الحيانات !!!!!! مرة اخري عندما ثم القبض علي شون مع بعض المبرمجين دون سن 21 في حفل مشبوه ... كان المهم ان لا يكونوا تحت السن القانوني الذي يبيح لهم ان يشربوا الخمر و يسكروا و ان يشموا الكوكايين ... ما هم مارك مرة اخري هو الفضيحة و النشر علي التليفزيون و ليس اي شئ اخر
فعلا مرجعية القيم هناك لم تعد لها رائحة الاخلاقية كما نقيم الامور نحن و لكنها اصبحت السوق و ما يؤثر علي مبيعات السوق و علي استهلاك ما يقدمونه و الخوف من الفضيحة ... فلا مشكلة من ان تمارس اي شئ طالما تلتزم بالقانون الموجود في المدينة او الولاية او البلد
بالمناسبة لست اقول او اذكر هذا لادلل علي انهم اشخاص سيئين فقد مللت النظرة او الفكرة التي تروج اننا الملائكة و ان الاخر هو الشيطان , فقط هي محاولة لتتبع كيفيه عمل هذا المجتمع و ما هي القيم التي تسيطر عليه بشكل اقرب الي الحياد او التجرد رغبة في الوصول لشئ اكبر , الفكرة التي اريد ان اتوصل اليها انهم يلتزمون ... ربما كانت القيم خاطئة من وجه نظرى لاني امتلك تحيز ما ... و لكن جوهر الامر جيد للغاية و هو الالتزام , و هو ما اتمني ان اجده هنا لان منظومتنا المعطلة افضل بكثير في رأيي الخاص
ما لفت نظري ايضا هو موقف من ادعوا ان مارك سرق منهم فكرة الفيس بوك , هما شابان غنيان و رياضيان و اباهما يقدم تبرعات للجامعة و يشاركان في البطولات و يرفعون اسم الجامعة عاليا في المحافل الرياضية ... كل هذا لم يجعلهما قليلي الذوق او يشعرون انهم اشتروا الجامعة بفلوسهم كالداء المنتشر عندنا .. كانا يتحدثان بكل ادب و احترام مع مسؤول الجاعمة عندما ارادا تقديم الشكوى له ... و لم يشفع لهم ابوهم او عزوتهم في ان يطردهما الموظف حينما شعر بتفاهة موضوعهم ... و قال لهم ان الجامعة تشجع ان يخترع المرة فرصة عمل بدل من ان يبحث عن فرصة عمل و ان كان مارك اخترع قرصة فلتخترعوا انتهم ايضا فرصة ... هذه قيمة رائعة نفتقدها فعلا لدينا
قيمة العمل ثلم العمل ثم العمل ... الجميع يعمل بشكل اقرب الي المرض حتي وصلوا بهذا الموقع لهذا المستوي الذي وصل اليه ... حتي ان اختبار العمل كان للمفاضلة بين المتقدمين ان يختبروا قوة اعصابة و برمجته و استيقاظة مع تناولة جرعات كبيرة من الخمر ... حتي يعرف مارك مدي قوة تركيزة و سرعة عمل مخه !!!! اختبار لا ادمي من وجة نظري و لكنه يعكس الكثير و الكثير
هناك قيمة كبيرة لفتت نظري و هي تسمية الاشياء بأسمائها , يعني الفتاه تلبس لبس مثير و هي تعرف ان هذا يثير الفتيان و يوقع بهم لانها تريد الحصول علي صديق و تعرف جيدا ما الذي يتم ارتداؤه في الحفلات و ما الذي يتم ارتداؤه في الكلية و نلاحظ ان ملابس الفتيات في الغرف مع بعضهن عادية و ملابس السهرة و الديسكو هي المثيرة ... يركز مارك علي العلاقات الاجتماعية و ما الي ذلك كي يكون اسلوب للمواعدة و معرفة الحالة الاجتماعية او ما الي ذلك ... لانه يعرف ان هذا الامر هو محرك الحياة الاجتماعية في الجامعة ... ما اخذه علينا بشدة ان منظومة قيمنا من المفترض انها مختلفة تماما ً عن هذه المنظومة و مع ذلك تجدنا لا نفرق بين ما يتم ارتداؤه في الجامعة او الخروج العادي و تجد انه كله يشبه الذهاب الي حفلات السهرة او الافراح ولا فارق ... اجد ان المسميات لا تسمى بأسمائها و هذا للاسف من عيوبنا الخطيرة
القانون يتم التلاعب به في كل دول العالم , المهم ان تكون ناصح و تعرف من اي تأكل الكتف ,,, في النهاية دفع مارك مال للمحلفين و دفع لمن ادعوا انه سرق منهم الفكرة كل هذا كي يتجنب الشوشرة و الفضيحة حتي لا يؤثر علي موقعه ... والفائز الاكبر هو الفهلوي الامريكي الوغد " شون " الذي استطاع دون ان يتكبد عناء اي شئ ان يكون له حصة محترمة من الشركة !!!!! ل
الاجتماعيات الانسانية اليوم في رأيي متشابهه الي حد بعيد و ان اختلفت المسميات و المدن و البلاد :)
هناك تعليقان (2):
جميــل جدًا يا شموسة هذا النقد ,طريقة السرد جميلة..
أعجبت به حقًــا ..
احتفظت بتحليلك كبوك مارك حتي أشاهد الفيلم
بالفعل انتبهت لشخصية مارك فبالرغم من ذكائه الشديد إلا أنه ساذج اجتماعيا إلي حد كبير
شون شخصية مستفزة لأقصي درجة
أعجبني حقا أنهم لم يظهروه كبطل بل إنسان يخطئ و يصيب و لكنه مبدع بحق و ابتداعه للموقع و تركيزه علي النقاط الأساسية التي يسعي وراءها الناس قد تكون صادمة و لكنها تعكس الواقع و هو ما أدي لنجاحها
التحليل جيد جدا ، شكرا :)
إرسال تعليق