الخميس، فبراير 17، 2011

مقارنة بين سلوكين متشابهين

كتبت هذه المقالة يوم 3- فبراير - 2011

----------------------------------------------------



اعرف ان هذا ليس وقت الكلام ولا الفلسفة ولا التأمل

و لكنه تقريبا طبع

لمن يتابع الاحداث في مصر في الفترة الماضية

يعرف ما اتحدث عنه

و لكن لمن لا يتابع او ان كانت هذه مقالة للتوثيق

بإختصار مخل الوضع عبارة عن محاولة تقزيم لعملاق

مصر عبارة عن دولة عملاقة بكل المقاييس

سواء من عدد السكان او الموارد البشرية او التنموية او الموقع الجغرافي او الحضارة و التاريخ

حدثت بها عمليات افساد و لكنها كانت افساد بعدم احتراف ... فكانت كفيلة بانهيار النظام و ضجر الناس بشكل غير مسبوق في التاريخ الحديث للوطن العربي

لا ننسي ان نموذج الشقيقة الغالية تونس كان الرياح التي اذكت الجمار لتتحول لنار و اعطت امل للشعب البائس الراقي ان هناك امل في التغيير

تغيير القطط السمان الذين ينهبون البلد من عدة عقود

تغيير نظام اثقل كاهل الامة بكل طوائفها و اصبح الجميع ضجر منه

تغيير شخص مثل طاغية الحكم الذي يحتمي فيه بقيه الافاقين و الفاسدين المتاجرين بصحة و مستقبل هذا البلد

تغيير نظام اسمية بالنظام " الصهيوني العربي " فهو يراعي مصالح الصهاينة خارج البلد و يتاجر بمصالح من يعيش بالبلد حتي اصبح المصري بلا قيمة داخل بلده ناهيك عن خارجها

حدثت الهبه بدعوة من صفحة " كلنا خالد سعيد " علي الفيس بوك ... لا فضل لاي تيار ايا كان من التيارات الموجودة لهذه الصحوة المباركة ... المنتفعين هم من يبحثون عن اماكن و المؤمنين بالبلد يتحركون لمصلحتها فقط

وقفنا , و اتبهدل الشباب يومي الثلاثاء 25 و الجمعة 28 ... وكان يوم الجمعة هو بداية التحول الحقيقي ... فلقد تعامل الامن بغروره المعهود مع الناس المتظاهرة المسالمة ... و حكي لي اكثر من شاب عن ان الامن بدأ في اطلاق القنابل المسيلة للدموع قبل حتي ان يبدأ الشباب بالهتاف , و بالطبع الاعداد كانت غفيرة و المعركة غير متكافئة ... و لكن لغيظ الناس من تعامل الشرطة باستعلاء دائم معهم ... لم يهابوا الموت الذي حصد عدد منهم عندما فتح بعض الضباط الرعناء النار علي بعض الاشخاص العزل المسالمين ... ثم صدرت اوامر للشرطة بالانسحاب تماما و ترك الساحة خالية و في نفس الوقت تم اطلاق البلطجية كعقاب للمدنيين علي انهم تجرؤوا ان يعبروا ان آرائهم بحرية ضد النظام البوليسي السائد ... قد يبدوا الكلام عاديا و لكن الشرطة لم تنسحب الا بعد ان سحلت المتظاهرين و قتلت منهم عدد غير قليل ... و فيديوهات المجزرة تملأ اليو تيوب

كانت مطالب المتظاهرين منذ البداية واضحة

فبعد ان اصبح مجلس الشعب قائم علي التزوير و انه سيد قراره اي لا يستمع لاي جهه خارجية اخري

و بعد عدم تنفيذ ولا احترام اي من قرارات القضاء سواء بالحد الادني في الاجور او وقف تصدير الغاز لاسرائيل

و بعد ان اصبح اغلب الشباب لا يجل عملا ً لائقا ً يناسب مؤهله الدراسى و تخرج علينا وزيرة القوي العاملة صاحبة الديبلوم لتقول للشباب لا بأس ان يعمل خريجوا التجارة و الحقوق كموظفين امن او كاشيرات في المولات الضخمة

و بعد ان ضاق الجميع باشياء تعسفيه كثيرة من النظام لا يتسع المجال لذكرها الآن

اصبح المطلب الاوحد هو سقوط النظام و تنحي الرئيس مبارك الذي يحف التزوير كل خطوة من تحركاته

اتت حركات بهلوانية من مبارك - رئيس مصر السابق في الوجدان الشعبي - في يوم الجمعة 28 يناير - تعطف بخطاب هزيل و خطاب اخر كان بهلوانيا هو الآخر يوم الثلاثاء 1 فبراير - بعد خروج حوالي 8 مليون مصري في جميع انحاء مصر نقلا عن قناه المانية لان بقية القناوات تتحاشى ذكر العدد ( القاهرة 2 مليون و جزء و الاسكندرية 2 مليون و جزء و الباقي متوزع علي بقية محافظات الدلتا ) لم يأتي بجديد فقط مماطلة و استخدام الفاظ غير محددة و عائمة ... الا اني صدمت من تحول كثير من الناس تسبب هذا الخطاب في بلبلتهم و احدث تحولا 180 درجة في آرائهم

هل هذا شخص يمكننا ان نأخذ منه وعود او يصدق في قول ؟؟ هل تعاملنا معه يؤهله لهذا بتاريخه الحافل الطويل و عربون المحبة الذي ارسله اولا بعدم تغيير الحكومة بل تغيير من اساؤوا في ادائهم في حفظ الامن مثل حبيب العادلي - و بقاء منتفعين عملاء امثال انس الفقي و سامح فهمي الي الهدية التي ارسلها لشباب مصر بعد خطابه بساعات من اعتداء للبلطجية علي المعتصمين ف يالقاهرة و الاسكندرية و بورسعيد ثم ما حدث يوم الاربعاء 2- 2- في ميدان التحرير من ارسال البلطجية بالجمال و الخيول و قنابل المولوتوف ( زجاجات مملوئة بالبنزين ) و سقوط 3 شهداء من شباب مصر الطاهر الابي ...

تصاعدت اصوات من تم عمل غسيل دماغ لهم في لحظة واحدة بعد خطاب مبارك , و من هم متأثرون باعلام مصر العميل الخائن ( نقل الصورة و تدليس الاخبار هو خيانة ) حتي و ان بدو انهم غير مقتنعين به و لكن الزن علي الاذن امر من السحر ...

انهم يريدن حفظ مصر و ان مصر فوق الجميع و ان و ان و ان و انه " حقنا ً لدماء " لابد ان يعود المرابطين في ميدان التحرير لبيوتهم حتي نتجنب الفتنه ...

لا ادري لماذا تبادر الي ذهني نفس النموذج - نموذج الخراف السمينة - الذي لا يريد ان يفقد اي شئ من الحياة الناعمة الرغدة التي يتوهم انه يعيشها , في سبيل هدف يتوهمه ايضا و هو " حقن الدماء "

نفس الاصوات التي تتهم حماس بانها المسؤولة عن حرب غزة السابقه , تتناسي من هو الفاعل الحقيقي , من هو مغتصب الارض , من هو عدو الانسانية , من يسرق من المقدسييين مدينتهم منهم , تتناسى حق الشعب المشروع في الدفاع عن ارضه و تسوى بين الضحية و المعتدي , فقط حقنا ً للدماء لان حماس ليست بقوة اسرائيل ؟؟؟

نفس المنطق المتخاذل

الذي يتزع القضية من سياقها و ينظر تحت انفه فقط يتوهم انه بذلك يحافظ علي دمائه ... رغم انه لا معني للحياة دون شرف او عزة

يتهم الشباب الطاهر الخالي من الدنايا السياسية فقط هو يريد العيش بكرامة في بلد يظن انها بلد لا تستحق تلك المكانية الدنيئة التي تبوؤتها بفضل مبارك و يريد ان يرتفع بها ... شباب اعزل لم و لن يكون معه نفس العدد و السلاح التي مع كلاب الداخلية و كلاب نظام مبارك الغير شرعي العميل ... فقط يقول هذه بلدي و هذا استفتاء شعبي و لا ارضي لهذا المعتدي الذي اغتصب مني بلدي مصر و اغتصب كل الوسائل الشرعية و حولها لحسابه , ففقدت بالتالي شرعيتها في نظر الشعب ... شباب يضرب و يهان و يقول انه لن يبرح ارض المعركة , ارض التحرير قبل ان تتحرر مصر

نموذج النواحين و المولوليين هذا الذي يحسب انه يحافظ علي دماء الشباب هو نموذج مغرر به , نفس الذين يلقون ما يحدث من سفك دماء في فلسطين علي حكومة حماس و يتجاهلون حفيفة النظام الصهيوني السفاح سفاك الدماء ... مبارك لم يتورع ان يسفك دماء الشباب الطاهرة و ان يدمر ثروات مصر مثل المتحف المصري او اي آثار اخري فقط ليلعب لعبه دنيئة قذرة ... من يتشدقون انهم يهتمون لمصلحة مصر و يناشدون الشباب بالعودة اسقطوا من حساباته اصل القضية , و ساوو بين الضحية و الجلاد ... و ظنوا انهم يحقنون الدماء و هم لا يدرون انهم يهدرون دم الامه بكاملها , ان الاستسلام لهذا النظام الحقير الذي يحكمنا و آن له ان ينصرف غير مأسوف عليه يعطي لاسرائيل شرعية لحكم فلسطين بنفس الطريقة الهمجية التي يحكمنا بها هذا النظام الخائن العميل ... و ينزع عن حماس مشروعية الدفاع عن ارضهم ... و الرضوخ للامر الواقع لانه لا قبل لهم بمواجهته

لو استسلمنا لهذا النظام و سقط المرابطون في ميدان التحرير - لانه اصبر رمز للثورة حتي و ان انتشرت في ربوع مصر كلها - سوف ينكل بمن يبقي بشكل لا يتصوره عقل , و سوف يعطي للنظام قوة غير طبيعية , لانه سوف يكون اخذ مناعة و غرور , سيقول انه استطاع ان يخدم اعتي ثورة قامت في التاريخ الحديث ... ثورة شعبية حقيقية نجاوز من قام بها بضع ملايين من البشر ... و هذا سوف يجعله يعيث في الارض فساد و لن تكون دولة حكم بوليسي , بل حكم عسكري بسبب الثوار المخربين

اتمني من الجميع ان يعقل و يتروي و يعرف من هو العدو الحقيقي لمصر

مطالب الشباب واضحة بلا مماطلة

رحيل مبارك

تغيير النظام

الاسلوب واضح

التظاهر السلمي

لا وقت للتراجع لان دماء الشهداء لم تراق ليقول هذا المغرور المخلوع كلمات تافهه تخدر مع اصابتهم متلازمة استوكهولم

لم يمت الناس كي تتغير وزارة

استشهد الناس كي يتغير نظام و يكون هناك نظام آخر جديد من صنع المصريين

لو كانت مطالبنا دون ذلك او خدعتنا كلمات في حقيقتها جوفاء

لما استحققنا الحياة

نحن في منعطف صعب

ان تولد مصر الحقيقية

او لا نكون شئ علي الاطلاق

ليست هذه دعوة للتعصب او التخريب

فقط لنضع الامور في نصابها ولا نسوي بين الضحية و الجاني

  • وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ

  • وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ

  • وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ

  • وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ

    فاطر - 19 - 22


ليست هناك تعليقات: