الأحد، يوليو 03، 2011

لقطات من مصر بعد الثورة

لفت نظري منذ بضع ايام خبر منقول عن شاب عاصر هذا الامر بنفسه و كتب عنه - اثق في الاعلام الشعبي ما يكتبه الشباب في المقالات الخاصة بهم في الفيس او في المدونات اكثر من وسائل الاعلام التقليدية - كتب حازم كرم لطفي طالب بكلية الطب جامعة الاسكندرية , عن موقف عايشة من دكتور يدرس له في الكلية اسمه عمرو عبيد و هو من مراكز القوي في الكلية ولا يمكن لأحد ان يفعل معه شئ ... الموقف بإختصار انه في اثناء المرور علي جولات العملي كانوا في عنبر الحريم قسم الكلي ( لمن لا يعرف المستشفيات الجامعية التعليمية يذهب اليها الفقراء ليطلبوا العلاج فيها و في نفس الوقت يتعلم عليهم طلبة كلية الطب التابع لها المستشفي ) و كان حول مريضة منتقبة عدد كبير من الطلاب و تعامل معها دكتور عمرو عبيد ( اكرر اسمة بالقصد لان هؤلاء لا ينفع معهم الا التشهير و التجريس كي يكون عبره لمن نزعت من قلبه الرحمة ) بمنتهي المهانة و اهدار الادمية و سخر منها و من فقرها , و كان يتعامل مع المرضي و ذويهم بمنتهي الصلف و العنجية قائلا ً ان الناس دي مينفعش معاهم الادب ... بعد هذا الموقف صدم الطلاب من انه لم يتغير شئ بعد الثورة من سلوكيات من هم علي شاكلة دكتور عمرو عبيد , و مع ذلم لم يجرؤ احد علي ان يقف امامه

لم يمر يوم واحد حتي كتب الينا نفس الطالب الايجابي ( حازم كرم لطفي ) عن ما حدث للدكتور في الكلية فلقد تفاعل مع الموقف دكتور أخر في الكلية د. اشرف سعد , و عتذر للمريضة و اعتذر للعنبر كله عما بدر من الدكتور "المحترم" عمرو عبيد ...

( المسؤولين في الكلية أكدوا إن فعلا اتفتح تحقيق رسمي في الموضوع دا وهمّا متابعينه ومتحمّسين للقضية..والكلام دا من أساتذة ثقات ,العميد وجميع الأساتذة اللي كانوا مساندينا النهاردة إدولنا الضمان إن مفيش أي طالب ممكن يتأذى بسبب الموضوع دا.. والعميد طلب يقابل طلبة ممثلين عن الراوند والموضوع دا وهوّ مهتم جدا بيه , الدكتور عمرو عبيد قال النهاردة إنه مش هيدخل امتحانات للطلبة (شفوي- كلينيكال).. عشان مايبقاش في حساسية من أي شكل ) هذا الجزء نقلا عن التدوينة

------------------------------------------------

مررت بموقف مشابه منذ شهرين تقريبا ً حدث في مكتبة الاسكندرية ان كانت هناك ندوة مقرر عقدها في القاعة الاجتماعات الرئيسية و كانت الندوة معروف موعدها و مكانها منذ اسبوعين قبلها , ثم فوجئ الحضور بتغيير مكان الندوة ليكون في قاعة ضيقة تحت الارض لا تتسع لعدد الحضور حدث هذا الاستبدال للأماكن بسبب اقامة حفل تكريم ضباط الشرطة و اسرهم !!!! ( لا ادري بأي مناسبة ) و كان سيحضرها مدير امن الاسكندرية بنفسه ( لا اريد ان اطيل في المظاهر المستفزة للاحتفال من ورود جائت من كل حدب و صوب و سجاد احمر و ما الي ذلك مما لا يخرج الا للضيوف الكبار ) اعتذر المحاضر ان اعطاء المحاضرة ي هذا المكان الضيق , و عليه تم استفزاز الحضور من الشباب و قررت ان لا اغادر لان هذا لا يليق و لسنا في زمن ان يتم فيه تغيير جدول اعمال اي مكان مجاملة لبعض من الضيوف القادمين ... بقيت انا و من يرافقوني و ظننت ان الاخرين قد غادروا ( علمت انهم لم يغادروا فقط بقوا بالخارج حتي يمكنهم الحديث مع الضيوف القادمين لعرض احتجاجهم علي تصرف ادارة المكتبة برئيسها "المحترم" اسماعيل سراج الدين )

بعد كثير من الوقت و الوقوف و الحديث و فشل الامن ان يقنعنا بالانصراف من المكتبة , تم الغاء احتفاليه تكريم الشرطة و اعتذر مدير امن الاسكندرية عن الحضور و انه لم يكن يعرف الذي حدث ( فهذا خطأ الادارة في المكتبة التي لازالت تتبع طريقة التفكير القديمة ) و جاء اسماعيل سراج الدين ليعتذر بنفسه عما حدث و لكنه قوبل بما يستحق , و تم اخلاء القاعدة الاساسية لنا و دخلنا و كان المحاضر معجب للغاية بموقف الشباب و ما حدث و اثني علي الشبابو ايجابيته كثيرا ً ...

----------------------------------------------------------------------------

للوهلة الاولي و باستعراض المواقف الاولية يظن القارئ او المعاصر للاحداث ان ثورة مصر لم تقم و ان العقليات لا تزال كما هي و ان شيئا لم يتغير و ان و ان الي آخر تلك الافتراضات و لكن لنفكر معا ً في محاولة لتحليل الامر و ايجاد طريقة مثلي للتعامل معه .... فيما مضى كان الناس يخطئون , مثلما يحدث اليوم

و كان الناس ايضا يعترضون , مثلما يحدث اليوم ايضا ً

و لكن , هل تعامل المسؤولين مع الاعتراض يمر مثلما كان يمر فيما قبل ؟؟؟ بالطبع لا

لم تعد البلد تدار بطريقة ( قولوا اللي انتوا عايزينه و انا هعمل اللي في دماغي و اتخن تخين يوريني نفسه و هيعمل ايه )

بل اصبح الاعتراض و مراجعة الاخطاء تؤخذ بعين الاعتبار ( لا اريد ان اكون متشائمة و اقول ان هذا فتح باب ايضا للمتسيبين للدخول و التكتل ضد القانون مثلما يحدث في انتهاكات البناء علي الاراضي الزراعية و بعض التهريب الجماعي الذي يحدث للسجون , فهذا الجانب المظلم للأمر و لكن لنكن صرحاء لن يستمر خرق القانون هذا طويلا ً , ان شاء الله الشرطة ترجع تقوم بواجبها بعقليه جديدة تاني في القريب العاجل لتضع حد لتلك المهازل التي تنتهك القانون )

لم تقم في مصر ثورة دموية - اي اننا لن نزيل الطنام البائد من جذوره , لكن علي العكس تم قطع الرأي فقط و بقيت كل المنظومة الفكرية التي تسيطر علي الرؤوس و التي انتجت النظام السابق , لكن الميزة ان الشباب ( لا اعني السن , لكنها صفه حركية ... كل من ايد الثورة هو من انصار التغيير ان من العقول المرنة اي من الشباب ) انه تجاوز السجن النفسي و العقلي الذي كان يغل الجل الماضي و الذي كبله و جعله يتعقد ان الاستقرار حتي و ان كان مقابل الكرامة هو افضل , لا بأس من القليل من الفوضي من اجل مستقبل باهر نتجاوز فيه كل اخطاء و سلبيات الماضي .... لن نتجاوز هذا الامر في يوم و ليلة لاننا لم نستاصل اي رمز من رموز الفساد الماضية ... رجالات الاعلام و الصحفيين المنافقين لا يزالون في اماكنهم يطبلون للثورة بدلا من ان يطبلوا للنظام البائد , لم يتغير الا أقل القليل ... الميزة اليوم اننا ان اردنا التغيير فلن يضربوا برأئنا عرض الحائط , هذا يجعلنا امام تحدي حقيقي

فنحن - كل فرد من الشعب المصري - هم حماة الثورة , واجبهم عدم السكوت ان اي شئ سلبي يرونه و واجبهم ان يحشدوا الرأي العام تجاه الخطأ , حتي يمكننا ان نستأصل كل السلوكيات الخاطئة التي كانت تعج من حولنا ولا نقدر علي مواجهتها فيما مضى , لم يعد لدينا اي حجة ... بتلك الطريقة سوف يقدر للثورة ان تنجح , فآلياتها تختلف عن اي ثورة مرت و لذلك لابد ان نتعامل معها بطريقة مختلفة ... النفس

الطويل هو ما سيجدي و ان مللنا فلا نلوم احد الا انفسنا ....



-----------------------------------------------------------------------------

المقالة الاولي : الناس دي مينفعش ماهم الادب ( 29 يونيو 2011)

المقالة الثانية : ما حدث النهاردة بعد تدوينة "الناس دي ماينفعش معاهم الأدب" السابقة (30 يونيو 2011 )

هناك تعليق واحد:

مدفع رمضان يقول...

البلد تحتاج لتطهير شامل