الثلاثاء، أغسطس 21، 2012

الرد علي : فى البناء الإسلامى لمفهوم الزمن


بما ان اهذا المقال مكتوب للرد علي مقال فى البناء الإسلامى لمفهوم الزمن

فالملاحظات علي المقال نفسه قلتها في التعليقات 
لكن هنا احب اني ارد علي الفكرة نفسها 

لمن لم يقرأ المقال الأول , ففكرته الاساسية هي استعراض ماهية الوقت عند الفلاسفة , ثم تتبع حساب الوقت الكمي , و كيف ان الحسابات الدقيقة  الآليه ( الساعة ) ساهمت بشكل او بآخر في القضاء علي انسانية الانسان ,  و ان وجهة النظر الاسلامية في التعامل مع الوقت كانت مختلفة في انها حددت مواقيت الصلاة تبعًا للشمس و عليه حدد مواقيت الصلاة و كيف ان رمضان يعتبر لحظة مختلفة حيث ينبذ الانسان الساعة و التي اسمها الكاتب ( البداية التعسفية لليوم في منتصف الليل كما اصطلح الناس عليه ) ذلك انه لابد من مراعاة الساعة البايولوجية بغض النظر متي بدأ اليوم ... لان الساعة 12 او منتصف الليل لا يمثل اي علامة مميزة ... و ان رمضان يهرع الناس و تتوقف الحياة تقريبًا ساعة الافطار لانه الغي هذا الارتباط بالساعات الهندسية و ترك نفسه لنظام الكون والشمس (فربط الطعام بغروب الشمس ) 

-----------------------------------------------------------------

بالطبع لست معترضة علي الطرح فالطرح جد مميز و ان كنت اعيب عليه الاستغراق في السرد المعلوماتي لقضايا ليست خادمة للفكرة الاساسية بشكل عميق ... الجزئية الثالثة اهم ما في الموضوع في رايي 

-----------------------------------------------------------------

تعليق خاص بنقطة الزمن و تعريفه عندي :
فكرة الزمن شغلتني فترة ليست قليلة  , و اللي قدرت اهدتي له ان الزمن لزمة من لوازم الحياة , هو من يعني الحياة معناها اصلا , لأنه لو تجمد الزمن لفقدنا القدرة علي الحركة ( حركة كل شئ حركة المخ و حركة الدم في العروق و حركة اجسامنا و علي التنفس و حركة الاشارات العصبية من المؤثر للمخ و من المخ الي ايدينا و علي التفكير و علي اي شئ من اساسه ) لو توقف الزمن لتجمدت الحياة و لأن الزمن من متلازمات الحياة , فمن يموت يخرج من تلك المنظومة اصلا و يتوقف به الحال و ينتقل لأبعاد اخري لا معلومات لنا عنها ... الزمن لا يفعل الحركة و الحركة ليست هي  التي تفعل الزمن , الزمن ضروري للحركة لان الحركة ناتجة من الارادة , من له ارادة يتحرك و من لا ارادة له يتحرك بفعل ما له اراده او من بدأ الحركة الأولي او ان يكون خاضر لقانون ميكانيكي طبيعي ما ( حركة بخار الماء مثلا الماء لا ارادة له لكن الحركة تنتج من قانون طبيعي مادي حتمي ) الزمن ضروري للحركة لانه ما يعطي  المخ المساحة و القدرة علي العمل , لكنه ليس المحرك الاساسي لانه شئ لا اراده له :)) مخلوق لكن له صفات مميزة مختلفة مثل النار و النور




مقدمة : 
في البداية , بدأت الاحظ اتجاه قوي بين ( تقريبا غالبية من اعرفهم من قراء د.. المسيري رحمه الله ) آخذ في التشكل , هو رفض و  نبذ الحداثة تمامًا و انها اس كل الشرور و البلاء , و التطرف في معالجة هذا الأمر برفض الحديث كليًا بدعوي ان الشرور متأصلة في البنية الحديثة لأي شئ ... و العودة و المناداة الغير منطقية في رايي المتواضع بنبذ كل ما وصلت اليه البشرية في كافة المجالات , كأن كل ما يأتينا من الغرب هو الشر المحدق ( حتي و ان تم نفي هذا الامر فأغلب التناول لأي قضية اختلفت تلك القضبة ) الا انه لا يزال تناول سطحي و لكن من الطرف الآخر ... ( فنحن نعيب علي الغرب الاستغراق في المجتمع التعاقدي و طغيان النموذج المادي البحت , فينتج عن ذلك الاستغراق اللا واعي في محاولة ان ننفي عن انفسنا تلك التهمة ( اي الحضارة الغربية و ان ننساق في نسقها ) فنجد انفسنا سقطنا بدون موضوعية في نموذج متطرف و لكن بالعكس !!! 

لن نتقدم الا ان تفهمنا واقعنا جيدًا و استوعبنا خصائص حضارتنا التي تتعامل مع الجانب المعنوي , جنبًا الي جنب مع الجانب المادي , لا تنكر ايهما ولا تغقل احدهما علي الآخر ... التعاقد و المجتمعات التعاقدية هي وحدها القادرة علي التقدم لان كل فرد في المجتمع يعرف ما هي حقوقه و ما هي واجباته جيدًا , و لكن لابد لنا من اطفاء صبغة تراحمية عليه ... هذا لن يتأتي الا ان استوعبنا ثقافتنا جيدًا و ما هي الغاية منها .... 

(( و مع هذا لابد أن ندرك أن روح التعاقد لها جوانب ايجابية , فهي تضمن حقوق الأنسان و هي تقلل من التوترات بين الأفراد - برغم من انها تقوم بتقويض العلاقات الانسانية - و هي تحدد الحقوق و الواجبات بدقة ... و لا يمكن لأي مجتمع أن تقوم له قائمة , أن لم يكن هناك احترام للتعاقد و ما يضمنه من حقوق وواجبات ))
((معظم ايجابيات التعاقد تنصرف الي رقعة الحياة العامة لأن رقعة الحياة الخاصة بكل ما فيها من تركيبية تتطلب شيئًا أكتر تركيبية من التعاقد ))

((و المجتمع التراحمي مجتمع للكبار , الاطفال فيه رجال لم يكتمل نموهم و القضية هي كيف نجعل منهم رجالًا مثلنا دون اي احترام لخصوصيتهم و دون بذل اي جهد لفهم عالم الاطفال , و يتصور اعضاء هذا المجتمع ان كل الامور يمكن حسمها بعلقة ساخنة . ولا يفهم اعضاء المجتمع التقليدي خصوصية و فردية العلاقة الانسانية المباشرة فالوحدة التحليلية هي المجتمع )) 
رأي د. المسيري يتجلي هنا ... ( انا طبعا اري أن الانسان كائن اجتماعي و انه لا وجود له خارج شبكة العلاقات الاجتماعية التي تحيط به فهي التي تحدد هويته و توقعاته الي حد كبير , أقول الي حد كبير عن عمد لاني اري ان الفرد لابد من ان تكون له خصوصية و مساحته الخاصة و ان اختفت تلك الخصوصية و الابداع سقط المجتمع في الدائرية و التكرار ( مثل الريف و الصعيد لم يتغير او يتطور المجتمع منذ مئآت السنوات )  مقتطفات من رحلة د. المسيري الفكرية  

تلخيص تلك الفكرة بشكل اجماهي هي فكرة ( العلمانية الجزئية ... اي التعاقد في رقعة الحياة العامة و التراحم في رقعة الحياة الخاصة ) و اعتقد ان مجتمعاتنا لابد ان تمر بمرحلة الصدمة و الكره للحداثة و التطرف عنها , ثم ايجاد ان هذا نموذج غير عملي , و بالتدريج تعديل الرؤية ليكون هناك عمق في فهم و تحليل اي قضية ... 

كانت هذة مقدمة لابد منها J

* هل الساعة من اشكاليات التعاقد , ام اننا ان تفهمنا الأمر يمكننا التمتع بمزاياه في اطار تراحمي ؟؟؟ 

كما اشرت ان الكاتب المقالة التي ارد عليها كان قد اطلق علي الساعة ( نظام بدء اليوم التعسفي ) 
و لست اري حقيقًا هذا 
لماذا ؟؟؟ لاني اري ان اي شئ يمكننا ان نستخدمه ان فهمنا خلفيتنا الفلسفية جيدًا و الساعة من ضمن تلك الاشياء 
بالنسبة للحسابات في الإسلام و مواقيت الصلاة و الصوم  فاليوم يبدأ من غروب الليلة التي تسبقه , و لذلك ليلة القدر هي التي تسبق اليوم الوتري و هاكذا ليلة العيد هي التي تسبقة و ليست التي تليه ...  و لكن بما انه تم الاصطلاح علي تقسيم اليوم ل 24 ساعة و كان منتصف النهار ( حدث واضح للشمس و هو زوال الظل ) الساعة 12 فكان المقابل لها هو 12 ليلا ... 
و بإجتهاد ( لا علاقة له بشئ و قد يصيب او يخطئ ) عندما تأملت مواضع الصلوات ( الفرض و السنن المؤكدة ) وجدت انه لا يكاد تمر فترة كبيرة الا ووجد فيها صلاة ... فالوقت بين العشاء و الفجر به قيام الليل , و الوقت بين الفجر و الظهر به صلاة الضحي ... و إن أخذنا  تلك الصلوات بالحسبان مع الفروض , و وضعناهم علي تقسيمة ساعة اليوم 24 بدل من 12 سنجد صورة مرايا للمواقيت الصلاة و سنجد ان منتصف النهار هو الظهر 12 ... فمن البديهي ان يكون المقابل لها في النظام الاربعة و العشريني هو بدئ اليوم ... 


لماذا كان البدء الساعة 12 و ليس 1 او 11 ؟؟ لانه لابد لنا من ان نصطلح علي وقت موحد ( ايا كان هذا الوقت ) لنبدأ منه بشكل تعاقدي ...  و لنترك التفاصيل التراحمية لكل يوم تتحكم فيه ... 

يعني قد استطيع ان اعتمد علي الساعة الدقيقة في تحديد المواعيد دون اغفال مواقيت الصلاة ... فهل من الصعب ان نجعل مواعيد العمل تبدأ بعد الشروق بنصف ساعة – ساعة بدلا من ان يكون في الثامنة صباحًا ايا كانت تلك الثامنة ( في بعض البلدان يتأخر الشروق لهذا الوقت )  ؟؟؟ يمكن ذلك بالطبع . فنستيقظ لصلاة الفجر ثم تعد الطعام  و نرتدي الملابس و نذهب للعمل ... و هو مفيد في الصيف حتي يمكن الذهاب للعمل قبل ان تشتد حرارة الشمس ( و يمكن العودة في منتصف النهار و انهاء العمل الصباحي , و استئنافه بعد العصر مثلا او ما شابه ) تلك التفصيلات متروكه لثقافة كل بلد ... 
فيمكن التأقلم علي الشمس و عدم اغفالها و في نفس الوقت استخدام الساعة ... فالساعة مهمة لانه هناك بعض البلدان خاصة في اقصي الشمال ... قد يصل اليوم فيه الي 20 ساعة و يقتصر الليل علي 4 ساعات فقط ... فلابد في تلك الدول من الاعتماد علي الساعة و ليس الشمس ... الامر متروك كما قلت لثقافة كل بلد 
...
بالنسبة لنقطة ان الصيام يتجمع فيه الناس اما الصلاة فلا ... ( لست ابرر عدم تجمعهم في الصلاة و لكن لاتساع رقعة المدينة و تعاظم وقت المواصلات اصبح ذلك من الصعوبات ان يجتمع المرء في مسجده خمس مرات يوميًا  و من رحمة الله انه مد وقت الصلاة الي ما قبل الصلاة التي تليها ) و لكني ادرك ان عظمة الاسلام تأتي من انه يستوعب الانسان بجانبية المادي و المعنوي ..  فهناك ادراك ان الجوانب المعنوية فقط قد تذوب او لا تشكل نفس الأهمية عندهم , فاراد الله استنفار الجميع و ايقاظهم بالصوم الذي هو يمنع الانسان عن الاشياء المادية الحلال في فترة زمنية معينة ... و من هنا كانت عظمته ... فهو ( الاسلام ) غير مغرق في رومانسية ان الانسان مخلوق روحاني سوف يقوم و يرتدع فقط بالمعنويات و لكنه جمع في اوامره و نواهيه الشقين المادي و المعنوي ... 

تلك الرؤية هي جزء من انعكاس لرؤية كلية معينة و هي اننا لابد ان نفهم غاية وجودنا و سماتها و منها يمكننا تطويع اي شئ يقع تحت ايدينا وفق لرؤيتنا ولا ندعه يمتلكنا ... و هناك قصور في القول ان المنظومة الحديثة ككل هي منظومة شيطانية تجبر من يكن فيها ان يكن له رؤية سيئة مسبقًا ... النسانية الانسان تتغلب في النهاية و نظهر في صور مختلفة ... لابد فقط من ادراك تطور تلك الصور . 

ليست هناك تعليقات: