الأحد، يوليو 10، 2011

تعقيبي علي اول انتخابات للصيادلة تجرى منذ 19 عام : الجمعة 8- يوليو 2011




بداية للاسف لابد منها ... رغم اني لست معتادة علي الحديث عن نفسي لاني اعتبر من يفعل ذلك هو نوع من الاستعراض و الفقر الاجتماعي , و افضل ان يتحدث عنك عملك , و لكن ان كنت وسط اناس لا يعرفون طبيعة عملك و ماذا تفعل او بعيدين عن مجال عملك , فلابد من التعريف المقتضب .... كان من حظي ان اتخرج من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة دفعة 2006 , اي انني كنت في قلب الاحداث منذ البداية , امضيت الخمس اعوام ليس في خضم المذاكرة كما يفعل الاغلب , او اعتمد علي الدروس الخصوصية كما هو متفشي بين الفعض , و لكني كنت طالبة تقليدية احضر المحاضرات كلها و السكاشن و احاول المذاكرة من الكتاب و المحاضرات قبل ورق الدروس , و لكني بجانب ذلك كنت مؤمنة ان الكلية ليست مجرد مكان لتحصيل العلم فقط و لكنه مصنع لصقل الشخصية لاعدادها للحياة الواسعة , بعد عام و نصف كلل الله بحثي عن رفقة صالحة بصحبة لازلت اعرف اغلبها حتي اليوم , تلك الرفقة استطعنا ان ننشئ اسرة من العدم في العام الثالث لي في الكلية و انتهي الامر ان كلل الله مجهودنا بالنجاح في العام الاخير من دراستي ( نجحت في الفوز بانتخابات اتحاد الطلبة و ايضا ً الاتحاد الحر الموازي الذي تم عمله بعد اعادة طلبة الاخوان المستبعدين اي بدون تزوير في كلا الحالين ) كانت علاقتنا جيدة للغاية بكل التيارات في الدفعة , و كنا خارج العمل اصدقاء و بيننا ثقة و احترام متبادل بعد التخرج حاولت ان انقل مستوي العمل العام الي داخل النقابة و تعرفت علي ما يسمي بلجنة الشباب .. و كنت في تلك الاثناء اواظب علي حضور و التعرف علي الوسط الثقافي في القاهرة ( في عام 2007 بدأت التعرف علي المسيري و صالون الوسط الثقافي و جمعية مصر للثقافة و الحوار و كان هذا العام العام الذهبي للتدوين المصري ايضا و كنت قد انشأت مدونتي في اواخر 2006 - لم انضم لاي تيار - و علمت انه المنطق الانسب لمن هي مثلي - ) و تعرفت علي شباب جيد للغاية بالفعل يعمل بها , رايت ما يحدث في النقابة , من محاولات مستميتة من اعضاء الجزب الوطني السيطرة عليها و تصدي الاخوان الموجودين بداخلها لهم ,و محاولة اقامة انشطة - اري انه لابد ان تكون هناك رؤية اكثر ووضح للانشطة و لكن لا بأس بالطبع مما هو موجود - كانت آخر تلك المحاولات الحكومة السيطرة علي النقابة كانت السير في اجرائات قضية فرض الحراسة علي النقابة ( كي تكون مواردها تحت تصرف الحارس القضائي مثلما هو حدث مع نقابة المهندسين ) من قبل الاستاذ "المحترم " محمود عبد المقصود ...

--------------------------------------------------------

لماذا اقول هذا الكلام ؟؟؟ فقط ليعلم من سيقرأ تعليقي انني لست من فئة المغيبين او حزب الكنبة او المهاجمين علي طول الخط او الشامتين او المغتاظين او المضللين من قبل الاعلام , انا لا اثق بالاعلام دائما و احب ان ابحث بنفسي , لانه و للاسف الشديد من يبدأ في نقد موضوعي لفصيل ما يتم تصنيفه اوتوماتيكيا تحت مظله ( من ليس معي فهو ضدي و لابد ان اتوقع منه الشر و انه حاقد و ما الي ذلك من هذا التفكير ) و من اتحدث عنهم اعرفهم شخصيا و رأيتهم عدة مرات و حكي لي زملاء ثقات ما يحدث لهم في اعمالهم منهم و كلامهم و شهادتهم غير مجروحة ....

---------------------------------------------------------

اعمل الان في التأمين الصحي بشكل مؤقت ... و في يوم قالت لنا المديرة ان هناك اشارة قادمة من مدير الفرع - فرغ غرب الدلتا - ان هناك اجتماع لنا من اعضاء ممثلي النقابة العامة و النقيب الفرعي المؤقت , ( لان الانتخابات في النقابة كانت متوقفة منذ اكثر من 19 عام ) كان مفدي الاشارة انه يمكن للصيادلة الانصراف ساعة مبكرا من اعمالهم دون اي ملامة حتي يتمكنوا من حضور هذا الاجتماع , ظننت ان الاجتماع بخصوص اضراب الصيادلة الحكوميين الذي قد سمعت عنه منذ فترة احتجاجا علي تصريحات وزير الصحة بمساواتهم بالتمريض في الكادر الطبي .... ( ليست تفرقة عنصرية لدعاة حقوق الانسان و لكن اعتقد ان المجموع و الدراسة في الكلية الصعبة و الخبرة العلمية و ليست الفنية لابد ان يكون لها تقدير بشكل ما ) و لكني عندما اجريت اتصالاتي بالقاهرة فوجئت ان الاجتماع هو في النهاية ( دعايا انتخابية لقائمة إئتلاف صيادلة مصر - دون الاشارة بالطبع الي انهم من الاخوان المسلمين ) السؤال هنا , هل هناك اي فصيل من المستقلين من يمكنهم ان يجتمعوا بالصيادلة مثلما فعل اعضاء هذا الائتلاف و تصدر لهم اشارة رسمية للتوقف ساعة مبكرا ً عن العمل و الاجتماع بهم بهذا الشكل الرسمي ؟؟؟ اليس هذا نوع من استغلال المناصب للصالح الشخصي ؟؟ من جاء سمع الينا في البداية بتركيز ثم ذهب التركيز بسرعة و بدأ التململ و الضيق و محاولة استخدام اليات دفاعيه من القاء التهم علي الصيادلة بدل ن سماعهم و محاولة امتصاص غضبهم ... عندما وصل مستوي الاسئلة الي اسئلة عميقة خاصة بصلب المهنة بدا واضحا تماما انهم لا يعرفون اي شئ عن ما يحدث في وزارة الصحة او التأمين الصحي او الحكومة بشكل عام , بل جائوا يبيعوننا كلام محفوظ و للاستهلاك الاعلامي اكثر منه للتطبيق العملي ... او كلام حماسي لا يسمن ولا يغني من جوع , لم اشعر بالصدق , كان هذا انطباع كل زميلاتي بدء من المديرة حتي اصغر صيدلانية بيننا .... بالطبع من جاء من مصر كنت اعرفهم - من الصيادلة الكبار فوق السن لا اتحدث عن من هم تحت السن لاني اعرف ابناء القاهرة و هم الصراحة غاية في الاحترام و النزاهة - و لكن ما اثار حنقي و غضبي ان نفس الوجوه التي رأيتها قبل الثورةو التي كانت تستطيع تصريف امورها مع الحكومة قبل الثور هي هي نفس الوجوه ( تم تثبيت 3 و هم من حضروا ) و هو ما ارفضه شكلا و موضوعا ً ... السنا بعد الثورة و لابد من تغيير الدماء بأخري اخصب و اصبي ؟؟؟ كان نظام الانتخابات فردي , و لكن اختار كل اصحاب توجهات متوافقة ان يتكتلوا و ينشؤوا قائمة خاصة بهم لنختار منها العدد الذي يكمل النصاب المفروض ... و لكن لا توجد قوائم ملزمةما جعلني استشيط غضبا ً هو ما وجدته في قائمة الاخوان المسلمين المتعارف عليها بقائمة صيادلة مصر .... وجدت علي رأسها الدكتور المحترم الذي فاز في الانتخابات هذه المرة ( محمد عبد الجواد ) لا ادري كيف ايد الاخوان و انزلوا في قائمتهم هذا الشخص !!!! الكارثة الحقيقية ان الاغلب في الاقاليم - و اغلب الصيادلة في القاهرة ايضا - لا يعرف هؤلاء الاشخاص عن قرب او لا يمتلكون علاقات في الدوائر الحكومية الصيدلانية تمكنهم من معرفة نشاط هؤلاء و كيف يتعاملون من الصيادلة الحكوميين و كيف يقررون قرارات تؤثر علي المهنة علي الامد البعيد , سأكتفي بذكر حالتي فقط من مصادر ثقة ... اولا هو شريك لمجموعة صيدليات العزبي الشهيرة في صيدليتين ( هذا ضد القانون الصيدلي بالطبع فتلك المجموعات تحتكر سوق الدواء و لا تترك مجال لتكافئ الفرص في المنافسة و من يدفع الثمن بالطبع هو صغار الصيادلة ) كان له موقف غير محترم من صيادلة الادارة المركزية الطبية ( هي الادارة التي تصدر تراخيص الدواء و تقر الادوية الوارد من الخارج و تحللها و تعطي رخص مزاولة المهنة و تقوم بالتفتيش الصيدلي علي الصيدليات و المصانع و تضبط المغشوش منها و بالطبع يتعرض الصيادلة في تلك الادارة لمبالغ و رشاوي في كل خطوة يخطونها ) كانت هناك رسوم تتقاضاها الادارة المركزية حتي ترخص الصيدليات فقام الدكتور المحترم برفع قضية علي الادارة حتي تلغي سلطة تلك الورقة التي تصدرها الادارة المركزية و تجعلها بلا قيمة و هذا من اجل تصفية حسابات مع وزارة الصحة ( الله اعلم لصالح من هذا ) و لكنه ابدا ليس في صالح الصيدلي الذي هو من المفترض نقيبه و لابد ان يعمل لخدمته و لتحقيق افضل ظروف العمل له ... و كانت حجته انه ليس ضد ما تفعل الادارة من تنظيم لسوق و لكنه لابد ان يعرف اي تذهب تلك الاموال و بالطبع لم يسأل عن هذا الامر الا عندما زادت المرتبات ( بالطبع الزيادة في الحكومة ليست زيادة معتبرة فالجميع يعرف ان مرتب الطبيب 300 جنية شهريا و بالطبع حتي لو زاد لالف جنية فهذه لا تسمي زيادة في ظل الاسعار الرهيبة التي حولنا ) من يهتم للاطلاع علي تفاصيل تلك المهزلة من صيدلانية شاهدة علي الموقف ليشاهد هذا الرابط

و بالطبع ما خفي كان اعظم ... فهو كان قائم باعمال النقيب د. زكريا جاد بدلا منه لفترة ليست بالقليلة فاللسلطة شهوة حتي و ان كانت مقيدة من قبل الحكومة و لكنه علي الاقل استطاع ان يدبر امره معهم ( و ليس مثلا مثل الشرفاء الاخرين الذين كانوا ضيوف دائمين علي سجون النظام السابق ) لقد كان وجود مثل هذا الدكتور ضمن قائمة مرشحي الاخوان هو شئ لا يمكنني تفسيره الا ان المصلحة العامة و مصلحة المهنة ليست هي المحرك الاساسي للاخوان ... هناك حسابات سياسية اخري للاسف ... عندما واجهنا الاخوان في مجموعة دفعتنا كان ردهم الدائم - التبريري كما هي حالتهم لأنهم لا يخطؤون ابدا - ان القائمة غير ملزمة و من حق اي احد ان يرشح من يريد ... طيب لماذا من اساسه دعمتم مرشح بمثل هذا السوء و تقولوا انه ليس من الاخوان ؟؟؟ معظم المهتمين علي النت يطنطنون بأن هذا الختيار الناس و ان الشعب سينساق لصالح الاخوان في اختياراتهم ... بالطبع هذه مع كامل احترامي سذاجة ... لمن بتابع الاعداد التي ذهبت للانتخاب سيعرف انها اعداد زهيلة لا تمثل الشريحة الصيدلانية التي تخرج كل عام حوالي 10 الاف صيدلي- منذ حوالي 10 سنوات - من مختلف كليات الصيدلة المختلفة .... الانتخابات اولا عن آخر في كل محافظات مصر لم يهب اليها 15 الف علي بعضهم .... فالأغلب لا يزالون حزب كنبة ... لا يتحرك من مكانه , و من ذهب للاسف لا يعرف عن عبد الجواد او عن اي احد من المرشحين الا الورقة التي توضع امامه ساعة الانتخاب و يقال له اختار تلك القائمة .... و لثقته ان الاخوان ناس - بتوع ربنا - اكيد اللي هيختاروهم ناس كويسين ... احزن بشدة علي المسؤول في الاخوان علي من دفع بالشباب و الفتيات الغضين مثل الورد في الدعايا بكل قوة و حرارة لمثل تلك القائمة و انا اجزم انهم لا يعرفون شيئا عن ما يحدث في الكواليس ولا يعرفون من الاسماء اي احد الا انها اسماء قادمة من اختيارات ثقة .... بعد ما قلت , وجة نظري الشخصية انه من المفروض ان تكون النقابات للمهنيين فقط دون ان تدخل الايديولوجية السياسية في الامر ... لانه سينتج عنده متاجرة بقضايا العاملين في مجال ما لحساب المرجعية الاساسية للجماعة او للحزب , و لن تكون مصلحة العاملين هي المحرك الاساسي و لكن ستطغي مصالح اخري و اولويات ليست من بينهم مصلحة ابن المهنة ( كما حدث في موقف الادارة المركزية تصفية حسابات و المستفيد بالتأكيد ليس الصيدلي )


------------------------



ملحوظات لم اكن لأحزن لو كان الاخوان اختاروا لمنصب النقيب العام دكتور مثل احمد رامي ,انسان متمرس و لبق و هادئ و علي قدر من الحكمة و الحنكة في ادارة الامور , كما انه يفهم جيدا في مهنته و في اقوانين , بالاضافة لذلك انه من الاخوان ... الخبرة ليست هي من تتحدث الان و لكن الامر تحول الي شغل مصالح ... بعد مطالعتي للاخبار اجد ان محافظة الاسكندرية ليست في الخريطة و لم تقال اعداد المؤيدين و المعرضين الي الان في اي خبر ... و لكن ايضا نقيب الاسكندرية السابق ( الاخوان ايضا ) ليس بالشخص المقنع او الجدير من منظوري الخاص ... و لكني لن اتحدث عنه الا بعد تجربة حقيقية ( فما حدث معه لا يعتبر كوارث مثل كوارث محمد عبد الجواد ) و لكن لنري ماذا ستخبئه الايام لنا ....

هناك 9 تعليقات:

محمد عبد الغفار يقول...

المحزن حقاً ان الأقبال كان ضعيفاً جداً ن فلو هو بهذا السوء فلماذا لم تذهبوا لتصفعوه بلا

شــــمـس الديـن يقول...

انا بالطبع ذهبت انا و شرحت الامر لمن اعرف , لكن الامر اكبر مني كشخص واحد في خضم هذا المحيط

Rehab يقول...

جيتى ع الجرح :(

Hamza matar يقول...

:)nice page

العنقاء يقول...

جميل جدا انك تكوني بهذه الموضوعية ، وتشيري إلى هذا الفساد المستمر بالحدوث . وربما هذا ايضا يوضح لك ان الإخوان في الحقيقة " كقيادات" ما يهمهم هو المصلحة الخاصة وليس النفع العام كما يدعون ، لا أشكك في الجميع فهناك منتمون للإخوان مخلصون فعلا ، لكن ايضا يتم استغلالهم من قبل الإخوان. المهم ان هذا الفساد لابد ان يلقى عليه الضوء بشكل أكبر ويعلمه الجميع ، وجزاك الله خيرا

يا مراكبي يقول...

لعلكِ ستندهشين عندما تعرفين أنني قرأتُ الستة موضوعات الأخيرة تباعاً في وقت واحد، ومع تنوع واختلاف موضوعاتها جميعاً، إلا أنني أجد بينهم جميعاً رابطاً واحداً مُشتركاً

هذا الرابط الخفي هو ما نشعر به أحيانا من "مفاجأة" بأن الثورة لم تغيّر من الأمور كثيراً، لا على مستوى الحكام أو المسؤلين وبالطبع أغلب أطياف هذا الشعب

وإحقاقاًللحق، فإن الخطأ يقع أولاً وأخيراً على الجميع للإفراط في التفاؤل وكأن العالم كله كان على حال، ثم سيتبدل فجأة في اليوم التالي لحدوث الثورة

وكان أيضا جيوش الفاسدين والمُنتفعين بعائلاتهم وأقرانهم وأصدفائهم سيختفون من العالم، أو أننا سنوقف التعامل معهم فلا نبيعهم شيئاً ولن يعملوا معنا وسيكونون كالجمل الأجرب

الحياة شيئ آخر .. والواقعية صادمة .. فلنحلم .. ولكن لا نبتعد عن الواقع ونحلق في الخيال

r يقول...

بعد تجربه الانتخابات دى
عرفت ان الغير منتمى للاخوان أو اى حزب او جماعه منظمه لسه قدامه شغل كتير جدا
لان زى ما انتى عارفه ان افيون الشعب اللى تقدرى تغطى بيه على اى اختيار هو الدين
ونحن شعب متعصب دينيا- ومش للحق غالبا
الانتخابات البرلمانيه على الابواب وربنا يستر من القادم
اما عن النقيب المنتخب فلا ارى فيه اى بشائر
ولكن هناك تحرك ملموس حاليا من النقابه فى فروع اخرى لكسب الرأى العام للصيادله
واحنا عايزين ايه غير المصلحه العامه مش الشخصيه
التجربه دى هتفرق فى الانتخابات القادمه بعد 4 سنين والناس او الصيادله تحديدا يمكن يكونوا اتعلموا

Maha E.Bahnassy يقول...

استاذة شمس الدين
مازلت انتظر رد سيادتك على استمارة الاستقصاء الخاصة بى حيث احتاج اليها فى وقت قريب ، وانا مهتمة بمدونتك ولذلك ارجو منك مساعدتى .
bloggingsurvey@yahoo.com
مها بهنسى
معيدة بكلية الاعلام جامعة القاهرة

اغانى شعبى يقول...

ولا الدموع الانتخابات نفسها محتاجة اعادة بناء